البشير ضحية أم جلاد ؟؟
طلب المدعي العام لـ (المحكمة الجنائية الدولية) / لويس مورينو أوكامبو باعتقال الرئيس السوداني / عمر البشير بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب في إقليم دارفور (غرب السودان) موجة من الغضب والقلق على مختلف الأصعدة - عربيا وأفريقيا وعالميا - لا سيما وأن ملاحقة رئيس على سدة الحكم تمثل منعطفا جديدا لا يسلم من شبهة المؤامرة والأساليب الغربية العقابية في ملاحقة الأنظمة الفالتة .
يذكر ، أن المحكمة سبق وأن طلبت من السودان تسليم شخصين وجهت لهما المحكمة مذكرة اعتقال لارتكابهما جرائم حرب في (دارفور) .. إلا أن البشير رفض تسليمهما وسخر من المحكمة ؛ الأمر الذي جعل المدعي العام للمحكمة يقول : إن البشير يحمي القتلة ، وذهب لاتهام البشير بالعقل المدبر لما يجري في دارفور من فظائع يشيب لها الولدان .
وقال الادعاء في مذكرته : " إن قوات وعملاء تحت قيادة البشير قتلوا ما لا يقل عن 35 ألف مدني ، كما تسببت في موت بطيء لما يتراوح ما بين 80 و265 ألفا شردهم القتال".
وجاء في المذكرة : " ارتكب البشير من خلال أشخاص آخرين إبادة جماعية ضد جماعات (الفور) و(مساليت) و(الزغاوة العرقية) في دارفور بالسودان من خلال استخدام جهاز الدولة والقوات المسلحة وميليشيا الجنجويد " .
كما وجه الادعاء الاتهام للبشير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب .. منها القتل والإبادة والنقل الإجباري لما يصل إلى 2.9 مليون مدني .. والتعذيب والاغتصاب.
وبالإضافة إلى طلب القبض على البشير .. طلب الادعاء من المحكمة مصادرة ممتلكات الرئيس السوداني وتجميد أرصدته .
في المقابل ، رفضت الحكومة السودانية اتهام البشير بالإبادة الجماعية وقالت : إنها لا تعترف بمثل هذه المذكرة ، كما أنها لا تعترف بسلطة المحكمة على السودان لأنها لم توقع على ميثاقها (ميثاق روما) .. شأنها شأن أمريكا وروسيا والصين .
وحذر وزير الخارجية السوداني من أن أي إجراء تتخذه (المحكمة الجنائية الدولية) يمكن أن " يدمر عملية السلام " في دارفور .
وفي هذا الإطار اهتمت مواقع الإنترنت والمنتديات بالقضية من حيث إبعادها وتأثيرها على مستقبل السلام والاستقرار في السودان ، وأبرزت مناقشات أكبر موقع سوداني (سودانيز أون لاين) قضية السيادة والعدالة وأيهما مقدم على الآخر ؟
(الجامعة العربية) اجتمعت بطلب من السودان لمناقشة قضية (المحكمة الجنائية) مع السودان .. وأبدت مساندتها للسودان ، وذهب عمرو موسى للسودان لعرض خطة التحرك ..
أما الأفارقة فقد حذروا من ملاحقة البشير وانعكاساته على عملية السلام في دارفور
الولايات المتحدة أبدت تحفظا على مذكرة الاعتقال ، ولكنها أعلنت أنها تدرس الأمر .. مع التأكيد على عدم رضاها عن سلوك الحكومة السودانية .
أما الدول الأوربية فقد تباينت مواقفها بين التشدد والمرونة ؛ فقد دعت بريطانيا وفرنسا الخرطوم للتعاون مع المحكمة وقالت : لا سلام بدون عدالة .. ذلك مع أنهما لم تغلقا الباب أمام مخرج لأزمة السودان .
على صعيد متصل ، وجد اعتقال القبض على جزار البوسنة الهارب الرئيس الصربي (رادوفان كراديتش) ترحيبا دوليا حارا - وذلك بعد (13) عاما من الملاحقة - وقد اعتبر وزير خارجية فرنسا أن القبض على كراديتش يبعث رسالة للجلادين أنه لا إفلات للمجرمين من العدالة
المصدر / باب كوم