يقصدها آلاف السيّاح يوميا
يمّا ڤورايا: المرأة الأسطورية الصالحة التي تتربع على عرش بجاية
2010.07.31
يمّا ڤورايا إحدى القمم الشامخة التي تحرس حظيرة عاصمة الحماديين ببجاية، بل هي امرأة تتربع على عرش التاريخ كما أنها حكاية وأسطورة إلى درجة أنها حاربت في وقت بعيد العدو الصليبي المسيحي.
^ ليس من السهل الوصول إلى قمة ڤورايا لصعوبة التضاريس التي تتوسط المسالك المؤدية إليها حب ورغبة المواطنين في لمس حس هذه الأسطورة.
يقصد جبل يمّا ڤورايا حشود من الزوّار الشغوفين بها من مختلف ربوع الوطن شتاء وصيفا، إذ لا تمنعهم برودة طبيعته ولا شدة حرارته التي تتجاوز درجة الـ40 تحت الظل من المحج إليه، بل هناك الآلاف من الزوار من يغامر بنفسه ويتحمّل مشقة السفر سيرا على الأقدام، وهم يخترقون المسالك الوعرة الضيقة للوصول إلى قمة ڤورايا الأسطورية التي وصفها البعض بأنها وليّة صالحة يقصدها الناس للتبرك بها، في حين اعتبرها آخرون بمثابة محاربة شجاعة تصدّت للجيوش الصليبية بشجاعتها، فهي التي حاربت الفقر والقهر والذل.
كما أطلق عليها فيما بعد لقب حارسة المدينة لتجربتها في مواجهة تمرد الجيوش المتسلطة. زيارتنا لقمة يمّا ڤورايا تختلف بكثير عن مقامات الأولياء الصالحين الآخرين على غرار سيدي بومدين في تلمسان، سيدي الهواري في وهران وسيدي عبد الرحمن في العاصمة، كما أنه لا يوجد قبر أو ضريح لامرأة تلقب بڤورايا، إلا أنه بالرغم من ذلك ما يزال يتوافد المئات بل الآلاف من السيّاح على المنطقة لزيارة المرأة التي تحرص بجاية من أعلى الجبل، حيث تعمّ أرضها بالزرابي المفروشة وحصائر يتبرع بها المحسنون على شكل هبة والتي توضع في خدمة الزوار. وكانت العديد من الدراسات قد اختصرت مفهومها على أن ڤورايا امرأة جسّدت وجودها في رمز الشجاعة عندما واجهت حملات شرسة من طرف الجيوش الصليبية المسيحية، وما عدا ذلك فإن ذكرها في مقامات أخرى قليل إلى درجة أن حكاياتها وقصصها أقرب إلى الخيال. كما يقول الكثير من المؤرخين إنها امرأة حسناء بهية الطلعة بل هي ذلك الجسد الذي يمثل امرأة أطلق عليها يمّا ڤورايا وهبت حياتها للصخور الصامدة، لها رابطة قوية بينها وبين بجاية، وأصبحت فيما بعد ملهما للفنانين تغنوا بقمة ڤورايا حارسة بجاية ليبقى بذلك اسمها منقوشا بين الأجيال عبر ربوع الوطن