ماهي خلفيات تحمس رئيس نيجيريا للدفع بخيار التدخل العسكري الأجنبي الخارجي في النيجر؟

[سندباد علي بابا]

ماهي خلفيات تحمس رئيس نيجيريا للدفع بخيار التدخل العسكري الأجنبي الخارجي في النيجر؟

لماذا رئيس نيجيريا "صانع الرؤساء" مُتحمساً للتدخل العسكري في النيجر؟

علماً أن نيجيريا يُسيطر عليها العسكر.

والدليل على أن جيش نيجيريا ليس مع التدخل العسكري في النيجر طرحه القضية على برلمان نيجيريا ورغبة هذا الأخير بحل القضية بالطرق الدبلوماسية.

ومن المؤكد أن العسكر من الشباب الإفريقي أكثر تحمساً لإنهاء الاِستعمار والاحِتلال الفرنسي - الأمريكي الغربي في بلدانهم وفي القارة السمراء.

أولاً، نيجيريا يحكمها مدني "مُنتخب" مُتخرج من المدارس الأمريكية "صانع الرؤساء/ عراب رؤساء نيجيريا المُتعاقبين" وهو حليف وثيق للغرب.

ثانياً، نيجيريا تعتقد أن حرب أوكرانيا وفرض العقوبات على روسيا من طرف الغرب وتخلي أوروبا عن الغاز الروسي سيفتح لها باب مغارة علي بابا بالاستحواذ على حصص روسيا من الغاز التي هي في حدود 45 بالمئة من الغاز الذي كانت تصدره لأوروبا قبل إنطلاق أزمة أوكرانيا ناهيك

عن المواد والثروات الباطنية التي كانت روسيا تُصدرها لأوروبا والتي توقفت بفعل العقوبات التي سلطتها أوروبا - أمريكا على روسيا.

وهي تسعى لمد أنبوب غاز من نيجيريا + المغرب + أوروبا

أو مد أنبوب غاز نيجيريا+ النيجر+ الجزائر + أوروبا

وهي لا تفكر في مصالح روسيا التي قد تتضرر من هكذا قرار أي الاستحواذ على أسواق روسيا في أوروبا وبلدان المنظومة الغربية مثل: اليابان- كوريا الجنوبية- أستراليا - نيوزيلندا...إلخ.

ولا في عواقب ذلك المشروع على مصالح ليبيا والجزائر التي قد تتضرر صادرتهُما من الغاز (لو كانت الجزائر دولة أنانية لقضت على غاز نيجيريا ونفطها وغيرها من الدول البترولية والمنتجة والمُصدرة للغاز بتبني مُقاربة أوروبا أمريكا للطاقات النظيفة واعتمدت مشروع "ديزرتيك" في صحرائها الشاسعة لإنتاج الطاقة الكهربائية التي

بإمكانها تغطية حاجة أوروبا وأمريكا والمنظومة الغربية بأسرها من هذه الطاقة لمُدة تتراوح بين: 50 إلى 100 سنة قادمة ولتعويض الطاقة الأحفورية للمحركات بالكهرباء وعندها فستجد نيجيريا أنها مضطرة لشرب نفطها وغازها لأنه ساعتها ستكون بلا قيمة وهي بالمقابل ستصبح بلا قيمة للغرب).

نيجيريا مثل أثيوبيا مع مصر والسودان في قضية تقاسُم مياه النيل .. نفس الأنانية - والغرور طبعت على قلبيهما نيجيريا - أثيوبيا.

لكن نيجيريا تقف منذ عُقود طويلة مضت وحتى هذه اللحظة على حركات إنفصالية (جمهورية بيافرا) وتُمزقُها الحروب الاثنية والقبيلة وهي بلد يعجُ بالصراعات بفعل الإثنيات العرقية وبظاهرة الإرهاب الذي تقُوده في هذه الأثناء حركة "بوكو حرام" الإرهابية وتغيب فيها الديمقراطية

وكل حُكامها لا يتم مُرورهم للترشح والفوز بالرئاسة إلا بموافقة الجيش كما أن للفساد نصيبٌ كبيرٌ فيها رغم غِناها بشرياً وهي على أعتاب وصول تعداد سكانها زهاء 500 مليون نسمة (نصف مليار) سنة 2050 وإمتلاكها للمياه فهي تمتلك زهاء ألــ 10 أنهر والثروات الباطنية والطاقة.

نيجيريا تقف في الجانب الخطأ من التاريخ

وهي تحاول تفويت الفرصة على شباب إفريقيا للانعتاق من الإحتلال والاستعمار الفرنسي - الأمريكي الغربي

نيجيريا تقف في وجه تطلعات الشعوب الإفريقية في الإستقلال اِقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وتكنُولوجياً وتصطف إلى جانب فرنسا وأمريكا وبريطانيا (بحكم اِستعمار بريطانيا لنيجيريا في الحقبة الإستعمارية التي مرت بها القارة السمراء وكثير من مناطق العالم) وأوروبا وحلف الناتو والغرب الذين يمتصون خيرات قارة إفريقيا ويعطُوها مُقابل ذلك

الفقر والفاقة والأمراض والجوع والحروب الأهلية والاثنية والقبلية والعرقية وتصدير الإرهاب والاستغلال والاتجار بالبشر والفساد.

بقلم: سندباد علي بابا