اصنعوا العيد بألوانكم
كل عام وأنتم الخير والفرح والسرور وعيدكم مبارك...
لهذا جئت لأقول لكم كل عام وأنتم أكثر إشراقا...
كل عام وأرواحكم كالشمس مزهرة...
كل عام وقلوبكم ككروم العنب كريمة...
ومن جديد...ها نحن نقف على عتبات العيد...متزينين به...
ومتزيناً لنا...حاملاً في جيوبه الكثير من حلوى الذكرى...
ومن عصائر البهجة...
مشاهد طفولية وحماقات ساذجة و أصوات مفرقعات...
وجوه بريئة بملامح السعادة...
خطوط طويلة تمثل أزقة أحياء تصرخ بالجمال...
شخصيات مبتسمة تشع أملاً...
وتوزع السعادة في ممرات التفاصيل...
وذكريات أثقل...عجزت الجيوب عن حملها...
ومنحت الزمن الصلاحية للاحتفاظ بها...لنثرها يوماً ما...
ومع كل عيد...نفتش في أجندة الوعود...
لنبحث عن مواثيق المكوث...
ونسترجع أرواحا نذرت البقاء...
وشاركت في جريمة الفرح...وتعهدت باقترافة دوماً...
وحولته لذنب...وتابت منه بالغياب...
فأذنبت بالنقض...وبقيت في مسيرة...اللاحضور...
وتركت شيئاً من الأمل بالعودة...
فتوقف الأمل بـاللاعودة...وبقي الأمل هو الذنب الجديد...
لا فرح يوازي إهداء الفرح...
ولا شيء يعادل منح البسمة...لذا...حاولوا أن تصنعوا هذا...
وامنحوه لمن ينتظرونه منكم...ولمن لا ينتظرونه أيضا...
ارسموا البسمة...و خربشوا في معامل السعادة...
ولونو لوحة الابتسامة...
واختاروا ألواناً لا تليق...سوى بالعيد...
واصنعوا العيد بألوانكم أنتم...
وبعباراتكم الخاصة...بأرواحكم الصادقة.....
وبلحظات لا تنثر دوماً...
وقبل أن تفرحوا...تذكروا أطفالاً لا يستطيعون الفرح...
وأمهات لا أعياد لهن...
وشيوخا توقفوا عن البهجة منذ أمد...
ومرضى أعيادهم أسرة بيضاء...
وغيرهم لا ينتمون لكل ما سبق...
ولا يرجون سوى اهتمام صادق...
تذكروا كل الذين غادروا أعيادنا...
وكانوا يوماً شركاء في تأسيس معامل السعادة...
وملأوا تفاصيل تلك الأيام مرحاً...
وعبأوا فراغات اللحظات بابتساماتهم...
ومنحوا لأيامنا الجمال...ورحلوا...
بادروا بالصفح...وكونوا أقوياءً بالعفو...
والبسوا الشجاعة بثوب التغاضي...
واقلبوا صفحات الحقد...
وسطروا جداول التجديد...
وأعلنوا السماحة بصوت مسموع...
وانثروا السلام في جنبات العيد...
واغتنموا سبق النسيان...
واجعلوا العيد أنتم لمحبيكم...
واصنعوا من أنفسكم محوراً للحب...
وغنوا العيد معاً...
وكل عام وأنتم الفرح...
تحياتي