◄◄ كيف تكونُ معلماً محبوباً .. ؟
◄ كما أنّ العشبَ لا ينبُتُ في الصّخورِ الصمّ مهما سُقِي بماءِ المطر، فإنّ أذهانَ الطلاب لا تنتفعُ بمعارفِ المعلمِ ما لم يُنَدِّها بابتسامةٍ حانية ، ويُهيِّئْها بقصّةٍ شائقة ؛ لأنّ أذهانَ التلاميذِ كالورود الرقيقة لا تفوحُ بالعطر إلا إذا حرّكها النسيمُ العليل ، وأيقظَها سنا الشمس الدافئ...
▬ تفنّنَ علماءُ التربيةِ من القدامى والمحدثين في ابتكارِ وصفةٍ تحملُ المتعلّمين على الانتباه، وتحفّزُهم على الانطلاق ، وتفتّحُ عقولهم ، فلم يجدوا أنجعَ من وصفة المحبّة...
يقولُ عالمُ الرياضياتِ الإنجليزيّ (برتراند راسل) : " لن يصلَ أيُّ إنسانٍ إلى مرتبةِ المعلمِ الجيّد إلا إذا كانت لديه مشاعرُ الدفءِ والحبّ تجاهَ تلاميذه ، وكانت لديه الرغبةُ الأصيلةُ لينقلَ لهم ما يؤمنُ هو نفسه بأنّه ذو قيمة ".
▬ إذًا ما العواملُ التي تجعلُ المعلمَ محبوباً عند تلاميذه؟
أولاً: إظهارُ روحِ الدّعابة والمرح ، فالابتسامة خيرُ رسالة ، وأنجعُ لقاء بين المعلم وطلابه ، وهذا من هَدي المصطفى - صلى الله عليه وسلّم- فقد قال -صلى الله عليه وسلّم : " وتبسّمكَ في وجه أخيك صدقة ".
فالابتسامةُ تجعل الطالبَ يُقبل على المدرسة والدّرس برغبة وشوق فضلاً عن كونها تبدّد المخاوف من نفسه...
ثانياً : التشجيعُ على المواقف الحسنة والإجابات الصحيحة ، وإذكاءُ روحِ التنافس بين الطلاب ، وبذلك يوجّهُ اهتمامَهم إلى ما هو نافع ، وذلك عن طريق المسابقات ، وتكليفهم باستظهار الآيات من القرآن ، والقصائد وعواصم الدول وغير ذلك. فالطلابُ طاقاتٌ كامنة تنتظرُ من يستثمرُها ، وأذهانٌ هائمة تنتظرُ من يقودُها ويوجّهها.
"من أسمى فنون المعلم أن يوقظَ روح الحماسة لدى الطلبة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم بطرق إبداعية ".
▬ لقد أثبتت التجاربُ الميدانية التربويّة أنّ التشجيعَ في كلّ الأحوال ناجعٌ ، ويؤثر تأثيرًا إيجابيًا على الطالب شريطةَ أن يكونَ في وقته ، وبقدرِ الحاجة إليه ، والأهمّ أن يكون متنوعاً ، ومتقطعاً حتى لا يسأم الطالب.
" وكذلك ينبغي لكلّ معلم راشد أن يشيدَ بالمواقفِ الحسنة لتلاميذه ، وينوّهَ بكلِّ من له موهبةٌ أو قدرة ، وينمي فيه الطموح بالحق، والتفوق بالعدل ، ولينبه الآخرين على فضلهم، فينافسوهم في الخير إن استطاعوا ، أو يعترفوا لهم بالفضل إن عجزوا. وإن كلمة تقدير وتكريم من أستاذ له قدر في شأن أحد تلاميذه ، قد تصنع منه- بتوفيق الله تعالى-
" نابغة من نوابغ العلم ".
ثالثاً : الاهتمام بشؤونهم وعوالمهم ، فحريّ بالمعلم أن يسائلَ الطلاب عن المساجد التي يصلّون فيها، وعن المكتباتِ التي يشترون قصصَهم منها، وعن البرامج التلفزيونية النافعة التي يشاهدونها ، وعن الأندية الرياضيّة التي يشجعونها ، وإذا ما شعرَ الطلابُ باهتمام معلمهم باهتماماتهم فإنهم يمنحونه كلّ محبّتهم وتقديرهم ليصبحَ هو الأمَّ والأبَ والصديقَ والقائد.. ومن خلال ذلك يستطيعُ المعلمُ أن يستثمرَ هذه المحبّة فيما يعودُ على الأبناء بالخير والفائدة العلمية والأخلاقية... فيبثّ في نفوسهم حبَّ الإسلام ، ويؤصِّلُ في قلوبهم القيمَ السامية والفضائل الراقية.. ويحبّبُهم في العلم ... منقول ....🌸💖🌸