بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
مشروعية الآذان
شرع في السنة الأولى من الهجرة على الراجح، كما رواه البخاري -: "كان المسلمون حين قدموا المدينة، يجتمعون فيتحينون الصَّلاة، ليس ينادى لها، فتكلموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسًا، مثل ناقوس النَّصارى، وقال بعضهم: بل بوقًا مثل قرن اليهود..."؛
وتذكر كُتُب السُّنة: أنَّه لَمَّا كَثُر الناس، ذكروا أنْ يعلِّموا وقت الصلاة بشيء يجمعهم لها، فقالوا: لو اتَّخذنا ناقوسًا؟ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((ذلك للنَّصارى))، فقالوا: لو اتخذنا بوقًا؟ قال: ((ذلك لليهود))، فقالوا: لو رفعنا نارًا؟ قال: ((ذلك للمجوس))، فافترقوا، فرأى عبدالله بن زيد رؤيا، فجاء إلى النَّبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - فقال: طاف بي وأنا نائم رجل، يحمل ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبدالله، أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلُّك على ما هو خير من ذلك؟ قلت: بلى، فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر... فذكر الأذان، فلمَّا أصبحت، أتيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - فقال: ((إنَّها لرؤيا حق))، ثُمَّ قال الرَّسول - صلَّى الله عليه وسَلَّم - لعبد الله بن يزيد -: ألقه على بلال، فإنَّه أندى صوتًا منك.
و هذا يدل على ان المؤذن ينبغي أن يكون ندي الصوت.
الآذان إصطلاحا – أي في الشرع – هو الإعلام بدخول وقت الصلاة بالألفاظ المشروعة [ ألفاظ خاصة محدودة ].
الحكمة من الأذان الإعلان بشعائر الإسلام وإظهار التوحيد، والدعوة إلى حضور الجماعة، والإعلام بمكانها، والتنبيه على دخول الوقت، وبه تتميز دار الإسلام عن غيرها.
فضل الآذان
* فضل الأذان:
- حديث أبي هريرة مرفوعا:" لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا "، البخاري.
- حديث أبي هريرة مرفوعا:" إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين "، البخاري، وفي رواية مسلم:"... إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص "، والحصاص الضراط، وهو خروج الريح بصوت.
- حديث معاوية مرفوعا:" المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة "، مسلم، أي أكثر الناس تشوفا وتطلعا لرحمة الله، لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع غليه، أو كناية عن النجاة من العرق، وروي الحديث:" أطول الناس إعناقا - بالكسر - إي إسراعا إلى الخير، من العنق وهو نوع من السير فسيح.
- تفسير عائشة لقوله تعالى:" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "، بأنها نزلت في المؤذنين.
- قول عمر:" لو أطيق الأذان مع الخلافة لأذنت ". مدونة الفقه المالكي: 1/269
حكمه
قيل: إنه فرض كفاية، وهو الصحيح عند كل من الحنابلة, والمالكية على تفصيل في قولهم.
وقيل: إنه سنة مؤكدة وبه قال بعض المالكية للجماعة التي تنتظر آخرين ليشاركوهم في الصلاة.
منقول بتصرف
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد