|
فقه المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنّة |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
حُكم الاحتفال بالمولد النبوي..
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2016-12-04, 20:21 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حُكم الاحتفال بالمولد النبوي..
حُكم الاحتفال بالمولد النبوي.. الاحتفال بالمولد . . . تاريخٌ وشبهٌ. هل الاحتفال بالمولد بدعةٌ أو سُنّةٌ؟ ومتى عُرف هذا الاحتفال، ومتى بدأ؟ ✍فأجاب الشيخ رحمه الله : ج : سَبَق أن تكلمنا عن نشأة علْم الكلام والفِرَق، إذًا ينبغي أن نعلم أيضًا متى نشأ الاحتفال باسم المولد النبويّ؟ وكلّنا نعلم متى وُلِد النبيّ عليه الصّلاة والسّلام وكم عاش ومتى توفّي عليه الصّلاة والسّلام، لكن الاحتفال بمولده متى حصل؟ أوّل احتفالٍ حصلَ بمولد النبيّ عليه الصّلاة والسّلام متى؟ هذا السؤال إذا راجعنا التاريخ - حسب علمي - أوّل احتفالٍ حصل باسم: المولد النبوي. ثمّ تبع ذلك باسم المولد لعلي بن أبي طالب. ثم لفاطمة رضي الله عنهما. ثم للحسن والحسين رضي الله عنهما. ثم للخليفة الموجود في ذلك الوقت. ستّة احتفالات. متى حصل هذا؟ ✍في عهد الفاطميّين، على الأصح: العُبَيْدِيِّينَ. أراد العبيديون أن يرفعوا من شأنهم وزعموا أنّهم فاطميّون، نسبةً إلى فاطمة الزهراء، وأرادوا أن يُثبتوا هذا النّسب المزيّف بالتملّق لآل البيت، ومن التملّق إيجاد هذه الاحتفالات. في كلّ سَنَةٍ يحتفلون هذه الاحتفالات الستّة، تعظيمًا منهم لآلِ البيْت، لأنّهم في الواقع ليسوا منهم، وانتسبوا [إليهم] وأرادوا إثبات هذا النّسب كما قلنا، وفعلوا ذلك. لو راجعنا التّاريخ مع البحث عن معنى هذا الاحتفال والغرض من [هذا] الاحتفال؛ إنْ كان الغرض من الاحتفال بمولد النبيّ عليه الصلاة والسلام إظهار محبّته عليه الصلاة والسلام وتقديره. كلّنا نؤمن وجميع المؤمنين: لا يوجد رجلٌ يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أبي بكرٍ الصدّيق صاحبه في الغار، أبو بكر الذين تعلمون موقفه وسيرته الذي ثبَّتَ الله به المؤمنين يوم وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم عندما اضطرب المؤمنون من وفاته حتّى قال عمر: «إِنَّهُ ذَهَبَ لِيَجِيءَ، ذَهَبَ لِيُنَاجِي رَبَّهُ وَيَرْجِعُ» ومن قال إنّه مات سوف يقطع رأسه بسيفه، حصلت بهم الدهشة إلى هذه الدرجة، ولكنّ الله ثبّت صاحب الغار، ذلك الرجل الشيخ الوقورَ ثبّته الله وثبّت الله به المؤمنين، لم يحتفل أبو بكر - هذه بعض صفاته - ولم يحتفل عمر ولا عثمان ولا علي ولا الصحابة أجمعون، ولا التابعون ولا تابع التابعين، الأئمّة الأربعة المشهود لهم بالإمامة لا يعرفون الاحتفال بالمولد، الخلفاء الراشدون وخلفاء بني أميّة والعبّاسيون جميعًا إلى عهد العُبيديين لا يعرفون ما يُسمى بالاحتفال، إذًا بدعةٌ عُبيديةٌ أو فاطميّةٌ على حسب تعبيرهم، هم الذين سموا أنفسهم بهذا. لسائلٍ أن يسأل وكثيرٌ ما يسألون هذا السؤال، قالوا : نحن ما نريد شيئًا آخر، كلّ ما نريد الذكرى، الصحابة لم يحتفلوا لأنّهم كانوا على قربٍ من حيث الزمن من رسول الله عليه الصلاة والسلام، أما نحن بعد هذا التاريخ الطويل نريد الذكرى، ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل هذا مُسَلَّم؟ نتساءل : متى نَسَي المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى نُذكّرهم بالاحتفال بالاجتماع على الطعام والشراب والبخور في ليلة اثني عشر من ربيع الأوّل من كلّ عامٍ، وهل نسي المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل يجوز لهم أن ينسوه؟ لا. لا يؤذن مؤذّنهم فيقول «أشهد أن لا إله إلا الله» إلّا وهو يقول «وأشهد أن محمّدًا رسول الله»لا يدخل مسلم مسجدًا إلّا وقال «باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله» وكلّ من يكثر من الصلوات غير الفرائض في كلّ صلاة يصلّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج مسلم من مسجدٍ إلّا وصلّى وسلّم على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، لا يقرأ طالبُ علمٍ درسه ولا يدرِّس مدرّسٌ إلّا وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، في الدرس الواحد عدّة مراتٍ، إذًا نحن - تَحَدُّثًا بنعمة الله - لم ننس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجميع المسلمين، إذًا لسنا بحاجةٍ إلى ما يسمى بذكرى المولد. استفسارٌ آخرٌ: يقولون: بالنسبة للخارج صحيحٌ أنّه منكرٌ إذْ يحصل فيه الاختلاط بيْن الجنسين وربّما تحصل أشياءٌ لا يُستحسن ذِكْرها في تلك الاحتفالات التي تُقام رسميًّا في الميادين يلتقي فيه الجنسان ويحصل ما يحصل، لكن إذا أقمنا الاحتفال في بيوتنا وراء الأبواب المغلقة لا يحصل فيه اختلاطٌ ولكن نقرأ السيرة، نأكل الطعام ونشرب الشراب بذكرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونقرأ سيرته. الجواب: هل تعتقدون أنّ هذا العمل عملٌ صالحٌ تتقرّبون به إلى الله أو [أنّه] عبثٌ؟ وقطعًا لا يقولون: إنّه عبثٌ، إنّما هو عملٌ صالحٌ. الجواب: وهل تظنّون أنّكم تستطيعون أن تأتوا بعملٍ صالحٍ يُرضي الله لم يشرعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يعلمه خيرُ هذه الأمة، «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ» أولئك لم يعلموا، وهل علمتم خيرًا وعملًا صالحًا مقبولًا عند الله لم يأت به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا الخلفاء الراشدون؟ هذا هو معنى الابتداع بعينه، لأنّ البدعة أن تأتي بعملٍ ظاهره عملٌ صالحٌ ولكنّه غير مشروعٍ، هذا [هو] الفرق بين البدعة وبيْن المعصية، المعصية المخالفة، أن ترتكب منهيًّا عنه، أو تترك مأمورًا به، هذه معصيةٌ، أمّا البدعة أن تأتي بعملٍ ظاهره أنّه عملٌ صالحٌ كالصّوم المبتدع والصّلوات المبتدعة والاحتفالات المبتدعة، هذه هي البدعة بعينها. وبعد: في مثل هذه الأيّام وبعد هذه الأيّام يأتي بعض النّاس إلى المدينة ليكون الاحتفال في المدينة وهؤلاء يفوتهم وعيدٌ شديدٌ وَرَدَ خاصًا بالمدينة، ما هو هذا الوعيد؟ عندما بيّن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حدود المدينة وبيّن أنّه حرّم هذه المدينة كما حرّم إبراهيم مكّة وبيّن حدودها قال في حقّ المدينة«مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى فِيهَا مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» لم يرد وعيدُ كهذا حتّى في مكّة. المدينة ليست بلدًا عاديًّا، بلدٌ اختاره الله ليكون مهاجَرَ رسوله عليه الصّلاة والسّلام ولتكون هذه المدينة العاصمة الأولى للمسلمين والمحلّ الذي يُدفن فيه رسول الله عليه الصّلاة والسّلام فيبعث منه، لذلك من جاء إلى المدينة فأصابته حاجةٌ وفقرٌ وتعبٌ وصَبَر على ذلك هو على وعدٍ مع رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أنّه يكون له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، وحثّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام المسلمين على إقامة المدينة والموت بها ما لم يحث على مكّة مع ما لها من الفضيلة ومضاعفة الصلاة،«مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فِي الْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ» هذه المدينة التي هذه مكانتها، كوننا نأتي من خارج المدينة لنبتدع في المدينة بدعةً لا يرضاها الله ولا يرضاها رسول الله عليه الصّلاة والسّلام ولم يأمر بها ولم يفعلها ولم يفعلها الخلفاء الرّاشدون ونجادل: ما فعلنا شيئًا، ما فعلنا منكرًا، اجتماعٌ بين الرجال، قراءةٌ للسّيرة، إلى آخر الاعتذارات، كلّ هذا لا يجدي، أنت انظر إلى هذا العمل، هل تعتقده عملًا صالحًا مشروعًا تتقرّب به إلى الله أم لا؟ إن كنت تعتقد أنّه عملٌ صالحٌ يقرّب إلى الله فقد ابتدعت، يقول الإمامُ مالك إمام دار الهجرة «مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسْلَامِ بِدْعَةً فَرَآهَا حَسَنَةً فَقَدْ اتَّهَمَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكِتْمَانِ وَعَدَمِ التَّبْلِيغِ»إذا أتيت بعملٍ ظاهره عملٌ صالحٌ ولم يكن هذا العمل من طريق رسول الله عليه الصّلاة والسّلام كأنّك تستدرك على الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وتقول بلسان حالك لم يبلغ كلّ شيءٍ بل هناك ثغراتٌ تحتاج إلى أن تُملأ بهذه البدع، وكان مالكٌ رحمه الله من أشدّ النّاس في إنكار هذه البدع وغيرها من البدع. فإذا راجعنا تاريخ الصّحابة والأئمّة لا نَجْدُ ما نستأنس به بل نجد ما ينفّرنا من هذه البدعة، وإذا كان لابدّ من عملٍ صالحٍ يوم ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلنعمل بما شرعه لنا الرّسول عليه الصّلاة والسّلام من صيام يوم الاثنين سواءٌ كان في شهر ربيعٍ الأوّل أو في غيره، طول السَّنة، وتكتفي بما اكتفى به الأوّلون، الخيْر كلّ الخيْر فيما فعل سلفنا والشرّ كلّ الشرّ فيما ابتدع هذا الخلف. وبالله التوفيق وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه.
آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2021-10-11 في 00:13.
|
||||
2016-12-04, 20:26 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
°°((لمحبتنا واتباعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم نحتفل بمولده))°°
للشيخ عبد القادر الجنيد -حفظه الله- -الخطبة الأولى: -الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام ديناً، ونصب الأدلة على صحته، وبينها لنا وجلَّاها، وأعان من أراد هدايته من خلقه على لزوم وحيه وشرعه، وكفى به هادياً ومعيناً، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، جاء بشريعة واضحة نقية، وحنيفية غراء سوية بهية، ورفع الله ذكره، وجعله أفضل خلقه، وأحب وأثنى على من سار على سنته، واقتفى أثره في القول والعمل، والفعل والترك، ورضي عن آل بيته الميامين، وأصحابه الحاملين لراية السنة علماً وعملاً ودعوةً، وحباً وتعظيماً وانقياداً، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيراً. -أما بعد، فيا أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: -لو اختلف اثنان منكم وتنازعا، فقال أحدهما: إن الاحتفال بيوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم مباح، بل أمر طيب حسن. -وقال الآخر: بل الاحتفال بيوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم غير مشروع، وهو بدعة في الدين محرمة. -فلا ريب أن المصيب المنصور بأدلة القرآن والسنة النبوية الثابتة، وأقوال وأفعال الصحابة، هو الثاني، الذي حرَّم هذا الاحتفال، ولم يحتفل، وحذَّر إخوانه المسلمين من الاحتفال. -وكيف لا يكون مصيباً، وبالحق نطق، وله اتبع، وعليه سار، والله – جل وعلا – قد قال آمراً له ولجميع العباد: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ }. -والله سبحانه قد أنزل علينا وإلينا القرآن والسنة النبوية، وتارك الاحتفال والناهي عنه قد نظر فيهما فلم يجد ذكراً للاحتفال بالمولد، لا أمراً، ولا ترغيباً، فاتَّبَع ما فيهما، ولم يتَّبِع ما قاله وفعله غيرهما، فلم يكن من أهل هذا الاحتفال، ولا أعان عليه، ولا دعا إليه. -وقد قال الفقيه الفاكهاني المالكي – رحمه الله – في رسالته “المورد في عمل المولد”(ص:20): «لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين».اهـ -كيف لا يكون مصيباً، وبالحق نطق، وله اتبع، وعليه سار، وهذا الاحتفال لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولا من بعدهم من سلف الأمة الصالح الذين هم خير الناس، وأعلمهم بنصوص الشرع، وأشدهم عملاً بها، وأكثرهم متابعة لها، وهو قد تابعهم فلم يحتفل، ولا دعا إلى هذا الاحتفال، ولا أعان عليه. -وقد قال علامة بلاد اليمن محمد بن علي الشوكاني – رحمه الله – عن الاحتفال بالمولد النبوي في “فتاويه”(2/ 1087): «أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون، ولا الذين يلونهم، ولا الذين يلونهم».اهـ -وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )). -فهنيئاً لمن اتبع هؤلاء القوم الذين هم خير الناس في ترك الاحتفال بالمولد، ولم يخالفهم فيتَّبِع ويُتابع غيرهم. -كيف لا يكون مصيباً، وبالحق نطق، وله اتبع، وعليه سار، حين لم يتقرب إلى الله تعالى بالاحتفال بالمولد، لأن الصحابة – رضي الله عنهم – لم يتعبدوا الله ويتقربوا إليه بهذا الاحتفال. -وقد قال حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه -: (( كُلُّ عِبَادَةٍ لَمْ يَتَعَبَّدْهَا أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تعبَّدوها، فَإِنَّ الْأَوَّلَ لَمْ يَدَعْ لِلْآخِرِ مَقَالًا )). -ولا ريب أن متابع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعلوه وتركوه على حق وهدى وطريق سديد، ومخالفهم على باطل وفي ضلال يسير. -كيف لا يكون مصيباً، وبالحق نطق، وله اتبع، وعليه سار، وهو متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وباقي سلف الأمة الصالح وأئمة أهل العلم كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وأهل زمانهم في ترك الاحتفال بالمولد، ومُخَالفه الذي يحتفل بالمولد متشبه بأعداء الله وأعداء دينه ورسوله وأعداء الصحابة من الشيعة الرافضة العُبيدية الباطنية الفاطمية، فقد نص كثير من المؤرخين على: «أن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هم ملوك الدولة العبيدية الرافضية الباطنية الخارجية». -وممن ذكر هذا وأشار إليه: -مؤرخ مصر تقي الدين المقريزي الشافعي في كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخِطَط والآثار”(1/ 490)، وأديب عصر المماليك أبو العباس القلقشندي في كتابه “صبح الأعشى في صناعة الإنشاء”(3/ 498-499)، وعلي محفوظ الأزهري في كتابه “الإبداع في مضار الابتداع”(ص:126)، والأستاذ علي فكري في كتابه “المحاضرات الفكرية”(ص:84). -بل قال الشيخ محمد بخيت المطيعى الحنفي مفتي الديار المصرية – رحمه الله – في كتابه “أحسن الكلام”(ص:44-45): «مما أُحْدِث وكثر السؤال عنه المولد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله، توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة إحدى وستين وثلاث مئة، ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان في تلك السنة، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد السيدة فاطمة الزهراء، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد الخليفة الحاضر، وبقيت هذه الموالد على رُسومها إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش».اهـ -وهؤلاء العبيدية الباطنية الرافضية الفاطمية الذين أحدثوا الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد في بلاد المسلمين، قد قال الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي الشافعي – رحمه الله – في كتابه “سير أعلام النبلاء”(15/ 141) إنهم: «قلبوا الإسلام، وأعلنوا الرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية».اهـ -وقال عنهم فقيه المالكية القاضي عياض – رحمه الله -في كتابه ” ترتيب المدارك وتقريب المسالك”(7/ 277): «أجمع علماء القيروان: أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة، بما أظهروه من خلاف الشريعة، فلا يُورَثون بالإجماع، وحال الزنادقة بما أخفوه من التعطيل، فيُقتلون بالزندقة».اهـ -إذن فالمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد مقتد ومتشبه – شاء أم أبى – بالرافضة الباطنية العبيدية الخارجية، فهم أول من أحدثه وفعله، وليس بمقتد ولا متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بأصحابه، ولا بأحد من سلف الأمة الصالح. -أفيرضى مسلم سُنِّيٌّ حريص على دينه وآخرته بعد معرفة هذا أن يكون هؤلاء القوم المنحرفون الضالون هم قدوته وسلفه في الاحتفال بالمولد النبوي؟ -وإنك والله لتعجب أشد العجب وأغربه حين تسمع بعض الناس يقول: “نحن من أتباع الأئمة الأربعة أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل”. -وإذا بك تراه في أمر المولد لا يَتَّبِعهم ولا يُتابعهم فيترك الاحتفال به، كما تركوه ولم يفعلوه، بل يُتابع ويقلد أعداءهم من الرافضة العبيدية الخارجية. -كيف لا يكون من لا يحتفل بالمولد ويحذِّر منه وينهى عنه مصيباً، وبالحق نطق، وله اتبع، وعليه سار، والاحتفال بالمولد أمر مُحدث في دين الله، أحدثه العبيديون الرافضة في القرن الرابع الهجري، وقد صحت أمور في شأن الأقوال والأفعال المُحْدثة في الدين: -الأول: أنها شر وبدعة وضلالة. -حيث صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في موعظته الوداعية زاجراً أمته ومحذراً: (( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )). -الثاني: أنها مردودة على صاحبها لا يقبلها الله منه إذا فعلها أو قالها. -حيث صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )). -ويعني صلى الله عليه وسلم بقوله “أمرِنا”: ديننا، وبقوله “فهو رد” أي: مردود على فاعله غير مقبول منه. -الثالث: أنها في النار. -حيث صح عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: (( وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, أَلَا وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ )). -ولا ريب أن ما وصِف في الشرع بأنه شر، وبدعة، وضلالة، وفي النار، ومردود على صاحبه، يدخل في المحرمات الشديدة التحريم. -ومن عجيب أمر بعضهم وغرابته، أنه يقول عن الاحتفال بالمولد: “إنه بدعة حسنة”، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حكم بأن جميع البدع ضلالات، والضلالات لا حَسن فيها، فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبه: (( وَشَرّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )). -و“كل” من صيغ العموم عند أهل اللغة وغيرهم، فلا توجد بدعة في الدين إلا وهي في حكم الشرع ضلالة. -بارك الله لي ولكم فيما سمعتم، ونفعنا به، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. -الخطبة الثانية: -الحمد لله الذي هدانا لاتبّاع سيد المرسلين، وأيدنا بالهداية إلى دعائم الدين، ويسَّر لنا اقتفاء آثار السَّلف الصالحين، وطهر بواطننا وظواهرنا من الابتداع في الدين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، صلاة دائمة إلى يوم الدين. -أما بعد، فيا أتباع سيد ولد آدم أجمعين صلى الله عليه وسلم: -إن بعض الناس – أصلحه الله وسدده – لا يغالط إلا نفسه، ولا يضر إلا بدينه وآخرته، حين تسمعه يقول مسوِّغاً لاحتفاله ومن معه بالمولد: “إن معنا على هذا الاحتفال أكثر المسلمين اليوم”. -فيقال له: لا ينفعك هذا عند الله، ولا عند عباده المؤمنين، لأنك تعلم يقيناً أن الله – عز وجل – ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يجعلا الكثرة ميزاناً لمعرفة الحق، ولا دليلاً لصحة قولٍ أو فعل، بل الميزان هو: قال الله تعالى، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وفعلَ وترك، وقال الصحابة – رضي الله عنهم – وفعلوا وتركوا. -بل إن الله قد كشف لنا في كتابه حال الأكثرية من الناس فقال سبحانه: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله }. -وبيَّن رسوله صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، وأن أكثر فرقهم على ضلال وانحراف، فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ )). -ويُقال له أيضاً: إن مع من لا يحتفلون بالمولد النبوي وغيره من الموالد الركن الأقوى، والجانب الأعلى، والدليل الأكبر، معهم الله – جل وعلا – إذ لم يأمر به، ولا رغَّب فيه، ولا دعا إليه، ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة – رضي الله عنهم -، وجميع أهل القرون الثلاثة الأولى، والأئمة الأربعة ومن في أزمنتهم من أئمة الإسلام والسنة، حيث لم يحتفلوا، ولا دعوا الناس للاحتفال، فهنيئاً لمن كان هؤلاء في جانبه، ومعه فيما هو عليه، ولا ريب أنه المحق والمصيب وعلى الصراط السوي. -وقد قال الفقيه التزمنتي الشافعي – رحمه الله – عن الاحتفال بالمولد النبوي كما في “السيرة الشامية”(1/ 442): «هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له – أي: النبي صلى الله عليه وسلم- إعظاماً ومحبة لا يبلغ جميعنا الواحد منهم». -ولئن كانت في نفوس المحتفلين بالموالد رغبة ونشاط وتحمس لفعل الطاعات، والمنافسة والمسابقة إلى الحسنات المنجيات، والاجتهاد في العبادات، والإكثار والزيادة في القربات، فلتَدع عنها الاحتفال بيوم المولد لاسيما بعد ما سمعت عنه ما سمعت، وعرفت بدايته ومن أحدثه وحكمه، ولا تخاطر بأنفسها، ولتقل لها: -يا نفس كم من العبادات والطاعات التي جاءت في القرآن الكريم، وثبتت في السنة النبوية، وأنت لا تفعلينها، ولا تجتهدين في تحصيلها. -يا نفس هلم إلى فعلها والإكثار منها، والتزود قبل الوفاة، وقبل العرض والجزاء. -يا نفس إن من العيب أن تقصِّري أو تتساهلي أو تضعفي أو تتكاسلي في عبادات من أقوال وأفعال قد ثبتت فيها النصوص الشرعية، وتنوعت وتعددت، وجاء الوعيد على تركها، وعظم الأجر في فعلها، وأنت لا تقومين بها، ولا تتحمسين لها. -ومن كان يحب الله تعالى فقد أرشده سبحانه لطريق وشاهد محبته وامتحنه فقال سبحانه: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }. -وقد اتبعناه صلى الله عليه وسلم فلم نحتفل بالمولد، لأنه لم يحتفل به، ونرجو أن ننال بذلك محبة الله ومغفرته، وأن نكون ممن أحبه. -فاللهم اجعلنا ممن تحبهم ويحبونك، وممن غفرت لهم، وممن اتبعوا رسولك إليهم، ووفقنا لمعرفة الحق واتباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه، واهدنا الصراط المستقيم، وتجاوز عن تقصيرنا وسيئاتنا، واغفر لوالدينا وسائر أهلينا، وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأقواتنا وأوقاتنا، اللهم اكشف عن المسلمين ما نزل بهم من ضر وبلاء، وفقر ونزوح عن بلادهم، وضعف وتقصير، وقتل واقتتال، ووسع عليهم في الأمن والرزق والعافية، وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد، وقوموا إلى صلاتكم. خطبة كتبها: عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد موقع الشيخ عبد القادربن محمد بن عبد الرحمن الجنيد -حفظه الله- |
|||
2016-12-04, 20:28 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
'إشارات نافعة للمحتفلين بالمولد النبوي'
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد، أيها الفاضل النبيه – جملك الله بالتوحيد والسنة إلى الممات -: فهذه إشارات نافعة لمن يحتفل بالمولد النبوي، أو يدعو للاحتفال به، أو يعين عليه، أو يهون من خطورته على دين العبد. وأسأل الله النفع به للكاتب والقارئ، إن ربي سميع مجيب. الإشارة الأولى: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: قال الله – عز وجل – آمراً لك ولجميع العباد: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ }. والله سبحانه قد أنزل علينا وإلينا القرآن والسنة النبوية، وتارك الاحتفال بالموالد والناهي عنه قد نظر فيهما فلم يجد ذكراً للاحتفال بالموالد، لا أمراً، ولا ترغيباً، فاتَّبَع ما فيهما، ولم يتَّبِع ما قاله أو فعله غيرهما، فلم يكن من أهل هذه الاحتفالات، ولا أعان عليها، ولا إليها دعا. وقد قال الفقيه تاج الدين الفاكهاني المالكي – رحمه الله – في رسالته “المورد في عمل المولد”(ص:20): «لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين».اهـ الإشارة الثانية: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه – رضي الله عنهم -، ولا من بعدهم من سلف الأمة الصالح الذين هم خير الناس، وأعلمهم بنصوص الشرع، وأشدهم عملاً بها، وأكثرهم متابعة لها. وتارك الاحتفال المانع منه قد تابعهم فلم يحتفل، لأنهم لم يحتفلوا، ولا دعا إليه، ولا أعان عليه، لأنهم لم يفعلوا، فكان بهم ألصق، وإليهم أقرب. وقد قال علامة بلاد اليمن محمد بن علي الشوكاني – رحمه الله – عن الاحتفال بالمولد النبوي في “فتاويه”(2/ 1087): «لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا استدلال، بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون، ولا الذين يلونهم، ولا الذين يلونهم».اهـ وقال الفقيه تاج الدين الفاكهاني المالكي – رحمه الله – في رسالته “المورد في عمل المولد”(ص:22): «ولا فعله الصحابة، ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون فيما علمت».اهـ وقال العلامة عبد الله بن عقيل الحنبلي – رحمه الله – في “فتاويه”(2/ 289): الاحتفال بالمولد ليس بمشروع، ولم يفعله السلف الصالح – رضوان الله عليهم – مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه. ولو كان خيراً لسبقونا إليه، فهم أحق بالخير، وأشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأبلغ تعظيماً، وهم الذين هاجروا معه، وتركوا أوطانهم، وأهليهم، وجاهدوا معه حتى قتلوا دونه، وفدوه بأنفسهم وأموالهم – رضي الله عنهم وأرضاهم -.اهـ وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )). فهنيئاً لمن اتَّبع وتابع هؤلاء القوم الذين هم خير الناس في ترك الاحتفال بالموالد، ولم يخالفهم فيتَّبِع ويُتابع غيرهم. الإشارة الثالثة: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: نُقل عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أنه قال: (( كُلُّ عِبَادَةٍ لَمْ يَتَعَبَّدْهَا أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تعبَّدوها، فَإِنَّ الْأَوَّلَ لَمْ يَدَعْ لِلْآخِرِ مَقَالًا )). ولا ريب أن التقرب إلى الله تعالى بالاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد لم يحصل من الصحابة – رضي الله عنهم – بإجماع أهل العلم من جميع المذاهب، ومختلف الأزمان. والمحتفل بالمولد النبوي مخالف لهم ومتعبد ومتقرب إلى الله بما تركوه ولم يفعلوه. وتارك الاحتفال مُتابع لهم فيما تركوه، وعلى سبيلهم وهديهم سار واقتفى، فهو أحق بهم، وأقرب إليهم، وأشد متابعة لهم من غيره. الإشارة الرابعة: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: تارك الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه – رضي الله عنهم -، وباقي سلف الأمة الصالح، وأئمة المذاهب الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وعلماء زمانهم من أهل الفقه والحديث: في ترك الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد. وأما المحتفل بالموالد فمتشبه بأعداء الله، وأعداء دينه ورسوله، وأعداء الصحابة من الشيعة الرافضة العُبيدية الباطنية الفاطمية. فقد نص كثير من العلماء والمؤرخين على أن: «ملوك الدولة العبيدية الرافضية الباطنية الخارجية هم أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد». وممن ذكر هذا وأشار إليه: 1- مؤرخ مصر تقي الدين المقريزي الشافعي – رحمه الله – في كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخِطَط والآثار”(1/ 490). 2- أديب عصر المماليك أبو العباس القلقشندي – رحمه الله – في كتابه “صبح الأعشى في صناعة الإنشاء”(3/ 498-499). 3- علي محفوظ الأزهري – رحمه الله – في كتابه “الإبداع في مضار الابتداع”(ص:126). 4- الأستاذ علي فكري – رحمه الله – في كتابه “المحاضرات الفكرية”(ص:84). بل قال الشيخ محمد بخيت المطيعى الحنفي مفتي الديار المصرية في وقته – رحمه الله – في كتابه “أحسن الكلام”(ص:44-45): «مما أُحْدِث وكثر السؤال عنه المولد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله، توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة إحدى وستين وثلاث مئة، ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان في تلك السنة، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد السيدة فاطمة الزهراء، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد الخليفة الحاضر، وبقيت هذه الموالد على رُسومها إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش».اهـ وهؤلاء العبيدية الباطنية الرافضية الفاطمية الذين أحدثوا الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد في بلاد المسلمين. قد قال عنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي الشافعي – رحمه الله – في كتابه “سير أعلام النبلاء”(15/ 141) إنهم: «قلبوا الإسلام، وأعلنوا الرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية».اهـ وقال عنهم فقيه المالكية القاضي عياض – رحمه الله -في كتابه ” ترتيب المدارك وتقريب المسالك”(7/ 277): «أجمع علماء القيروان: أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة، بما أظهروه من خلاف الشريعة، فلا يُورَثون بالإجماع، وحال الزنادقة بما أخفوه من التعطيل، فيُقتلون بالزندقة».اهـ إذن فالمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد مقتد ومتشبه – شاء أم أبى – بالرافضة الباطنية العبيدية الخارجية، فهم أول من أحدثه وفعله، وليس بمقتد ولا متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بأصحابه، ولا بأحد من سلف الأمة الصالح. أفيرضى مسلم سُنِّيٌّ حريص على دينه وآخرته بعد معرفة هذا أن يكون هؤلاء القوم المنحرفون الضالون هم قدوته وسلفه في الاحتفال بالمولد النبوي؟ وإنك والله لتعجب أشد العجب وأغربه حين تسمع بعض الناس يقول: “نحن من أتباع الأئمة الأربعة أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل“. وإذا بك تراه في أمر المولد لا يَتَّبِعهم ولا يُتابعهم فيترك الاحتفال به، مثلما تركوه ولم يفعلوه، بل يُتابع ويقلد أعداءهم من الرافضة العبيدية الخارجية. الإشارة الخامسة: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: إن الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد أمر مُحدث في دين الله بإجماع أهل العلم من مختلف المذاهب والبلدان والأزمان. وقد قال علامة بلاد اليمن محمد بن علي الشوكاني – رحمه الله – عن الاحتفال بالمولد النبوي في “فتاويه”(2/ 1088): «ولم ينكر أحد من المسلمين أنه بدعة».اهـ وقال أيضاً (2/ 1091): قد قررنا لك الإجماع على أنه بدعة من جميع المسلمين.اهـ وقال الشيخ محمد رشيد رضا المصري – رحمه الله – في “مجلة المنار”(17/ 111): هذه الموالد بدعة بلا نزاع.اهـ وأول من أحدثه كما تقدم هم العبيديون الرافضة في القرن الرابع الهجري. وقد صحت أمور في شأن الأقوال والأفعال المُحْدثة في الدين: الأول: أنها شر وبدعة وضلالة. حيث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في موعظته الوداعية زاجراً أمته ومحذراً: (( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )). الثاني: أنها مردودة على صاحبها لا يقبلها الله منه. حيث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )). ويعني صلى الله عليه وسلم بقوله “أمرِنا”: ديننا، وبقوله “فهو رد” أي: مردود على فاعله غير مقبول منه. الثالث: أنها في النار. حيث صح عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: (( وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, أَلَا وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ )). ولا ريب أن ما وصِف في الشرع بأنه شر، وبدعة، وضلالة، وفي النار، ومردود على صاحبه، يدخل في المحرمات الشديدة، والمنكرات الغليظة، والآثام الشنيعة. ومن عجيب أمر بعضهم وغرابته، أنه يقول عن الاحتفال بالمولد: “إنه بدعة حسنة“. مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حكم بأن كل بدعة أُحْدِثَت في الدين بعده فهي ضلالة. فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبه: (( وَشَرّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )). وثبت عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل – رضي الله عنهم – أنهم قالوا: (( كُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )). و”كل” من صيغ العموم عند أهل اللغة والأصول وغيرهم. وعليه فجميع البدع ضلالات، والضلالات لا حَسَن فيها أبداً. وقال العلامة الشريف صديق حسن القنوجي البخاري الهندي – رحمه الله – في كتابه “دليل الطالب على أرجح المطالب”(ص:646-647): وإلا يعلم كل عارف أن أهل العلم بالسنة وأصحاب المعرفة بالحديث متفقون على أن البدعة – سواء كانت صغيرة أو كبيرة ومن أين كانت – ضلالة، وكل ضلالة في النار، كما دلت الأدلة الصحيحة من السنة المطهرة على ذلك، وبه قال أهل الحق، ولا اعتداد بقول من قال بخلاف ذلك، من أسراء ربقة التقليد، فإنهم ليسوا من أهل العلم بإجماع من أهله، كما صرح بذلك ابن عبد البر، وصاحب “الإيقاظ” وغيره.اهـ ولا ريب أن المؤمن المتبع سيأخذ بحكم رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، وحكم أصحابه – رضي الله عنهم -، في شأن البدع جميعها وأنها ضلالات. ولن يعدل عن قولهم فيفارقه إلى قول غيرهم . الإشارة السادسة: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: إن بعضكم – أصلحه الله وسدده – لا يغالط إلا نفسه، ولا يضر إلا بدينه وآخرته، حين تسمعه يقول مسوِّغاً لاحتفاله ومن معه بالمولد: “إن معنا على هذا الاحتفال أكثر المسلمين اليوم“. فيقال له: لا ينفعك هذا الكلام والتبرير عند الله سبحانه، ولا عند عباده المؤمنين، لأنك تعلم يقيناً أن الله – عز وجل – ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يجعلا الكثرة ميزاناً لمعرفة الحق، ولا دليلاً لصحة قول أو فعل، بل الميزان هو: قال الله تعالى، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل وترك، وقال الصحابة – رضي الله عنهم – وفعلوا وتركوا. بل إن الله تعالى قد كشف لنا في كتابه حال الأكثرية من الناس فقال سبحانه: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله }. وبيَّن رسوله صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، وأن أكثر فرقهم على ضلال وانحراف. فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ )). ويُقال له أيضاً: إن مع من لا يحتفلون بالمولد النبوي وغيره من الموالد الركن الأقوى، والجانب الأعلى، والدليل الأكبر، معهم الله – جل وعلا – إذ لم يأمرهم به، ولا رغَّبهم فيه، ولا دعاهم إليه، ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة – رضي الله عنهم -، وجميع أهل القرون الثلاثة الأولى، والأئمة الأربعة ومن في أزمنتهم من أئمة الإسلام والسنة، حيث لم يحتفلوا، ولا دعوا الناس للاحتفال. فهنيئاً لمن كان هؤلاء في جانبه، ومعه فيما هو عليه، ولا ريب أنه المحق والمصيب وعلى الصراط السوي. وقد قال الفقيه الشافعي ظهير الدين جعفر التزمنتي – رحمه الله – عن الاحتفال بالمولد النبوي كما في “السيرة الشامية”(1/ 442): «هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له – أي النبي صلى الله عليه وسلم- إعظاماً ومحبة لا يبلغ جميعنا الواحد منهم».اهـ بل قال علامة بلاد اليمن محمد بن علي الشوكاني – رحمه الله – في “فتاويه”(2/ 1095): «والحاصل أن المجوزين وهم شذوذ بالنسبة للمانعين».اهـ الإشارة السابعة: قل للمحتفل بالمولد النبوي وغيره من الموالد – سدده الله وأرشده -: ماذا لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم حال كثير جداً من المحتفلين بمولده اليوم وأبصرهم وهم: 1- يشركون به مع الله تعالى، فيصرفون له عبادة الدعاء، فهذا يدعوه قائلاً: مدد يا رسول الله، وهذا يدعوه فيقول: فرج عنا يا سيدي رسول الله، وهذا يدعوه فيقول: أغثنا يا رسول الله، وهذه تدعوه فتقول: أدركنا يا حبيب الله، وأخرى تدعوه فتقول: أدخلنا في شفاعتك يا نبي الله. والله جل وعلا – قد نهاه صلى الله عليه وسلم، ونهى الناس جميعاً عن دعاء أي مخلوق معه حتى ولو كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً أو ولياً صالحاً فقال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله فَلَا تَدْعُوا مَعَ الله أَحَدًا }. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله نِدًّا دَخَلَ النَّارَ )). 2- يرقصون ويتمايلون ويغنون ويضربون بالدفوف أو الطبول أو غيرها من الآلات الموسيقية في بيوت الله المساجد، وما بنيت المساجد لهذا، ولا يجوز عند أحد من أئمة الإسلام والسنة أن يفعل فيها مثل ذلك. وآلات المعازف محرمة بنص سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة المتعددة، وإجماع أهل العلم، وقد نقله كثير من الفقهاء من مختلف المذاهب والبلدان والأزمان. 3- يُلقون الأحاديث الباطلة أو الضعيفة في سيرته أو مدحه أو صفاته. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )). 4- يختلطون بالنساء أثناء الاحتفال في الطرقات أو الزوايا أو الخيام الكبيرة أو غيرها من الأماكن. وهذه متبرجة سافرة متزينة، وهذه بجوار هذا تحادثه، وهذه جسدها بجسد هذا، وهذه ترقص وتتمايل أمام الرجال، وهذه تغني وتنشد لهم. وفي الختام أقول: لئن كانت في نفوس المحتفلين بالموالد رغبة ونشاط وتحمس لفعل الطاعات، والمنافسة والمسابقة إلى الحسنات المنجيات، والاجتهاد في العبادات، والإكثار والزيادة في القربات، فلتدع عنها الاحتفال بيوم المولد النبوي وغيره من الموالد، لاسيما بعدما عرفت بدايته، ومن أحدثه، وحكمه، ولا تخاطر بأنفسها في الاحتفال، والدعوة إليه، والمعاونة عليه، ناهيك عن الحكم بإباحته أو مشروعيته، ولتقل لها: يا نفس كم من العبادات والطاعات التي جاءت في القرآن الكريم، وثبتت في السنة النبوية، وأنت لا تفعلينها، ولا تجتهدين في تحصيلها. يا نفس هلم إلى فعلها والإكثار منها، والتزود قبل الوفاة، وقبل العرض والجزاء. يا نفس إن من العيب أن تقصِّري أو تتساهلي أو تضعفي أو تتكاسلي في عبادات من أقوال وأفعال قد ثبتت فيها النصوص الشرعية، وتنوعت وتعددت، وجاء الوعيد على تركها، وعظم الأجر في فعلها، وأنت لا تقومين بها، ولا تتحمسين لها. ولتعلم أن من كان يحب الله تعالى فقد أرشده سبحانه لطريق وشاهد محبته وامتحنه فقال – عز وجل -: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }. وقد اتبعناه صلى الله عليه وسلم لتحصل لنا محبة ربنا فلم نحتفل بالمولد، لأنه لم يحتفل به، ونرجو أن ننال بذلك محبة الله ومغفرته، وأن نكون ممن أحبه. وكتبه: عبد القاد ر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2016-12-05 في 13:24.
|
|||
2016-12-04, 20:29 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
هل يؤجر من وزع الحلوى يوم عيد المولد النبوي
في يوم المولد النبوي الشريف يتم في بعض مناطق قطرنا توزيع الطعام والحلوى على الناس إحياءً لهذا اليوم العزيز، ويقولون: إن توزيع الطعام والحلوى -وبالأخص الحلوى- لها أجر كبير عند الله -عز وجل-، هل هذا صحيح؟ -الاحتفال بالمولد هذا مما أحدثه الناس، وليس مشروعاً، ولم يكن معروفاً عند السلف الصالح، لا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في عهد التابعين، ولا في عهد أتباع التابعين، ولا في القرون المفضلة، ولم يكن معروفاً في هذه العصور العظيمة، وفي القرون الثلاثة المفضلة، وإنما أحدثه الناس بعد ذلك، وذكر المؤرخون أن أو من أحدثه هم الفاطميون الشيعة حكام مصر والمغرب، هم من أحدث هذه الاحتفالات، الاحتفال بالمولد النبوي، وبمولد الحسين، ومولد فاطمة، والحسن، وحاكمهم، جعلوا هناك احتفالات لعدة موالد: منها مولد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهذا هو المشهور أنه أول من أحدث في المائة الرابعة من الهجرة، ثم حدث بعد ذلك من الناس الآخرين تأسياً بغيرهم، والسنة في ذلك عدم فعل هذا المولد؛ لأنه من البدع المحدثة في الدين، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) والاحتفال قربة وطاعة فلا يجوز إحداث قربة وطاعة إلا بدليل، وما يفعله الناس اليوم ليس بحجة، ما يفعله الناس في كثير من الأمصار، في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، من الاحتفال بالموالد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتوزيع الطعام أو الحلوى، أو قراءة السيرة في ذلك اليوم، وإقامة الموائد كل هذا ليس له أصل فيما علمنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم-، ولا عن السلف الصالح في القرون المفضلة، وهذا هو الذي علمناه من كلام أهل العلم، وقد نبه على ذلك أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله- شيخ الإسلام، ونبه على ذلك الشاطبي -رحمه الله- في الاعتصام بالسنة، ونبه على ذلك آخرون من أهل العلم، وبينوا أن هذا الاحتفال أمرٌ لا أساس له، وليس من الأمور الشرعية، بل هو مما ابتدعه الناس، فالذي ننصح به إخواننا المسلمين هو ترك هذه البدع، وعدم التساهل بها، وإنما حب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقتضي اتباعه وطاعة أوامره وترك نواهيه، كما قال الله -سبحانه-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[آل عمران: 31] فليس العلامة على حبه أن نحدث البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، من الاحتفال بالمولد، أو الحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، أو الدعاء والاستغاثة به، أو الطواف بقبره، أو ما أشبه ذلك، كل هذا مما لا يجوز، وليس من حبه -صلى الله عليه وسلم- بل هو من مخالفة أمره -عليه الصلاة والسلام-، فحبه يقتضي اتباعه وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند الحدود التي حدها -عليه الصلاة والسلام-، هكذا يكون المؤمن، كما قال الله عز وجل: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[آل عمران: 31] وقال -عز وجل-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)[الحشر: 7] وقال -جل وعلا-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)[النور: 54]، ولو كان الاحتفال بالمولد أمراً مشروعاً لم يكتمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه ما كتم شيئاً فقد بلغ البلاغ المبين -عليه الصلاة والسلام-، فلم يحتفل بمولده، ولم يأمر أصحابه بذلك، ولم يفعله الخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم-، ولا بقية الصحابة -رضي الله عنهم-، ولا التابعون وأتباعهم بإحسان في القرون المفضلة، فكيف يخفى عليهم ويعلمهم من بعدهم؟! هذا مستحيل، فعلم بذلك أن إحداثه من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن قال: إنه بدعة حسنة، فهذا غلط لا يجوز، لأنه ليس بالإسلام بدع حسنة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل بدعة ضلالة)، وكان يخطب الناس يوم الجمعة ويقول: (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) فلا يجوز للمسلم أن يقول فيه بدعة حسنة، يعني يناقض النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعاكسه، وهذا لا يجوز لمسلم، بل يجب عليه أن يتأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحذر مخالفة أمره -صلى الله عليه وسلم-، ومخالفة شريعته في هذا وغيره، فلما قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل بدعة ضلالة) هذه الجملة صيغة عامة تعم الموالد وغير الموالد من البدع، وهكذا ما أحدثه بعض الناس من الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بليلة سبع وعشرين من رجب، أو ليلة النصف من شعبان، هذه أيضاً من البدع؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما فعلها ولا فعلها أصحابه، فتكون بدعة، وهكذا جميع ما أحدثه الناس من البدع في الدين كلها داخلة في هذا النوع، فليس لأحد من المسلمين أن يحدث شيئاً من العبادات ما شرعه الله، بل يجب على أهل الإسلام الاتباع والتقيد بالشرع أينما كانوا، والحذر من البدعة ولو أحدثها من أحدثها من العظماء والكبار، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- فوقهم، فوق جميع العظماء، وهو سيد ولد آدم، وهو الذي أوجب الله علينا طاعته واتباع شريعته، فليس لأحد أن يقدم على هديه هدي أحدٍ من الناس، ولا طاعة أحدٍ من الناس، ثم الله فوق الجميع -سبحانه وتعالى-، وهو الواجب الطاعة وهو الإله الحق -سبحانه وتعالى- وهو الذي بعث الرسول ليعلم الناس ويرشد الناس فالرسول هو المبلغ عن الله عز وجل فلو كان الاحتفال بهذه الأمور مما أمره الله به لم يكتبه بل يبلغه لأن عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين، وهكذا أصحابه لو كان بلغهم وأعلمهم لبلغوا أيضاً فلما لم يأتنا هذا عنه علمنا يقيناً أنه من البدع التي أحدثها الناس وأن الواجب على أهل الإسلام ألا يوافقوا أهل البدع بل عليهم أن يسيروا على النهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار عليه أصحابه الكرام رضي الله عنه ثم أتباعهم بإحسان في القرون المفضلة نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. الموقع الرسمي لسماحة الشيخ بن با-رحمه الله_ |
|||
2016-12-04, 20:30 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
حكم الأكل من طعام أهل البدع ؟
السـؤال هل يجوز أكل طعام أهل البدعة؟ علماً بأنهم يصنعون هذا الطعام لهذه البدعة، كصنع الطعام للمولد النبوي؟ الجواب الواجب تنبيههم على أن يبتعدوا عن البدع، ويتركوا الأمور المحرمة، وعلى الإنسان أن لا يأكل من الطعام الذي صنع لأمور مبتدعة ولأمور محرمة. العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله |
|||
2016-12-04, 20:31 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
يقول الشيخ الفوزان في "البيان لأخطاء بعض الكتاب" (268-270) : " لا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة من الأمر باتباع ما شرعه الله ورسوله والنهي عن الابتداع في الدين ، قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) ، وقال تعالى : ( اتَّبِعُواْ مَا أنزل إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) ، وقال تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ). -وإن من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول ، وهم في هذا الاحتفال على أنواع : -فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تقرأ فيه قصة المولد ، أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة . -ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ، ويقدمه لمن حضر . -ومنهم من يقيمه في المساجد ، ومنهم من يقيمه في البيوت . -ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر ، فيجعل هذا الاجتماع مشتملًا على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء ، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وندائه والاستنصار به على الأعداء ، وغير ذلك . -وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة . -فأول من أحدثه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري ، كما ذكره المؤرخون كابن كثير وابن خلكان وغيرهما . -وقال أبو شامة : وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين ، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره . -قال الحافظ ابن كثير في " البداية " (13 -137) في ترجمة أبي سعيد كوكبوري : -وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالًا هائلًا . . إلى أن قال : -قال السبط : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد ، كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي ، وعشرة آلاف دجاجة ، ومائة ألف زبدية ، وثلاثين ألف صحن حلوى...إلى أن قال : ويعمل للصوفية سماعًا من الظهر إلى الفجر ، ويرقص بنفسه معهم ، اهـ . -وقال ابن خلكان في " وفيات الأعيان " (3-274) : فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة ، وقعد في كل قبة جوق من الأغاني ، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي ، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات ( طبقات القباب ) حتى رتبوا فيها جوقًا " انتهى . إذا فأعظم ما يحيى به المبتدعة هذا اليوم هو صنع الطعام بأشكاله وأصنافه ، وتوزيعه ، ودعوة الناس إليه ، فإذا شاركهم المسلم هذا العمل ، فأكل طعامهم ، وجلس على موائدهم فلا شك أنه بذلك يشارك في إحياء البدعة ، ويعاون على إقامتها ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/2 -ولذلك جاءت فتاوى أهل العلم بتحريم أكل الطعام الذي يوزع في ذلك اليوم وفي غيره من الأعياد المبتدعة . "البيان لأخطاء بعض الكتاب" (268-270) |
|||
2016-12-04, 20:33 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
في حكم الوجبات الغذائية الخاصَّة بالأعياد البدعية
لفضيلة الشيخ العلامة الأصولي أبي عبد المعز محمد علي فركوس - حفظه الله - السـؤال: هل يجوز أكل الوجبة التي تقدَّم في الجامعات بمناسبة الأعياد البدعية؟ الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد: -فاعلم أنَّ اللهَ تعالى أَبْطَلَ أعيادَ الجاهليةِ، وأبدلَ أهلَ الإسلامِ عِيدين يجتمعون فيهما للذِّكْرِ والصلاةِ وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، فقد ثبت أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لَمَّا قَدِمَ المدينةَ وجد للأنصار يومين يلعبون فيهما، ويعتبرونهما عيدين، فقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْرِ»(١)، كما شرع لأهل الإسلام الاجتماع للعبادة وذِكْرِ اللهِ يومَ الجمعة، ويومَ عرفة، وأيام التشريق، أمَّا ما عدا ذلك فلا يجوز الاحتفال بالأعياد الدينية: كعيدِ المسيح ورأسِ السنة الميلادية، وعيد الأُمِّ، والكِرِسْمِسْ للنصارى، أو عيدِ اليوبيل لليهود، وكذلك أعياد الرافضة كعيد الغدير، وعيد المعراج، وعاشوراء، وليلةِ أَوَّلِ شعبانَ، وليلةِ نصفِهِ، وليلةِ رجب، وليلةِ نِصْفِهِ، والاحتفال بالمولد النبوي عندهم وعند المتصوِّفة، والاحتفال برأس القرن الهجري ونحو ذلك، والأعياد الأخرى: كأعياد الميلاد، وأشباه ذلك من محدثات الأمور التي سلك فيها كثيرٌ من المسلمين طريق أعداء الله من اليهود والنصارى وأشباههم، وقَلَّدوهم في أعيادهم وأخلاقهم وسيرتهم وسائر أنماط حياتهم، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ»(٢). -فالواجب -إذن- تركُ كلِّ ما لم يشرع الله لنا عيدًا وتركُ توابِعِه وملحقاتِه كالاجتماع فيها على الدروس أو المحاضرات أو الطعام أو إقامة الأفراح لأنَّ «تَوَابِعَ الشَّيْءِ مِنْهُ»، ويُلْحَقُ حكمه به جريًا على قاعدة: «التَّابِعُ تَابِعٌ»، وأسباب المنع والتحريم يمكن تلخيصها فيما يلي: -أولاً: إنَّها من محدثات الأمور، وقد ثبت عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أَّنه قال: «وَإيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ»(٣)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»(٤)، وبقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٥)، وبقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(٦). -ثانيًا: ولأنَّ الاحتفالَ بالمواسم والأعياد البدعيةِ تَقَدُّمٌ بين يَدَيِ اللهِ ورسولِهِ في اعتبار أيامٍ مخصوصةٍ لم يعتبرها الشرعُ أعيادًا، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات: ١]. ثالثًا: ولأنَّ فيه تشبُّهًا باليهود والنصارى ومَن على شاكلتهم في أعيادهم وتقاليدهم وعاداتهم، وهو نوعٌ من الموالاة لهم وقد قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ٥١]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ تَشَبَهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(٧). وعليه، فالمشاركةُ في هذه الأعياد غيرِ المشروعة بالاجتماع على الموائد، والاحتفال على المنصَّات، إقرارٌ بالبدعة، ورضًى بما نهى اللهُ عنه، والامتثالُ لأمره والابتعاد عن نهيه هو عنوانُ محبةِ اللهِ ورسولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١]، قال ابن كثير -رحمه الله-: «وهذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كُلِّ من ادعى محبةَ اللهِ وليس هو على الطريقة المحمَّدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمَّدِيَّ، والدِّينَ النبويَّ في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»»(٨). -قلت: ويندرج ضِمْنَ العمل المردود مشاركةُ الخبَّازين وصُنَّاعِ الحلويات والطبَّاخين وتجَّارِ اللحوم البيضاء والدِّيك الرومي وغيرِهم، لأجل إحياء هذه المناسبات المُحْدَثَة لما فيها من التعاون الآثم وتجاوز حدود الشرع، وقد نهى اللهُ عن هذا التعاوُنِ بقوله سبحانه: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ﴾ [المائدة: ٢]. -واللهَ أسألُ أن يُصْلِحَ حالَ المسلمين، ويُزَكِّيَ قلوبَهم وأعمالَهم ممَّا يخالف صفاءَ الدِّين، وأن يُوفِّقَهم للتمسُّك بكتاب ربِّهم وسُنَّةِ نبيِّهم محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وعلى اتِّباع سبيل المؤمنين، إنه وَلِيُّ ذلك والقادر عليه، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٢٤ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ الموافق ﻟ: ٢١ ماي ٢٠٠٦م (١) أخرجه أبو داود في «الصلاة»: (١١٣٦)، والنسائي في «صلاة العيدين»: (١٥٦٧)، وأحمد: (١٢٣٣٢)، والبيهقي (٦٣٤٢)، من حديث أنس رضي الله عنه. وصَحَّحه ابنُ حَجَرٍ في «فتح الباري»: (٢/ ٥١٣)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (٢٠٢١). (٢) أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة»: (٧٣٢٠)، ومسلم في «العلم»: (٦٩٥٢)، وأحمد: (١٢١٢٠)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (٣) أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب في لزوم السنة: (٤٦٠٧)، والترمذي في «سننه» كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (٢٦٧٦)، وابن ماجه في «سننه» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين: (٤٢)، وأحمد في «مسنده»: (١٧٦٠٨)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (٩/ ٥٨٢)، وابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (١/ ١٣٦)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (٢٧٣٥)، وشعيب الأرناؤوط في «تحقيقه لمسند أحمد»: (٤/ ١٢٦)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (٩٣٨). (٤) أخرجه مسلم في «الجمعة»: (٢٠٤٢)، والنسائي في «العيدين»: (١٥٨٩)، وابن ماجه في «المقدمة»: (٤٧)، وأحمد: (١٤٧٠٧)، والدارمي في «سننه»: (٢١٢)، والبيهقي: (٥٩٦٣)، من حديث جابر رضي الله عنهما. (٥) أخرجه البخاري في «الصلح»: (٢٦٩٧)، ومسلم في «الأقضية»: (٤٥٨٩)، وأبو داود في «السنة»: (٤٦٠٨)، وابن ماجه في «المقدمة»: (١٤)، وأحمد: (٢٦٧٨٦)، من حديث عائشة رضي الله عنها. (٦) أخرجه مسلم في «الأقضية»: (٤٥٩٠)، وأحمد: (٢٥٨٧٠)، والدارقطني في «سننه»: (٤٥٩٣)، من حديث عائشة رضي الله عنها. (٧) أخرجه أبو داود في «اللباس»: (٤٠٣٣)، وأحمد: (٥٢٣٢)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه العراقي في «تخريج الإحياء»: (١/ ٣٥٩)، وحسَّنه ابن حجر في «فتح الباري»: (١٠/ ٢٨٨)، والألباني في «الإرواء»: (١٢٦٩). (٨) «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير: (١/ ٣٥٨). الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2016-12-04 في 20:35.
|
|||
2016-12-04, 20:39 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
هذه القاعدة خذها معك أيها السائل ( سؤال عن البدع ) لفضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- السؤال : أحسن الله إليكم وبارك فيكم من الأردن هذا السائل يقول : فضيلة الشيخ حفظكم الله أطلب منكم أيها الشيخ أن تضربوا لنا أمثلة من واقع الحياة المعاشة على البدع والتي قد لا نتوقع أن تكون بدعة مع التوضيح ما هي البدعة وما أضرارها على الأمة الإسلامية. -الجواب -الشيخ : الواقع أن هذا سؤال لا يمكن الإجابة عنه تفصيلاً لأن الإنسان ليس محيطاً بكل شيء لكن سأعطي السائل قاعدة كل من تعبد لله بشيء عقيدة بالقلب أو نطقاً باللسان أو عملاً بالجوارح فإننا نقول له إنك مبتدع حتى تأتي لنا بدليل على أن هذا مشروع هذه القاعدة خذها معك أيها السائل كل إنسان يتعبد لله بشيء عقيدة بقلبه أو نطقاً بلسانه أو عملاً بجوارحه ويقول هذه شريعة نقول أنت مبتدع حتى تأتينا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله أو أقوال الصحابة أو إجماع الأمة على أن هذا مشروع لأن الأصل في الدين هو الشرع والأصل في العبادات المنع حتى يقوم دليل على أنه مشروع ولهذا أعطانا إمامنا وأسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدة في هذا قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وأعطانا قاعدة أخرى فقال (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود على صاحبه لأنه بدعة فإذا قال لك قائل من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة ألف صلاة كتب له كذا وكذا قلنا هات الدليل وإلا فأنت مبتدع من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة كتب له كذا وكذا نقول هات الدليل وإلا فأنت مبتدع فإذا قال الصلاة على الرسول مشروعة كل وقت قلنا صدقت لكن لماذا تقيدها بألف أين الدليل لك وإذا قال قل هو الله أحد ثلث القرآن قراءتها مشروعة قلنا صدقت لكن من حددها بألف وهلم جرا هذه القاعدة والحمد لله مريحة وواضحة بينة وما نجده في بعض الكتب التي تنشر أو في الملفات التي تنشر أو ما ينشر في بعض الأحيان في أوراق من ذكر أشياء لا حقيقة لها مثل من ترك الصلاة عوقب بخمسة عشر خصلة فهذا كذب موضوع على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بقصة الفتاة التي كانت مريضة وترددت على كل المستشفيات ورأت في المنام زينب وحصل ما حصل منها هذه أيضاً كذب أشياء كثيرة يروجها الجهال أو الضلال الذين يريدون أن يضلوا الناس ولذلك أحذر إخواني أن لا يتلقوا كل منشور وكل مكتوب بالقبول حتى يعرضوه على أهل العلم لأن الدعاة إلى الضلال كثيرون الآن إما لقصد الإفساد والإضلال وإما لحسن نية فليحذر الإنسان من مثل هذا حتى يعرضه على أهل العلم والخلاصة أن القاعدة في البدعة أنها كل ما يتعبد به الإنسان وليس بمشروع من عقيدة أو قول أو عمل ولهذا باستطاعتك أن تقول لشخص يصلي ركعتين تعال من قال لك أن هذا مشروع هات الدليل فإذا أتى بالدليل فعلى العين والرأس وإذا لم يأت بالدليل قلنا هذا مردود عليك لو قال مثلاً كلما برق البرق أصلي ركعتين من قال لك هذا قال ركعتين سنة في كل وقت قلنا نعم الركعتين سنة في كل وقت إلا في أوقات النهي لكن من قال لك عند البرق يسن أن يصلي ركعتين أو عند نزول المطر يسن أن يصلي ركعتين مثلاً ولهذا يدعي بعض الناس الذين فتنوا بالاحتفال بما يزعمون أنه اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعون أنهم لم يفعلوا شيئاً إنما اجتمعوا يذكرون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تلك السيرة العطرة المحببة للنفوس التي تزيد الإنسان إيماناً ومحبة للرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون هذا شيء مشروع نقول نعم كل شيء يحبب الرسول إلى الناس أمر مشروع ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فريضة ويجب أن تقدم محبته على محبة النفس وعلى الولد والوالد لكن من قال إنه يشرع في هذه الليلة التي لم يثبت أنها ليلة الميلاد من قال إنه يشرع فيها الاجتماع والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر سيرته والأمر لم يقتصر على هذا صاروا يأتون بالقصائد والمدائح النبوية التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحذر منها وفيها من الغلو ما ينافي العبودية كان بعضهم يردد قول البوصيري يخاطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول :يا أكرم الخلق وصدق أنه أكرم الخلق لكن يقول ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم إذا حدث الحادث العام المدلهم الذي يشمل الناس كلهم ما لي أن ألوذ به إلا أنت يا رسول الله أعوذ بالله نسي الله والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمره الله أن يقول (قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) بل (قل إني لن يجيرني من الله) يعني بل أمره أن يقول إني لن يجيرني من الله أحد لو أراد بي شيئاً فكيف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو الملاذ عند حلول الحادث العمم ويقول فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم من جوده الدنيا وضرتها وليست كل جوده من جوده سبحان الله ومن علومك علم اللوح والقلم وليست كل علومك عندك ما هو أبلغ من ذلك هل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى أن يوصف بهذا لا والذي فطر الخلق ما يرضى بهذا بل لما قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا قال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان فالمهم أن العبادات المطلقة إذا قيدت بشيء معين زماناً أو مكاناً أو عدداً أو هيئة صارت بدعة من هذا الوجه فيجب اجتنابها وإن كانت في أصلها مشروعة فانتبه أيها الأخ السائل ولينتبه كل من يسمع كلامنا هذا لهذه النقطة التي يموه بها أهل البدع والحوادث فيقولون هذا شيء مشروع هذا شيء لا نهي فيه فيقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل بدعة ضلالة). سحاب السلفية
|
|||
2016-12-04, 20:46 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
البدعــة تستلــزم محاذيــر فاســدة :
• فأَولاً : تستلزم تكذيب قول الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) [ المائدة : 3 ] ؛ لأَنَّه إِذا جاء ببدعة جديدة يعتبرها دينًا ؛ فمقتضاه أَنَّ الدِّين لم يكمل . • ثانيًا : تستلزم القدح في الشَّريعة ، وأَنَّها ناقصة ؛ فأَكملها هذا المبتدع . • ثالثًا : تستلزم القدح في المسلمين الَّذين لم يأْتوا بها ؛ فكل من سبق هذه البدع من النَّاس دينهم ناقص ! وهذا خطير !! • رابعًا : من لوازم هذه البدعة أَنَّ الغالب أَنَّ مَن اشتغل ببدعة ؛ انشغل عن سُنَّة ؛ كما قال بعض السَّلف : « ما أَحْدثَ قَومٌ بِدْعَةً ؛ إِلَّا هَدمُوا مِثْلَها مِنَ السُّنَّةِ » . • خامسًا : أَنَّ هذه البدع توجب تفرُّق الأُمَّة ؛ لأَنَّ هؤلاء المبتدعة يعتقدون أَنَّهم هم أَصحاب الحقّ ؛ ومن سواهم على ضلال !! وأَهل الحقّ يقولون : أَنتم الَّذين على ضلال ! فتتفرق قلوبهم . فهذه مفاسد عظيمة ؛ كلها تترتب على البدعة من حيث هي بدعة ، مع أَنَّه يتَّصل بهذه البدعة سفه في العقل وخلل في الدِّين .اهـ. شرح العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ العلاَّمة: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ( 2 / 316 ) دار ابن الجوزي آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2016-12-04 في 21:03.
|
|||
2016-12-04, 21:04 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
مِنْ مَفاسِد البِدَع
-قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: -أيّ إنسان يُحدِثُ بدعةً؛ فإنَّنا نقول له: إنَّك واقعٌ في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما حذَّر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام: ((إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) [1]. وهذه مفسدة عظيمة. - ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها نوعٌ من الشَّركِ؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [2] -ولا يخفى أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [3]. -وظاهر الآية الكريمة: أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر ولو كان أصغرًا. -ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنََّ فيها صدٌّ عن سبيل الله؛ لأنَّ الإنسانَ يشتغلُ بها عن العبادة الثابتة حقًّا، فما ابتَدَع قومٌ بدعة إلا أضاعوا من السُّنـَّةِ ما هو مثلها، أو أعظم منها. - ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تستلزمُ القدحَ في الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لم يُبلِّغ ما أرسل به، أو كان جاهلاً به. -ووجهُ ذلك: أنَّنا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة؛ فإما أنْ يكون الرَّسول عليه الصلاة والسلام غيرُ عالمٍ بها، وهذا قدحٌ فيه عليه الصلاة والسلام. -وإمَّا أن يكون عالمًا؛ لكن لم يُبلِّغها للنَّاس! وهذا قدحٌ فيه أيضًا، في أنَّه لم يُبلِّغ مَا أُرسِلَ إليه. -ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تنافي قولَ الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [4]؛ لأنَّ مقتضى المبتدع: أنَّ الدين لم يَكْمُل؛ لأنَّنا لا نجد هذه البدعة في دين الله، وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع، وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يَكْمُل، وهذه مصادمة عظيمة، لقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[5] . - ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّ مُبتدِعها نَزَّل نفسه منزلة الرَّسول؛ لأنَّه لا أحد يُشرِّع للخلقِ ما يُقرِّب إلى الله -تعالى- إلا مَن أرسله الله -عزَّ وجلَّ-، ولا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. -فهذا الذي ابتدع كأنَّه بلسان الحال يقول: إنَّه يُشَرِّع للنَّاس ما يُقرِّب إلى الله، وهذه تعني أنَّه مشاركٌ للرسول صلى الله عليه وسلم في الرِّسالة. -ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها قولٌ على الله بلا علم، وهذا محرمٌ بإجماعِ المسلمين، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [6]. -ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير؛ لكنَّا نقتصر على ذلك. لقاء الباب المفتوح (131/5). [1] رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني. [2] [الشورى:21]. [3] [النساء:48]. [4] [المائدة:3]. [5] [المائدة:3] . [6] [الأعراف: 33]. آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2016-12-04 في 21:08.
|
|||
2016-12-04, 21:13 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
قال الشيخ العلامة الفقيه صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله تعالى في "شرح السنة للبربهاري": " قوله: (وَاحْذَرْ صِغَارَ المُحْدَثَاتِ مِنَ الأُمُورِ) يقول: لا تتساهلْ بشيءٍ منَ البدعةِ ولو كانَ صغيرًا، فإنهُ يكبرُ، ويَنضافُ إليهِ غيرُهُ، وهذا منْ مفاسدِ البدعِ، لأنهُ إذا انفتحَ بابُ البدعِ زادتْ، فلا يُتساهَلُ بها ويقالُ: هذهِ بدعةٌ صغيرةٌ ولا تضرُّ ! البدعةُ مثلُ الجمرةِ ولو كانتْ صغيرةً فهيَ تكبُرُ حتى تُحرِقَ البيتَ أوِ المتجرَ أوِ البلدَ كُلَّهُ: وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مَسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ. فلا يُتهاونُ بها، بلْ يُسدُّ بابُ البدعِ نهائياً، وقدْ قالَ الرسولُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: { إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ } ((إياكم)): تحذيرٌ من محدثاتِ البدعِ مُطلقاً، سواءٌ كانتْ محدثاتٍ صغيرةً أو محدثاتٍ كبيرةً لم يَسْتَثْنِ الرسولُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ شيئاً من البدعِ، فنَهْيُهُ عَامٌّ في جميعِ البدَعِ، وقال: { وشر الأمور محدثاتها }..." اهـ -إلى أن قال حفظه الله: " لا تستعجلْ فيما تسمعُ من الناسِ وخصوصاً عندَ تأخُّرِ الزمانِ، وكثرةِ منْ يتكلمُ ويُفتي وينتصبُ للعلمِ والقولِ، وخصوصاً لمَاَّ جَدَّتْ وسائلُ الإعلامِ، وصارَ كلٌّ يَهْذُو ويتكلمُ باسْمِ العِلمِ وباسمِ الدِّينِ، حتى أَهلُ الضَّلالِ والفِرقِ الضالَّةِ والمنحرفةِ صاروا يتكلمونَ باسمِ الدِّينِ الآنَ في الفَضائِيَّاتِ، فالخَطرُ عظيمٌ جداً، فعليكَ أيُّها المسلمُ وطالبُ العلمِ بالذاتِ أنْ تَتَثَبَّتَ ولا تستعجِلَ معَ كلِّ ما تسمعُ، عليكَ بالتثبُّتِ، ومعرفةِ منِ الذي قالَ هذا؟ ومِنْ أَينَ جاءَ هذا الفكرُ؟ ثم ما مُسْتَنَدَاتُهُ وأَدِلَّتُهُ من الكتابِ والسنَّةِ؟ ثُمَّ أَين تعلَّمَ صاحِبُهُ؟ وعَمَّنْ أخذَ العِلمَ؟ فهذهِ أُمورٌ تحتاجُ إلى تَثَبُّتٍ خُصوصاً في هذا الزمانِ، فمَا كلُّ قائلٍ حتى ولو كانَ فصيحاً وبليغاً ويُشَقِّقُ الكلامَ ويَأخُذُ بالأسماعِ. -لا تغتَرَّ بهِ حتى تَرَى مَدى ما عندهُ منَ العلمِ والفقهِ، فربما يكونُ كلامُهُ قليلاً لكنَّهُ فقيهٌ، وربما يكونُ كلامُهُ كثيراً لكنَّهُ جاهلٌ ليسَ عندَهُ شيءٌ منَ الفقهِ، بل عندَهُ سِحْرُ الكلامِ حتى يَغُرَّ الناسَ، ويتظاهرَ بأنَّهُ عالمٌ، وبأنَّهُ فاهمٌ، وبأنَّهُ مُفكِّرٌ، ونحوِ ذلك، حتى يَغُرَّ الناسَ، ويخرجَ بهمْ عنِ الحقِّ، فليسَ العبرةُ بكثرةِ الكلامِ وشَقْشَقَتِهِ، بلِ العبرةُ بما فيه منَ العلمِ، وما فيهِ منَ التَّأْصيلِ، ورُبَّ كلامٍ قليلٍ مُؤَصَّلٍ يكونُ أَنفَعَ بكثيرٍ منْ كلامٍ مُشَقْشَقٍ لا تُمْسَكُ منهُ فائدةٌ إلا القليلَ، وهذا هوَ الواقعُ في زمانِنا يكثرُ الكلامُ ويقِلُّ العلمُ، يكثرُ القرَّاءُ ويقِل الفقهاءُ، والفِقهُ ليسَ بكثرةِ الكلامِ أوْ كثرةِ القراءةِ أوْ جودةِ الكلامِ، أو حُسنِ التعبيرِ. يقولُ الشاعرُ: فِي زُخرفِ القَولِ تَزْيِينٌ لِبَاطِلِهِ ** وَالحقُّ قَدْ يَغْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ تَقُولُ هذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ ** وَإِنْ تَشَأْ قُلْتَ ذَا قَيْءُ الزَّنَابِيرِ إنْ شئتَ أنْ تمدحَ العسلَ تقولُ : هذا (مُجَاجُ النَّحْلِ)، وإنْ ذَمَمْتَهُ قُلتَ: هذا (قَيْءٌ)، بدلُ، وبدلُ (النَّحْلِ) تقولُ: (الزَّنَابِيرِ)، فالبليغُ يقلبُ الحقَّ باطلاً، والباطلَ حقَّاً ببلاغَتِهِ، فاحذرْ منْ هذا، ولهذا حَذَّرَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْ فصيحِ اللِّسانِ الذي يَتَخَلَّلُ بِلسانِهِ كمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ بلسانِها، حَذَّر منْ هذا، وقالَ: (( إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً )) [2]، يعني يسحر الأسماع. " [3] اهـ [1] من ترجمة الإمام البربهاري رحمه الله، كتاب شرح السنة للبربهاي ، للشيخ العلامة صالح الفوزان، طبعة دار ابن حزم - القاهرة -، الطبعة الأولى صفحة 7.
[2] أخرجه البخاري (4851) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه. [3] من كتاب شرح السنة للبربهاي ، للشيخ العلامة صالح الفوزان، طبعة دار ابن حزم - القاهرة -، الطبعة الأولى، من الصفحات 38، 42,41 . آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2019-11-05 في 22:04.
|
|||
2016-12-05, 13:41 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
حكم الاحتفال بالمولد للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " : ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟ فأجاب فضيلته : ( نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ، كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع . وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري : يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة . وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب . ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 ) ، وما أمره الله به في قوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 ) ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى . فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك . وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد ) " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2016-12-05 في 13:43.
|
|||
2016-12-05, 13:51 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
حكم الاحتفال بالموالد- 286 -
الحمد لله والصلاة ، والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فقد اطلعت على كلمة نشرتها جريدة المدينة بعددها الصادر في يوم الاثنين الموافق 28 / 12 / 1401 هـ مضمونها أن الأخ جمال محمد القاضي رأى في برنامج أبناء الإسلام الذي يبث من التلفاز السعودي حلقة تشتمل على الاحتفال بعيد الميلاد . ويسأل جمال هل عيد الميلاد يجيزه الإسلام ؟ . . إلخ . والجواب : لا ريب أن الله سبحانه وتعالى شرع للمسلمين عيدين يجتمعون فيهما للذكر والصلاة ، وهما : عيد الفطر والأضحى بدلا من أعياد الجاهلية ، وشرع أعيادا تشتمل على أنواع من الذكر والعبادة كيوم الجمعة ويوم عرفة وأيام التشريق ، ولم يشرع لنا سبحانه وتعالى عيدا للميلاد لا ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، بل قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ومن التشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم ، فالواجب على أهل الإسلام ترك ذلك والحذر منه ، وإنكاره على من فعله وعدم نشر أو بث ما يشجع على ذلك أو يوهم إباحته في الإذاعة أو الصحافة أو التلفاز لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أخرجه مسلم في صحيحه وعلقه البخاري جازما به ، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الجمعة : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وفي مسند أحمد بإسناد جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من تشبه بقوم فهو منهم) وفي الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وفي لفظ شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن وفي هذا المعني أحاديث أخرى كلها تدل على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله في أعيادهم وغيرها ، وأشرف الخلق وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته ، ولم يحتفل به أصحابه بعده رضي الله عنهم ولا التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة ، ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم أو مولد غيره خيرا لسبقنا إليه أولئك الأخيار ، ولعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحثهم عليه أو فعله بنفسه ، فلما لم يقع شيء من ذلك علمنا أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين التي يجب تركها والحذر منها امتثالا لأمر الله سبحانه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذكر بعض أهل العلم أن أول من أحدث الاحتفال بالموالد هم الشيعة الفاطميون في المائة الرابعة ، ثم تبعهم بعض المنتسبين إلى السنة في هذه البدعة جهلا وتقليدا لهم ولليهود والنصارى ، ثم انتشرت هذه البدعة في الناس ، والواجب على علماء المسلمين بيان حكم الله في هذه البدع وإنكارها والتحذير منها ، لما يترتب على وجودها من الفساد الكبير وانتشار البدع واختفاء السنن ، ولما في ذلك من التشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من أصناف الكفرة الذين يعتادون مثل هذه الاحتفالات ، وقد كتب أهل العلم في ذلك قديما وحديثا ، وبينوا حكم الله في هذه البدع فجزاهم الله خيرا ، وجعلنا من أتباعهم بإحسان . وهذه الكلمة الموجزة أردنا بها التنبيه للقراء على هذه البدعة ليكونوا على بينة ، وقد كتبت في ذلك كتابة مطولة نشرت في الصحف المحلية وغيرها غير مرة ، ولا ريب أن الواجب على المسئولين في حكومتنا وفي وزارة الإعلام بوجه أخص وعلى جميع المسئولين في الدول الإسلامية منع نشر هذه البدع والدعوة إليها أو نشر ما يوهم الناس إباحتها أداء لواجب النصح لله ولعباده ، وقياما بما أوجب الله من إنكار المنكر ، ومساهمة في إصلاح أوضاع المسلمين وتطهيرها مما يخالف الشرع المطهر ، والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يوفقهم للتمسك بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، والحذر من كل ما يخالفهما ، وأن يصلح قادتهم ويوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ومحاربة ما خالفها إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2016-12-05 في 13:59.
|
|||
2016-12-05, 14:13 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
|
|||
2016-12-13, 20:47 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
البراهين على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه مما شاع في كثير من البلدان الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام، وعمل المولد من البدع المحدثة والبدع في الدين شر عظيم وإن استحسنها بعض الناس فقد قال صلى الله عليه وسلم (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وكان يقول في خطبته (وشرَّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النار) رواه مسلم والنسائي واللفظ له. ومن ابتدع في الدين بدعة فقد جعل نفسه مشرعاً مع الله والتشريع حق لله وحده لأن الله تعالى أنكر على من اتخذ مشرعاً مع الله فقال سبحانه {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } والابتداع في الدين يعني أن صاحبه لم يلتزم بمقتضى قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) لأن لسان حاله يقول إن الدين تنقصه هذه الخصلة من الخير فأنا أكمله بها وهذا أمر عظيم لو تأمله من أُشرب قلبه حب البدع والمحدثات. وقد يقول قائل ويسأل سائل: لِمَ كان الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وضلالة فالجواب كما يقول العلماء الربانيون الراسخون في العلم أنه: لو كان الاحتفال بالمولد مشروعاً لرغّب اللهُ تعالى عباده فيه في كتابه الكريم أو أمرهم به، (وما كان ربك نسياً) ولو كان مشروعاً _ ولم يَـرِدْ في كتاب الله _ لجاء الأمر به أو الترغيب فيه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أو لفَعَله ولو مرةً واحدةً في عمره الشريف فإنه عاش بعد بعثته ثلاثاً وعشرين سنة ولم يحتفل بمولده ولا مرة واحدة وهو الناصح لأمته الحريص عليها الذي لم يدع خيراً إلا أمرها به ولا شراً إلا نهاها عنه. لم يغشَّ أمته ولم يكتمها شيئاً أُمِر بتبليغه عليه الصلاة والسلام. ولو كان مشروعاً لبادر إليه خلفاؤه الراشدون وأهل بيته الأقربون وأصحابه الأنصار والمهاجرون وهم أشد الناس له حباً وأوسع الناس بالدين علماً وأعظم هذه الأمة على الخير حرصاً. ولو كان مشروعاً لفعله السلف الصالح من أئمة التفسير والفقه والحديث من التابعين وأتباع التابعين والأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة المعروفة. فهل يعقل يا عباد الله أن يكون الاحتفال بالمولد من شُعب الإيمان ومن خصال الخير ومن الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله زلفى ثم لا يكون له ذكر في القرآن ولا في السنة ولا عُرِف في القرون المفضلة المشهود لها بالخيرية في قوله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). أيطوي الله هذا الخير عن أحب الخلق إليه ثم يكشفه لبني عُبيد القَداّح ملوك مصر والمغرب في أوائل القرن الرابع الهجري الذين هم أول من أحدث هذه الموالد وغرّ الأمة بها وهم من أكفر الناس حتى قال عنهم أهل العلم (ظاهرهم الـــرِفْض، وباطنهم الكفرُ الـمَحْض) هيهات ما أبعدَ هذا وأبطلَه. فاتقوا الله عباد الله واستمسكوا بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وسلفكم الصالح، واجتنبوا البدع وإن ْكَثُر فاعلوها فإن الكثرة ليست دليلاً ولا حجة إنما الدليل هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وتمسك بسنته واتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة ولو لم يكن فيه الا الاجتماع على قراءة سيرته الشريفه الصحيحة لما تقدم من عدم الدليل على مشروعيته فكيف والموالد لا تكاد تخلو من البدع والمحدثات والمحاذير الأخرى كإنشاد القصائد التي تغلو في النبي صلى الله عليه وسلم غلواً عظيماً حتى تجعله نداً لله تعالى يعلم الغيوب ويكشف الكروب ويجيب الداعي، ومن أشهرها قصيدة البردة للبوصيري. وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من هذا المزلق الخطير مزلق الغلو في الصالحين عامة وفيه خاصة فقال صلى الله عليه وسلم «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ» رواه البخاري. ومعنى لا تطروني أي لا تبالغوا في مدحي. وقال صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلوَّ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين) رواه أحمد والنسائي. وقال سبحانه محذراً هذه الأمة أن تسلك مسلك النصارى في الغلو في عيسى بن مريم{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} ومن البدع المشهورة في الموالد قيام المحتفلين في لحظة معينة لاعتقادهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر فيها حفلهم ويمر بهم ويشاركهم. ومنها أن بعض الموالد قد يشوبها الاختلاط ورقص النساء بحضرة الرجال واستعمال المعازف وغير ذلك من المنكرات والعياذ بالله. عباد الله: إن الاحتفال بالمولد ليس تعبيراً صحيحاً عن حب النبي صلى الله عليه وسلم وإنما حبه الصحيح امتثال أمره واتباع سنته كما قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) والاحتفال بمولده ليس من اتباعه فليس من حبه الشرعي إذن. ومن أراد دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم فليدرسها متى شاء فالعام كله وقت مناسب لدراستها لا أن تخص بيوم المولد وتهملَ سائر العام. بل اصرفوا أنفس أعماركم في دراسة سيرته لا سيما بعد بعثته ودراسة سنته وتفقهوا فيها وتأسوا به فإنه أسوتنا كما قال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم مسكنا بسنته، واتباع شرعته، واحشرنا يوم القيامة في زمرته برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة وانصر بهم دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم واستعملهم في طاعتك وصلاحِ بلادك وعبادك يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. https://www.haddady.com/ |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc