|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
خطير ::حتى لا ننخدع بها >>> العلمانية حقيقتها وخطورتها
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2016-08-20, 11:36 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
خطير ::حتى لا ننخدع بها >>> العلمانية حقيقتها وخطورتها
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته العلمانية حقيقتها وخطورتها للشيخ محمد بن علي فركوس الجزائري - حفظه الله حقيقة العلمانية الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد: فكلمة «العلمانية» اصطلاحٌ لا صلةَ له بلفظ العلمِ ومشتقَّاته مطلقًا، وإنما هي اصطلاح غربي موضوع يتبلور من خلاله انتصار «العلم» على الكنيسة النصرانية التي قمعت التطور، وحاربت التقدم والتحضر في الغرب باسم دينهم المحرف الذي يحرم العلم التجريبي والاكتشافات والاختراعات المتولدة عنه. وتعني العلمانيةُ في جانبها السياسي بالذات اللَّادينية في الحُكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنَّفات الإسلامية بأنَّها: «فصل الدين عن الدولة» وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة. لذلك يمكن التعبير عن مدلولها بعبارة أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنَّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضِّ النَّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثِّرة بالنصرانية(١) المحرَّفة أو الاشتراكية؛ فإنَّ العلمانية اللَّادينية مذهب دنيوي جاهلي يرمي إلى عَزْلِ الدِّين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساسٍ مادِّيٍّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلِّ ميادين الحياة اعتمادًا على المبدأ الميكيافيلي «الغاية تبرِّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدِّين ونواهيه التي تبقى مرهونةً في ضمير الفرد لا يتعدَّى بها العلاقة الخاصَّة بينه وبين ربِّه، ولا يرخّص له بالتعبير عن نفسه إلَّا في الشعائر الدِّينية أو المراسم المتعلِّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها. فالعلمانيةُ القائمةُ على أساس النَّزعة المادية لم تَلبث أن فاضت عن المذهب اللَّاديني الذي جعل غايتَه محاربةَ الدين وإقصاءَه عن مختلف مجالات الحياة العامَّة، وإقصاءَ أهلِ الدين وحماتِه، والحدَّ من تأثيرهم بعزْلِهم عن المرافق التربوية والمؤسَّسات والمعاهد العلمية ومنع التعليم الديني، فغايتها إقامة دولة ومجتمع ينحصر فيها الدين على الصعيد الفردي، وتجعل أبناء المجتمع المسلم يشعرون بأخوّة في الوطن بصرف النظر عن كونِهم غير إخوة في الدين. هذا، ولم يُصِبْ عينَ الحقيقةِ من قسَّم العلمانيةَ إلى مُلحدة تنكر وجودَ الخالقِ أصلًا ولا تعترف بشيء من الدِّين كليَّةً، وإلى علمانيةٍ غيرِ مُلحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا، وتنكر وجود علاقةٍ بين الله تعالى وحياةِ الإنسان، وتنادي بعَزْلِ الدِّين عن الدنيا والحياة، وتُنكر شرعَ اللهِ صراحةً أو ضِمْنًا؛ لأنَّ العلمانيةَ في جميع أشكالها وصُوَرها مُلحدةٌ، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: المَيْلُ والعُدولُ عن دينِ اللهِ وَشَرْعِهِ، ويَعمُّ ذلك كلَّ مَيْلٍ وحَيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولًا أَوَّلِيًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرَّمه اللهُ وترك شيء ممَّا أوجبه الله(٢)، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله. خطورة العلمانية إنَّ دعوةَ العلمانيةِ تمثِّل خطرًا عظيمًا على دِين الإسلام والمسلمين، وحملتُها ضخمةٌ على الألوهية والأخلاق والبعث، فهي تسعى إلى هدم الدين في المجتمع أو إخراجه إخراجًا كاملًا من مضامينه وقِيَمِهِ، وتعمل على تحطيم السدود الأخلاقية التي تحول دون استشراء الإباحة والإلحاد، فكان هدف العلمانية الأول هو احتواء التربية والتعليم من أجل بعث أجيال لا تعرف الدين ولا الأخلاق. وساعد سريانَ العلمانية في العالم الإسلامي انحرافُ كثيرٍ من المسلمين عن العقيدة السليمة، وانتشار البدع والأهواء وضآلة الفقه في الدِّين، وانبهار المسلمين بتقدُّم الغرب الواسع في ميدان العلم المادِّي والقُوَّة العسكرية، خاصَّة بعد ضعف شوكة المسلمين واحتلال الغرب الغاشم لأراضيه وأوطانه التي عمل فيها على إقصاء الإسلام وإبعاده من واقع الحياة وسياسة الدولة والحكم، وترسيخ الركائز العلمانية، وإحلال المناهج الإلحادية محلَّها، وتمكن الغرب من دعم المخدوعين من ذوي الثقافات الغربية وأصحاب الاتجاهات المنحرفة بمزاعم الكفار بأنَّ الدِّين معيق للعلم، وأنَّ تقدُّم بلادهم متوقِّفٌ على فصل الدِّين عن الدولة والحياة. وغالبية المسلمين يجهلون حقيقة العلمانية لتَسَتُّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرِها من الأفكار والإيديولوجيات السياسية، كما تختفي العلمانية وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوُّرية(٣) وغيرها، ويتعلَّق مناصروها بأدلَّة علميَّة ثابتة ـ زعموا ـ وما هي إلَّا شبه ضعيفة يردُّها العقل والواقع ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٤١﴾ [العنكبوت]. وخاصَّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيِّد للدِّين تضليلًا وتلبيسًا على عوامِّ المسلمين، فلا تمنع الحجَّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، ولا تبدي محاربة للدِّين ولا عداءً له مع محاولةٍ جادَّة لحصر الدِّين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة. مظاهر العلمنة ومجالاتها فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أُبعِد الدِّين عنها: •السياسة والحكم، وتطبيق العلمنة فيهما جَليٌّ لا يخفى على مبصر، حيث تُعنى بفصل الدين عن الدولة وعن الحياة كلها، وترك العمل بأحكام الدين ومبادئه وحدوده. •التعليم ومناهجه، وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقلٌ، حيث تغذِّي الإلحاد، والتنكُّر للدِّين، وعدم الإيمان به، وإثارة الشبهات حوله، ونشر الرذائل في مختلف مراحل التعليم والدراسة، ومحاربة الحشمة والفضيلة في الأوساط التعليمية والتربوية، والدعوة إلى التبرج والاختلاط. •الاقتصاد والأنظمة المالية، وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للعيان. •قوانين الاجتماع والأخلاق والمدنية، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالًا للريبة والشكِّ، فضلًا عن إعجاب العلمانيِّين بمظاهر الحياة الغربية وتقليدها، وظهور المعاصي على سلوكهم ومظاهرهم وأقوالهم، يعرفون بالاستهانة بالدِّين والاستخفاف بأحكامه والاستهزاء بالملتزمين به. فالعلمانية تجعل القِيَمَ الروحية قِيَمًا سلبيةً، وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب، وإشاعة الفواحش والشذوذ والإباحية والفوضى الأخلاقية، ومحاربة الحدود الشرعية والاستهانة بالسنن، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرَّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى هدم كيان الأسرة وتشتيت شملها، وبهذا النَّمط والأسلوب تربّى الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الدِّيني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ، ويحلُّ محلَّه هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادِّية دون اعتبار للقيم الروحية. فالصلة المُحكمة التي تربط الدين بالسياسة والحكم وبالأنظمة المدنية والمالية والتربوية والتي هي من خصائص الإسلام ومميِّزاته لا تحظى بالقَبول عند كثير من بني جِلدتنا المتشبِّعين بالثقافة الغربية، والذين نشأوا على أساس الاعتقاد بأنَّ لكلٍّ من مسائل الدِّين والحياة العلمية نمطها الخاصّ، حيث تبقى تعاليم الشريعة ومضامين الإسلام مسطّرة لتنظيم العلاقة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان والإنسان وَفْقَ نظامٍ مُحدّد للسلوك الاجتماعي والأخلاقي يُفْرَض على المسلم ويُلْزَم باتباعه. تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالَم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وحملات التنصير والتبشير، وبغفلة من المغرورين مِن بني جلدتنا الذين رفعوا شِعارَها، ونفذوا مخطَّطاتِ واضعيها ومؤيِّديها، الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم، متمثِّلةً في: •الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوَّة. •دعوى جمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنَّ أوربا لم تتقدَّم حتى تركت الدِّين. •دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، وأنه يدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر. •الزعم بأنَّ الدِّين الإسلامي قد استنفد أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة طقوس وشعائر روحية. •دعوى تخلُّف اللُّغة العربية عن مسايرة العلم والتطوُّر، وعجزها عن الالتحاق بالرَّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنَّ العربية وإن كانت هي اللُّغة الرسمية في البلدان العربية إلَّا أنَّها هُمِّشت في معظم المؤسَّسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيَّة في البلدان المغاربية خاصَّة، وحَلَّت اللُّغة الفرنسية محلَّها فأصبحت لغة تخاطبٍ واتصالٍ فعلية في الميدان، وتقهقرت اللُّغة العربية تدريجيًّا بحَسَب المخطَّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية. •الزعم بأنَّ الشريعة مطبقة فعلًا في السياسة والحكم وسائر الميادين؛ لأنَّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني ـ زعموا ـ. •دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد وغيرها، واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللَّادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشدَّ رأفة. فهذه مُجْمَل الدعاوى التي تعلَّق بها أهلُ العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلَّات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصلِ دينه الحنيف عن حياة المجتمع برُمَّته، وحصرِه في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعًا للغرب في توجّهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عُرى الإسلام والتحلّل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صِلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدِّين وانتمائهم لأُمَّتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد، واستبدال القِيَم والمفاهيم والمصطلحات والتصوُّرات الإسلامية الأصيلة بقِيَمٍ ومفاهيمَ ومصطلحاتٍ وتصوُّراتٍ غربية، ليكون أسلوب المعيشة والحياة مُسايِرًا للنمط الغربي، وتغيير أسلوب التفكير والعمل لتصبح طريقته موافقةً للتفكير والعمل الغربي، وتكريس دعوى التجديد بهذا المفهوم من تغيير أساليب التعامل الأخلاقي والاجتماعي وتجديد الأنظمة التشريعية والقضائية والجزائية على نحوٍ يتلاءم مع الأسلوب الحضاري باستمدادها من الأنظمة والتشريعات الغربية، كلّ ذلك تحت غطاء التطوّر والتجديد. وقد استطاعت موجة العلمانية أن تجرف معظم المجتمع الإسلامي، وتصيبه في الصميم في ميدان النُّظُم والحُكم وفي مجال الشريعة والقضاء وعلى ساحة التعليم بما أثارته من شبهات حول الإسلام وقُرْآنِهِ ورسوله ولغتِه السالفة البيان، وقد تأثَّرت كثيرٌ من المؤسَّسات الاجتماعية والسياسية بهذه المفاهيم الخبيثة، وَسَعَتْ إلى النهوض بمجتمعاتها بالتركيز على علمانية الدولة، متشكّلة بصورة الوطنية أو الاشتراكية أو القومية أو غيرها، أمَّا المؤسّسات الأخرى ذات الطابع الإسلامي فقد تأثّرت هي الأخرى بموجة العلمانية ـ إلَّا من رحم ربُّك ـ حيث جعلت مفهوم الدين مقصورًا على الإسلام الحضاري. إنَّ الإسلام دِينٌ ودولةٌ ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدُّها رِدَّةً، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع، بما يدَّعونه من التجديد بتقليد الغرب في مفاهيمه وقيمه وأساليبه الذي هو عين الانحراف والجمود والتبعية الذليلة، فالدين والحكم في الإسلام منذ أَوَّلِ يوم تشكَّلَ فيه المجتمع الإسلامي لله خالصًا، ومُصلِحًا لكلّ زمان ومكان مهما بلغ من تطوّر الحياة وأساليب المعيشة من رُقِيٍّ، فهو دينٌ ربَّاني عالمي لا يصطدم مع أي تطوُّر نافع من جهة، ولا يُقِرُّ حرية الإلحاد، ويأبى أن تكون حريته منفصلة عن التربية الدينية والأخلاق من جهة أخرى. إنَّ الإسلام مع ما يحتويه من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق جاء بنظام قائم على الحقِّ يتّفق مع صميم طبيعة الحياة الإنسانية، ويمسّ بشموله كافةَ مناحي حياة الإنسان على اختلافها من المَهْدِ إلى اللَّحْدِ، ويأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلِّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرُّفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ [الأنعام]. والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٠١ شوال ١٤٢٦ﻫ الموافق ﻟ: ٠٣ نوفمبر ٢٠٠٥ﻣ (١) ممَّا تنادي به النصرانية: إعطاء سلطة الدولة لقيصر، وسلطة الكنيسة لله، ومنه يتجلَّى مبدأ: «فصل الدين عن الدولة». وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: «أعْطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، وهذا ما تتَّفق فيه النصرانية المحرَّفة مع العلمانية. بينما الدِّين والحكم في الإسلام تشكَّل في مهده لله خالصًا لا يستجيب للفصل بين الدِّين والدولة، ولا بين الدِّين والمجتمع لاختلاف طبيعة الإسلام ـ دِينًا ونظامَ مجتمع ـ عن النصرانية في أصلها، وهي مجموعة وصايا، وبالنسبة لها كتطبيق في المجتمعات الرومانية التي كان الدِّين فيها لله، والحكم لقيصر. (٢) «أضواء البيان» للشنقيطي (٥/ ٥٨ ـ ٥٩). (٣) النظرية الداروينية نسبة إلى شارلز داروين باحث إنجليزي، نشر كتابه «أصل الأنواع» سنة ١٨٥٩م، الذي يدور على جملة من الافتراضات، ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء حيث تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقَّة والتعقيد، وأنها تتدرَّج من الأحطِّ إلى الأرقى، معتبرًا أنَّ أصلَ الحياة خليةٌ كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، وقد تطوَّرت هذه الخلية ومرَّت بمراحلَ منها مرحلة القرد انتهاءً بالإنسان، وجعل بين الإنسان والقرد نسبًا، بل زعم أنَّ الجدَّ الحقيقيَّ للإنسان هو خليةٌ صغيرة عاشت في مستنقعٍ آسنٍ، وهو بذلك يريد أن يَنْسِف عقيدةَ أهل الحقِّ في أنَّ الإنسان ينسب إلى آدم وحواء ابتداءً، وقد خلَّفت هذه النظرية قَلَقًا عارمًا، وشعورًا باليأس والضياع، وظهرت أجيالٌ حائرة مضطربةٌ ذات خَوَاءٍ روحي، وكان من نتيجة النظرية أن تولَّدت عنها نظرية «ماركس» المادية حيث نادت بمادية الإنسان وخضوعه لقوانين المادة مُهمِلةً بذلك جميع العوامل الروحية، كما كان للنظرية أثرٌ في ميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي حيث استمدَّ فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان، وأَنَّه حيوان جنسي لا يملك إلَّا الانصياع لأوامر الغريزة، وإلَّا وقع فريسة الكَبْتِ المدمِّر للأعصاب، وأصبح التطوُّر عند فرويد مفسّرًا للدِّين تفسيرًا جنسيًّا. وقد استفادت النظريات الأخرى ـ أيضًا ـ من نظرية داروين فائدةً هَدَّامة كنظرية «سارتر» في الوجودية، ونظرية «برجسون» في الروحية الحديثة، واعتمدت على ما وضعه داروين في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك. وقد أثبت العلمُ التجريبي إفلاسَ نظرية داروين وبطلانَها بأدلة قاطعةٍ، بل ليست نظرية علمية على الإطلاق وخاصَّة بعد كشف النقاب عن قانون «مندل» الوراثي، واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات)، وقد جاء في القرآن الكريم ما يقرِّر أنَّ بَدْءَ خلقِ الإنسان من سلالة من طين ثمَّ خلقه من نطفة في قرار مكين، فكان مادة الخلق الأولى للكائنات هي الماء، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ ﴾ [النور: ٤٥]، ﴿وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ﴾ [الأنبياء: ٣٠]، ويبقى الإنسان إنسانًا بجميع مقوّماته: شكله وصفاته وعقله لا يتطوَّر ولا يتحوَّل وهو ما يدلُّ على أنَّ الخالق الباري واحدٌ ﴿ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ ٧ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ ٨﴾ [السجدة].
آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2016-08-20 في 11:38.
|
||||
2016-08-20, 20:33 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
وعليكم السلام ورحمة الله |
|||
2016-08-20, 20:42 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
السلامُ عليكم |
|||
2016-08-20, 20:52 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
السلام عليكم
بارك الله فيكم موضوع قيم جدا يبين حقيقة العلمانية الخطيرة وفقكم الله لما يحب ويرضى |
|||
2016-08-21, 07:54 | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
اقتباس:
الحمد لله أن الشيخ لم يهضم حق الانسان في الاجتهاد الدنيوي وإن كان قد ناقض نفسه بذم بعض المدارس الفكرية .(يعني يذم مدارس ويستدل بأخرى من نفس المجتمع الغربي) العلمانية ياأخي طريقة للحكم وإذارة شؤون الناس وليست دينا العلمانية تقضي على الدين المزيف (النفاقي) وعلى الطائفية المقيتة...الكثير من الغربيين متدينون . |
||||
2016-08-21, 17:27 | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
اقتباس:
هي فصل الدين عن الحكم، وبمعنى أوسع هي إقامة الحياة على غير الدين، وفصل الدين عن شُئُون الدولة إنما هو بعض صورها. والعلمانية في قاموس "أكسفورد": (مفهوم يرى ضرورة أن تقوم الأخلاق والتعليم على أساس غير ديني). ومعنى العلمانية أن تبقى الدولة تتعامل بقوانين يختارها المجتمع، فلا تكون هناك أدنى علاقة لأي دين بها، فالأديان كلها - في نظرها - متساوية، وسكان المجتمع كلهم – في نظرها – مواطنون، لا فرق بين ذكر وأنثى ولا بين دين وآخر، وتسقط الحدود ويُلغى الجهاد، ويُقام الاقتصاد على الربا، وتُقام المجتمعات على الحرية الشخصية في كل شيء، فلا فساد أخلاقي قبيح عندهم إلا ما كان قسرا وإكراها، فإذا كان كذلك فهو الرذيلة، وأما ما كان باختيارٍ ورضًا فلا محذور فيه. وخلاصة الكلام أن المقصود من العلمانية هو فصل الدين عن الحياة العامة، وإبقاء الدين في نفس الإنسان فقط، وفي دُورِ العبادة فقط. ولاشك أن هدف العلمانية - في العالم الإسلامي – من هذه الدعوة هو إبعاد المسلمين عن دينهم؛ لأنه مصدر قوتهم وكرامتهم، ثم جعل الأمة الإسلامية تابعة للغرب سياسيا وثقافيا وأخلاقيا واقتصاديا. · حكمها في الشريعة: والعلمانية بهذا المفهوم – مفهوم فصل الدين عن حياة الناس - تعتبر في ميزان الإسلام حكماً جاهلياً؛ وذلك لأن الإسلام دين شامل ونظام متكامل لجميع نواحي الحياة، جاء لما فيه سعادة الناس في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾[يوسف: 40] وقال تعالى: ﴿ وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾[الرعد: 41] وقال تعالى: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾[المائدة: 50] وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾[المائدة: 44] وقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْظّالِمُون ﴾[المائدة: 45] وقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون ﴾[المائدة: 47] وقال: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[النساء: 65] وقال: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوْكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ﴾[المائدة: 49] وقال: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾[الأحزاب: 36] وقال: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾[النساء: 59]. وقال صلى الله عليه وسلم: "تركتُ فيكم ما لن تضِلُّوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله). رواه مسلم في "صحيحه"[برقم 3009 عن جابر بن عبدالله مرفوعاً في خطبة الوداع]. · أسباب ظهور العلمانية وظروف نشأتها في الغرب: من المهم أن يعرف المسلم لماذا برزت مثل هذه الانحرافات الفكرية إلى سطح الواقع الأوروبي وغيره، فذلك يساعده على فهم أشياء كثيرة، منها أن الدعوة إلى العلمنة في المجتمعات الإسلامية ليس لها أي مبرر؛ لأن ظهورها في المجتمعات الغربية كان له أسباب خاصة غير موجودة اليوم في مجتمعاتنا. فظهور العلمانية في الغرب كانت له أسباب وداوفع منها: أولا غياب الدين الصحيح عن المجتمعات: فالدين الصحيح كان غائبا في المجتمعات الأوروبية، ولم يعش النصارى وغيرهم إلا دينا منسوخا ومحرفا، ومع هذا فليس له حضور إلا في واقع الكنيسة فقط دون أن يكون له أثر الحياة العامة. ثانيا طغيان رجال الكنيسة: فقد عاشت أوروبا في القرون الوسطى فترة قاسية تحت طغيان رجال الكنيسة وهيمنتهم، استغل فيها رجال الكنيسة السلطة الدينية لتحقيق أهوائهم، وإرضاء شهواتهم، تحت قناع القداسة التي يُضفونها على أنفسهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة فقال سُبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ﴾[التوبة: 34]. فأفسدوا الدين بالصد عن سبيل الله، وأفسدوا الدنيا بأكل الأموال. فكان ذلك من أعظم أسباب تمرد الشعوب الأوروبية على الكنيسة. وباختصار فإن الفراغ الديني والنفسي في المجتمعات الغربية هو سبب لجوء الغربيين إلى هذه الانحرافات الفكرية، وهم أشبه ما يكونون بمن استغاث من الحر بالنار. المستجير بعمرو عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار. وهذا على افتراض أن العلمانية فيها نوع من الحلول لمشاكل المجتمعات الأوروبية، فكيف وهي لا تملك أي حلول، لأنها تنقل المجتمعات من التدين الخاطئ إلى الإلحاد. وإنما الحل فيما جاءه به الإسلام حيث ينقل المجتمعات من التدين بالدين المحرف المنسوخ، إلى التدين بالدين الصحيح المحفوظ الناسخ لغيره. · بداية العلمانية في المجتمعات الإسلامية: لقد كان بروز مجموعة من المفكرين من المبتعثين في الوطن العربي إلى الدول الغربية هو سبب بذور العلمانية في البلاد الإسلامية، حيث رجعوا من هناك يدعون إلى موافقة الحضارة الغربية ومواكبتها، ويَشُنُّون على الدولة العثمانية حربا ضروسا لا هوادة فيها وعلى رأس هؤلاء عبدالرحمن الكواكبي وأمثاله. ثم بدأت بعض الدول العربية - شيئا فشيئا - بإدخال بعض المواد القليلة من القوانين الفرنسية في محاكمها مثل مصر وتونس والمغرب، وأما الجزائر فقد ألغت فرنسا الحكم بالشريعة مطلقا عام 1883م. ولكن العلمانية انتقلت من النظرية إلى التطبيق - بصورة عامة في الوطن العربي - مع سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924م على يد اليهودي المتستر مصطفى كمال أتاتورك. كان مصطفى كمال أتاتورك من يهود الدونمة، أظهر الإسلام نفاقا فكان يتظاهر بالتدين، ويصلي في مقدمة الجنود، ويتملّق للعلماء، وعندما تمكّن انقلب على العثمانيين، ثم قام بثورة كبيرة انتهت بفصل تركيا عن بقية أجزاء الدولة العثمانية. ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافةَ الإسلامية، وأعلنها علمانية إلحادية صريحة، وأغلق كثيرا من المساجد، وحرم الأذان باللغة العربية، واضطهد العلماء بأبشع أنواع الاضطهاد، وقتل منهم العشرات، وعلقهم بأعواد الشجر، وأجبر الشعب على تغيير الزي الإسلامي، ولبس الزي الأوروبي، وألغى الأوقاف، ومنع الصلاة في جامع "أيا صوفيا"، وحوّله إلى متحف، وألغى المحاكم الشرعية، وفرض القوانين الوضعية المدنية السويسرية، وقضى على التعليم الإسلامي، ومنع مدارس القرآن الكريم، واستبدل اللاتينية بالعربية، وحرم تعدد الزوجات، والطلاق، وساوى بين الذكر والأنثى في الميراث، وألغى استعمال التقويم الهجري، ووضع مكانه التاريخ الميلادي، وشجع الشباب والفتيات على الدعارة والفجور وأباح المنكرات، بل كان قدوة في انحطاط الخلق والفساد وإدمان الخمر. ولما خرج الاحتلال الأجنبي من الدول العربية الإسلامية كان يحرص أن لا يسلم زمام الحكم إلا لمجموعة من المنسلخين من الدين، والذين لا يحبون أن تتجه البلاد إلى الاتجاه الإسلامي، فقامت هذه المجموعات بالحرب على الإسلام والتدين بجميع صوره. وكان القوميون والماركسيون من هؤلاء العلمانيين، فقد سعوا إلى القضاء على ما تبقى في المجتمعات من الإسلام، فبعضهم قتل كثيرا من العلماء ونفى كثيرا منهم، وبعضهم فصل علماء الفتوى عن المجتمع، فأدى ذلك إلى تمرد كثير من أبناء المجتمع على الإسلام.[1] · نتائج ظهور دعاة العلمانية في العالم العربي: كان لتسرب العلمانية إلى المجتمعات العربية آثار سيئة منها: أولا: تنحية الشريعة وإقصاؤها عن الحكم، والاستعاضة عنها بالقوانين الوضعية التي لم يجن منها الناس إلا الخراب والدمار والمآسي على جميع المستويات، وكل هذا بسبب تهميش الشريعة، لأن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي تشتمل على العدل والرحمة. وقد تأثر كثير من الناس بمثل هذه الفكرة المنحرفة حتى صدرت منهم عبارات تدل على ذلك، كقولهم: (إنما الدين لتنظيم علاقة الإنسان بربه)، وقولهم: (الدين مسألة شخصية لا علاقة لها بالحكم) وقولهم: (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة) وقولهم: (الدين مكانه في المسجد فهناك حيث يحترم ويوقر). ونحو هذه العبارات. وثانيا: فصل العلماء والمراجع الدينية عن حياة الناس، وذلك بتهميشهم وتنحيتهم من وسائل الإعلام وغيرها من الأماكن الحساسة وإعطائهم أماكن لا تؤثر كثيرا مثل منابر الخطابة في المساجد ومع هذا فيبقون تحت الرقابة الصارمة. وثالثا: فصل العلم الشرعي عن التعليم النظامي، وجعل مادة الدين مادة هامشية، لا تؤثر في تقديرات الطلاب، مع انتقاء بعض المواد من الفقه الإسلامي، يرونها أنها لا تخالف أفكارهم، مع زيادة بعض الأفكار في ثنايا المواد الدراسية بالنسبة للتلاميذ في مختلف مراحل التعليم. ورابعا: تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه، وتصوير العصور الذهبية لحركة الفتوح الإسلامية على أنها عصور همجية كانت دوافعها مطامع الشخصية، وأن قادتها بدْوٌ همج جاءوا من الصحاري. خامسا: إذابة الفوارق بين المسلمين والكفار، وصهر الجميع في إطار واحد، وجعلهم جميعا بمنزلة واحدة من حيث الظاهر، وإن كان في الحقيقة يتم تفضيل أهل الكفر والإلحاد والفسوق والعصيان على أهل التوحيد والطاعة والإيمان. سادسا: إلغاء التاريخ الهجري واستبداله بالتاريخ الميلادي. سابعا: تهميش العلماء وتنحيتهم – وهم حملة الشريعة – عن قيادة الأمة فكريا، ونصب رموز حقيرة يناوئون الإسلام، تسلم لهم قيادة المجتمعات فكريا. ثامنا: الدعوة إلى ما يسمى بتحرير المرأة، ويعنون بذلك تمرد المرأة على دينها وأخلاقها، ومزاحمتها للرجل في الميادين الخاصة بالرجال. تاسعا: ترك المجتمع يعيش فوضى أخلاقية، ينهدم من وراءه بنيان الأسرة. عاشرا: إلغاء القتال لأجل الدين واستبداله بالقتال من أجل الوطن والوطنية. · صور العلمانية: للعلمانية صورتان توجدان في مجتمعات المسلمين: الصورة الأولى العلمانية الملحدة: وهي التي تنكر الدين كلية: وتنكر وجود الله الخالق سبحانه، ولا تعترف بشيء من ذلك، وكشف هذه العلمانية أمر ميسور. الصورة الثانية العلمانية غير الملحدة: وهي علمانية لا تنكر وجود الله، بل ربما كانوا في الظاهر محسوبين من المسلمين، ولكنهم يصرحون أن الدين لكن لا علاقة له السياسة. وكونهم مع المسلمين في الظاهر يجعلهم أكثر خفاء على عوام المسلمين. · فشل العلمانية ودعاتها في البلاد الإسلامية: لقد فشلت العلمانية وفشل دعاتها في البلاد الإسلامية والعربية، فشلت في الماضي وستفشل في المستقبل، وستبوء بالانقراض – إن شاء الله تعالى -؛لأن الله تعالى تكفّل بظهور دين الإسلام وبقائه إلى يوم القيامة وتجديده، قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[التوبة: 32-33]. وقد اختلفوا في تبرير فشلهم، فتارة يعتذرون عن فشلها بأن المدة قصيرة وغيركافية، ومرة يعتذرون بعدم الجدِيّة في التطبيق، ومرة بأن الخطأ في التطبيق لا في النظرية، ومرة اعتذروا بأن الديمقراطية لم يكن لها ديمقراطيون متأهلون، وتارة بغير ذلك. ويظهر فشلهم فيما يلي: 1 ـ أنهم ينظرون إلى الغالبية الساحقة من الشعوب الإسلامية على أنهم غارقون في التخلف والجهل والظلامية، وأنها بحاجة إلى قرون طويلة ليكونوا على مستوى التثقيف. 2 ـ أنه منذ تمكين دعاة العلمانية – في البلاد الإسلامية - كثرت الأزمات في كل مجال، ووصلت الدول الإسلامية – التي تمكن للعلمانيين – إلى مرحلة اختناق شديد لا تطيقه شعوبهم. 3 ـ بسط الأعداء على كثير من أراضينا دون أن يكون هناك أي استرداد لأي جزء من أراضينا. وهم لا يحملون أي مشروع يسعى في رد الأمة لبعض ما في أيدي أعدائها من الأراضي المسلوبة، بل كانت مواقفهم سلبية أثناء قتال الأمة لأعدائها الذين اغتصبوا بعض أراضيها، بل كانت لهم هجمات على من يسعى لرد هذه الأراضي المغتصبة، فأثبتوا أنهم الوكلاء الوحيدون لأعداء هذه الأمة. [3] 4 ـ رحل من هذه البلاد كثير من الأطباء والمهندسون وعلماء الفيزياء والكيمياء إلى خارج بلادهم لأنهم لم يجدوا في بلادهم ما يسعف تطلعاتهم، وكل ذلك بعد أن تصدر هؤلاء في بلدانهم وطبقوا بعض مشاريعهم. وهناك أشياء أخرى. · دعم الغرب للأحزاب العلمانية: إن الدول الغربية هي التي تقف وراء هذه الأحزاب العلمانية، وتمدها بالرأي والمال، لأنها المستفيد الوحيد من العلمانية، وهذا وحده يخفف على العلمانيين هذه الغربة الشديدة والشذوذ في الرأي، لأنهم يقفون وحدهم في المجتمعات الإسلامية تجاه الأغلبية الساحقة التي تطالب بالشريعة الإسلامية. فالعلمانيون في الحقيقة مرتزقة ليس غير. · تناقض العلمانية: ومن أقبح تناقضات العلمانية ودعاتها، أن دعاتها إنما هم حفنة قليلة يعيشون بين الشعوب الإسلامية في بلاد المسلمين، ويعلمون أن الأغلبية الساحقة لهذه الشعوب متعطشة للحكم بشريعة الإسلام، ولكنهم مع هذا لا يخجلون من حربهم على هذه الشعوب، ويكيدون لها بمخططات خطيرة يسعون فيها إلى تغيير هوية هذه الشعوب المسكينة، ويهدفون من ورائها إلى الوصول إلى مقاصدهم ولو بعد عقود من السنين. إن هؤلاء العلمانيين لم يكتفوا بالدعوة إلى فصل الدين عن السياسة – كما يقولون -، بل ينزعجون انزعاجا شديدا حتى من مظاهر التدين في مجتمعاتهم ولو كانت قليلة، ويشنون على هذا التدين حربا شعواء في منابرهم الإعلامية، وينددون بكل مظاهره، ويسمونه هؤلاء إرهابا وتطرفا وتخلفا، فهم لا يسمحون لتدخل الدين في السياسة، ولكن لا يرون بأسا من تدخلهم في الدين، فعرفنا بهذا أنهم حرب على التدين بجميع أشكاله وليس محصورا في فصل الدين عن الحكم. · الليبرالية: ومن صور العلمانية الليبرالية، وهو مذهب ينادي بالحرية الشخصية الكاملة لأفراد المجتمع، وهي في الأصل تعني الحرية، غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حرا في جميع ميادين الحياة المختلفة، تلك الحرية التي لا تقيدها أحكام الدين ولا يرجع إليه، فهي وجه جديد في ميدان العلمانية.[4] وهي كغيرها من المبادئ ليست وليدة يوم وليلة وإنما تشكلت عبر عقود طويلة. · الدولة المدنية: والدولة المدنية تعني تنحية الدين جانبا، فيقوم المجتمع على أساس غير ديني، فتلغى كل مادة تنادي بأن الإسلام هو دين الدولة، ولا يحق لأحد أن يطالب فيها بالحكم بالشريعة، ويكون المواطنون فيها سواء بدون فرق بين دين وآخر، وهم كلهم مواطنون يستوون في الحقوق والواجبات طالما يحملون جنسية الدولة. قال وحيد عبد المجيد – أحد أكبر دعاة الدولة المدنية في مصر - عن مفهوم الدولة المدنية: (هذا مفهوم مترجم ومعرب من الثقافة الغربية الحديثة، ويقصد به الدولة التي تستقل بشؤونها عن هيمنة وتدخل الكنيسة، فالدولة المدنية هي التي تضع قوانينها حسب المصالح والانتخابات والأجهزة والتي في نفس الوقت لا تخضع لتدخلات الكنيسة). [5] وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. أبو عمار علي الحذيفي شوال / 1434 هـ[1] ومع هذا كله فلا أعلم اليوم – في حدود علمي - دولة عربية تتبنى منهج العلمانية صراحة، وتنطلق من مفهومها الغربي، بل أغلب هذه الدول تصرح بأن الإسلام دين الدولة، لكن قد يكون في هذه الدول دعاة للعلمانية لهم منابر إعلامية صحفية أو فضائيات أو غير ذلك. [2]علماني الفكر والعقل، عاش حياته كلها يحاول إقناع المسلمين والعرب بأن لليهود فضلا على أدب العرب وتاريخهم وتراثهم. قال في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر": (إن السبيل الى ذلك واحدة وهي أن نسير سير الأوربيين, ونسلك طريقهم؛ لنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها) أ.هـ وقد زعم علي عبدالرازق في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" بأن الإسلامدين وعبادة فقط، ولا علاقة له بالحكم والسياسة، وعليه فلا أساس لشيء اسمه الحكم الإسلامي حتى في عهد الرسالة؛ حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلغ للدين. وقد قدم طه حسين لكتاب علي عبدالرازق المذكور فكان ظلمات بعضها فوق بعض. [3]وقد ذكرنا شيئا من ذلك في "الماركسية" وبينا المواقف المخزية للماركسيين. [4] انظر: "حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها" تأليف / صالح بن سليمان الخراشي. [5] "موقع جريدة الغد". |
||||
2016-08-21, 08:24 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الحكم عل الشيء فرع عن تصوره ... |
|||
2016-08-21, 13:44 | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
اقتباس:
فما سبب تخلفها وهي تتبع العلمانية ؟؟ العلمانية أصبحت لدى البعض دين أرضي ,,عجيب .من جهة يريدون فصل الدين عن الدولة ومن جهة يحكمون دين وضعي آخر تعديل همسات ايمانية 2016-08-22 في 19:10.
|
||||
2016-08-21, 14:28 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
سبب تخلفها هو انها لا تتوفر على كل الشروط اللازمة للتقدم , لأن العلمانية ليست شرطا حصريا و وحيدا للتقدم . فللتقدم عوامل أخرى يجب توفرها ... لذا ليس من الغريب أن تكون دول علمانية في عداد الدول المتخلفة ... خاصة عندما تكون مؤسساتها السياسية لا تنبع من تحول اجتماعي و سياسي و ثقافي خاص بها ...
|
|||
2016-08-21, 14:51 | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2016-08-22, 13:36 | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2016-08-22, 17:44 | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2016-08-21, 14:32 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
والخلاصة أن المشكلة ليست في العلمانية في حد ذاتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية وانتصرت على تسلط الكنيسة ذات العقيدة الدينية المنحرفة , لكن المشكلة في بني جلدتنا الذين خانو دينهم واستوردو هذا النظام الدخيل |
|||
2016-08-21, 08:43 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
العلمانية |
|||
2016-08-21, 08:56 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
بارك الله فيكم جميعا اول مرة أعرف حقيقة اتاتورك كنت قرأت أن |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc