الفصل الأول
( البداية )
أسير بخطى متهادية و خجولة , تتجه أعين الحضور من حولي على الحلي التي أرتديها فوميضها قد ألهب الصدور , يترقبون أية حركة عضلية خاطئة قد تضيف حدثا طريفاً ليلهم الذي ينون أن يعتكفون آخره بجلسة غيبة ونميمة مطولة , توجت ملكة لحفل زفافي لروعة ثوبي المستورد من فرنسا , شديد البياض مرصع بالكريستال الشوارفسكي والطرحة نسجت من خيوط الذهب الأبيض والصدر طرز بالآلف الخرز والكريستال , بين يدي الصغيرة أمسك بباقة من الورد الجوري المستديرة ويتدلى منها قماش بآخره باقة ورد جوري مستديرة أخرى أكاد أقع من الضنك فوزن الباقة كبير جداً ويكاد جسدي الضئيل يستطيع تحمل مجهود حملها خلال فترة زفتي بجوار زوجي المستقبلي بندر , أما عن زينتي فهي بسيطة غير متكلف بها أظهرت جمالي مكسبه إياي طلت بهية حسدني عليها الحضور بأكملهم .
وصلت لمنصتي المزينة بقوس من الوردي الجوري الضخم ويتدلى منه المئات من سلاسل اللآلئ أسرعت للأريكة لألقي بقليل من ثقل باقتي على الأرض فجذبني فارس خلاصي بندر نحوه بشكل مفاجئ هامس بأذني :
دعينا نلتقط صورة لنا سوياً أولا .
أردا مني أن أقف بجانبه أمام المصورة لأهبه قطعة من الورق ذكرى أبدية لحفل زفافنا لتصطف بجانب الصور الأخريات في ألبوم من شهود العيان لجريمة عمي .
فجأة في وسط الزخم وزغاريد الفرحة رأيت الحضور يتحدثون بشكل يثير الرهبة وأعينهم يملئوها الذعر والهلع يلوحون بأيدهم لبعضهم البعض بخوف , عم على الأجواء الربكة والضجة أنقسم الحضور إلى قسمين
قسم من النساء أسرعوا بالهرب وهم مذعورين والقسم الآخر كن متسمرين في أماكنهم بلا حراك كأنهم تماثيل ثلجية يتصببون عرقا من شدة الخوف
يشق هذا الفوج المولى فرار شخصاً لم أستطع معرفته ولكنه يشق الطريق باتجاهي بسرعة ويبدوا لي هو سبب وراء كل تلك الفوضى وأجواء الهلع .
وصل هذا الشخص الذي أخاف الجميع إلى وهو يخفى وجهه وراء شماغه , حملقت في وجهه محاولة معرفته ولكنني لم أستطع التعرف عليه , رفع رأسه وبتلك اللحظة شاهدت عيناه فعلمت بأنه فهد أبن عمي كانت عيناه تنذر ببدء معركة سفك دماء وضعت يدي على صدري خوفاُ وتوقفت عن التنفس لبضع ثوان وشعرت بتشنج في أمعائي .
أدخل يده في جيبه وأخرج منها مسدساً وأشهره نحو زوجي بندر , يمسك المسدس بثقة ويدان ثابتان ويرمق زوجي بنظرة حادة واضعاً أبهامه على الزناد بحزم , أطلق النار على صدر بندر فسقط أرضاً ملوثا بياض فستاني بدمائه المتناثرة أحضنت بندر وأنا أرتجف من هول الصدمة أحاول أن أستعيد رشدي ولكنني عاجزة فما حدث شل تفكيري أندفق الدم على فستاني وأنا أتملس جرحه .
رنين الهاتف المستمر أيقظني من كابوسي المرعب الذي يتكرر كل ليلة منذ عقد قرآني لبندر , نهضت من سريري مذعورة وحمدت الله على انتهاء هذا الكابوس المزعج التفتت نحو هاتفي الخلوي فهو مازال يرن ليذكرني بضرورة إجابتي على المتصل .
حملت هاتفي الخلوي وعيني حولها هالة من السواد لعدم أكتفائي من النوم منذ ما يقارب الشهر فهذه الكوابيس حرمتني من لذة النوم وأنهكت جسدي الهزيل وساهمت من زيادة شحوب لوني , أجبت على المتصل بصوت مخنوق من شدة الهلع: ألو .
بندر : الو غاليتي مها عذراً يبدوا بأنني أيقظتك من نومك .