أسلوب التعليم التكاملي
مقدمة
إن التكامل هو سمة كل الظواهر التي تحيط بالإنسان في هذه الحياة ويقصد بالتكامل هنا التآزر والتعاون الذي يجب أن يكون موجوداً بين عناصر ومكونات كل ظاهرة حتى تقوم بوظيفتها ودورها على خير وجه .
ومن الملاحظ أن الإنسان باعتباره محور هذا الكون ـ يعتبر عاملا مشتركا بين كل الظواهر التي توجد فيه ، بل يمثل عنصرا فعالا منها ـ لأنه يستطيع أن يؤثر ويتأثر بالعناصر المكونة لها ، وعلى ذلك فإن درجة تكامل الإنسان إنما تتأثر إلى حد كبير بمدى علاقته بكل الظواهر التي تحيط به .
وتهدف التربية الحديثة إلى مساعدة الفرد على أن يظل متكامل الشخصية وذلك من خلال ما تقدمه له من معارف ومعلومات وقيم واتجاهات وميول ومهارات مختلفة وأساليب تفكير سليمة وغيرها مما يمكنه من التكيف مع بيئته التي يعيش فيها .
والشخصية المتكاملة هي التي يشعر صاحبها بالسعادة والارتياح والتفاؤل والاستقرار النفسي والانسجام مع الآخرين والتكيف مع بيئته الاجتماعية والمادية بطريقة ناجحة وذلك لا يتأتى إلا مع من كان ناجحا في إشباع حاجاته المختلفة سواء أكانت حاجات بيولوجية أو اجتماعية أو نفسية ـ بطريقة مرضية ، وعلى هذا يمكننا القول بأن مفهوم التكامل في الشخصية يشير إلى علاقات الفرد بالآخرين وبالمجتمع والتي يجب أن تقوم على أساس الفهم والانسجام والتوافق والتكيف الذي يؤدى إلى التكامل ، وكذلك فإن مفهوم التكامل يشير إلى السلوك الذكي الذي يصدر من الشخصية المتكاملة .
ومن الثابت أن الفرد يولد متكاملا ، وعليه فإن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا ويجب التصدي لها ليست مشكلة خلق التكامل في الفرد بل مشكلة المحافظة على هذا التكامل ودعمه والعمل على استمراره ، وهذا هو دور التربية وهدفها الذي تسعى إلى تحقيقه .
ولما كانت المناهج هي وسيلة التربية في تحقيق أهدافها لذلك نجد أنفسنا في حاجة إلى منهج جديد يحقق هدف التربية الحديثة المتمثل في الأخذ بيد التلميذ نحو نمو متكامل يشمل جميع جوانب شخصيته .
تعريف المناهج :
يخطئ كثير من الناس عندما يظنون أن المناهج تعني ما يدرسه الطلاب على مقاعد الدراسة من مواد دراسية مشمولة بكتب مدرسيه ، إن مفهوم المناهج أوسع بكثير حتى أن علماء هذا العلم لم يتفقوا على تعريف معين لها ، ولكن مع ذلك فهم يتفقون على أن المناهج أوسع من أن تحصر في نطاق ضيق من التعليم وعموما فإن أوسع استخدام لهذا المصطلح ( المنهج ) يستخدم بصورة اعتيادية من قبل المختصين بالمناهج على طريقتين :
1. ليشيروا بصورة عامة إلى خطة التعليم للطلاب .
2. ليعنوا به برنامجا أو مجالا معينا للدراسة .
أسس المنهاج :
تستند أسس المنهاج على أربعة مقومات رئيسية :
أ. الفلسفة التربوية :
تعني أن يقف الطالب موقف الباحث والمنقب عن الحقيقة ، ويفكر ويجرب ليكتسب دراية بمواجهة مشاكل الحياة ومعالجتها .
ب. الجانب الاجتماعي :
كون التربية عملية حياتية من منطلق أن المدرسة ليست مجرد نسخ لما في المجتمع بمقدار ما هي مؤسسة هامة فيه فإن المنهاج الحديث وظيفته الأساسية خدمة المجتمع بالمحافظة على التراث الفكري والحضاري وتطويره مع متطلبات العصر والتقدم العلمي والتكنولوجي .
ت. الجانب النفسي
إن الأسس النفسية التي بني عليها المنهاج المدرسي تقوم على أساس الملكات العقلية أما الأسس النفسية الحديثة فترتبط بالحياة والتقدم العلمي المتواصل ، فالتلميذ نتيجة لنموه وتفاعله مع البيئة يشعر بما يسمى بالحاجات ، وعلى المنهج أن يراعي مراحل ومتطلبات النمو والفروق الفردية التي في مجموعها تكون الأسس النفسية .
ث. الجانب المعرفي
يجب أن يراعي المنهاج الحصيلة المعرفية وتداخلها وتعاملها مع بعضها البعض في المواد الدراسية وأن يؤمن المنهاج الحديث بأن فهم الحاضر فهما سليما يتطلب الرجوع إلى الماضي المتصل به ويتطلع إلى المستقبل الذي يطمح في الوصول إليه .
تطور فكرة الربط بين المواد الدراسية
المنهج المحوري :
يعتبر المنهج المحوري من المناهج الحديثة التي ظهرت كرد فعل للمنهج التقليدي الذي ركز كل اهتمامه على المواد الدراسية حتى أصبحت هدفا في حد ذاتها ، وقد أدى ذلك إلى إهمال التلميذ .
وقد تغير هذا الوضع تدريجيا عن طريق تعديلات طرأت على المنهج التقليدي ( منهج المواد المنفصلة ) أدى إلى ظهور منهج المواد المترابطة ثم منهج المجالات الواسعة ، ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب والهدف المنشود إلى أن ظهرت الوحدات الدراسية مستهدفة إزالة الحواجز بين المواد في الوقت الذي أتاح فيه الفرصة أمام التلاميذ للقيام بالأنشطة المختلفة وبذلك تم نقل مركز الاهتمام من المادة إلى التميز وجعله محور العملية التربوية مع الاهتمام بميول التلاميذ ويتمشى مع رغباتهم .
منهج المواد الدراسية المنفصلة :
يعتبر هذا النوع من المناهج من أقدم أنواع المناهج وأولها ظهوراً وأكثرها انتشاراً في الدول النامية ، غير أنه لم يعد هذا المنهج يستخدم في الدول المتقدمة ، والمحور الذي يدور حوله هذا المنهج هو المعلومات في صورة مواد دراسية منفصلة موزعة على مراحل وسنوات الدراسة .
نقد منهج المواد المنفصلة :
ظهرت فكرة الربط بين المواد الدراسية باعتبارها أفضل التنظيمات المنهجية لتحقيق أهداف التربية الحديثة وقد جاء ظهور هذه الفكرة كرد فعل لما وجه من نفد شديد إلى منهج المواد الدراسية المنفصلة ، وهذا النقد يمثل وجهة نظر المتحمسين لهذه الفكرة الحديثة بهدف إبراز نقائص المنهج المنفصل وعيوبه وهي كالآتي :
1. يهتم المنهج المنفصل اهتماما كبيرا بالمعارف والمعلومات .
2. المنهج المنفصل لا يراعي عند تقويمه المعارف والمعلومات ، سيكولوجية التلاميذ من حيث ميولهم واستعداداتهم وخصائص نموهم .
3. المنهج المنفصل يركز على هدف واحد فقط من أهداف التربية وهو الهدف المعرفي ويسعى إلى تحقيقه من خلال تلقين التلاميذ المعارف والمعلومات المختلفة ويطلب منهم أن يقوموا بحفظها واستظهارها وهذا هو أدنى مستويات المعرفة .
4. يهمل المنهج المنفصل كثيرا من نواحي نمو التلاميذ ويركز بصفة أساسية على العناية بنضجه العقلي فقط ، إلا أن المفهوم الحديث للتربية يؤكد مسؤولية المدرسة في إمداد التلميذ بالخبرات التربوية الشاملة التي تساعدهم على النمو المتكامل الذي يشمل جميع جوانب الشخصية .
5. لا يهتم المنهج المنفصل كثيرا بما يعاني فيه المجتمع والتلميذ من مشكلات ذلك لأن التركيز أساسا في هذا المنهج يكون على المادة الدراسية .
6. المنهج المنفصل لا يعد الخبرة التربوية المتكاملة أي اهتمام والتي تكسب التلاميذ المفاهيم والقيم والاتجاهات والميول المرغوب فيها وأساليب التفكير العلمي والتذوق وغيرها .
المحاولات التي بذلت لتحسين منهج المواد المنفصلة
لقد كان لإحساس المربين بعيوب ونقائص منهج المواد المنفصلة ولتطور البحوث التربوية والسيكولوجية من ناحية أخرى ، اثر كبير في دفع هؤلاء المربين لبذل محاولات جدية لتحسين منهج المواد المنفصلة أسفرت هذه المحاولات عن ظهور عدة أساليب لإظهار العلاقات التي توجد ما بين المواد الدراسية المختلفة مثل ( الربط ) و(الدمج ) و ( التكامل ) .
الربط :
يقصد إظهار العلاقات التي قد تتوافر بين مادتين أو أكثر من المواد الدراسية سواء أكانت هذه المواد تنتمي إلى مجال دراسي واحد أو تنتمي إلى عدة مجالات دراسية ، وقد ظهرت عدة أشكال للربط بين المواد الدراسية نذكرها على النحو التالي :
وهو ربط عشوائي وغير منظم يقوم به المدرس ، وقت ما يشاء دون إعداد مسبق أو خطة محكمة ، والهدف الأساسي للربط العرضي هو محاولة إبراز ما قد يوجد بين المواد الدراسية المختلفة من روابط وعلاقات مثلما يربط المدرس بين مادتين من مجال واحد كالجغرافيا والتاريخ فيشيد مثلا حينما يقوم بتدريس جغرافية سورية إلى الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في دمشق في عصر الدولة الأموية مثلاً ، أما عن الربط بين مواد دراسية تنتمي إلى مجالات مختلفة يمكن أن يحدث هذا الربط حينما يقوم مدرس اللغة العربية بتدريس الأدب في العصر العباسي لتلاميذ صف دراسي معين ، ويقوم مدرس التاريخ بتدريس الدولة العباسية لتلاميذ نفس الصف ..
الربط المنظم
يختلف هذا الأسلوب في ربط المواد الدراسية عن سابقة حيث يكون الربط هنا منظماً ومقصورا ومخططا له من جانب المدرسين ، بهدف إبراز العلاقات والخيوط التي قد توجد بين المواد الدراسية المختلفة واستخدام هذه العلاقات والخيوط لزيادة فهم التلاميذ لما يقومون بدراسته ويمكن أن يتم الربط المنظم بوسيلتين هي :
1. ربط يدور حول موضوعات مادة بحيث يمكن لكل منهم أن يتناولها بطريقة تبرز العلاقات التي توجد بين مادته وبين المواد الأخرى ، مع ملاحظة أن يظل لكل مادة كيانها الخاص بها .
2. ربط يدور حول موضوعات عامة ، وفيه يقوم المدرسون باختيار موضوعات عامة أو مشكلات من الحياة اليومية مثل مشكلة المواصلات ومشكلة زيادة السكان والصناعة والماء وغير ذلك ، ثم يقومون بوضع الخطط اللازمة لدراستها مستخدمين في ذلك المواد الدراسية المختلفة في صورة مترابطة .
الدمج :
ظهر أسلوب الدمج كخطوة أكثر تقدما من أسلوب الربط نحو تحقيق مبدأ وحدة المعرفة ولإزالة التنوع والتعداد والتكدس في المواد الدراسية التي أرهقت عقول التلاميذ وللتخلص من الحدود الفاصلة بينها ، وقد ظهر هذا الأسلوب في صورة مسميات جديدة مثل المواد الاجتماعية والعلوم العامة وغير ذلك من المسميات وقد مر هذا الأسلوب بالمراحل الآتية :
1. مرحلة الدمج بين محتويات مجموعة متقاربة من المواد الدراسية ويتم الإدماج بين محتويات المواد المتشابهة وذات التخصص الواحد بحيث تصبح كل مجموعة من هذه المواد كأنها مادة واحدة .
2. مرحل الدمج بين محتويات مجموعة غير متقاربة من المواد ، وفي هذه المرحلة يتم الإدماج بين محتويات مادتين أو أكثر من مواد دراسية غير متقاربة بمعنى أنها تنتمي إلى مجالات مختلفة من المعرفة كأن يدمج التاريخ والأدب في مقرر واحد يتولى تدريسه معلم واحد
التكامل :
يختلف أسلوب التكامل عن أسلوب الربط والدمج اختلافا هاماً وجوهريا ، وهو أنه في الوقت الذي اتجه فيه هذان الأسلوبان إلى محاولة تحقيق الربط بين المواد الدراسية كمحاولة للتخلص من أهم عيوب المنهج المنفصل الرئيسية وهي تجزئة المعرفة ، نجد أن أسلوب التكامل يتجه إلى تحقيق شئ أهم من ذلك كله وهو مساعدة التلميذ على النمو المتكامل والمحافظة على تكامل شخصيتة وذلك من خلال ما يقدمه له من معارف وأنشطة تربوية متعددة ومتكاملة وبذلك يمكننا القول بأنه يتحقق في ظل أسلوب التكامل التحول الحقيقي من الاهتمام بالمادة الدراسية سواء أكانت منفصلة أو مترابطة إلى الاهتمام بالتلميذ نفسه وجعله جوهر العملية التعليمية ومحورها الأساسي .
الوحدات الدراسية كتنظيم منهجي لأسلوب التكامل
إن المتأمل في طريقة الوحدات الدراسية ، يجد أنها تتضمن الأبعاد الإنسانية للتكامل فهي تقوم حول محور قد يكون مشكلة أو موضوع أو مفهوم تتطلب دراسته الاستعانة بعدد معين من المواد الدراسية التي تتكامل حول موضوع الوحدة ، والدراسة بهذا الأسلوب يمكن التلاميذ من تعلم الكثير من المفاهيم والمعلومات والمعارف المتكاملة لذلك فهي تعتبر من أصلح التنظيمات المنهجية لتنفيذ الأسلوب التكاملي في بناء المنهج .
فلسفة الوحدات الدراسية :
لكل تنظيم منهجي فلسفته التربوية الخاصة به التي يستند إليها في تحديد أهدافه وتنظيم محتواه ، والوحدات الدراسية كتنظيم منهجي للتكامل له فلسفته التي يقوم عليها ، ولذلك يجب على المعلم الذي يتصدى لتنفيذها أن يتعرف على معالم هذه الفلسفة حتى يسير في عمله بخطى ثابتة ويكون مؤمنا بما يفعله ، وفيما يلي أهم معالم هذه الفلسفة :
1. الارتباط بالحياة وبالمجتمع .
2. مراعاة مبدأ التكامل بين المواد الدراسية .
3. التلميذ محور العملية التعليمية كلها .
4. يكون التلميذ حرا في أثناء العملية التعليمية فيشارك برأيه في اختيار الموضوعات والمشكلات المطلوب دراستها .
5. العناية بالأنشطة التعليمية ويراعى فيها أن تكون متعددة ومتنوعة .
6. وضوح الأهداف التربوية .
7. العناية بالخبرة التربوية المتكاملة باعتبارها وسيلة جيده لتحقيق أهداف التربية
8. عملية التقويم تقوم على أساس نشاط التلاميذ وسلوكهم ويراعى أن تكون مستمرة .
مفهوم الوحدة الدراسية :
هي عبارة عن مشروع تعليمي مخطط ومنظم يدور حول موضوع أو مفهوم أو مشكلة يشعر التلاميذ بها ويرغبون في حلها وتحتوي الوحدة على معلومات وأنشطة تعليمية متعددة ومتنوعة تختار وتنظم بطريقة تعاونية ما بين المدرس وتلاميذه ، وتوجه بحيث تحدث التأثير المرغوب فيه في سلوك التلميذ وتحتوي الوحدة على النقاط الأساسية التالية :
1. تدور الوحدة حول محور .
2. تقوم الوحدة على أساس من حاجات ومشكلات كل من التلميذ والمجتمع .
3. تقوم الوحدة على أساس من التخطيط والتنظيم المسبق .
4. يتم بناء الوحدة على أساس تعاوني .
5. تبنى الوحدة على أساس تكاملي .
6. يكون التلميذ في الوحدة إيجابيا ونشيطا .
7. مناسبة الخبرات والأنشطة التعليمية في الوحدة لمستوى التلميذ .
8. تستخدم الوحدة أسلوب الاستقصاء والتفكير وحل المشكلات .
خطوات بناء الوحدة الدراسية
في ضوء ما سبق عن فلسفة الوحدة ومفهومها وخصائصها يمكننا أن نميز الخطوات الآتية :
1. اختيار محور الوحدة
2. تحديد الأهداف
3. اختيار المحتوى
4. اختيار النشاط التعليمي
5. التقويم
6. مراجعة الخطة
مرجع الوحدة :
نظراً لحرص أصحاب طريقة الوحدات الدراسية على تجنبها ما قد تتعرض له من مخاطر ، مثل عجز المعلمين بما لديهم من إمكانات فردية عن تنفيذها على الوجه السليم ، هذا مع احتمال انحدارها إلى ما انحدرت إليه مثيلتها من التنظيمات المنهجية الحديثة مما أدى إلى فقدها الكثير من فوائد العملية التعليمية فقد توصلوا إلى وسيلة سموها ( مرجع الوحدة ) .
وهو عبارة عن كتيب يحتوي اقتراحات بالأنشطة التعليمية التي تلزم لدراسة الموضوع ، كما يحوي المراجع التي يحتاج إليها المعلم وأخرى لتلاميذه ، أي أن مرجع الوحدة عبارة عن مخزن للمعلومات والأنشطة التعليمية والمواد التعليمية الأخرى التي يؤخذ منها ما يلزم لتدريس الوحدة .
ويلاحظ أن مرجع الوحدة هذا يبلغ درجة كبيرة من الاتساع ، ولهذا ليس من الضروري أن يلتزم المعلم بتنفيذ كل ما يحتوي عليه من اقتراحات بشأن المادة والنشاط اللازم لتدريس الوحدة .
وجدير بالذكر أنه لا يوجد هناك نمط واحد يُحتذى به في عمل مرجع الوحدة الدراسة بل يوجد أكثر من أسلوب وطريقة لتنظيمه وفيما يلي أهم العناصر التي يحتوي عليها أحد الأنماط الجيدة لمرجع الوحدة .
1. عنوان الوحدة .
2. خصائص نمو التلاميذ الذين ستدرس لهم الوحدة ومتطلباتها التربوية .
3. أهمية دراسة الوحدة .
4. أهداف الوحدة .
5. تحليل محتوى الوحدة .
6. الأنشطة التعليمية للوحدة وتنقسم إلى :
أ.أنشطة تمهيدية
ب.أنشطة ختامية
ت.أنشطة تؤدي إلى النمو
7. المراجع والوسائل المفيدة في تنفيذ الوحدة
8. أساليب التقويم
تجربه التعليم التكاملي
بمدارس الملك عبد العزيز النموذجية بتبوك
المقدمة :
من المعلوم أن تنمية تفكير الفرد يمكن أن تتم من خلال المناهج الدراسية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية ، والمناهج باختلافها تساهم في تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات لدى الطلاب وتسهم في زيادة قدراتهم في أنواع التفكير المختلفة إذا توافر لتدريسها الإمكانات والاستراتيجيات المختلفة .
فنحن اليوم بحاجة أكثر من قبل إلى استراتيجيات تعليم وتعلم تمدنا بآفاق تعليمية واسعة ومتنوعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهاراتهم العقلية وتدربهم على الإبداع وهذا لا يتأتى بدون وجود للمعلم المتخصص القادر على التخطيط للتعليم وقيادة طلابه نحو الإنتاج الإبداعي باستخدام أساليب بديلة لمعالجة المشكلات ولدوره الأساسي في تنمية التفكير لدى الطلاب من خلال برامج موجه واستراتيجيات مختلفة مثل ( التعلم التعاوني ، التعلم بالاكتشاف ، أسلوب العصف الذهني ، حل المشكلات ) .
إن التجديد المستمر في هياكل المعرفة من خلال المفاهيم الجديدة وظهور فروع معرفته واكتشاف نظريات جديدة كل ذلك يتطلب أن تكون عملية تطور المناهج مستمرة بحيث تكون ملائمة ومناسبة للتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الحادثة والمتوقفة .
فلسفة البرنامج
تقوم فلسفة البرنامج على اعتبار الطالب محور العملية التعليمية وأن كل طالب قادر على التعلم بنفسه إذا توافرت له البيئة المناسبة والطريقة المناسبة ، ومساعدته عن طريق ربط المعارف الدراسية حيثما أمكن ذلك باستخدام أساليب وطرق تعليم وتعلم متنوعة ومتكاملة ، وربطها بالخبرات التعليمية السابقة ، مع التركيز على إتقان الطالب للمهارات الأساسية ومهارات تنمية التفكير وحل المشكلات ، وعلى بناء شخصيته ، وتطوير قدراته على مناقشة القيم والعادات الاجتماعية والسلوكية السائدة .
أهداف البرنامج :
يهدف البرنامج إلى رفع جودة التعليم والتعلم من خلال :
1. مساعدة المعلم على التخطيط الجيد للتدريس وتطوير قدرته على استخدام طرق مختلفة في التعليم كالدراما ، والاكتشاف وطرح الأسئلة المثيرة للتفكير ، والمقدرة على التحليل والربط .
2. تزويد الطلاب باستراتيجيات ليكونوا أكثر واقعية للتعلم ليساعدهم ذلك على تحمل المسؤولية وتكوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة والزملاء والتعلم .
3. مساعدة الهيئة الإدارية والتدريسية علن العمل بروح الفريق من خلال التعاون في إعداد الخطط المدرسية ومتابعتها ، وتحسين العملية التعليمية فيها .
4. تحسين الاتصال والتواصل مع المجتمع المحلي عن طريق تفعيل دور مجالس الآباء وأصدقاء المدرسة والاستفادة من خبراتهم المختلفة .
5. تحسين البيئة التعليمية مثل عمل زوايا صفيه وإقامة معار ض لأعمال الطلاب والاستغلال الأمثل لمرافق المدرسة في تنفيذ الأنشطة التعليمية المختلفة .
الفئة المطبق عليها :
تم تطبيق البرنامج على صفوف الرابع الابتدائي والأول المتوسط والأول الثانوي في جميع المواد الدراسية تحت عنوان ( وحدة الماء ) وذلك لمدة أسبوع .
المحور الرئيسي في التغير
هو تقليل الفجوة بين المعلم والطالب لأن طريقة التعليم التكاملي ميزت علاقة الطالب بالمعلم بالكثير من الانفتاح والقرب مما انعكس على نفسية الطالب وجعله يحب المدرسة ويندمج في العملية التعليمية وساعدت التجربة على إعطاء الطالب الحرية كي يكون عنصراً مؤثراً وجعله مستمتعاً وبذلك يحب المدرسة ويبدع أكثر .
نموذج لأسلوب التكامل حول موضوع ( الماء )
تم الاتفاق على تدريس وحدة ( الماء ) في تجربة مشروع الأسلوب التكاملي للمواد الدراسية للصفوف الرابع الابتدائي و الأول المتوسط والأول الثانوي ، باستخدام طريقة الوحدات الدراسية بأسلوب تكاملي وتعليم الثلاثة من خلال ما يقدمونه من أنشطة تعليمية متعددة تحت إشراف المعلمين وتوجيهاتهم .
الأهداف العامة لوحدة الماء
1. توضيح أهمية المياه في القرن الحادي والعشرين .
2. تعريف الطلاب بأهمية موارد المياه في المملكة العربية السعودية .
3. مساعدة الطلاب في توليد أفكار جيدة تساهم في إيجاد مصادر صالحة للمياه وبأقل تكلفة ممكنة ، وفي ترشيد استهلاك المياه .
4. إتاحة الفرصة للطلاب للبحث والقراءة في هذا الموضوع فيما يتوفر لهم من مصادر علمية وعلى شبكة الإنترنت .
5. الإجابة عن كثير من التساؤلات لدى الطلاب .
ونستعرض هنا الإجراءات التدريسية التي اتخذت في مادة الاجتماعيات كمثال .
في الصف الرابع الابتدائي تناول الموضوع أقسام الأرض وانقسامها بنسبة 70% للماء ، 29% لليابس وقسم الماء إلى محيطات تتصل بها أجزاء تعرف بالبحار والخلجان وتناول ذلك ترتيب المحيطات من حيث المساحة وملوحة المياه وتجمدها والحياة الحيوانية التي تعيش فيها .
كما تناولت الوحدة ما يتعلق من مظاهر تضاريسية بالبحار مثل الساحل والسهل الساحلي والجزيرة وشبه الجزيرة والبحيرة والخليج .
وفي مادة العلوم : تناول الموضوع أهمية الماء الكبرى في العمليات الحيوانية التي تنم في الجسم مثل عملية الهضم والامتصاص وطرح العضلات ، الماء أحد مقومات النمو لكل من النبات والحيوان والإنسان واستعمالات الماء في الحياة اليومية من طبخ وغسيل وتنظيف وتوليد كهرباء وإطفاء الحرائق وانتقال البواخر والسفن .
ما يراعى مستقبلا عند تكرار التجربة
1. التنسيق منذ بداية العام بين المواد الدراسية على الموضوعات التي سيتم تناولها .
2. التنسيق بين جميع المواد وقيام كل شعبة بتناول الموضوع من زاوية معينة تختلف عن باقي المواد الأخرى ليصبح تدريس الموضوع تكاملياً ، ولا تتكرر الخبرات التي يتعرض لها التلميذ .
3. وضع آلية تقويم لقياس مدى تحقيق الأهداف المنشودة .
4. أن يكون التكامل بين مواد من نفس المجال أو من مجالات متقاربة كالعلوم والاجتماعيات والتاريخ أو اللغة العربية والتربية الإسلامية .
التوصيات
1. أن المعلم ورغم كل التدريبات إلا أنه لم يصل إلى المدى المطلوب من التغيير .
2. يجب تخفيض نصاب المعلم من الحصص وتقديم المحفزات له .
3. إنشاء برامج تدريب لجميع المعلمين على رأس العمل ضمن برنامج يقوم على تدريبهم على مهارات وأساليب التعليم التكاملي .
4. تأهيل المعلمين قبل الخدمة و بحيث تكون المواد الدراسية والتدريبية في الجامعة مهيئة للمعلم وتناسبه مع خطط التعليم التكاملي .
5. تدريب المدربين على إدارة التغيير والتخطيط والمتابعة والتقويم .
6. يحتاج منهج التعليم التكاملي إلى بحوث ودراسات مستمرة الهدف منها حصر تدريب المعلمين على مهارات تصميم التعليم وخاصة المعلمين حديثي العهد في التدريس كون هذه المهارات تعتبر أساسية لكل معلم يقوم بواجبه على خيرما يرام .
7. يتطلب منهج التعليم التكاملي من المعلم جهداً متنوعاً ومتواصلاً في إعداد التلاميذ وإرشادهم كما يتطلب دراية تامة بالوحدات الدراسية وبإعداد مرجعها وكتابة التقارير عنها .
المراجـع
1. أحمد اللقاني : المناهج بين النظرية والتطبيق ، القاهرة عالم الكتب 1982 م .
2. الدمرداش سرحان وآخرون : أثر استخدام مرجع المحدة على معلومات التلاميذ واتجاههم العلمي ، القاهرة 1976م
3. حلمي أحمد الوكيل : تطوير المناهج ( أسبابه ــ أسسه ــ أساليبه ــ خطواته ــ معوقاته ) القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية 1977 م .
4. عبد اللطيف فؤاد : المناهج ، القاهرة ، مكتبة مصر 1973 م .
5. محمد أمين المفتي وحلمي أحمد الوكيل ، أسس بناء المناهج وتنظيماتها ، 1980 القاهرة .فتحي يوسف مبارك : دراسة تجريبية في المنهج المتكامل ، رسالة دكتوراه كلية التربية جامعة الزقازيق 1982 م .