بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
بعض النساء يتضجَّرن من ذكر التَّعدد في المجالس؛ بل وتتغيَّر تصرفاتُهن عند ذكر التَّعدُّد؛ فما نصيحتُكم لهؤلاء النساء؟
أجاب العلامة الفقيه ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ-:
نعم؛ تعني بالتَّعدد: تعدد الزوجات.
والمرأة بطبيعتها تكرَهُ التَّعدد، ويحدث لها مِن الغَيرة ما يَصل إلى حد الجنون -تقريبًا-!!
وهي غير مَلومَة بذلك؛ لأن هذه طبيعة المرأة.
لكن المرأة العاقِلة: لا تُغلِّب جانب العاطفة والغَيرة على جانب الحِكمة والشَّريعة؛ فالشَّرع (أباح) للرَّجل أن يُعدِّد (بشَرطِ) أن يأمن نفسَه مِن الجَوْر، وأن يكون قادرًا على العدل.
قال الله -تعالى-: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}؛ يعني: ألا تَجُوروا؛ فـ(أوجَبَ) الله الإيثارَ على الواحدة إذا خاف الإنسانُ ألا يَعدِل.
والمرأة -لا شكَّ- أنها إذا سمعتْ أنَّ زوجَها يُريد أن يتزوَّج تتغيَّر على زوجِها، ولكن: ينبغي أن توطِّد نفسَها، وتُطمئنَها، وتَعلم أن هذا النُّفور والغَيرة التي حصلت سَتزول إذا حصل الزَّواج -كما هو مُجرَّب-.
لكن: على (الزَّوج) أن يتقي الله -عزَّ وجلَّ- في إقامة العدل بين الزَّوجة الأولى والثَّانية؛ لأن (بعضَ) الأزواج إذا رغب في الثَّانية أجنف عن الأولى، ونسِي ما كان بينهما مِن الحياة السَّعيدة قبل ذلك؛ فيميل إلى الثانية أكثر!
ومَن كان كذلك؛ فليستعدَّ لهذه العقوبة التي ذكرها النَّبي -صلَّى الله عليه وعلى آلِه وسلَّم-: " مَن كانت له امرأتان فمالَ إلى إحداهما؛ جاء يوم القيامةِ وشِقُّه مائلٌ " -والعياذ بالله-، يَشهدُه العالَم، كلُّهم يَشهدونه وشقُّه مائل؛ لأنه مالَ عن العدل؛ فجُوزِي بِمِثل ذنبِه.
نسأل الله العافية.
نقلا من موقعه الرَّسمي مع الضبط.