السلام عليكم
يحكى أن رجلا حكيما يتصف بصفات حسنة كان يعيش في قبيلة و كان رجالها يلجئون له لحل مشاكلهم و الحكم بينهم في قضاياهم و منازعتهم لما يمتاز به من رزانة وقول كلمة الحق فقد كان بمثابة القاضي العادل لكن هاته الصفات لم يستحسنها كبار القبيلة و خاصة ممن يحترفون العادات السيئة و يمارسون الظلم على البسطاء و أكل أموالهم ظلما وبهتان مستغلين رتبهم و مناصبهم فاتفقوا على تدبير مكيدة باطلة له سريا دون علم أهل القبيلة لأنهم لن يصدقوهم وتم الضغط عليه وطرده من القبيلة
لكن الظلم خيوطه قصيرة كما يعلم الجميع و بينما هو جالس اهتدى لطريقة يفضح بها هؤلاء أمام الملأ فذهب لسوق المدينة و اقتنى أكياس ثقيلة من التمر القديم وقام بتحميلها على ظهر دابته لكن من جهة واحدة فقط و تنقب أي أخفى وجهه ورجع يسوق دابته نحو القبيلة فرأى أسياد المدينة الذين ظلموه مجتمعين و حولهم رجال القبيلة و قاطنيها فاعتمد المرور بدابته التي تسير ببطأ و تتعثر بسبب عدم قدرتها على الحفاظ على التوازن بسبب الأثقال أمامهم فلما وصل أمامهم توقفت دابته بسبب الاجهاد فلاحظ القوم ذلك المنظرفتقدم منه سادة القوم و من ورائهم أهل القبيلة و طلب كبيرهم من الرجل المتنقب لماذا تتعب دابتك و لا توزع الثقل على ظهرها من الجهتين بالتساو ي و تعدل بين الثقلين على جانبي ظهر الدابة حتى لا تتعبها و تصل بها الى أين شئت .فتلك اللحظة و أمام الجميع نزع الرجل النقاب عن وجهه فتفاجأ الجميع لما عرفوه و رد عليهم بصوت مرتفع حتى يسمع الجميع ( كنت دائما أقول لكم هذا و أطبقه بينكم يقصد العدل فقلتم لي أخرج من البلد و طردتموني ) في تلك اللحظة عرف القوم حقيقة هؤلاء فابتعدوا عنهم .هذه قصة معبرة عن واقع معاش حاليا أتمنى أن تنال اعجابكم