*هل قلت عندنا الرموز والشخصيات في تاريخنا الاسلامي العربي العريق حتى نتخذ من الرفاق الحمر رموزا لحياتنا ونضلنا المزعوم
فماذا يكون تشي غيفارا أمام الامير عبد القادر وبوعمامة وعبد الحميد بن باديس والابراهمي الذين ضحوا بحياتهم من أجل العبودية لله تعالى وتحرير الناس من عبودية العباد إلى عبادة رب العباد
ونود أن نسلط قليلا من الضوء على حياة الرفيق الاحمر تشي غيفارا ونتعرف عليها
ولد أرنستو تشي جيفارا عام 1928 من عائلة برجوازية أرجنتينية وكان عمره لم يتجاوز العامين عندما اكتشف اهله انه مصاب بمرض الربو . تلقى تعليمه الاساسي بالبيت على يد والدته ( سيرينا لاسيليا دي )، كان جيفارا منذ صغره قارئا لماركس ، انجلز وفرويد
وكرس حياته ثائراً أو محرضاً على الثورة أو شريكاً فيها حيثما أمكن ذلك. فسافر عام 1953 الى المكسيك وهي البلد والتي كانت ملجأ للثوار الأمريكان اللاتين من كل مكان. تعرف على (هيلدا جادي) التي كان لها مخزون ماركسي جيد مما عزّز
...
(فيديل كاسترو) الذي كان في ذلك الوقت يقوم بالهجوم على قلعة موناكو حيث فشل هجومه واعتقل وحوكم وفي اثناء محاكمته اصدر بيانا سياسيا كان بمثابة برنامج سياسي يبين اهداف الحركة الثورية لفيديل ورفاقه .
اعجب ارنستو بشخصية فيديل وتمنى مقابلته وهذا ما كان بعد خروج فيديل عام 1955 من المعتقل . أدرك جيفارا في ذلك الحين انه وجد شخصية القائد الذي كان يبحث عنه. قويت علاقة الرفيقين ببعضهما وقاما بالتخطيط لتحرير كوبا
من حكم باتيستا. انطلق الثائرين ومعهم 80 ثائرا اخر على متن سفينة قاصدين شواطئ كوبا . اثناء ذلك اطلق على جيفارا لقب تشي ( الصديق او الرفيق)
ارتبط تشي جيفار ارتباطا وثيقا بالماركسية اللينينية في شبابه حيث كان عضوا في الشبيبة الشيوعية الأرجنتينية.
إذن فان تشي جيفارا شيوعي ماركسي من مدرسة كارل ماركس و انجلز ولينين
جيفارا كان طاغية وظالما
في مجلة "إكسبريس" الفرنسية صورة لجيفارا رسمها عدد من زملاء جيفارا الذين اقتربوا منه منذ بداياته هؤلاء "الزملاء" هم من الكوبيين الذين كانوا مع ثوار كوبا بزعامة فيديل كاسترو وتحت قيادة أرنستو جيفارا ثم اختلفوا معهما، وآثروا الابتعاد أو اللجوء إلي الولايات المتحدة .
أحدهم يدعي "لوسيانو ميدينا" 81 عاما وعمل "مراسلا" بين فيديل كاسترو وأعوانه يقول أ، "جيفارا" كان عنيفا وحادا ويسيء معاملة الجميع. والأخطر من ذلك أن جيفارا كان يقتل، أو يأمر بالقتل، بمنتهي السهولة وكأنه يشرب كوبا من الماء!
أما "أوجستين سوبريرون" 81عاما كان أول صحفي يحصل علي تصريحات خاصة مع "كاسترو" و"جيفارا" فمن رأيه أن جيفارا عجز عن كسب محبة المواطنين الكوبيين الذين يجدونه مختلفا عنهم فهو "غامض"، و"متحفظ"، و"متعجرف"، و"غير صريح"..
ويروي الصحفي الكوبي ما شاهده يوم انتصار الثورة الكوبية، وكيف أن رئيسها كاسترو أصدر قرارا بتعيين جيفارا قائدا ومسئولا عن ال "كابانا" قلعة تاريخية تحوٌلت إلي أكبر السجون الكوبية وأبشعها ، ثقة من كاسترو في صرامة وعدالة صديقه جيفارا في تأمين البلاد من أعداء الثورة.
وادعى الصحفي أن جيفارا الذي كان يكره الظلم والظالمين، هو نفسه الذي أرسل المئات من المحتجزين إلي ساحة الإعدام، دون الاستماع إلي دفاعهم، ولا التأكد من إدانتهم! وقيل أنه خلال الفترة القصيرة التي تولي فيها منصبه من3يناير إلي26نوفمبر1959 دخل التاريخ باعتباره "أكبر قاتل جزار للثورة الكوبية" ولا ينافسه في ذلك غير"راؤول" شقيق الرئيس فيديل كاسترو!
ويؤكد الشهود أن زنازين ال "كوبانا" كانت ممتلئة بنحو900 معتقل في فترة ولاية جيفارا، حيث كان يصدر أوامر الإعدام بشكل شبه يومي ضد أناس بعضهم لا شأن لهم بجرائم العهد البائد، وإنما لأنهم كانوا من المعارضين السياسيين السلميين!
جيفارا السفاح
بالإضافة إلى مئات القتلى في سجون كوبا فإنه واصل رحلة القتل وسفك الدماء في حقول وغابات بوليفيا
فقد قتل واختطف العديد من المدنيين والفلاحين البوليفيين , ويؤكد جيفارا في مذكراته أنه "عذب" هو وزملاؤه بعض الفلاحين " بذريعة انهم " من "عملاء الرأسمالية" لردعهم عن خيانة المليشيات أو الإبلاغ عنه وعن زمرته للسلطات البوليفية ,و وأمر بإعدام عشرين شخصا فى سانتا كلارا ، بوسط كوبا، بعد أن وصلت فرقته كجزء من الهجوم النهائي على الجزيرة. وقتل 178 ضحية من الأسرى في سجن غابة لا كابانا.
طلقة في الرأس من عيار 32 وسرقة ممتلكات الموتى
يقول جيفارا "أنهيت المشكلة بإعطاءه طلقة من مسدس عيار .32 على الجانب الايمن من دماغه. فلهث قليلاً ثم مات وحال مواصلتي إزالة ممتلكاته الشخصية، لم استطع انتزاع الساعة المربوطة بسلسلة الى حزامه. عندها قال لي بصوت ثابت ابعد ما يكون عن الخوف: انتزعها بقوة فما أهميتها؟ فعلت ذلك وحاجياته ألان ملكي" !
لقد قتل جيفارا جنديه يوتميو بعد أن شك أنه خائن، شك لم يكن مُدعم بأي دليل، لكن أليس جيفارا القائل: " أمام أي شك، اقتلوا فورا"، طبق هذا المبدأ ليُنهي حياة رجل من جنوده، لم يقتله فقط، بل قام بسرقة مُمتلكاته مُفتخرا بذلك ومدونا هذه الحادثة في مُذكراته.
لشيوعيون ومحبو جيفارا اعتادوا أن يرووا لنا الجانب الجيد والصالح من جيفارا فيختارون الاقتباسات بعناية ويهملون باقي جوانب حياته وحديثه، أنهم بهذا صنعوا من الإنسان ملاكاً مزيفاً ورمزاً ممنوع نقده والاقتراب منه ! جعلوا ملايين الناس تسقط في هذه الضلالة وكتموا عنهم الجانب السيئ الأخر من جيفارا ... ذلك الجانب الذي يعيده بشراً مثلنا وينزله من سماء الملائكية.
قد يكون جيفارا بطلا في نظر البعض وخاصتا أتباع الفكر الماركسي لأنهم يرون فيه تمثيل واضح لفكرهم الدموي العنصري
ولكننا كمسلمين لا يجب أن نتخذ من هذا المجرم رمزا لي نضال لنا
ونحن نملك من الرموز التاريخية التي تفوقه في سمو الأخلاق والبطولة والتي عن حق ناضلت من أجل حرية الإنسان من عبودية المخلوقات إلى عبودية الخالق جل وعلى
ولنا في قصص التاريخ الآلاف من قصص الأبطال والصالحين الذين يجب أن نتبع خطاهم ونسير على نهجهم دائما وابدأ.