مفهوم الأمة مفهوم واسع ومتشابك ومعقد بالنسبة للعرب عموماً وللسوريين خصوصاً
فالإنسان السوري يحمل مخزوناً تراثياً وثقافياً وفكرياً وحضارياً كبيراً غذته التطورات العالمية كما غذته المجتمعات المتعددة المحيطة بسورية كون سورية تقع في قلب العالم
فالقومية السورية إحدى هذه المكونات والتي يعود تاريخها إلى أيام الفينيقيين والكنعانيين والبابليين والآشوريين والآراميين وكون سورية هي مهد المسيحية
في العالم وحتى ظهور الدين الإسلامي الحنيف كانت سورية ذاخرة بالحضارة مما حمل الإنسان السوري بعداً تراثياً مميزاً
ثم أتت الحضارة الإسلامية وكان لسورية دور كبير فيها فهي احتضنت الخلافة الأموية ومن هنا حمل الإنسان السوري بعداً إسلامياً مميزاً
ثم أتى نهوض القوميات وكانت سورية كعادتها مركز للأحداث ومعقلاً للقوميين العرب
إن الإنسان السوري رهن بهذه التبعيات القومية الثلاثة مضفياً رونقاً جميلاً وبعداً حضارياً لكل انتماء من هذه الانتماءات ومهما مال تفكيره لصالح قومية على حساب الأخرى يبقى التميز موجوداً
فالفكر المتعصب الحاد بأي اتجاه كان والذي لا يراعي الخصوصية السورية المميزة هو فكر مرفوض لدى معظم السوريين وهو حالة غريبة عن المجتمع السوري