حرب تحرير الجزائر جهاد إسلامي لا ثورة إشتراكية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حرب تحرير الجزائر جهاد إسلامي لا ثورة إشتراكية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-11, 23:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اعلامي جزائري
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي حرب تحرير الجزائر جهاد إسلامي لا ثورة إشتراكية

حرب تحرير الجزائر جهاد إسلامي لا ثورة إشتراكية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والعاقبة للمتقين أما بعد: فإن من القضايا الجديرة بالاهتمام في تاريخ بلادنا البعد الإيماني لحربها التحريرية، والخلفية العقدية لنضالها ضد المستعمر الصليبي، وآثار التأييد الرباني للمجاهدين في أرض القتال، وهذا أمر قد تجلى في شهادات أكثر المجاهدين الصادقين وفي كتابات المؤرخين المنصفين، وإن لم يرض به بعض من أراد تحريف ذلك النضال والقتال عن مقاصده التي رمى إليها صانعوه الأولون.
الجهاد حقيقة يقررها المجاهدون المؤمنون والمؤرخون المأمونون
إن حرب التحرير كانت جهادا إسلاميا وحربا عقائدية هذه حقيقة يقررها المجاهدون المؤمنون والمؤرخون المأمونون، فمن شهادات المجاهدين الميدانيين قول أحد أبناء الأوراس الأشم:"إن الفرق بين الثورة الجزائرية وغيرها من ثورات العالم المعاصر أنها ثورة شعب مؤمن له مقوماته الدينية التي تميزه عن غيره من شعوب العالم الأخرى، إنها ثورة دينية روحية استهدفت أغراضا تخدم الدين والوطن في الحياة الدنيا،

ورمت إلى تحقيق أهداف نبيلة في الحياة الأخرى هي نيل الشهادة التي تطهر أصحابها من الذنوب والمعاصي ولقاء الله طمعا في رحمته. أما ثورات العالم المعاصر فهي تنظيمات ترمي على تحقيق أهداف دنيوية بحتة تخلو من البعد الروحي الديني، وتفتقر إلى الخيط الذهني الذي يربطها بالله ربطا يراعي المصلحة العامة في الدنيا تماما كما يراعي متطلبات الحياة الآخرة. لقد كان مما نجحت الثورة الجزائرية منذ البدء في تكوينه أنها أوجدت مجتمعا ربانيا عابدا همه إعلاء كلمة الله بالصدق في العقيدة والعبادة والعدالة في المعاملات بين أفراده المجاهدين، من هنا كانت الفيوضات الإلهية التي يختص الله بها من يشاء من عبادة المؤمنين"([1]).
ومن الشهادات أيضا قول أحد أبناء جرجرة الشامخة"إن المجاهدين الجزائريين وخاصة منهم الأوائل قد فلسفوا الثورة وفهموها فهما عميقا صحيحا، فهموها تلبية لأصوات القرون الأربعة عشر من التاريخ المشرق بأضواء الجهاد والفتوحات المحررة، فهموها بذلا للروح في ميدان الشرف قربانا لله عز وجل، فهموها موتا من أجل حياة وفناء من أجل بقاء وشقاء من أجل سعادة وثباتا من أجل تمكين ، فهم في حمى هذه الروح وهذه العقيدة وهذه القوة يهاجمون الجيوش الجرارة ولا يخشون ويقتحمون الخطر الداهم ولا يبالون ويسقطون في ميدان الشرف وهم يبتسمون"([2]).
وبعد شهادة المجاهدين نذكر من كلام المؤرخين شهادة الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله وهو يصف خصائص ثورة نوفمبر:"وهي قبل هذا وبعده ثورة الجهاد والإسلام ، اعتمد فيها المخططون والمقاتلون الحافز الديني الإسلامي لحفز الناس وحشدهم على الجهاد والمقاومة والاستبسال، ولتوحيد كلمتهم ضد عدو واحد شرس وطاغ متجبر ومذل لهم ولعقيدتهم الدينية الإسلامية، وبالتأكيد لولا الدين الإسلامي ما كان للجزائريين أن يصنعوا تلك المعجزات، لقد كانت كلمة الله أكبر بمثابة السحر والإلهام للمقاومين الذين سموا بالمجاهدين لنفس الغرض ، وبواسطتها يقتحمون المعارك الكبرى، ويستقبلون الشهادة بابتسام، ويضحون بمصيرهم ومصير عائلاتهم وأملاكهم عن رضا وطواعية، لقد كان الدفاع عن الإسلام هو الهدف الأول للمجاهدين قبل فكرة الدفاع عن الوطن والحرية، ولو أنها جزء منه على أي حال"([3]).
ويقول أيضا :"ولقد عشت كغيري من أبناء جيلي هذه الثورة كشاهد عيان، وعايشت أحداثها عن قرب داخل الجزائر وخارجها، وحظيت باللقاء والجلوس والتحادث والتحاور مع عدد كبير من قادتها العسكريين والسياسيين، وتجولت في الجزائر كلها من مغنية غربا إلى القالة شرقا، ومن البحر شمالا إلى تامنغست جنوبا، وحاورت المئات من المجاهدين الذين حملوا السلاح وعاشوا في الجبال وكتبت لهم الحياة لما بعد 1962م، وأجريت شبه استفتاء معهم، وكان السؤال التقليدي الذي أطرحه على كل واحد منهم هو لماذا حملت البندقية وصعدت إلى الجبل؟ فكان جواب الجميع:"من أجل الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الإسلام ثم يعطفون على ذلك: طرد الاستعمار والحصول على الاستقلال والحرية "وهذا حتى مع الطلبة الجامعيين وكار المثقفين من ذوي الثقافة الغربية الذين قاطعوا الجامعات والمؤسسات والإدارات الاستعمارية"([4]).
إن هذه الحرب كان حقا حربا عقائدية بين المسلمين والنصارى، وليس فقط بين الجزائريين والفرنسيين، وهذه الحقيقة كما وعاها المثقفون قد عاشها غيرهم من عامة الجزائريين وانطبعت بها نفوسهم وجرت بها ألسنتهم، وكم تعجبني كلمات كثير من كبار السن من الأميين عندما يعبرون عن الفرنسيين ومدة وجودهم فيقولون بالعامية:"النصارى" و"دولة النصارى"، لأنها تعبير بلغة شرعية عن حقيقة تاريخية يريد من رضع لبن فرنسا محوها وطمسها.
الجهاد حقيقة لا يرفضها إلا شيوعي أو علماني
وإنه لا يخفى تسلل العناصر الشيوعية والعلمانية في دواليب قيادات الثورة قبل الاستقلال وتحكمهم في زمام الأمور بعدها، لذلك تجد كثير منهم يزعجه أن يسمى قتاله للفرنسيين جهادا والمقاتلون مجاهدين، بل يصر على كلمة ثورة وثوار ومحاربين، ويبدل كلمة شهيد بشهيد الوطن لأن الشهيد هو من قتل لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون شرع الله تعالى هو المهمين.
ويؤكد هذا المعنى أعني رفض هذه المصطلحات ذات الدلالات الإسلامية المؤرخ محمد العربي الزبيري بقوله:"ولقد أثبت التاريخ منذ اللحظات الأولى التي وقع فيها العدوان الفرنسي على الجزائر أن الإسلام وحده هو القادر على تجنيد الطاقات الشعبية في وجه القوات الاستعمارية.‏ وعلى الرغم من تنكر بعض قادة الثورة للدور الأساسي الذي أداه الإسلام في جعل الجزائريات والجزائريين يستجيبون لنداء نوفمبر ويتفاعلون مع مخططات جبهة التحرير الوطني طيلة كل الفترة التي استغرقها الكفاح المسلح، فإن الحقيقة التاريخية تدل بما لا يدع أي مجال للشك، على أن الإسلام ظل دائماً هو القلب النابض للثورة، وأن مفاهيمه ومصطلحاته هي التي دفعت المواطنات والمواطنين إلى التضحية القصوى. لأجل ذلك فإن من الخطأ الفادح أن يقدم منظرون يجهلون واقع الشعب الجزائري وتاريخه ولا يعرفون من الإسلام سوى الاسم للثورة التي عرفت كيف تعيد للجهاد وظيفته"([5]).‏
ويقص أحد المجاهدين في الجنوب الغربي للجزائر في الصحراء أنه جاءهم مراقب يتفقد عناصر الجيش الذين كانوا تحت مسؤليته فقال له ما هو الشعار الذي يتعلمه المجاهدون معك ؟ فقلت له : إن هؤلاء المجاهدين يعتقدون ويرددون بأنهم التحفوا بالثورة باسم الجهاد في سبيل الله فقال المراقب : بل علمهم أنهم يجاهدون في سبيل الوطن ، فلما سمع المجاهدون بهذا الخبر فما كان منهم إلا أن رموا بنادقهم وقالوا بصوت واحد:" إما أن نقاتل العدو باسم الجهاد في سبيل الله وإما رجعنا من حيث أتينا"([6]).
وقد حكى لي المجاهد أحمد قادري رحمه الله –مسؤول الأوقاف في الولاية الثالثة-مشادة كلامية دونها جرت بينه وبين أحد ضباط الجيش آنذاك حول كلمة الجهاد التي رفضها رفضا قاطعا بناء على توجهه الفكري المنحرف، ومما هو مأثور أن العقيد عميروش ثار على أحد الأطباء في الجبل لما كتب عبارة "محاربي جيش التحرير الوطني" بدل "مجاهدي جيش التحرير الوطني" واعتقد أنه شيوعي وهو إنما كتبها من غير قصد ولكن عميروش لم يسمح بمثل هذا الخطأ اللفظي الذي له مدلوله، ([7]). ولكن هؤلاء كانوا أقل من القليل في صفوف حاملي السلاح ضد المستعمرين، ولا نسبة لهم تعد في الشعب الجزائري، وبحكم كونهم من المثقفين فقد كانوا يناضلون في الجانب الإعلامي والسياسي، ولذلك كان لهم الأثر البارز في تحريف المسار وفي وضع المبادئ والأفكار التي لا يؤمن بها الشعب الجزائري المسلم، فوضعوا بصماتهم في وثيقة مؤتمر الصومام وفي جميع وثائق الثورة بعد ذلك([8]).
وإن قيادة الولاية الأولى (الأوراس) التي رفضت مؤتمر الصومام لأجل لغته وكثير من أفكاره، قد ثبت عنها لما كلفت أحدهم بكتابة منشور يبشر بالثورة في الجنوب كتبه بلغة شيوعية وبناه على الدفاع عن الطبقة الكادحة فرفض وكُلف شخص آخر بصياغته فقال:"فما كان مني إلا أن ركزت في صوغه على الدعوة إلى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله ، وجوب طرد الاستعمار والعمل على إقامة الدولة الجزائرية في إطار المبادئ الإسلامية مهما كانت التضحيات"، وبعد أن اطلع عليه القادة ودرسوا ما فيه من أفكار ومعاني نال إعجابهم وأمروا بنسخه ونشره([9]).
الحرب جهاد لكن لما أراده ونواه
لقد كان القتال ضد الفرنسيين جهادا لكن بالنسبة لمن أراده ونواه وعلم فضله وفضل الشهادة في سبيل الله، فكان شعاره في الميدان القتال حتى النصر أو الشهادة، وكان يطلق رصاصه مدويا مصحوبا بصيحات "الله أكبر" التي كانت ترعب العدو أكثر من صوت الرصاص، وكان جهادا لمن لم ينس ربه وحقه ووعده، فلا يزال رافعا يديه إلى السماء يسأل ربه النصر والتأييد.
وأما من يرفض أن يسميه جهادا وينكر أن يكون للإسلام أي دور في الحرب التحريرية، وزيادة على ذلك ربما لم يطلق رصاصة واحدة صوب العدو فهذا له ما أراد. "وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى".
إنه جهاد بالنسبة لـأولئك الذين كان أحدهم يقول وهو في سكرات الموت وهو يحتضر بعدما أصيب في معارك الكرامة :" إنني الآن أموت قرير العين غير آسف على شيء فالجنة أمامي والنصر ورائي"، ويقول آخر:" بعد لحظات ستنفلت روحي من هذا الوجود وتلتحق بربها، ولا شيء يؤسفني لأني أموت في سبيل الله"([10]).
هؤلاء المجاهدون هم من كان يقسم عند التحاقه بإخوانه في الجبال على المصحف الشريف بأن يقاتل حتى النصر أو الشهادة([11]). وهم من كانوا يقفون في خشوع كبير لذي الجلال لأداء الصلاة فرادى وجماعات، يقول الشيخ محمد الصالح الصديق:"والمجاهدون في الصلاة الجماعية يتميزون عن غيرهم فيها بأن محاذاتهم للموت في كل وقت يجعلهم يشعرون بأنهم على الأهبة في كل لحظة، ومن هنا فهم في ساعة التجلي التي لا يشعرون فيها إلا بجلال الله وعظمته"([12]).
الفرنسيون يؤكدون أنها حرب الهلال والصليب
إن حرب التحرير كانت جهادا، لأنها كانت ضد الاستدمار الفرنسي الذي كان استمرارا للحروب الصليبية، وهذا باعتراف الفرنسيين إبان الاحتلال وأثناءه وبعد الاستقلال، فإن المستدمر الصليبي كانت نيته يوم زحف على الجزائر كبح المد الإسلامي وإيقاف الفتوحات الإسلامية، وهذه الحقيقة ظهرت في تصريح رئيس الوزراء الفرنسي "دي بولينياك" بعد احتلال الجزائر حيث قال:" إن كان للصراع الذي أوشك أن يبدأ نتيجة هامة؛ فهي التي ينبغي أن تسجل لصالح النصرانية".
وقال القس الذي رافق الحملة الفرنسية على الجزائر في أول صلاة لهم في جامع كتشاوة بعد تحويله إلى كنيسة :"إنكم جئتم معنا إلى هنا لتفتحوا من جديد أبواب النصرانية في إفريقيا"([13]).
وقال سكرتير الحاكم الفرنسي للجزائر في عام 1932:" إن آخر أيام الإسلام قد دنت وفي خلال عشرين عاما لن يكون للجزائر إله غير المسيح"([14]).
وكذلك أثناء الاحتلال فإن الفرنسيين أقاموا احتفالات في الذكرى المائة لاحتلال الجزائر، وصرح رئيس جمهورية فرنسا آنذاك أن القصد من هذه الاحتفالات:"تشييع جنازة الإسلام في الجزائر"([15]).
وظهر ذلك بعد الاستقلال أيضا على لسان أحد كبار المستشرقين الفرنسيين في محاضرة ألقاها في مدريد بعد استقلال الجزائر عنوانها (لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر)، حيث قال فيها ما ملخصه:"إننا لم نكن لنسخر مليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها أو زيتونها، إننا كما نعتبر أنفسنا سور أوروبا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوروبا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة، من أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر"([16]).
فتاوى الجهاد وقود الحرب
إن حرب الجزائر كانت جهادا والمحاربين كانوا مجاهدين لأنهم استجابوا لنداءات الأئمة والعلماء الذين أفتوهم بوجوب الإلتحاق بصفوف الثوار وأن ساعة الحق قد آنت، وأن موتهم في سبيل الله هو وصولهم إلى الحياة الحقيقة الأبدية، وأن قتالهم للعدو لا خسارة فيه فإما نصر وإما شهادة، ولقد كان من تلك الفتاوى ما سطر بالقول والحبر ومنها ما سطر بالعمل والدماء والسبق إلى ميدان الشرف، ومن تلك الفتاوى التي سجلت بالحبر فبقيت شاهدة على الحق مجلية للحقائق بيان الشيخ البشير الإبراهيمي والفضيل الوتيلاني الصادر في الثاني من نوفمبر والذي جاء فيه:" فخفقت القلوب لذكرى الجهاد الذي لو قسمت فرائضه لكان للجزائر منه حظان بالفرض والتعصيب واهتزت النفوس طربا لهذه البداية التي سيكون لها ما بعدها"([17]). وكذا البيان الصادر في اليوم التالي الذي تضمن فتوى صريحة بوجوب الجهاد حيث جاء في آخره:" اعلموا أن الجهاد للخلاص من هذا الاستعباد قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا فرضه عليكم دينكم، وفرضته عليكم قوميتكم، وفرضته رجولتكم، وفرضه ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم، ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم لأنكم اليوم أمام أمرين: إما حياة أو موت، إما بقاء كريم أو فناء شريف"([18]).
وعظ وتذكير في قلب المعركة
ولا يغفل دور العلماء والأئمة والوعاظ وأهل اللغة والبيان الذين كانوا في صفوف الجيش ومع بقية الشعب، يثبتون القلوب ويرفعون الهمم ويبشرون بالفلاح، فبكلماتهم تتجدد العزائم وبتذكيرهم تسمو النفوس وتشرئب نحو المعالي في ثبات غير مبالية بالصعاب وبالبلاء الذي يصيبها في ذات الله عز وجل.
فمنذ اندلاع الحرب وإعلان الجهاد اتجه المجاهدون نحو الجماهير يخاطبونها باللغة العربية دون سواها ويشحذون عزيمته وروحه الجهادية بواسطة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فكان الاتصال بالشعب مباشرا مستمرا من طرف مسؤولي الثورة من سياسيين وعسكريين وقضاة، وكان التذكير بواجب الجهاد ضد الغزاة المحتلين متواصلا حتى تحررت الجزائر([19]).
ومن هؤلاء المجاهدين الذين كانوا في الميدان يقومون بهذه المهمة الشيخ محمد الصالح الصديق الذي يحكي لنا هذا المشهد المؤثر:"وإن كنت أنسى فلن أنسى ما دمت حيا اجتماع المجاهدين في قرية (تبودوشت) ببني جناد (قرب أزفون) ليلة السابع عشر من رمضان سنة 1955م وكانوا مختلفين سنا وزيا وسلاحا، ولا أكتم الحقيقة أني فكرت طويلا في هؤلاء الذين أقدموا على مواجهة قوة من أعظم القوى في العالم، وعزموا على مقارعة جيوش وفيالق يزحم بها الفضاء، ويضيق بها بساط الغبراء، أليسوا مجرد مغامرين يستحثون خطاهم إلى الموت؟ ولكن ما لبثت أن تذكرت فإذا أنا يقظ مبصر تذكرت صنائع الإيمان والعقيدة، وتذكرت أبطال التاريخ الإسلامي الذين صنعوا مجد الأمة بإيمانهم وعزمهم وبطولتهم .
فالعقيدة الصحيحة هي التي فتحت على المؤمنين الأولين ذلك الملك الواسع وصنعت من إيوان كسرى مجدا لسعد بن أبي وقاص، وتمخضت هذه المعاني في نفسي ، وتصورت كل مجاهد أمام عيني قد تقمص روح خالد أو طارق، وعندما أنهيت كلمتي فيهم كبروا في لهجة صادقة ، وجملة "الله أكبر"تضمنت سر الاعتقاد وسر الجهاد وسر الفداء وسر النصر والتمكين.
وتضاءلت أمامهم عندما انبرى للحديث أحدهم وهو في السبعين من العمر يدعى (عمي علي) ذو لحية كثيفة بيضاء تطل من عينيه شرارة العزم والحماسة، أمنيته الوحيدة منذ زمن طويل أن يمتد به الأجل حتى تندلع الثورة فينتظم في صفوف المجاهدين، وقال في إصرار وتصميم ما مؤداه باللغة الفصيحة :"إننا قد عاهدنا الله أن نواصل جهادنا حتى نحرر الجزائر أو نفوز بالشهادة"([20]).
عقيدة في القلوب ومصاحف في الجيوب
ومن الأمور المأثورة عن المجاهدين والمؤثرة في النفوس أخبار اصطحابهم للمصحف الشريف لتلاوة القرآن الكريم الذي كان يعتبر زادا تتقوت به القلوب وتتزود به النفوس وتتقوى به الأبدان، لمواجهة العدو بثبات في الميدان، ويزداد الأمر تأثيرا إذا تعلق الأمر بأحد المجاهدين الكبار أو شهيد من الشهداء الأبرار.
ومن هؤلاء العقيد عميروش رحمه الله تعالى الذي استشهد وهو يحمل في جيبه المصحف الشريف([21])، ولعله يكون المصحف الذي أرسله إليه الشيخ العربي التبسي حين طلب منه أن يكتب له وصية يعمل بها في الجهاد.
ومن هؤلاء ذاك المجاهد البطل الذي تحصن في مكان منيع بين الصخور في كمين نصبه المجاهدون لقوات الاحتلال بالقرب من ذراع الميزان، وما إن بدأ إطلاق النار حتى أخذ يرسل نيران رشاشه بمهارة فائقة ، لا يطلق رصاصة إلا حين يستيقن أنها قاتلة، كان من حين إلى آخر يطلق بحنجرته القوية تكبيرة تخترق الفضاء وتردد صداها الجبال فتنخلع لها القلوب الضعيفة وتستأنس بها القلوب العامرة بالإيمان وتلهب مشاعرها وتدفع أصحابها إلى الأمام غير مبالين بما يصيبهم، ولم تمض ساعة من الزمن حتى أقلق جنود الاحتلال وأحدث فيهم حيرة وبلبلة ، وصارت قذائف المدفعية جلها مصوبة إلى الصخور التي تحصن بها، فأصابته شظية قنبلة تطايرت من خلفه فسقط شهيدا بعد مقاومة ضارية وبعد أن أحدث في العدو مجزرة رهيبة.
أخيرا بلغه الله مناه وهو الذي كان كلما خرج إلى معركة من المعارك قال لإخوانه في لهجة الجاد الذي لا يمازح من كان له شهيد في الجنة يريد أن يوصي إليه بشيء، فأنا إلى الجنة اليوم ذاهب ، وعندما يعود من المعركة يبدي تأففا وأسفا لتخلفه عن قافلة الشهداء.
وعندما انتهت المعركة وانسحب المجاهدون وساد السكون صعد ضابط فرنسي مع بقايا جنوده إلى مربض الأسد الهصور وهناك وجدوا ما أذهلهم وأثر في نفوسهم ، فبعدما وجدوا جثته ممزقة صب عليه قائدهم وابلا من الشتائم قبل أن يستخرج من قلنسوة "قشابيته" مصحفا صغيرا وقطعة من خبز الشعير، تأمل الضابط ما في يده مليا ثم أخذ المصحف وفتحه ونظر في صفحات منه، ثم أخذ قطعة الخبر يحاول كسرها بأسنانه ليتعرف مدى قدمها ويبوستها، ثم التفت إلى جنوده وقال لهم:"تعلموا هذه الحقيقة: إن المدافع والقنابل قد تقضي على الأشخاص كما قضت على هذا الرجل ولكمها لا تقضي على العقيدة والإيمان". ولشدة تأثير المشهد والكلمة التي قالها القائد تفطر قلب راوي القصة-وهو حركي- ندما وأسى فقرر من حينه التوبة إلى ربه والالتحاق بصفوف المجاهدين([22]).
هذه مجموعة خواطر متناثرة جمعتها في عجالة لخدمة الفكرة التي جعلتها عنوانا لهذه المقالة وحرصت على توثيقها من مصادرها عسى أن ينفع الله تعالى بها، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والصدق والوفاء، وأن ينشر في أمتنا الأمن والود والإخاء، وأن ينفي عنها تآمر وكيد الأعداء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[1] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (70).
[2] / صفحات من جهاد الجزائر لمحمد الصالح الصديق (56).
[3] / موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر والعرب (2/152).
[4] / موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر والعرب (2/492-493).
[5] / تاريخ الجزائر المعاصر (1954-1962) لمحمد العربي الزبيري (2/179-180) ومن هؤلاء القادة الذين أشار إليهم بوضياف ، ومن الكتاب الذين صرحوا بأن حرب التحرير لم تكن جهادا جودي أتومي في كتابه العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (187).
[6] / المجاهد راوي القصة هو محمد لحمر المدعو عبد الجبار كما في مقال البعد الروحي واثره في نجاح ثورة النار والنور خلال ثورة نوفمبر المباركة ، لأحمد تواقين ، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (191) .
[7] / انظر الثورة في الولاية الثالثة ليحيى بوعزيز (321)، هذا وإننا نجد في صفوف الثوار من المقاتلين والسياسيين بعض الشيوعيين المتورطين في الأزمة البربرية (1949) الذين اعتبروا الصراع بين الإسلام والنصرانية في الجزائر صراعا بين مستعمر ومستعمر !!! انظر نداء الحق لمحمد عباس (153).
[8] / يقول المجاهد العميد عمار بن عودة وهو ينتقد وثيقة الصومام :" وتحفظنا كذلك على مبدأ العلمانية، وكان رأينا أن هذه المسألة سابقة لأوانها، فكيف ندعو الناس على الثورة باسم الجهاد ونرفع راية العلمانية في آن واحد؟!" انظر ثوار عظماء لمحمد عباس (221).
[9] / اللمامشة في الثورة لمحمد زروال (300-301) وانظر أيضا (369).
[10] / صفحات من جهاد الجزائر (163).
[11] / العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (177-178).
[12] / معجزة شعب لمحمد الصالح الصديق، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (64).
[13] / الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر لرابح تركي (66).
[14] / التعليم القومي والشخصية الجزائرية لرابح تركي (109).
[15] / التعليم القومي والشخصية الجزائرية لرابح تركي (110).
[16] / قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله لجلال العالم (33).
[17] /آثار البشير الإبراهيمي (5/37).
[18] / آثار البشير الإبراهيمي (5/47).
[19] / البعد الديني في التنظيم الاجتماعي والمقاومة إبان الثورة التحريرية لمختار فيلالي أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (116).
[20] / صفحات من جهاد الجزائر (42-43).
[21] / فرنسا والأطروحة البربرية لأحمد بن نعمان (336).
[22] / صفحات من جهاد الجزائر (145-148) بتصرف .








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-10-11, 23:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اعلامي جزائري
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

للاسف المتسلقين و الانتهازيين و الشيوعيين و اعداء الاسلام بعد استشهاد الرجال و تضحية شباب لم ينل شيئا من هذه الدنيا و صنع لنا هؤلاء المتسلقين اسماء لانفسهم و استولو على ثمرة كفاح الشعب المسلم فكيف لشعبنا ان يتنكر للشهداء و يتجه شطر الاشتراكية منع الالحاد و الكفر لولا هؤلاء اعداء كل ما يمت بصلة للاسلام بل لقد زجوا بعد الاستقلال مباشرة بالبشير الابراهيمي في السجن و الاقامة الجبرية مكشرين عن انيابهم ضد المقوم الوحيد الذي جعل الجزائريين يتخلصون من الاستدمار و تكون لهم مناعة من 132 سنة من التنصير و التجهيل لولا الاسلام لما كان هناك شيء اسمه الجزائر و لكن هناك من يحكمنا باسم المجاهدين يشيد مصانع للخمر و يفتح بيوت دعارة مرخصة و يبذر في ليلة 800 مليار على محارق .










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 00:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ليندة ياسمين
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

احسن من حزب الانقاد المجرم الغبي









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 00:23   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اعلامي جزائري
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليندة ياسمين مشاهدة المشاركة
احسن من حزب الانقاد المجرم الغبي
أتتكبر على الاسلام أيها .... مالا نقولك باش يزيد غيضك مليح عباسي مدني من مفجري الثورة و اول من القى قنبلة في العاصمة على الاذاعة الفرنسية و اقتادته قوات الاستعمار الى السجن و علي بن حاج ابن شهيد و انا عائلتي فيها 7 شهداء 3 اعمامي .و هكذا كلهم من يريد الاسلام في هذا البلد هم ابن باديس اما ابناء باريس فقد فعلو ما ارادو و افسدوا البلد بمن فيه فجور و خنا و رقص و مجون أتعتقد ان هذا ما قاتل من اجله الشهداء ؟ مهرجان في كل ولاية و دعارة في كل مكان و خمور تملؤ قاروراتها شوارعنا و سرقة و نهب للثورات.









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 01:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اعلامي جزائري
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

لست ادري كيف يضحي حامل القران بنفسه من اجل تخليص الجزائريين من نير المستدمر الذي يقولها صراحة انها حرب ضد الاسلام و مسلمي الجزائر فبن بولعيد حافظ لكتاب الله و هو مفجر الثورة في الاوراس و زيغود يوسف العامل البسيط الذي بسبب ولعه بخطب جمعية العلماء المسلمين عرف بان على عاتقه مسؤولية كبيرة اتجاه الجزائريين فكان اعظم قائد في الثورة و استطاع ان يفك الخناق عن الاوراس و تعم بفضل فعلته الكبيرة الثورة الى كامل الوطن ، أما عميروش فقد استشهد و في جيبه مصحف .ثم ياتي من بعدهم خلف ولو وجوههم شطر عاصمة الالحاد موسكو او عاصمة الكفر واشطن في نكران واضح لتضحيات المجاهدين.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 14:13   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقال إيديولوجي بإمتياز يحاول من خلاله كاتبه أن يجعل من الحركات الإسلاموية المستوردة من المشرق خلال السبعينات و الثمانينات خطا وطنيا أصيلا متمسحين بجمعية العلماء المسلمين و التي هي منهم براء بغية التأصيل لفكرهم المستورد و إيديولجيتهم الغريبة عن الجزائريين ... طبعا المجتمع الجزائري رفع راية الجهاد ضد المستعمر الفرنسي منذ أن وطأة أرجله أرض الجزائر و إلتف حول شيوخه و قياداته التي عقدت لواء الجهاد ضد المستعمر منذ أول يوم فالأمير عبد القادر و الشيخ الحداد و الشيخ المقراني و الشيخ بوبغلة و لالة فاطمة نسومر لم ينتظروا كتب و أفكار حسن البنى و السيد قطب و الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الألباني و غيرهم حتى يلقنونهم دينهم و عقيدتهم و يبثون فيهم روح الجهاد ولم ينتظروا الحركات الإسلاموية المستوردة حتى تعرفهم على دين الله و تدفعهم للجهاد ضد المستعمر ... و حرب التحرير الوطني هي حلقة من حلقات الجهاد الطويل للشعب الجزائري و خط أصيل في حياته ونضاله لا تحتاج لفلسفات و إيديولوجيات لصبغها ... أما هذا التجاذب الإيديولوجي الكاريكاتوري الذي يظهر في المقال و الذي يجعل من الجزائريين إما إشتراكيين و علمانيين و إما مجاهدين فهو قمة الأدلجة و التخندق في الفلسفات التي لم تكن تعني الجزائريين أبدا عندما رفعوا راية الجهاد ذات نوفمبر من عام 54 و أنا أجزم لو أن هذا الفكر المستورد كان سائدا خلال فترة الإستعمار لكانت فرنسا الإستعمارية جاثمة على صدور الجزائريين ليوم الناس هذا ... الجزائريون خلال حرب التحرير كانوا يطلقون إسم مجاهد على كل من رفع السلاح ضد الإستعمار الفرنسي ولم تكن المشارب الفكرية مهمة جدا خلال تلك الفترة فقد إشترك في الجهاد الإشتراكيون و الليبراليون و الشيوعيون و اللادينويون و المواطنين البسطاء الذين لاينتمون لأي مدرسة فكرية و حتى الفرنسيون ... فالمجاهدون الجزائريون كانوا يطلقون على فرانس فانون لقب المجاهد وعلى رينيه غوتييه إسم المجاهد وعلى بيار شولي كذلك إسم المجاهد وغيرهم الكثير رغم أنهم نصارى ..
أما النغمة الجديدة التي بتنا نسمعها في كل مرة من الإسلامويين أن الثورة إستولى عليها الشيوعيين و الإشتراكيين و أقصي المجاهدون الحقيقيين و كأنهم يريدون أن يقولوا لنا أن أسلاف الإسلامويين هم الذين فجروا الثورة و إستولى عليها غيرهم فهذا طبعا كلام لا يرد عليها حتى لكن لا بد من توضيح ... خلال الخمسينيات كان أسلاف الإسلامويين يجاهدون حقا لكن ليس في الجزائر لأنه ببساطة لم يكن لهم وجود في الجزائر بل كانوا يجاهدون في مصر ضد جمال عبد الناصر أحد أكبر داعمي الثورة الجزائرية و كانت تدعمهم في جهادهم بريطانيا و أمريكا حليفهما الدائم ... أما مفجروا الثورة الجزائرية فهم معروفون من جماعة الستة أو من جماعة الإثنين و العشرين جلهم كانوا من مناضلي حزب الشعب الإشتراكي التوجه وفكرهم الإشتراكي لم يمنع أن يكونوا مجاهدين و يرفعوا راية الجهاد ضد المستعمر بإسم الله أكبر وتحيا الجزائر فلايوجد حينها تناقض بين من يحمل أفكارا و مشاربا فكرية معينة و أن يكون مسلما أصيلا و متشبعا بقيمه الإسلامية (هذا طبعا قبل أن نبتلى بفكر التكفير و التضليل ) ... وحتى نعود لصلب موضوع الكاتب و نرد عليه بضاعته الكاسدة مرة واحدة نقول له معظم مفجري الثورة التحريرية التاريخيين من مجموعة الإثنين و العشرين و القيادة التاريخية للثورة أدركت الإستقلال و أدركت الحركات الإسلاموية التي برزت للساحة مع قدوم الأساتذة من المشرق هل سمع أحد أن أحد مفجري الثورة إلتحق بأحد الأحزاب الإسلاموية أو ساندها أو دعمها ... الجميع يعلم أن القائدين التاريخيين للثورة أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد دخلا الإنتخابات ضد الحركات الإسلاموية بأحزاب إشتراكية و أن رئيس جلسة مجموعة الستة التي كتبت بيان أول نوفمبر و أعلنت بداية الثورة المرحوم محمد بوضياف أعلنها حربا ضد الحزب الإسلاموي المحظور وهو من أمر بفتح معتقلات الصحراء وزج بالإسلامويين في الصحراء ... و اليوم هناك من جماعة الإثنين و العشرين من لازالوا على قيد الحياة و من قواد النواحي من لازالوا بيننا و ومن كبار المجاهدين من الرعيل الأول و الجميع يعرف موقفهم من الحركات المستوردة ولم نسمع يوما أن حزبا من الأحزاب الإسلاموية إستقطب ولو شخصية واحدة بارزة من قادة التحرير ... ماعدا طبعا في كتاب التاريخ الجديد الذي يجعل من عباسي مدني مفجر الثورة التحريرية و أبو علي بلحاج من كبار الشخصيات الثورية ومن كبار المجاهدين و الشهداء و أن عميروش لو بقي حيا لكان مع جماعة الفيس و أن العقيد شعباني لو بقي حيا لكان إخوانيا و أن بن بولعيد متشبع بأفكار حسن البنى و قطب و أن جمعية العلماء المسلمين هي التي أعلنت الجهاد ضد فرنسا و أن الجمعية كانت حزبا إسلامويا فرخت الفيس و أصحابه ... و أن بن بلة و فرحات عباس و بومدين و بيطاط و الشاذلي و بوضياف و علي كافي وزروال و بوتفليقة متسلقين وليسوا حتى مجاهدين بل سرقوا جهاد عباسي مدني ..










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 14:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
اعلامي جزائري
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek22 مشاهدة المشاركة
مقال إيديولوجي بإمتياز يحاول من خلاله كاتبه أن يجعل من الحركات الإسلاموية المستوردة من المشرق خلال السبعينات و الثمانينات خطا وطنيا أصيلا متمسحين بجمعية العلماء المسلمين و التي هي منهم براء بغية التأصيل لفكرهم المستورد و إيديولجيتهم الغريبة عن الجزائريين ... طبعا المجتمع الجزائري رفع راية الجهاد ضد المستعمر الفرنسي منذ أن وطأة أرجله أرض الجزائر و إلتف حول شيوخه و قياداته التي عقدت لواء الجهاد ضد المستعمر منذ أول يوم فالأمير عبد القادر و الشيخ الحداد و الشيخ المقراني و الشيخ بوبغلة و لالة فاطمة نسومر لم ينتظروا كتب و أفكار حسن البنى و السيد قطب و الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الألباني و غيرهم حتى يلقنونهم دينهم و عقيدتهم و يبثون فيهم روح الجهاد ولم ينتظروا الحركات الإسلاموية المستوردة حتى تعرفهم على دين الله و تدفعهم للجهاد ضد المستعمر ... و حرب التحرير الوطني هي حلقة من حلقات الجهاد الطويل للشعب الجزائري و خط أصيل في حياته ونضاله لا تحتاج لفلسفات و إيديولوجيات لصبغها ... أما هذا التجاذب الإيديولوجي الكاريكاتوري الذي يظهر في المقال و الذي يجعل من الجزائريين إما إشتراكيين و علمانيين و إما مجاهدين فهو قمة الأدلجة و التخندق في الفلسفات التي لم تكن تعني الجزائريين أبدا عندما رفعوا راية الجهاد ذات نوفمبر من عام 54 و أنا أجزم لو أن هذا الفكر المستورد كان سائدا خلال فترة الإستعمار لكانت فرنسا الإستعمارية جاثمة على صدور الجزائريين ليوم الناس هذا ... الجزائريون خلال حرب التحرير كانوا يطلقون إسم مجاهد على كل من رفع السلاح ضد الإستعمار الفرنسي ولم تكن المشارب الفكرية مهمة جدا خلال تلك الفترة فقد إشترك في الجهاد الإشتراكيون و الليبراليون و الشيوعيون و اللادينويون و المواطنين البسطاء الذين لاينتمون لأي مدرسة فكرية و حتى الفرنسيون ... فالمجاهدون الجزائريون كانوا يطلقون على فرانس فانون لقب المجاهد وعلى رينيه غوتييه إسم المجاهد وعلى بيار شولي كذلك إسم المجاهد وغيرهم الكثير رغم أنهم نصارى ..
أما النغمة الجديدة التي بتنا نسمعها في كل مرة من الإسلامويين أن الثورة إستولى عليها الشيوعيين و الإشتراكيين و أقصي المجاهدون الحقيقيين و كأنهم يريدون أن يقولوا لنا أن أسلاف الإسلامويين هم الذين فجروا الثورة و إستولى عليها غيرهم فهذا طبعا كلام لا يرد عليها حتى لكن لا بد من توضيح ... خلال الخمسينيات كان أسلاف الإسلامويين يجاهدون حقا لكن ليس في الجزائر لأنه ببساطة لم يكن لهم وجود في الجزائر بل كانوا يجاهدون في مصر ضد جمال عبد الناصر أحد أكبر داعمي الثورة الجزائرية و كانت تدعمهم في جهادهم بريطانيا و أمريكا حليفهما الدائم ... أما مفجروا الثورة الجزائرية فهم معروفون من جماعة الستة أو من جماعة الإثنين و العشرين جلهم كانوا من مناضلي حزب الشعب الإشتراكي التوجه وفكرهم الإشتراكي لم يمنع أن يكونوا مجاهدين و يرفعوا راية الجهاد ضد المستعمر بإسم الله أكبر وتحيا الجزائر فلايوجد حينها تناقض بين من يحمل أفكارا و مشاربا فكرية معينة و أن يكون مسلما أصيلا و متشبعا بقيمه الإسلامية (هذا طبعا قبل أن نبتلى بفكر التكفير و التضليل ) ... وحتى نعود لصلب موضوع الكاتب و نرد عليه بضاعته الكاسدة مرة واحدة نقول له معظم مفجري الثورة التحريرية التاريخيين من مجموعة الإثنين و العشرين و القيادة التاريخية للثورة أدركت الإستقلال و أدركت الحركات الإسلاموية التي برزت للساحة مع قدوم الأساتذة من المشرق هل سمع أحد أن أحد مفجري الثورة إلتحق بأحد الأحزاب الإسلاموية أو ساندها أو دعمها ... الجميع يعلم أن القائدين التاريخيين للثورة أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد دخلا الإنتخابات ضد الحركات الإسلاموية بأحزاب إشتراكية و أن رئيس جلسة مجموعة الستة التي كتبت بيان أول نوفمبر و أعلنت بداية الثورة المرحوم محمد بوضياف أعلنها حربا ضد الحزب الإسلاموي المحظور وهو من أمر بفتح معتقلات الصحراء وزج بالإسلامويين في الصحراء ... و اليوم هناك من جماعة الإثنين و العشرين من لازالوا على قيد الحياة و من قواد النواحي من لازالوا بيننا و ومن كبار المجاهدين من الرعيل الأول و الجميع يعرف موقفهم من الحركات المستوردة ولم نسمع يوما أن حزبا من الأحزاب الإسلاموية إستقطب ولو شخصية واحدة بارزة من قادة التحرير ... ماعدا طبعا في كتاب التاريخ الجديد الذي يجعل من عباسي مدني مفجر الثورة التحريرية و أبو علي بلحاج من كبار الشخصيات الثورية ومن كبار المجاهدين و الشهداء و أن عميروش لو بقي حيا لكان مع جماعة الفيس و أن العقيد شعباني لو بقي حيا لكان إخوانيا و أن بن بولعيد متشبع بأفكار حسن البنى و قطب و أن جمعية العلماء المسلمين هي التي أعلنت الجهاد ضد فرنسا و أن الجمعية كانت حزبا إسلامويا فرخت الفيس و أصحابه ... و أن بن بلة و فرحات عباس و بومدين و بيطاط و الشاذلي و بوضياف و علي كافي وزروال و بوتفليقة متسلقين وليسوا حتى مجاهدين بل سرقوا جهاد عباسي مدني ..
اين الايديولوجيا في المقال : الاسلام ليس اديولوجية دخيلة على هذه الارض ، بل الذين ابكمو شيخنا الابراهيمي الذي مات في الاقامة الجبرية في بلد استقل حديثا و ذلك قبل حتى ظهور الحركات الاسلامية هم المتسلقين على جماجم الشهداء الذين خانوا الامانة و ولوا وجوههم شطر موسكو عاصمة الالحاد و الشيوعية و عادو و تنكروا لهويتنا الاسلامية.









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 14:48   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمر الفاروق
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله في الأخ طارق 22 ، أعفيتني من كتابة رد يبين بعض المغالطات والمتاجرة بدماء الشهداء، ومحاولة التسلق على جثثهم لمهاجمة من تبقى من المجاهدين اليوم.
طبعا لا أحد ينكر أن هناك بعض الاختراقات لا تكاد تخلوا منها ثورة بسبب المنافقين حتى في زمن النبي والصحابة عليه السلام، ولكن أن تكون هناك محاولة لتشويه كل من بقي من رموز ثورتنا المجيدة فهو الغريب حقا، فيعمم الإسلام على من مات منهم، وتعمم الخيانة والعمالة على من بقي منهم ؟ أظنها كانت محاولة فاشلة لتشويه سمعتهم عن طريق تكفير هؤلاء أو على الأقل محاولة تكفيرهم حسب الموضوع، ثم عن أسطوانة أنهم ولوا وجوههم شطر موسكو وواشنطن، أقول أليست الثورات التي يتغنى بها صاحب الموضوع في مواضيعه تولي وجهها ذات الشطر ؟ بل وتحافظ على ما ورثته من سابقتها بمافي ذلك الدعارة وشرب الخمر وغيرها ؟ فهل تحارب المعصية أم بعض أصحاب المعصية ؟
أخيرا أعجبتني الأسطر الأخيرة من ردك، فقد أخذته الحمية على عباسي مداني وعلي بلحاج مع أن تفضيلهم مصلحتهم الشخصية في الحكم على مصلحة الشعب، كلف هذا الأخير فتنة كادت تعصف بجزائر الحرية.















رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 15:28   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعلامي جزائري مشاهدة المشاركة
اين الايديولوجيا في المقال : الاسلام ليس اديولوجية دخيلة على هذه الارض ، بل الذين ابكمو شيخنا الابراهيمي الذي مات في الاقامة الجبرية في بلد استقل حديثا و ذلك قبل حتى ظهور الحركات الاسلامية هم المتسلقين على جماجم الشهداء الذين خانوا الامانة و ولوا وجوههم شطر موسكو عاصمة الالحاد و الشيوعية و عادو و تنكروا لهويتنا الاسلامية.
كل ما أردت قوله لخصته أنت في جملة واحدة الإسلام ليس إيديولوجية و ليس دخيلا على هذا البلد و يجب أن تفهم هذا التيارات المستوردة التي تريد أدلجة دين الله و تجعل منه مطية لإستلام الحكم بدعوى أسلمة مجتمع مسلم ... أما الشيخ البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه فقد كان ضحية التفكير الأحادي الذي طبع فترة حكم بن بلة و بومدين ومثله حدث لمفدي زكرياء و للقادة فرحات عباس و كريم بلقاسم و خيضر و آيت احمد و مدغري و غيرهم من قادة التحرير الحقيقيين بعد أن تحول رفقاء السلاح إبان الثورة إلى فرقاء بعد الإستقلال ... و الجميع يعرف الخلاف و التلاسن الذي حدث بين بن بلة و البشير الإبراهيمي في مؤتمر طرابلس ما جر مشاكلا للشيخ حيث أن بن بلة أسكت الإبراهيمي بدعوى تخلف الجمعية عن الإلتحاق بالثورة في بدايتها ... لكن إذا كنت تعتبر أن بن بلة من المتسلقين على الثورة فلا أعتقد أن الكثيرين سيشاطرونك الرأي و لا التاريخ سيفعل ... و المزايدون بمحنة الشيخ الإبراهيمي نقول لهم لستم أقرب للشيخ من إبنه أحمد طالب الإبراهيمي الرجل القوي في نظام بومدين بل أقرب مقربيه ..









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 16:48   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابومحمدالسعيد
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اعلامي جزائري على المقال

فعلا الشعب الجزائر مسلم و ثورته بدأت بشعارات اسلامية

ثم تحولت الى اديولوجيات مستوردة لا علاقة لنا بها

و رغم ذلك فان الحقيقة دائما مؤلمة للكثير










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-12, 20:35   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عكس التيار
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشعب الجزائري قام بثورة اشتراكية اسلامية

واليوم حولها ابناء فرنسا الى اقطاعية اسلاموية










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-16, 13:40   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
yamani 10
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية yamani 10
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-18, 21:36   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
yamani 10
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية yamani 10
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-20, 04:55   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
الحسام المهند
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الى ليندة يا سمين إن حزب الإنقاذ حزب شريف قام على العقيدة الصحيحة ومسؤولوه هم أولاد الجزائر الفعليين من عائلات الشهداء والمجاهدين كما قال قال الأخ بأن عباس مداني ثوري وعلي بلحاج ابن شهيد ليسوا أولاد فرنسا الذين طغوا في البلد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب باأمراض الفتاكة والموت المفاجئ التي كان يتعوذ منها النبي صلى الله عليه وسلم إذًا توبي إلى رشدك وعافاك الله من هيستيريا الإنقاذ وكل ما تكتبينه سيكون شاهدا عليك إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزائر, تحرير, ثورة, جهاد, إسلامي, إشتراكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc