01 بمناسبة ذكريات ايام الشهداء الابرار اهدي هذه الكلمة الي احفادهم شباب الجزائر
من رسالة الشهداء الابرار الحفاظ على الثوابت الوطنية تمهيد / اذا كان اخواننا الشيعة يندبون دما شهيد الاسلام وليس شهيدهم فقط الامام الحسين بن علي رضي الله عنهما علما اني جزائريا ولست ايرانيا ولا سعوديا لكل مذهبه وان كنا نعمل في اطار امة الاسلام قال تعالى ( ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ...)ولانه استشهد من اجل محاربة الظلم والطغيان كما هو حال شهداؤنا الابرار استشهدوا من اجل الاسلام والوطن رفعا لظلم الاستدمار الفرنسي الصليبي القديم المتجدد بتدخله في شؤوننا الداخلية عن طريق ذيوله بقايا ابناء لاليجو – لاكوست – الطابور الخامس المتمركزون في مفاصل الدولة الجزائرية دولة الشهداء الابرار فاصابها المرض فعلى احفاد الشهداء ابناء المدرسة الجزائرية ان يعالجوا هذه الامراض كل حسب موقعه واختصاصه لحصر هذا المرض والقضاء عليه مع المحافظة على سلامة الجسم الذي هو الدولة وليس السلطة لان هناك فرق بين السلطة الراشدة التي تخدم الدولة وتحافظ على استمرارها للاجيال المتتالية قال الله تعالى ( ان خير من استاجرت القوي الامين ) وليس السلطة السافهة المتسلطة على الدولة فتضعفها وتحرم الاجيال القادمة من ثرواتها وخيراتها قالى الله تعالى (ولا توتوا السفهاء اموالكم ..) .
قال الله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله...) سورة ال عمران
ان رسالة الشهداء الابرار لرسالة عظيمة بعظمة هذا الوطن والدين والشعب الذي من اجلهم ضحى الشهداء الابرار والمجاهدون والمسبلون الاحرار _ الا من خان الوطن والدين ايام المحن و الشدائد _ المجاهدون المخلصون الذين لم يغيرو ولم يبدلوا وثبتوا وفاء على رسالة الشهداء الابرار بعد نعمة الاستقلال قال الله تعالى فيهم (من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) الاية
فالمبادئ الصحيحة الثابتة لاتتغير عبر المكان والزمان بل الذي يتغير هو الانسان ايجابا او سلبا . كما قيل – نعيب زماننا والعيب فينا - فعلى ضوء رسالة الشهداء يكون الاجتهاد حسب الفئة المختصة من المفكرين والعلماء كل حسب اختصاصه للنهوض بالامة والرقي الى مافيه خير للمجتمع وبالاخص الشباب ذكورا واناثا النسبة الغالبة في المجتمع لهم الاسبقية في مصالح الدولة وبالاخص في الجانب الثقافي و السياسي والاقتصادي والاجتماعي من اجل تشبيب الدولة واستمرارها.
فالشهداء الابرار ضحوا بكل بما يملكونه لاجل الوطن والصالح العام فهم كالشمعة التي احترقت للانارة على من حولها.
فلولاهم لضاعت الارض والعرض والاسرة فكل الوطن لكن الله حفظ بفضل تضحيات عباده المخلصين الذين وصفهم بقوله تعالى:
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) الأحزاب23
فرسالة الشهداء كانت من اجل الحفاظ على الثوابت الوطنية التالية : --
1- وحدة الدين الحنيف:
الذي غرس في نفوس ابناء الجزائر على ان حب الوطن هو نكران الذات وبناؤه بالعلم النافع والاخلاق الفاضلة والعمران المتين، فاسلافنا سقوه بالدم عندما انتهكت حرماته وثوابته. وهذا حتى لا يحتاج لغيره فيذل ويهان، فعلى الشباب ان يسقيه بعرق الجبين.
2- وحدة التراب الوطني:
الذي وحده الاسلام ودماء الشهداء فعلى الشباب ان يحافظوا على التاريخ المجيد ، ومهما حاول البعض احباط العزائم بافكار هدامة لاضعاف الروح الوطنية .على ان حب الوطن وثنية بل هو من الايمان فهذا رسول الله عند هجرته التفت الي مكة وقال (والله انك احب البقاع الي لولى اهلك اخرجوني ما خرجت منك ) وللرد على هذه الشبهات ولغة التشكيك في الهوية الوطنية فيجب الرد عليها بزرع الحب لهذا الوطن ونشر قدسية وحرمة الانسان فيه وفقا للشرائع السماوية والانسانية ، بالاحترام المتبادل بين الافراد والمجتمع فيدفعنا هذا الشعور النبيل بان نحافظ على كيان الوطن فنكون وفينا بالعهد الذي أخذناه على أسلافنا،الشهداء الابرار ونكون قد التزمنا بقول الله تعالى:
} وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً { ( الأسراء:34
وهذا ما يدعونا الى التصدي للشبهات التي تثار حول الثوابت الوطنية، كقولهم- التاريخ في المزبلة – ما بين فرنسا والجزائر بحر من ماء وليس من دماء الشهداء – وعفا الله عما سلف – ونحن اولاد اليوم ، الى غير ذلك من الشعارات الانهزامية الدالة على الولاء لفرنسة العجوز كما نعتهم المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله تعالى بقوله ( بذيول وضروس الاستعمار)نمضغ ويبلع .
3 – وحدة اللغة الوطنية:
التي تعلمها الجزائريون منذ الفتح الاسلامي للعقول والقلوب محافظا ومقرا للعادات والتقاليد التي لا تتنافى والاخلاق الفاضلة والعقيدة الصحيحة وبهذا كانت اللهجات المحلية أختا للغة العربية وليست ضرة لها كما يريدها ذيول الاستعمار الذين يثيرون وبدغدغون العواطف باسم القومية البربرية تارة وباسم القومية العربية تارة لادخال الجزائريين في صراعات هامشية عجز العدو عن تحقيقها طيلة قرن وثلاثين سنة عندما أثار فتنة الصراع بين الجزائريين بقوله : ان المجتمع الجزائري مركب من أمازيغ وعرب. فكان الرد سريعا من المواطنين المخلصين أمثال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمة الله تعالى فقال: ( ان أبناء يعرب و أبناء مازيغ قد مزج بينهم الاسلام منذ اربعة عشر قرنا وكتبوا التاريخ بدمائهم فامهم الجزائر وابوهم الاسلام )، وليست امهم فرنسا وليس ابوهم الصليب كما عمل على تحقيق ذلك اندماجيو الامس واليوم، فانا لهم ذلك.
واذا اراد المخلصون من ابناء هذا المجتمع ان تكون اللهجات المحلية والجهوية لغة وطنية ثانية واختا للعربية فعليهم ان يعملوا على توحيد المصطلحات بين هذه اللهجات من شاوية وتارقية ومزابية،وزواوية وشلحية وقبائلية، على ان تكون بالحرف العربي حتى يسهل على الجزائري الذي لا ينطقها تعلمها بسهولة لمعرفة التراث الشعبي الذي دون الاحداث التاريخية المشتركة عن طريق الاغاني الشعبية المعبرة عن تاريخ الجزائر كقولهم - اسمحي لي يالميمة اسمحي لي في جهادك اسماح اسماح البابا ولدي في جهادك – الخ-- ،وكذا عن طريق النقوش وبهذا تكون فكرة وطنية حتى تسد الباب امام الدعاة الاكادميين الباريسيين الذين يحاربون الاسلام والعربية واستبدالها بالمسيحية والفرنسية.
فلما هذا الحماس المفرط من اجل لغة الاستدمار من قبل أقلية تحت شعار الامازيغية وهي منهم براء كبراة الذئب من دم ابناء يعقوب عليه السلام، واذا اردنا ان تكون اللهجات المحلية لغة وطنية فلنترك ذلك لاهل الاختصاص من علماء اللسانيات لايجاد مصطلحات علمية وادبية مشتركة بين هذه اللهجات المتعددة، ولتكن بحرف مبين حتى يسهل على الذي لا يعرف الامازيغية من الجزائريين تعلمها وبها يخاطب اخوانه الاخرين عندما يتعامل معهم في مناطقهم من باب التبادل الثقافي ولتكن فكرة وطنية وبهذا نخدم اللسان الامازيغي والعربي ونسد الباب على التآمر الفرنسي عن طريق ذيوله الفرانكفونيين التغريبيين بدليل رفعهم لشعار الامازيغية ويكتبونها ويتكلمونها بالفرنسية. وحتى بعض السياسيين الذين يخاطبون مجتمعم بالفرنسية وياليتها باللغة الوطنية.
واذا اردنا حقيقة الحفاظ على هويتنا الاسلامية العربية والامازيغية فلنعمل على نهضة شاملة من صناعة وتجارة وفلاحة وثقافة حتى نستمر في الحفاظ على السيادة الوطنية ، فنتعامل مع غيرنا وبالاخص عدونا معاملة الحر مع الحر وبهذا نتخلص من السوق الاستهلاكي للبضاعة الاجنبية، فليس في الاسلام صراع بين اللغة القرآنية العلمية واللهجات المحلية بل ينظر على انها اختا لها وليست ضرة لها لان الذي خلق اللسان العربي هو الذي خلق غيره من الالسن للدلالة على وجود الله تعالى خالق الكون لقوله:
" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22)
فالاشكال ليس في اللغات واللهجات من حيث الخطاب والتعامل انما الاشكال ان تكون سببا في نشر ما يضر الانسان وليس ما ينفعه في حياته العامة والخاصة. فعلى ابناء الجزائر ان ينشروا الاشياء التي تجمعهم ولا تفرقهم وما اكثرها حفاظا على الامن وغرس الثقة بين الجزائريين حتى يضمنوا الحياة الكريمة لهم ولابنائهم وان نكون دعاة بناء وليس دعاة هدم فهو يضر بالجميع، وليكن اجتهادنا في الفروع دون المساس بالاصول والثوابت التي هي العامل المشترك بيننا جميعا مهما تنوع اللون واللسان والمكان فقوتنا في وحدتنا، وضعفنا في تفرقنا .قال تعالى(واعتصموا بحبل الله جمبعا ولا تفرقوا ...)
4 – وحدة السيادة الوطنية:
انها جاءت بناءا على تضحيات كبرى ضحى بها المجتمع الجزائري عبر التاريخ، وبذلك نال السيادة و وحدة التراب واللغة والتاريخ والعلم،وهنا نقول لا للكتانة الصفراء والسوداء. وقد خاطب بن باديس رحمه الله في زمانه الاستدمار الفرنسي قائلا:
ان امما دوننا قد استقلت وسياتي يوما وتستقل فيه الجزائر وتتعامل مع فرنسى معاملة الحر مع الحر وليس التابع للمتبوع.
فعلى كل جزائري غيور على وطنه ان يحافظ على سيادة وطنه الغالي الذي ضحى من اجله الشهداء الابرارو وهاهو لسان حالهم يخاطبنا فيقول لنا:
** سقيت ارضي بدمي ليحيا شعبي ووطني ** فمتى تحيوا رسالتي وتوفوا بعهدي وتحموا قبري
اخواني لا تنساو الشهداء المجد والخلود لشهدائنا الابرار – عاشت الجزائر حرة مستقلة
اخوكم ابن شهداء الجزائر
02