السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في المجتمع ، ومع انحسار الكثير من القيم والمبادئ شيئا فشيئا الا من تولاه الله برحمة منه صرنا نلاحظ ظواهر تفكك اواصر المجتمع وتهد بنيانه مع ان ديننا يدعونا الى التماسك والتراص ، فباتت قيما تجسد ان المؤمن للمؤمن كالبنيان تكاد تكون مفقودة من قواميسنا
ومن هذه القيم النصيحة والنصيحة المقصودة هنا هي التي تكون لله ولرسوله وغير ذلك فهي اتباع الهوى
اي ان النية فيها ابتغاء الله لا امر احر وبدل ذلك شاع الانتصار للنفس والهوى فتجد الكثيرين عوض ان يقولوا كلمة الحق للحق يبتغون رضا الناس وخاب وخسر من اراد نصرة فلان او فلانة ليس لحق بل لكره امر ما او عدم تعاطفه معه
فالمشكل ان الاهواء هي التي تسير حياتنا ، فبدل ان نقول كلمة الحق ولو على حساب انفسنا صرنا لا نتورع في تلبيس ما يعجبنا وما لا يعجبنا برداء النصيحة لكنه في الاخير هو رداء غير ذاك
وللاسف اذا تخاصم اثنين في المجتمع لا يتدخل الثالث بغرض الاصلاح على حساب الحق والعدل بل على حساب احقاد وضغائن مدفونة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,فان استات من تصرفات ما لاحد فانه لو كان الامر الذي اشتكيت منه في صالحه سيقف معك ضد الاخر وان لم يكن كذلك فسيبدا في ذمك انت وهذا كثيرا ما يحصل
كمثال اذا اشتكت امراة متزوجة لاخرى غير متزوجة اخوات الزوج فتبدا التي ليست متزوجة بالكلام الذي يحمل عدة معاني بان المتزوجة هي المخطئة
والعكس صحيح
اذا تكلمت الحموات مع العرائس فان كل واحدة تدافع عن مثيلتها ولا تجد احدهم في الغالب يقول كلمة الحق ؟؟؟لذلك مثل هذه التصرفات تزيد الشحناء والبغضاء في المجتمع بدل تقريب وجهات النظر
ونفس الامر ينطبق على كثير من الامور ....................هنا تظهر جليا مشكلة الانتصار للنفس مع ان الامر مذموم في الاسلام
فكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
صاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر مالله ورسوله في الأمر ولا يطلبه اصلا ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه هواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه فليس قصده أن يكون الدين كله لله وان تكون كلمة الله هي العليا بل قصده الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو لغرض من الدنيا فلم يكن لله غضبه ولم يكن مجاهدا في سبيل الله بل إن أصحاب الهوى يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعادتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله .
لذلك اليس في المجتمع رجل رشيد ...او امراة رشيدة ................... خصوصا مع عقلية ضربني وبكى واسبقني واشتكى ...........اين الحكمة في المجتمع ؟؟؟