مشكور على المجهود المبارك . لكن يا أخي لمن تكتب هذا الموضوع ؟ هل تكتبه لمن للشعب الذي اكتوى بنار ظلم وقهر هؤلاء الحكام الجبناء ؟ إذا كان لهم فهم يعرفون حقيقتهم لأنهم قد ذاقوا منهم الويلات .
أما أن تكتب هذا الموضوع للطغاة وانصارهم فهم يعرفون حقيقة أنفسهم وحقيقة بعضهم البعض .وما تماديهم في نصرة الظلم والظالمين إلا عقاب من الله تعالى لهم على ظلمهم وعلى نصرة الظالمين والإشادة بالظلم .
فأنا أقدر موضوعك وأحاسيسك . لكن أنا أرى ان نضع لهم مشاهد إنتصار الشعوب عليهم و مشاهد مضي الشعوب في استكمال مشروع التحرر و تطهير البلاد منهم ومن أكابرهم . وكذلك مشاهد تبين نتائج هذا التحرر والتطهير .وغيرها من المشاهد التي تتجاوز صور طغيانهم و جرائمهم .
قد تتساءل أخي الكريم لماذا هذا الرأي ؟ أقول لك ببساطة لأن الطغاة وأنصارهم أصبح لا يردعهم منظر التعذيب و التنكيل و الإعتصاب و القتل بل بالعكس سوف يزيدهم ذلك طغيانا وظلما وتشفيا و تماديا في أعمالهم الدنيئة وهذا بسبب كما قلت لك عقاب الله لهم.قال تعالى :"....ونذرهم في طغيانهم يعمهون..." وقال أيضا :"... وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون .." إلى غاية قوله :"...الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون.." فالله تعالى يمدهم ويملي لهم إلى حين يأتي موعدهم.
-أما إذا وضعت لهم مشاهد النصر عليهم فربما سيجدون الفرق بين ما كانوا يدعوا إليه وما كانوا يناصرون وبين ما يشاهدون من إنتصارات و يستنتجون أنه في الأخير ستتغلب الإرادة الشعبية على إرادة التفرد بالسلطة و الإستبداد فمشاهد كهذه من شأنها أن تحرك في نفوسهم روح الإنسانية وتذكرهم وتزيل عنهم الغشاوة. ولنا في تاريخنا الإسلامي ما يدل على أن مشاهد النصر لها الأثر العميق في فتح القلوب المقفلة و العقول الجامدة والأفئدة الخاوية ومنها .المشاهد العظيمة التي رآها مشركوا قريش لما رأوا النصر العظيم امام أعينهم عند فتح مكة. وهنا أنا لا أقارن بين ذلك الحدث العظيم وبين الإنتصارات التي تحدثها هذه الثورات العربية كلا وإنما نقيس عليه ونستفيد منها بالرغم من إختلاف الزمان و الظروف .
هذا تقريبا ما أردت أن أقوله في هذه القضية فبرأيي أن نتجاوز هذه المواضيع والردرد وأن لا نلتفت إليها ويجب أن نمضي قدما في استكمال مسيرة التحرير والتحرر فلا يعقل أن يبقى بشر في بلاد مسلمة في القرن 21 يسجد لبشر و يتخذه إلها من دون الله .وآخرون يطبلون ويهللون بحمد هذا الحاكم او ذاك.
شكرا لك مرة أخرى .