التحذير من التكفير والتفسيق

[الامبراطور32]

الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا، بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو منالأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه .
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته ، حتى يَتَحَقَّقَ زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه؛ لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
الثاني : الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه .
ففي صحيحي البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَد بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ) وفي رواية : ( إِن كَانَ كَمَا قَالَ ، وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيهِ )

- المقصود بالكفر والفسق:
المقصود بالكفر: إعتقادات و أقوال و أفعال جاء في الشرع ما يدل أن من وقع فيها ليس من المسلمين و قد حكى جمع من أهل العلم إجماع العلماء على أن الكفر يكون بمجرد القول أو الفعل .
والمقصود بالفسق: هو الخروج عن الطاعة وتجاوز الحد بالمعصية . والفسق يقع بالقليل من الذنوب إذا كانت كبائر ، وبالكثير ، لكن تعورف فيما كان كثيرا ، وقد يكون الفسق شركا ، وقد يكون إثما ، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه.

- أنواع الكفر، والفسق:
للكفر أنواع، هي:
أوّلاً: كفر الإنكار
ثانياً: كفر الجحود
ثالثاً: كفر العناد
رابعاً: كفر النّفاق ، وهو نوعان (أكبر وأصغر)
خامساً: كفر الإعراض
سادساً: كفر الشّكّ
أما الفسق: فقد قال ابن تيمية : إن الفسق تارة يكون بترك الفرائض ، وتارة بفعل المحرمات . وجاء في الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر : قال بعض الأئمة : كبائر القلوب أعظم من كبائرالجوارح ، لأنها كلها توجب الفسق . وقال الشوكاني ناقلا عن الإمام القرطبي : والفسقفي عرف الاستعمال الشرعي : الخروج عن طاعة الله عز وجل ، فقد يقع على من خرج بكفر ، على من خرج بعصيان ، وفي حديث الصحيحين ، قال صلى الله عليه وسلم : "سباب المسلمفسوق، وقتاله كفر".
والفسق أنواع كثيرة يذكرها الفقهاء في كتبهم ، كالفسق الملي أو فسق أهل الملة الذين لهم حسنات ولهم سيئات، فهم غير مخلدين في النار. ومن ذلك الفاسق بتأويل، كالذي يشرب الخمر متأولا فقه العراقيين، فإذا كان تأويله لمقطوعبحرمته فلا يعذر بتأويله، أو كان غير متأول فلا يعذر بذلك. ومنه الفاسق بالجارحة كمن يشرب الخمر أو يزني . ومنه الفاسق بالاعتقاد كالقدري والجبري .

- خطورة التكفير والتفسيق:
روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ.
قال الشوكاني: "الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه ببرهان أوضح من شمس النهار فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية عن طريق جماعة منالصحابة أن من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".

- ضوابط التكفير والتفسيق:
يجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين، بحيث تتم شروط التكفير أوالتفسيق في حقه، وتنتفي الموانع .

- موانع التكفير:
أهم موانع التكفير هي:
1- أن لا يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً، ومن هنا قالوا: "لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يُبَيَّنَ له".
2- أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه، مثل الإكراه، والإغلاق فينطق بالكفر في حالة الفرح الشديد أو الحزن الشديد أو الخوف الشديد.
3- ومن الموانع أن يكون متأولا : يعني أن تكون عنده بعض الشبه التي يتمسك بها ويظنها أدلة حقيقية ، أو يكون لم يستطع فهم الحجة الشرعية على وجهها ، فالتكفير لا يكون إلا بتحقق تعمد المخالفة وارتفاع الجهالة.

- الفرق التي انحرفت فكفرت العصاة:
إن أكثر الفرق شهرة بتكفير العصاة من المسلمين هي فرقة الخوارج، وقد بنوا أصلهم هذا على نصوص الوعيد للكفار، قال ابن عمر رضي الله عنهما: هم شرار الخلق, وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين.

[الامبراطور32]

بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
أرى أننا كمسلمين لا ينبغي أن نتصرف نحو تصرفك
وأن تعلم أن الإشراف أمانة وقد قال فيها المولى تعالى:
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) سورة الأحزاب
ونظرا لأنك صرت عبدا للنفس والشيطان تنظر للإيجاب سلبا ولسلب إيجابا
ولم ترقب الله كما أمر وذكر في كتابه :
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) سورة الأعراف
أدعوك أن تتقي الله وتعمل صالحا يرضاه ويكون لك زادا اليوم وغدا
يوم لاينفعشيء إلا من أتى الله بقلب سليم
و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته

[fatimazahra2011]

[محب السلف الصالح]

بارك الله فيك