إن حقيقة البشرية قائمة على الخطأ والعودة، فكل بني آدم خطَّاء. والمعصية هي كل أمر يخالف الشريعة الإسلامية، سواء كانت في الأقوال أو الأعمال الظاهرة أو الباطنة، وتشمل فعل المحظورات وترك الفرائض والواجبات. ونظرًا لخطورة العاقبة المترتبة على الذنوب، كان لزامًا على المسلم أن لا يستهين بها، وأن يسعى جاهدًا في سبيل تجنبها والوقاية منها.
لقد اتفق العلماء وأرباب السلوك على أن المعاصي تضر الإنسان ولا بد. إن شؤم الذنوب لا يقتصر على الآخرة فحسب، بل تمتد عقوباتها لتصيب قلب العاصي وبدنه وعقله ودينه ودنياه، إذ تؤدي إلى قلة التوفيق، وفساد الرأي، وضيق الصدر، وطول الهم والغم، وكسف البال. لذلك، فالبحث عن الوسائل التي تُعين المسلم على عدم الوقوع في الذنوب ليس مجرد فضيلة، بل هو ضرورة للثبات على الصراط المستقيم.