ماهي الخلفيات من وراء اّصدار الجنائية الدّولية لمُذكرات اِعتقال بحقِّ قادة الكيان الصّهيوني في هذا الوقت بالذّات؟

[الزمزوم]

ماهي الخلفيات من وراء اِصدار الجنائية الدّولية لمُذكرات اِعتقال بحقِّ قادة الكيان الصّهيوني في هذا الوقت بالذّات؟



بدايةً، يجب أن نعترف أنّ كلّ المُؤسسات الدّولية الرّسمية والحكومية وغير الحكومية هي بيد وفي قبضة أمريكا والغرب ومنها على الخصوص المحكمة الجنائية.


صدُور مذكرات اِعتقال بحقّ قادة الكيان الصّهيوني قبل ما يُقارب الشّهرين من وصُول دونالد ترامب وحزبه إلى الحُكم هو خطوة رمزية لا أكثر ولا أقل -هو خطوة عبثية في حكم العدم-، وهدفها اِمتصاص الغضب العالمي من صلف الإدارة الأمريكية الديمقراطية ومن الديمقراطيين الحُكام الحاليين للولايات المتحدة.


لقد جاءت مُذكرة الاِعتقال للتغطية على جريمة الولايات المُتحدة في الأمم المتحدة الّتي صوتت ضدّ قرار وقف إطلاق النّار في غزّة بالأمس والّذي كشف عورة وسوءة أمريكا والإدارة الأمريكية الديمقراطية وعراها أمام المُجتمع الدّولي كإمبراطورية شرّ راعية للإرهاب وبخاصة الإرهاب الصّهيوني في غزّة.


مّذكرة الاِعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت هي اِنتقام من جو بايدن وفريقه من نتنياهو بسبب أنّه ساعد في خسارة الدّيمقراطيين الرّئاسة الأمريكية ومجلسي الشُّيوخ والكونغرس (تدخل في إطار تصفية الحساب) بسبب اِتباعه (نتنياهو) سياسات نفرت الجمهُور الاِنتخابي من المحسوبين على الدِّيمقراطيين نتيجة الحرب على غزة والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الحاصل فيها منذ حوالي 14 شهراً منهم، وعدم اِلتزام نتنياهو بخُطط الدّيمقراطيين فيما يتعلق بالقضية تلك بما يُحقق نجاح مشروع الصّهاينة من اليمين المتطرف بتصفية القضية وإفراغ غزّة من سكانها بالإبادة والتهجير القسري وفي نفس الوقت ما يُحقق مصلحة الدّيمقراطيين في الفوز بالرّئاسة الأمريكية ومجلس الشّيوخ والكونغرس والقضاء على حظُوظ دونالد ترامب في العوّدة مرة ثانية لحُكم أمريكا وهو العدو بالنّسبة إليهم وإلى النّظام السّياسي الأمريكي ومصالحه، فالدّيمقراطيون باتوا مأزومين على المُستوى الشّخصي والسّياسي والتاريخي والقضائي بفعل ذلك.


كما أنّ مُذكرة الاِعتقال تلك هي بمثابة مُحاولة من الدّيمقراطيين وبايدن لتبييض صفحتهم ووجوههم السّوداء أمام العالم والرّأي العام العالمي وأمام الأمريكيين والجمُهور النّاخب للدّيمقراطيين تمهيداً وِاستشرافاً لاِنتخابات التجديد النّصفي الّذي يعولون عليه بعدما ضاقت بهم السُّبل وتاهوا في الأرض وهُم يتوقعون أنّه ستكون نافذتهم لتكبيل جمُوح ترامب وإدارته وبوابة للعوّدة للتأثير في سياسات الولايات المُتحدة الأمريكية من جديد بعدما خسروا الرئاسة والأغلبية النيابية ولكن عبثاً يفعلون.


إنّ اِصدار الجنائية الدّولية مُذكرة الاِعتقال تلك في هذا التّوقيت بالذّات لا تعدُو كونها خُطوة عدمية وفي الوقت بدل الضّائع وخُطوة رمزية بعد شهرين من الآن من المؤكد أنّه سيعمل الجمهُوريون ودونالد ترامب على الضّغط عليها لإلغائها وهذا الّذي يعرفه جو بايدن وإدارته والحزب الجمهُوري (تبادل أدوار في موضوع الصهيونية وكيانها) وبالتّالي مُحاولة تعليق الجرس في رقبة ترامب وما يعنيه ذلك سياسياً وعلى مُستوى الشّعبية السّياسية والجمهور الاِنتخابي الأمريكي، فجو بايدن يُريد ترحيل تشوُّه سُمعته وسُمعة حزبه بفعل حرب الإبادة على غزّة نتيجة تأييدهما المطلق للكيان الصّهيوني فيها إلى حِجر وحضن ترامب وإلى ساحة الحزب الجمهُوري بمعنى آخر توريث عار الحزب الدّيمقراطي للحزب الجمهوري وعار بايدن إلى ترامب.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق