![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() صمُودٌ مع شيءٍ من الخوفِ
"الحقيقة أنَّ البلاد تعيش بين أمرين أحلاهما مرّ، وهي مُرغمة على اِختيار أحدهما فعصرنا لم يعُد يسمح بوجُود منطقة رمادية في الاِختيار، وهي بذلك تجدُ نفسها في موقف لا تُحسد عليه أبداً، فإما البلاد تستسلم للمشرُوع الأمريكي في قضية فلسطين والصّحراء الغربية وبالتّالي فإنْ فعلت ذلك خسرت كرامتها ومبادئها وتاريخٌ زاخر لها مليء بالنّضال والمواقف الشُّجاعة والمُشرفة في نُصرة القضايا العادلة وستفقد ساعتها مشرُوعيتها أمام شعبها والشُّعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الشّريفة ولن تختلف بعد ذلك عن الشُّعوب والأنظمة المُطبعة والخائنة وستكون قد أهدرت وقتاً ومالاً ومجهوداً وأجيالاً للرجوع إلى تاريخ تطبيع السّادات والحسن الثّاني والملك حُسين وإما أنْ تُواصل مسارها في النِّضال بالتمسك بقضيتي فلسطين والصّحراء وبالتّالي تحمُّل أي ضريبة ستدفعُها نظير ذلك وبالتّالي ستضمن البلاد بقاء مشرُوعيتها الدّينية والتاريخية والإنسانية والأخلاقية لدى شَعبِها وسُمعتها التاريخية لدى الشُّعوب العربية والإسلامية ولدى شُعوب العالم المُناصرة للحقّ أينما وُجد". البلاد مُتمسكة بموقفها من قضيتين أساسيتين وهامتين ألا وهُما: القضية الفلسطينية وقضية الصّحراء. اليوم وبعد اِنهيار النّظام العربي في قضية فلسطين العادلة واِبتعاد المجموعة الإسلامية عنها من الدُّول الإسلامية المُشكلة منها باِستثناء إيران لمصالح دينية (إسلامية/ أو مذهبية)، وأُخرى مُتعلقة بالنُّفوذ، بات الغرب الآن أكثر ثقةً للجهّر بمشرُوعه على الملأ في منطقتنا وتنفيذه بقوّة السّلاح (سلام الاِستسلام). البلاد الّتي ترى أمامها اِنهيار العالم العربي وترى تدمير العراق، وتدمير سوريا، وتدمير ليبيا، وتدمير اليمن، وتدمير السُّودان .. هو لفرض مشرُوع الهيمنة الغربية في المنطقة العربية بعدّة عناوين أهمها على الإطلاق دعم الكيان في فلسطين ولكن موضُوع الصّحراء ليس من اليوم ولكن هو منذ القديم كان مشرُوعاً غربياً في المغرب العربي المقابل للمشرق (فلسطين)، ولكن الغرب اِنتظر الوقت المُناسب للقيام بذلك ويبدو أنّه جاء ذلك الوقت وما يجري من أهوال ما بعد أحداث الربيع العربي والحرب على غزّة يُريد من خلاله تطبيقه والجهّر به وفرضهُ بالقوّة العسكرية. سُوريا كانت ترفُضُ التّطبيع وليس كما يُشاع بسبب علاقتها بإيران وتمّ تدميرها، السُّودان كان يرفُضُ التّطبيع وتمّ تدميرهُ، مصر كانت ترفُضُ تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء فتمَّ تدميرها بربيع مُرسي وسدّ النّهضة، ليبيا كانت تُعادي الصّهاينة وترفضُ التّطبيع فتمّ تدميرها، السُّودان في ظلِّ حُكم الإخوان عمر البشير كانت ترفُضُ التّطبيع فتمّ تقسيمُها وبعد ذلك تدميرهُ، اليمن كانت ترفُضُ التَّطبيع فتمّ تدميرهُ..إلخ. رُوسيا كانت ترفُضُ الهيمنة الغربية فتمّ اِستنزافها في حرب أوكرانيا، ويتمُّ اليوم حِصارها اِقتصادياً وجيو- سياسياً. الصّين سعتْ لتحقيق نوعٍ من الاِستقلالية عن الغرب فتمّ حِصارها وضرّب مشاريع التنمية لديها مثل: مُبادرة الحزام وطريق الحرير..، كلّ هذه الدّول وما تملكهُ من قوّة قاومت الهيمنة الغربية الأمريكية ولكن بعضُها اِستسلم، والبعض الآخر تمّ تدميرهُ، وقلّة ممن تملك قوّة جبارة مثل: الصّين ورُوسيا ما زالت تُقاوم أما إيران وتركيا فهما ما زالتا تناوران، وكوريا الشّمالية بين خوف ورجاء. اليوم البلاد تتمسك بمواقفها في قضية فلسطين الّتي هي أولوية كُبرى للكيان الصُّهيوني وأمريكا وتتمسك بقضية الصّحراء الّتي هي أولوية كُبرى لأمن أُوروبا واِقتصاد أوروبا والمغرب، وبالتّالي من المُمكن أنَّ البلاد وهي على هذا المبدأ سيتمُّ اِجبارها في المُستقبل القريب على الرُّضوخ للهيمنة الغربية وبخاصة في مسألتي فلسطين والصّحراء الغربية. - من المُمكن أنْ تقُوم البُلدان الغربية بإعادة السِّيناريو المصري فيها وهو أخف الأخطار من حيث التكلفة. - كما يُمكنهم إعادة سيناريو سوريا فيها وهو أخطر السيناريوهات من حيث التكلفة. - كما يُمكنهم إعادة سيناريُو حرب العراق- إيران فيهما وهو أكثر خطُورة من حيث التكلفة الباهظة الّتي سيتمُ دفعها بشرياً ومادياً وسياسياً وعلى مُستوى وحدة البلد شعبياً وجُغرافياً. - ومن المُمكن تدشين حرب اِقتصادية على البلاد كما يحصل الآن في تركيا لكن بشكل أقسى ما مُراعاة الفارق بين البلاد وتُركيا من ناحية قوّة اِقتصاديهما وتحالفاتهما العسكرية والسّياسية والاِقتصادية ووضع تركيا كدولة تنتمي لأوروبا ثقافياً وجغرافياً وللمنظومة الغربية إيديولوجياً حتّى نعرف الفرق بين نتائج الحربين الاِقتصاديتين على البلدين. تدمير ليبيا جعل منها دولة هامشية لا تقدِر على فعل أي شيء اِتجاه القضايا العربية والإسلامية الّتي يُخربُ فيها الغرب، وأصبح فرض الحِجاب فيها في المنطقة الغربية (طرابلس) منها أهم القضايا حتّى أنّها باتت أهم من قضية فلسطين لإلهاء النّاس والجماهير الليبية عن قضاياهم المصيرية بصرّف أنظارهم نحو قضايا ثانوية غداً أمريكا وعندما تنتهي الأمور لصالحها في غزّة وفلسطين والمشرق العربي ستعمل على إزاحة هؤلاء، لأنّ أوروبا لن تسمح أبداً بوجُود دُول بالقرب من حدودها تقوم عليها أنظمة سياسية إسلامية خاصةً في منطقة شمال إفريقيا باِعتبارها الخاصرة الرّخوة لأوروبا وحلف الناتو وحديقة خلفية للاتحاد الأوروبي. وتدمير اليمن جعل منهُ دولةً ضعيفةً ومُنقسمةً على نفسها ورغم ما قدمتهُ من دعم كبير لطُوفان الأقصى لكنه يبقى ضعيف بمقارنته بحالتها لو كانت دولة مُتعافية وقوية. تدمير السُّودان جعل البرهان والسّودان في يد الإمارات والسعودية (ومصر) مثل الدُّمية واِتجه في نهاية المطاف للتطبيع مع الكيان الصُّهيوني. تدمير مصر بأحداث 2011 وتهديد سدّ النهضة الأثيوبي للأمن القومي المائي لها جعل مصر دولةً ضعيفةً وغير وازنة وغير محورية، وباتت في يدّ الهيمنة السُّعودية- الإماراتية وأصبحت تَسير في مشرُوع الصّهاينة المُتعلق بغزّة والضّفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ. تدمير سُوريا جعل "نِظام الأسد" في حالة ضعف ويتخذْ حالة الحِياد في حرب الكيان على غزّة ولُبنان بعكس ما كان يحصُل في الماضي. تدمير العراق جعل منهُ بلداً ضعيفاً تُقطِعُ أوصاله الحروب العرقية والمذهبية والتّدخلات العسكرية والسّياسية والاِقتصادية والأمنية والمخابراتية الأجنبية التُركية منها والأمريكية والخليجية والإيرانية ..، وأصبح ساحةً للصِّراع الجيو-سياسي بين الدّول على موارده وعلى النُّفوذ فيه ومنهُ إلى المنطقة العربية. هذه الدُّول العربية الّتي ذكرناها ممن تمَّ تدميرُها وإضعافها يجب أنْ تبعث برسالة بالغة الأهمية للبلاد والنّظر لها من الآن، لأن التّالي قد يكون هي. لذلك أتوقع أنَّ الغرب سيعمل على الضّغط على البلاد سِياسياً وإعلامياً من خلال أذرُعه من معارضة البلاد في الدّاخل والخارج للقبُول بمشروع الغرب في ملف الصّحراء وبعد ذلك للاِعتراف بالكيان والتّطبيع معه، وإذا صمدت البلاد بوجه هذه الضُّغوط سينتقلُون إلى ضغُوط اِقتصادية قاسية عليها (مثل الحصار الاِقتصادي وضرب العملة الوطنية وربما تسليط العقُوبات الاِقتصادية عليها) قد تُؤدي إلى اِنفجار اِجتماعي كبير وسينهُونهُ بحرب على البلاد على شاكلة ما حدث في سُوريا حتّى يدفعوا البلاد إلى حالة من الاِستسلام والرُّكوع لهم وقبُول مُخططاتهم في المنطقة المغاربية وفي المشرق العربي أي التّنازل عن قضية الصّحراء والقبُول بتصفيتها لصالح المغرب والتّنازل عن فلسطين والقُبول بتصفيتها لصالح الكيان. السُّؤال الّذي يطرحُ نفسهُ ههنا: لو اِفترضنا أنَّ البلاد اِستسلمت لهم هل سيترُكُونها لحَالِها وعلى حَالِها الّذي هي عليه الآن أم سيعملُون على تغيير حَالِها لمزيد من الإذلال وإِضعافها أكثر فأكثر؟ (كما حصل لألمانيا –النّازية- الّتي تحدَّت الغرب) بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc