#رسالة_مؤلمة_من_معلّم
اليوم لفت انتباهي وأنا أدرس، تلميذٌ يقوم بفتح علبة شوكولاطة في الخفاء بالعرض البطيء .. و حين أحس أن أحدهم يراقبه أخفى العلبة بين فخذيه .. التفت متوجسا في جميع الاتجاهات وخاصة نحوي وتظاهر بأنه يكتب الدرس.. و حين التقت عيناه بعيني ابتسمت له ورفعت حاجباي وأنا أُتمتم بصوت أقرب إلى الهمس قائلا له: " بصحتك" .. فيما ضحك هو وأحس بالخجل واحمرت وجنتاه ثم وضع يده على وجهه وأنزل رأسه كنوع من الاعتذار لأن من شروط الصف عدم الأكل "وهو يعلم هذا " ..
و برغم من أن القسم فيه قرابة ال 35 تلميذ محشورين كأنهم في علبة سردين, لكنهم لم ينتبهوا للحوار القصير الذي دار بيننا، و لا حتى للتلميذ الذي تشبثت شفتاه بحبة شوكولا بقوة كما يتشبث غريق في عرض البحر بقشه ..
توقفت عن الكتابة ونهضت متجها إليه " وقبل أن أصل بدت عليه ملامح الارتباك ولكنها زالت بعد ابتسامتي له ..
وضعت يدي على كتفه بلطف قائلا " ماشربتش قهوة باين ؟؟
ليرد علي قائلا : " مريض بالسكر أستاذ حسيت هبطلي جبدت ناكل "
دعوت له بالشفاء وشكرتُ نفسي لأنني لم أستعجل ولم أبدا في الصراخ عليه بل أخذت الموقف باللطف واللين ..
موقف كهذا جعلني أعيد حساباتي وتصرفاتي مع التلاميذ ولا أتسرع في الحكم ....
منقولة للإمانة