ما الفرق بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف في الغرب وما الذي يشتركان فيه مع الكرد وجماعة مشروع "تمازغا"؟

[سندباد علي بابا]

الفرق بين اليمين المتطرف الغربي واليسار المتطرف الغربي، أن اليسار يسعى لإلغاء الدين من حياة الإنسان والناس سواء كان دينا مسيحيا أو الإسلام أو غيره.


أما اليمين المتطرف فهو يحمل نزعة صليبية تاريخية وروح صليبية معادية للإسلام تحديدا، هو لا يريد العودة إلى الحياة الكنسية أين كانت تحكم الكنسية ولكن يريد حياة علمانية لا يغيب فيها الدين المسيحي كإيديولوجيا يقاوم بها الأخطار الدينية التي تحدق بهذه العلمانية من ديانات أخرى وتحديدا الإسلام..


يريد البقاء في "منظومة ما لله لله، وما لقيصر لقيصر" ويكون الدين كواجهة ثقافية تحافظ على نمط وشكل المجتمع الغربي ذاك هو المسيحية دون أن تتدخل الكنيسة في السياسة وغيرها من الأمور، بمعنى آخر كما هو الحال اليوم سلطة الفاتيكان التي تسهر على الحفاظ على الشكل الديني [الثقافي] للمجتمع الغربي والسلطة الزمانية [أي سلطات الحكم] التي تتعامل بالقوانين الوضعية.


يعني دين [مسيحية] هاك وهاك.


وكلتا النّزعتين القومية والأممية اليمين واليسار يعاديان بلا شك الإسلام والمسلمين تحديدا.


الأكراد يُعادون الإسلام بدليل دفع أكراد إيران للكردية مهسا أميني التي خلقت جواً مشابها للجو الذي صاحب هلاك البوعزيزي التونسي لتطالب بإلغاء فرض ديني هو إلزامية الحجاب وبقيام الدولة العلمانية التي لا مكان للدين فيها وإلغاء النظام الجمهوري الإسلامي في إيران.


جماعة "الماك" ومن لف لفيفهم هُم أيضا يعادون الإسلام بشراسة وليس الدين بدليل قُبولهم لأن يعتنقوا المسيحية بخاصة أو اليهودية أو حتى الوثنية بعامة ويُطالبون برفع يد السلطات على حملات التبشير الجارية في تلك المنطقة وعموم البلاد.

فهل اليمين يقف خلف الربيع العربي والثورات الملونة في منطقتنا والعالم وما دور اليمين المتطرف اليوم في الموضوع، وهل العلاقة بين اليمين واليسار هو تبادل أدوار فقط؟

قامت الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي بسياسة قضم الفضاء السوفييتي والنفوذ الروسي بعد انهيار هذا الأخير عبر مراحل [شيئاً فشيئاً] منها الحرب على العراق وأحداث الربيع العربي حتى وصل المُخطط إلى أورو ميدان في كييف بأوكرانيا سنة 2014 واعتقدت


الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو أن الأمور تسير في صالحها ووفق المخطط، ورغم أن الأمور تسير على ما يرام ورغم قيام روسيا بخطوة سريعة ومفاجئة فاجأت الجميع بضمها القرم إلى كيان روسيا فإن هذا لم يمنع أبداً الولايات المتحدة وحلف الناتو في


الاستمرار في قضم النفوذ الروسي العسكري والثقافي والاقتصادي واللغوي الذي ورثته روسيا عن الاتحاد السوفييتي في مناطق من العالم فقام الناتو أبو الثورات الملونة بإطلاق موجة ثانية من الربيع العربي في السودان


وفي الجزائر سنة 2019 بعدما تبين للجميع أن الناتو مُستعدٌ للتدخل عسكرياً لإنجاح الثورات الملونة وحماية ثواره كما فعل في أحداث ليبيا واسقاط حُكم معمر القذافي وكان من يقف خلف الدفع بالناتو إلى ليبيا اليمين الأوروبي والغربي فنيكولا ساركوزي يميني.


والروس اليوم يلعبون بمهارة في نقل الاستحواذ على نفوذ الغير [من روسيا إلى أمريكا والناتو ..ليصبح من أمريكا والناتو إلى روسيا] في إفريقيا مثلاً، وباتو يشكلون المتاعب للغرب لإرهاقه وابعاده على الحدود الروسية وقد نجحت روسيا في هذه اللعبة، كما أنها استطاعت


إلى جانب الصين إرباك أمريكا والغرب ودب الرعب في مفاصله، فانتقل الغرب من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع عن نفسه بدليل تشكيله على عجل للأحلاف العسكرية منها "أكوس" وعسكرة أوروبا وشرق آسيا بل عسكرة كل العالم!


بقلم: عابر سبيل