البشر مهما عمروا فإنهم يموتون، يبدأ حياته ضعيفا وينهيها ضعيفا أي من الضعف إلى الضعف، هذه هي شريعة الله عز وجل في خلقه.
هذا حال الملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت اليوم عن عمر يناهز تقريبا قرنا من الزمن (96 سنة) أطول ملوك بريطانيا ملكا وإمتدى ملكها ل70 سنة، حتى ظن البريطانيون أنها من الملوك الخالدون.
حتى إبنها الأمير تشارليز إنتظر 73 سنة من عمره لكي تفسح له والدته الطريق ويتوج ملكا.
إن إليزابيث الثانية ليست فقط ملكة بريطانيا وإنما ملكة ل14 دولة في العالم، ومن يترأس مجموعة الكومنويلث.
إنها ملكة تملك ولا تحكم، ولكن لها تأثير معنوي كبير على صناع القرار والرأي العام بالمملكة المتحدة، وخطاباتها تكتسي أهمية قصوى ومنها تستمد الكثير من الخطط.
كما أن الملكة صمدت في وجه الكثير من العواصف، حتى من المنادين بقبر الملكية في بريطانيا وتغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري.
وعرف عنها أنها تتجنب النساء القويات وتدير ظهرها لهن، تلك هي علاقاتها مع المرأة الحديدية مارقريت تاتشير رئيسة وزراء بريطانيا سابقة، وإنها عندما عصفت بها الرياح فإنها لم تقف إلى جانبها وتركتها لحالها، لأنها لا تتصور أن إمرأة أخرى ببريطانيا يمكن أن تحجب عنها الأضواء.
بقلم الأستاذ محند زكريني