وأقول بحكم مسؤوليتي أن الاخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الامور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا الى المملكة وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين.
اخواننا في الدول العربية الاخرى قبلوا بالوضع وقالوا إنه لا يجب أن يتحركوا من المملكة, استضفناهم وهذا واجب وحسنة بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل ففيهم مدرسون وعمداء, فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات, ولكن للاسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات وأصبحوا ضد المملكة والله تعالى يقول “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” هذا ما نعرفه لكن في حالهم الوضع مختلف على الاقل كان عليهم ألا يؤذوا المملكة اذا كانوا يريدون أن يقولوا شيئا عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم”.
واضاف:”اذكر أن عالماً فذاً هو الشيخ محمد الغزالي, رحمه الله, عمل عندنا ثم توفي ودفن في المدينة المنورة, كتب كتابا قديما تعرض فيه للملك عبدالعزيز – رحمه الله – وعندما جاء وعمل في المملكة في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة, التقيته وقلت له يا فضيلة الشيخ أنت تعرضت للمملكة ولموحدها وأسالك بالله هل ما قلته في كتابك صحيح? قال قسما بالله لا, لكنني لا أستطيع أن أغير ما قلت وأنا في المملكة اذا خرجت منها سأكتب واذكر أن أحد الاخوان البارزين تجنس بالجنسية السعودية وعاش في المملكة 40 سنة لما سئل من مثلك الأعلى قال مثلي الأعلى حسن البنا, كنت أنتظر منه أن يقول مثلي الاعلى محمد عليه الصلاة والسلام أو أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أحد أصحاب رسول الله, ما معنى اختياره لحسن البنا? معناه أن الرجل ما زال ملتزما بأفكار حزب الاخوان المسلمين الذي دمر العالم العربي. أقول لك بصراحة أن الاخوان المسلمين أساؤوا للمملكة كثيرا وسببوا لها مشكلات كثيرة, خذ عندك حسن الترابي لقد عاش في المملكة ودرس في جامعة الملك عبدالعزيز وأنا شخصيا أعتبره صديقي وكان يمر علي دائما وخصوصا عندما عمل في الامارات لا يأتي الى المملكة الا ويزورني وما أن وصل الى السلطة حتى انقلب على المملكة وخصوصيتها وذات مرة أنشأت المملكة مطارا في السودان بعد تسلم الترابي للسلطة حضر وفد سعودي لتسليمه اياه لم يقل شكرا للمملكة على ما فعلت. ماذا أقول لك لقد تحملنا الكثير منهم ولسنا وحدنا الذين تحمل منهم الكثير انهم سبب المشكلات في عالمنا العربي وربما في عالمنا الاسلامي”.
وقال: “عندما حصل غزو العراق للكويت جاءنا علماء كثيرون على رأسهم عبدالرحمن خليفة ومعهم الغنوشي ومعهم الترابي والزنداني ومعهم اربكان وآخرون, أول ما وصلوا اجتمعوا بالملك وبولي العهد وقلنا لهم هل تقبلون بغزو دولة لدولة? هل الكويت تهدد العراق? قالوا والله نحن اتينا فقط لنسمع ونأخذ الآراء بعد ذلك وصلوا العراق ونفاجأ بهم يصدرون بيانا يؤيد الغزو العراقي للكويت, هل هذا ما يجب فعله وهل هذا الموقف يرتضي به العقل? ما هو مبرر أن دولة تغزو دولة أخرى وتطرد شعبها من أرضه وبلده وتحاول قتل شرعيته? بعد أن تولى أربكان الوزارة في تركيا جاءنا مرة ثانية قلت له يا دولة الرئيس المفروض أن تؤيدوا الكويت وتنصحوا صدام بالانسحاب وكان ذلك قبل وقوع الحرب, واعتقد أن أشياء كثيرة مثل هذه قد مرت عليكم في الكويت وأنا ما أزال آمل من الله سبحانه وتعالى أن يعود الاخوان المسلمون عن خطئهم لانه لا معنى أن أكون في السلطة وأتعامل بهذا الشكل أي أتعامل بما لا يجوز, خذ التكفير والهجرة من لا يأتي معهم يقولون هذا كافر طلقوه من زوجته, ان من يطلب الوصول الى القيادة السياسية يطلبها طبعا بالطريق المشروع وليس بالقتل والتدمير وارهاب الناس وذبحهم كالخراف هذا لا يرضي الله ولا رسوله”.