![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته س : ما تفسيـر قـول الحق تبارك وتعـالى في سـورة الرعـد : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ؟ ج : الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة ، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والجدب والقحط ، والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقا قال سبحانه : (وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) وقد يمهلهم سبحانه ويملي لهم ويستدرجهم لعلهم يرجعون ثم يؤخذون على غرة كما قال سبحانه : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) يعني آيسون من كل خير ، نعوذ بالله من عذاب الله ونقمته وقد يؤجلون إلى يوم القيامة فيكون عذابهم أشد كما قال سبحانه : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) والمعنى أنهم يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت ، فيكون ذلك أعظم في العقوبة وأشد نقمة . وقد يكونون في شر وبلاء ومعاصي ثم يتوبون إلى الله ويرجعون إليه ويندمون ويستقيمون على الطاعة فيغير الله ما بهم من بؤس وفرقة ومن شدة وفقر إلى رخاء ونعمة واجتماع كلمة وصلاح حال بأسباب أعمالهم الطيبة وتوبتهم إلى الله سبحانه وتعالى وقد جاء في الآية الأخرى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فهذه الآية تبين لنا أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي غير عليهم - ولا حول ولا قوة إلا بالله - وقد يمهلون كما تقدم والعكس كذلك إذا كانوا في سوء ومعاص ، أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله غيَّر الله حالهم من الحالة السيئة إلى الحالة الحسنة ، غير تفرقهم إلى اجتماع ووئام ، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء وغير حالهم من جدب وقحط وقلة مياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث ونبات الأرض وغير ذلك من أنواع الخير . من برنامج نور على الدرب الشريط الثالث عشر. للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() من أولويات تغير قوم ما هو اختيار قائد يقودهم للخير و لهذا بعث الله الرسل إذا أراد بقوم ليخرجهم من الظلمات إلى النور بل التاريخ يثبت أن الأديان الذي بقيت و لم تندثر هي الأديان التي تبناها حاكم أو جولة و دافعت عنه فاليهودية بقيت لان الله ارسل رسل واحد تلو الآخر بل جعل لهم دولة عظيمة في عهد سليمان و المسيحية كادت تندثر لولا دخول حاكم الرماني قسطنطين للمسيحية و اعتبارها دين الدولة و دافع عنها و نشرها و الإسلام كذلك و البوذية كذاب القرآن و السنة و التاريخ تثبت أن وجود قائد يطبق الإسلام و يدافع عنه هو أفضل طريقة للتغيير و تعريف الحاكم الفاجر كما هو في توقيعي خير دليل على حتمية العمل على ايجاد هذا الحاكم الذي يحكم الشرع و يدافع عنه
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
الله سبحانه وتعالى يقول :
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() شكرا اخي فتحون آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-02-17 في 07:38.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() ما شاء الله بارك الله لك تكلمت فأوجزت وأوضحت |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() بارك الله فيك ...... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||
|
![]() اقتباس:
من أولويات تغير قوم ما هو اختيار قائد يقودهم للخير و لهذا بعث الله الرسل إذا أراد بقوم ليخرجهم من الظلمات إلى النور بل التاريخ يثبت أن الأديان الذي بقيت و لم تندثر هي الأديان التي تبناها حاكم أو جولة و دافعت عنه فاليهودية بقيت لان الله ارسل رسل واحد تلو الآخر بل جعل لهم دولة عظيمة في عهد سليمان و المسيحية كادت تندثر لولا دخول حاكم الرماني قسطنطين للمسيحية و اعتبارها دين الدولة و دافع عنها و نشرها و الإسلام كذلك و البوذية كذاب القرآن و السنة و التاريخ تثبت أن وجود قائد يطبق الإسلام و يدافع عنه هو أفضل طريقة للتغيير و تعريف الحاكم الفاجر كما هو في توقيعي خير دليل على حتمية العمل على ايجاد هذا الحاكم الذي يحكم الشرع و يدافع عنه
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() بسم الله الرّحمن الرّحيم اقتباس:
عندما بعث الله موسى عليه السلام إلى فرعون ، قال له ولأخيه هارون : ( فقولا له قولاً ليّنًا لعلّه يتذكّر أو يخشى ) ... هذه أوّل مرحلة قام بها موسى عليه السلام ، وهي دعوة بالّتي هي أحسن لفرعون الذي ادّعى الرّبوبيّة قائلاً : أنا ربّكم الأعلى . وعندما تعنّت وطغى ، خرج موسى عليه السلام ومن تبعه من ذلك المكان ولم يأمر أحدًا أن يخرج على فرعون ويعلم ضعف الذين كانوا معه ، إذ كانوا آنذاك مستضعفين ، فكان عقابه من الله سبحانه أن أغرقه في اليم جزاءً وفاقا . ونوح عليه السلام دعا قومه ألف سنة إلاّ خمسين إلى توحيد الله ، انظر المدّة الذي مكث فيها يدعو إلى توحيد الله ولم ينظر لا إلى حاكم ولا إلى شيء من السياسة . ومحمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعث إلى ملوك عصره بالدّخول إلى الإسلام حتى أرسى قواعد الدولة الإسلامية على توحيد الله في كلّ الحياة . ومحمّد نبيّنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، كانوا يحملون أعلى القيم الإسلامية والذين تبعوهم كذلك . فهل نحن حكّامًا ومحكومين ، نحمل مثل عقيدتهم وأخلاقهم ،؟ فلماذا نركّز على أخطاء الحكّام ونتجاهل ونغضّ البصر على المحكومين ، فهل الحاكم يدخل بيت فرد من أفراد الشعب فيطّلع على ما أسرّه من قبائح الذنوب؟ إنّ المصائب والمحن التي تلحق المسلمين الآن بسبب الذّنوب والمعاصي ، ولانأوّل الآية على ما جاءت به :" إنّ الله لايغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا مابأنفسهم " بحسب أهوائنا وتوجّهاتنا . فالذنوب والمعاصي تظهر عقوباتها من ربّ العالمين بفياضانات ومحق النعمة وظهور الأسقام وجور الحكّام وغيرها لعلّ العاصي يرجع إلى ربّه ويتوب . ( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ) . قال تعالى" ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها (7)قد أفلح من زكّاها وقد خاب مَن دسّاها (8)" وقال تعالى: " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ "[الروم:41] ، لم يقل بما كسبت أيدي الحكام وإنّما بسبب فساد الكلّ حكّامًا ومحكومين . فإذا كان الفساد في الحاكم والمحكوم ، من أين نبدأ الإصلاح ؟ وكيف يتمّ ؟ إنّ إصلاح المجتمعات هو كالبناء للعمارات يبدأ من الأسفل إلى الأعلى وليس من الأعلى إلى الأسفل ...من الأساس إلى السّقف بدعائم صلبة يتمّ البناء الصّالح . ومن الفرد إلى الأسرة بمنهجية شرعية صحيحة يتمّ بناء المجتمعات ، فيخرج منهم الحاكم الصّالح بتسلسل منطقي سليم ، لأنّ الحاكم قبل كلّ شيء هو ابن المجتمع ، وينتمي إليه ومن عائلة الأسر المنتمية إلى ذلك المجتمع ، فمتى صلح الفرد ، قام بإصلاح مَن هم حوله ، فيتمّ تدريجيًا وبنظام إصلاح الأسر ، وكذلك المجتمعات . فإذا كان هناك أغلب أفراد وأسر مجتمع معيّن يحملون توجّهات غير التي يحملها الحاكم الذي تزعمون أن يكون صالحًا ، فهل يستطيع بالقمع أن يغيّر سلوكاتهم ، أم أنّ الدّعوة إلى الأسلوب المثالي في تغيير النّاس من الأسوء إلى الأحسن ، وهذا الأسلوب يتطلّب الرويّة والإتّزان وتمهّل والصّبر في اتّخاذ قرارات حاسمة ، إمّا تبني مجتمعات أو تهدّمها . فالدّعوة إلى الله لم يكن أوّل شيء يركّز فيها هو تغيير الحكّام ...والخروج بمطالب لم يكن أساسها ديني ولاإسلامي بل المظاهرات التي أقامها أصحابها في الدول الإسلامية كانت لأجل مصالح دنيويّة ثمّ بزعمهم ، تحوّلت إلى طلب إرساء دولة إسلامية ، والعقائد المختلفة في صفوف المتظاهرين تتضارب بينها أيّها منها تفوز وتصل إلى سدّة الحكم . قال تعالى: " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ " كلام نفيس لللشيخ ابن القيم الجوزية رحمه الله . أسباب ظهور الفساد في البر والبحر ذكر ابن القيم رحمه الله الكمأة وما أنزل الله فيها من الفوائد وما تُسبب بعد ذلك من الضرر، فقال: فإن قلت: فإذا كان هذا شأنَ الكمأة، فما بالُ هذا الضرر فيها، ومن أين أتاها ذلك ؟ فاعلم أنَّ اللهَ سبحانه أتقن كُلَّ شيء صنعه، وأحسن كُلَّ شيء خلقه، فهو عند مبدأ خلقه بريءٌ من الآفات والعلل، تامُّ المنفعة لما هُيّء وخُلِقَ له، وإنما تعرِضُ له الآفاتُ بعد ذلك بأُمور أُخَر من مجاورة، أو امتزاج واختلاط، أو أسباب أُخَر تقتضى فسادَه، فلو تُرِكَ على خِلقته الأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به، لم يفسد. ومَنْ له معرفة بأحوال العالَم ومبدئه يعرِف أنَّ ، جميع الفساد في جَوِّه ونباته وحيوانه وأحوالِ أهله، حادثٌ بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثَه، ولم تزل أعمالُ بنى آدَم ومخالفتُهم للرُّسُل تُحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين، والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها،v وسلب منافعها، أو نقصانها أُموراً متتابعة يتلو بعضُهَا بعضاً. فإن لم يَتَّسِعْ علمك لهذا فاكتفِ بقوله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم:41]، ونَزِّل هذه الآية على أحوالِ العالَم، وطابِقْ بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفاتُ والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدُث من تلك الآفات آفاتٌ أُخَرُ متلازمة، بعضُها آخذ برقاب بعض، وكُلَّما أحدث الناسُ ظلماً وفجوراً، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصُورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم. ولقد كانت الحبوب من الحِنطة وغيرها أكبرَ مما هي اليوم، كما كانت البركةُ فيها أعظمَ. وقد روى الإمام أحمد بإسناده: أنه وجد في خزائن بعض بنى أميةَ صرة فيها حِنطةٌ أمثال نوى التمر مكتوبٌ عليها: هذا كان ينبُت أيامَ العدل.(*) وهذه القصة، ذكرها في "مسنده" على أثر حديث رواه وأكثرُ هذه الأمراض والآفات العامة بقيةُ عذاب عُذِّبتْ به الأُممُ السالفة، ثم بقيت منها بقية مُرصَدَةٌ لمن بقيت عليه بقيةٌ من أعمالهم، حكماً قسطاً، وقضاءً عدلاً، وقد أشار النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هذا بقوله في الطاعون: «إنَّه بقيةُ رجز أو عذاب أُرسِلَ على بنى إسرائيلَ» [رواه البخاري]. وكذلك سلَّط اللهُ سبحانه وتعالى الريحَ على قومٍ سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيام، ثم أبقَى في العالَم منها بقيةً في تلك الأيام، وفى نظيرها عِظةً وعِبرة. وقد جعل اللهُ سبحانه أعمال البَرِّ والفاجر مقتضياتٍ لآثارها في هذا العالَم اقتضاءً لا بد منه، فجعل منعَ الإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغَيْث من السماء، والقحطِ والجَدْبِ، وجعَلَ ظلمَ المساكين، والبخسَ في المكاييل والموازين، وتعدِّى القَوِّىُّ على الضعيف سبباً لجَوْر الملوك والولاة الذين لا يَرحمون إن اسْتُرْحِموا، ولا يَعْطِفُون إن استُعطِفُوا، وهم في الحقيقة أعمالُ الرعايا ظهرت في صور وُلاتهم، فإنَّ اللهَ سبحانه بحكمته وعدله يُظهِرُ للناس أعمالَهم في قوالِب وصورٍ تناسبها، فتارةً بقحط وجدب، وتارة بعدوٍّ، وتارةً بِوُلاَّة جائرين، وتارةً بأمراضٍ عامة، وتارةً بهُموم وآلام وغموم تحضُرها نفوسُهم لا ينفكُّونَ عنها، وتارةً بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارةً بتسليط الشياطين عليهم تَؤُزُّهم إلى أسباب العذاب أزَّاً، لِتَحِقَّ عليهم الكلمة، وليصيرَ كل منهم إلى ما خُلِقَ له. والعاقل يُسَيِّر بصيرته بين أقطار العالَم، فيُشاهدُه، وينظر مواقعَ عدل الله وحكمته، وحينئذ يَتَبيَّنُ له أنَّ الرُّسُلَ وأتباعَهُم خاصةً على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البَوار صائرون، واللهُ بالغُ أمرِه، لا مُعَقِّبَ لحكمه، ولا رادَ لأمره .. وبالله التوفيق __________________ (*) وقال في الجواب الكافي: وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء أنّهم كانوا يعهدون الثمار أكبر ممّا هي الآن، وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها، وإنما حدثت من قرب. وأما تأثير الذنوب في الصور والخلق، فقد روى الترمذي في جامعه عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «خلق الله آدم وطوله في السماء ستون ذراعا ، ولم يزل الخلق ينقص حتى الآن» . فإذا أراد الله أن يطهّر الأرض من الظلمة والخونة والفجرة، يخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا، ويقتل المسيح اليهود والنصارى، ويقيم الدّين الذي بعث الله به رسوله، وتخرج الأرض بركاتها، وتعود كما كانت، حتى إن العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها، ويكون العنقود من العنب وقر بعير، ولبن اللقحة الواحدة لتكفي الفئام من الناس، وهذه لأنّ الأرض لمّا طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من الله تعالى التي محقتها الذنوب والكفر، ولا ريب أن العقوبات التي أنزلها الله في الأرض بقيت آثارها سارية في الأرض تطلب ما يشاكلها من الذنوب التي هي آثار تلك الجرائم التي عذبت بها الأمم، فهذه الآثار في الأرض من آثار تلك العقوبات، كما أن هذه المعاصي من آثار تلك الجرائم ، فتناسبت كلمة الله وحكمه الكوني أولا وآخرا ، وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الجناية، والأخف للأخف، وهكذا يحكم سبحانه بين خلقه في دار البرزخ ودار الجزاء . وتأمّل مقارنة الشيطان ومحلّه وداره، فإنّه لمّا قارن العبد واستولى عليه نزعت البركة من عمره، وعمله، وقوله، ورزقه، ولما أثرت طاعته في الأرض ما أثرت، ونزعت البركة من كل محل ظهرت فيه طاعته، وكذلك مسكنه لما كان الجحيم لم يكن هناك شيء من الروح والرحمة والبركة . المصدر: من كتاب زاد المعاد ( 4 / 362 ) / وكتاب الجواب الكافي ص 65 جزى الله أخانا اباراشد خيرًا . وقال الإمام في أبيات في الجواب الكافي: إذا كنتَ في نعمةِ فارعاها***فإنّ الذّنوب تزيــــلُ النِّعَم وحُطها بطاعة ربّ العباد***فربّ العبادِ ســـريع النّـقم وإيّـاك والظّـلم مااستطعتَ***فظلمُ العباد شديدُ الوخــم أسأل الله أن يسدّد أقوالنا وأن يصلح أعمالنا وأن يحسن خواتمنا . وصلّ اللّهمّ وسلّم على نبيّك محمّد وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه إلى يوم الدّين ، والحمدلله ربّ العالمين . وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنتَ أستغفرك وأتوب إليك . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() بسم الله الرّحمن الرّحيم شرح قوله (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم) والقضاء والقدر الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] تتساءل أختنا عن هذه الآية فتقول: مع أن الله هو الذي خلق الأنفس وهو الذي يتحكم بتغييرها، فكيف يستطيع القوم أن يغيروا ما بأنفسهم، ويغيروا ما كُتب عليهم؟ أرجو من سماحة الشيخ عبد العزيز أن يتفضل بالشرح الوافي حول هذا الموضوع جزاكم الله خيراً. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالله سبحانه وتعالى هو مدبر الأمور وهو مصرف العباد كما يشاء سبحانه وتعالى، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة وهو سبحانه قد شرع لعباده الأسباب التي تقربهم منه وتسبب رحمته وإحسانه عليهم، ونهاهم عن الأسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه وحلول العقوبات فيهم، وما ذلك هم بهذا لا يخرجون عن قدره، هم بغير الأسباب التي شرعها لهم والتي نهاهم عنها، هم لا يخرجون بهذا عن قدره سبحانه وتعالى، فالله أعطاهم عقولاً، أعطاهم أدوات، وأعطاهم أسباباً يستطيعون بها أن يتحكموا فيما يريدون من جلب خير أو دفع شر، وهم بهذا لا يخرجون عن مشيئته كما قال سبحانه وتعالى: لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء رب العالمين، وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن هذا، قالوا له: يا رسول الله، إذا كان ما نفعله قد كتب علينا، وفرغ منه فلم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسروا لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)، فهكذا قوله جل وعلا: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (وإذا أراد الله بقوم سوءً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال)، فأمره نافذ سبحانه وتعالى، لكنه جل وعلا يغيّر ما بالناس إذا غيّروا، فإذا كانوا على طاعة واستقامة ثم غيروا إلى المعاصي غير الله حالهم من الطمأنينة والسعادة واليسر والرخاء إلى ضد ذلك بسبب معاصيهم وذنوبهم، وقد يملي لهم سبحانه وقد يتركهم على حالهم استدراجاً ثم يأخذهم على غرة ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال الله عز وجل: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)، قال سبحانه: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)، فالواجب الحذر، فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يلزم الحق، وأن يستقيم عليه وألا يحيد عنه إلى الباطل فإنه متى حاد عنه إلى الباطل فقد تعرض لغضب الله، أن يغير قلبه وأن يغير ما به من نعمة إلى جدب وقحط وفقر وحاجة وهكذا بعد الصحة إلى المرض، وهكذا بعد الأمن إلى خوف إلى غير ذلك، بأسباب الذنوب والمعاصي، و هكذا العكس إذا كانوا في معاصي وشرور وانحراف ثم توجهوا إلى الحق وتابوا إلى الله ورجعوا إليه واستقاموا على دينه، فإن الله يغير ما بهم سبحانه من الخوف والفقر، والاختلاف والتشاحن إلى أمن وعافية واستقامة وإلى رخاء وإلى محبة وإلى تعاون وإلى تقارب فضلاً منه وإحساناً سبحانه وتعالى، ومن هذه قوله تعالى: (ذلك بأن لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فالعبد عنده أسباب، عنده عمل، عنده إرادة، عنده مشيئة، ولكنه بذلك لا يخرج عن قدر الله سبحانه وتعالى، فالواجب عليه أن يستعمل ما استطاع من طاعة الله ورسوله، وأن يستقيم على ما أمره ربه وأن يحذر ما نهى الله عنه وأن يسأل ربه العون و التوفيق فالله سبحانه وتعالى هو المتفضل وهو الموفق وهو الهادي جل وعلا، وله الفضل وله النعمة وله الإحسان سبحانه وتعالى، بيده توفيق العباد وبيده هدايتهم وبيده إضلالهم فيهدي من يشاء ويضل من يشاء، سبحانه وتعالى. -لعل الموضوع يحتاج إلى إعادة ملخصه شيخ عبد العزيز؟ -الحاصل أن العبد له أسباب، العبد عنده أسبابه والله أعطاه أدوات وعقلاً يعرف به الضار والنافع والخير والشر، فإن استعمل عقله وأسبابه في الخير جازاه الله على ذلك بالخير العظيم وأدر عليه نعمه، وجعله في نعمة وعافية بعد ما كان في سوء وشر في معاصيه الأولى، فإذا تاب إلى الله وأناب واستقام فالله جل وعلا من جوده وكرمه يغير حاله السيئة إلى حالة حسنة، وهكذا العكس إذا كان العبد على طاعة واستقامة وهدى ثم انحرف وحاد عن الطريق واتبع الهوى والشيطان فالله سبحانه قد يعجل له العقوبة، وقد يغير عليه وقد يمهله سبحانه وتعالى ، فينبغي أن يحذر وينبغي ألا يغتر بإمهال الله تعالى له سبحانه وتعالى. -شيخ عبد العزيز، الكثير يخوضون في موضوع القضاء والقدر لعل لكم توجيه؟ -هذا باب خاضه الأولون أيضاً وغلط فيه من غلط، فالواجب على كل مؤمن وكل مؤمنة التسليم لله والإيمان بقدره سبحانه، والحرص على الأخذ بالأسباب النافعة والطيبة والبعد عن الأسباب الضارة، كما علم الله عباده وكما جعل لهم قدرة على ذلك، بما أعطاهم من العقول والأدوات التي يستعينوا بها على طاعته وترك معصيته سبحانه وتعالى. -إذن لا تنصحون بالخوض في هذا الباب؟ -لا ننصح ولا ينبغي عدم الخوض في هذا الباب، والإيمان بأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه الخلاق العظيم القادر على كل شيء، وأن جميع الموجودات كلها بخلقه وتكوينه سبحانه وتعالى، وأن الله سبحانه أعطى العبد عقلاً وتصرفاً وأسباباً وقدرة على الخير والشر، كما يأكل ويشرب ويلبس وينكح ويسافر ويقيم وينام ويقوم إلى غير ذلك، كذلك يطيع ويعصي. -هل هناك من شيء شيخ عبد العزيز تخشونها على الخائضين في القضاء والقدر؟ -نخشى عليهم أن يحتجوا بالقدر، أو ينكروه؛ لأن قوماً خاضوا فيه فأنكروه، كالقدرية النفاة، قالوا لا قدر، وزعموا أنه يخلقون أفعالهم وأن الله ما قدّر عليهم الطاعة ولا قدر عليهم المعصية، وقوم قالوا: بل تفضل الله بالطاعة ولكن ما قدر المعصية، فوقعوا في الباطل أيضاً، وقوم خاضوا في القدر فقالوا: إنا مجبورون وقالوا إنهم ما عليهم شيء عصوا أو أطاعوا لا شيء عليهم لأنهم مجبورون ولا قدرة لهم، فضلوا وأضلوا، نسأل الله العافية. -من هم مجوس هذه الأمة شيخ عبد العزيز؟ -هم القدرية النفاة، الذين نفوا القدر وقالوا الأمر أنف، فإن المجوس يقولون أن للعباد إلهين، النور والظلمة، فيقولون النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر، فشابههم نفاة القدر حيث جعلوا لله شريكاً في أفعالهم أنهم يخلقون أفعالهم نسأل الله العافية. -إذن القول الفصل في هذا ألا يخوض المسلمون في باب القضاء والقدر؟ -نعم، يؤمنون بالقدر ولا يخوضوا في ذلك خوض المبتدعة، بل يؤمنون بذلك ويسلمون لذلك، ويعلمون أن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وأن العبد له مشيئة وله إرادة وله اختيار، لكنهم لا يخوضون في ذلك عما قدره الله سبحانه وتعالى. https://www.binbaz.org.sa/audio/noor/054301.mp3 https://www.binbaz.org.sa/mat/9095 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
أما التغيير الناس من الشر الخير فاول منزلة من التغيير هو اتخاذ دليل نحو الهدى لهذا بعث الله الرسل كقادة للناس نحو الخير و لهذا قال ابن تيمية صنفان إذا صلحا صلح الناس و إذا فسدا فسد الناس : الأمراء و العلماء |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() شكرا اخي فتحون |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() بارك الله فييييييييييييك |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(إِنَّ, اللَّهُ, الحق, تبارك, تفسيـر, بِأَنْفُسِهِمْ), بِقَوْمٍ, حَتَّى, يُغَيِّرُ, يُغَيِّرُوا, وتعـالى, قـوم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc