~|| خليفة رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _||~
حين تتطلع حياتنا الانسانية إلى أساتذة تتلقى عنهم و من سيرتهم فن الإيمان ،، فإنها واجدة على راس تلك القلة النادرة الباهرة ، رجل الاسلام الكبير ,,," أبا بكر الصديق "
و لقد عشنا لحظات مع إيمانه , فلنر مع الصفحات المقبلة من موضوعنا هذا ، كيف حمل هذا المؤمن مسؤوليات ذلك الايمان و كيف وهب حياته لتبعاته في تواضع مطلق و في سمو بعيد ,,,,,
كان موقف الصديق يوم وفاة الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ بمثابة البوصلة التي حددت اتجاه التاريخ نحو الرجل الي سيملآ الفراغ الكبير الذي تركه الرسول برحيله ,,,
ففي مرض الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ اختار أبا بكر ليصلي بالناس فقال : مروا أبا بكر فليصلي بالناس ,, ، و حين راجعته عائشة _ رضي الله عنها _ قائلة : إن أبا بكر رجل رقيق القلب و إنه إذا قام مقامك غلبه البطاء فمر عمر فليصل بالناس , و حين روجع النبي صلى الله عليه و سلم غضب و قالها مرتين : مروا أبا بكر فليصل بالناس, و امتثل أبو بكر لأمر رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ و هو لا يدري أو لعله كان يدري أنه في تلك اللحظات إنما يتسلم الراية من رسول الله _ عليه الصلاة و السلام _ و يحملها من بعده ,
و في يوم من الأيام و بعد أن صلى أبو بكر بالمسلمين ، عاد الرسول في حجرته و استأذنه في أن يغيب عنه بعض الوقت و ذهب إلى داره في أقصى المدينة , و بينما هو يتهيأ للعودة لرسول الله و بينما هو يقترب من المسجد حتى راآ الفاجعة الكبرى ، لقد فقد المسلمون صوابهم !! حتى ابن الخطاب القوي الراسخ وقف بين الناس شاهرا سيفه صائحا : إن رجالا من المنافقين يزعمن أن رسول الله مات و إنه و الله ما مات و لكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ,,
تلك كانت حال عمر فكيف كانت حال سواه ؟؟ كان مت الرسول _صلى الله عليه و سلم _ فاجعة على كل المسلمين على الرغم من سابق مرضه , كأنهم ما تصوروا أبدا أن يقولوا يوما : مات الرسول ,,,! و دخل أبو بكر على الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ و هو مسجى في ناحية بيته و كشف عن وجهه ثم قبله و قال : بأبي و أمي أنت يا رسول الله طبت حيا و ميتا ,,,,,
ثم رد الثوب على وجه الرسول _ عليه الصلاة و السلام _ و أقبل الناس ليستمعوا إلى ما يقوله الصديق :
_ (أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) ثم تلا عليهم قوله تعالى ||وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين||
فو الله لكأن الناس يسمعون هه الأية لأول مرة ، أما عمر فقد وقع على الأرض حين علم من كلمات أبي بكر أنه الموت حقـا
و اجتمع نفر من كبير من الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة و علم أبو بكر فذهب للسقيفة رفقة عمر و أبو عبيدة ليكف الفتنة أولا و ليكبح جماح الطائفية ثانيا
و بدأ الصديق يدلي برأيه فيمن يرشح للخلافة فرفع يد الرجل الذي أعز الله به الاسلام عمر بن الخطاب فارتعدت يده كأنما سقطت عليه جمرة ملتهبة و رفع الصديق يد أمين الأمة أبي عبيدة فغض عينيه الباكيتين في حياء شديد
و تقدم عمر و بسط يمينه مبايعا أبا بكر و ازدحم معه الأنصار على البيعة كأنما دعاهم من السماء داع ,,,
~ و اجتاز المسلمون في سلام عظيم أقسى تجربة ، و أكرمهم الله بخليفة رسول الله _صلى الله عليه و سلم _ أبا بكر الصديق ~ ، و غربت مع شمس ذلكـ اليوم كل الخلافات فإن العظائم كفؤها العظماء ,,,