أساس بدعة الخوارج - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أساس بدعة الخوارج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-10-09, 14:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
didou90
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية didou90
 

 

 
إحصائية العضو










B18 أساس بدعة الخوارج

أساس بدعة الخوارج :
جاء في الأحاديث السابقة - وغيرها - الإشارة إلى اجتهاد الخوارج في العبادة من صلاة ، وصيام ، وتلاوة قرآن وما إلى ذلك من إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكذلك جاء التحذير الشديد منهم في الأحاديث وعلى لسان الصحابة - كما سبق من وصف ابن عمر لهم بأنهم شرار الخلق ، وذلك أن أساس بدعتهم كما يقول الآجري - أنهم " قوم يتأولون القرآن على ما يهون ، ويموهون على المسلمين " . فمذهبهم قام على الغلو والتشدد في فهم الدين .
فهم كانوا جهالاً فارقوا السنة والجماعة يتأولون القرآن على غير المراد منه ، ويستبدون برأيهم ، ويتنطعون في الزهد والخشوع ، ووصفهم ابن عباس عند ذهابه لمناظرتهم فقال : " فأتيت فدخلت
(الجزء رقم : 83، الصفحة رقم: 153)
على قوم لم أر أشد اجتهادًا منهم ، أيديهم كأنها ثفن الإبل ، ووجوههم معلمة من آثار السجود ) .
وكان لعسكرهم مثل دوي النحل من قراءة القرآن ، وفيهم أصحاب البرانس الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة .
فالخوارج كان فيهم غلو في الديانة وتشديد في غير موضع التشديد ، وتنطع في العبادة بحمل النفس على ما لم يأذن فيه الشرع مع وصف الشارع الشريعة بأنها سهلة سمحة ، ومع أنه ندب إلى الشدة مع الكفار وإلى الرأفة بالمؤمنين فعكس ذلك الخوارج .
ولما ذكر لابن عباس الخوارج وما يلقون عند قراءة القرآن ، قال : يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه .
وكان علي يقول وهو يمشي بين القتلى منهم : بؤسًا لكم ، لقد ضركم من غركم . فقال أصحابه : يا أمير المؤمنين : ومن غرهم ؟ قال : الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، غرتهم بالأماني ، وزينت لهم المعاصي ، ونبأتهم أنهم ظاهرون .
(الجزء رقم : 83، الصفحة رقم: 154)
وكان عبد الله بن وهب الراسبي - أحد أمراء الخوارج - قد قحلت مواضع السجود منه من شدة اجتهاده وكثرة السجود .
فلا يُنازع في أن الخوارج كان لهم من الصلاة والصيام والقراءة والعبادة والزهادة ما لم يكن لعموم الصحابة ، ولكن ضلالهم كان في اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل ، وأنهم ضالون ، وأنهم هم - أي الخوارج - أعلم من علي بن أبي طالب وسائر الصحابة الذين عاصروا التنزيل فهم أعلى بالتأويل منهم ، وهذا ما ذكره ابن عباس لهم عندما ذهب لمناظرتهم فقال : أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ، ومن عند صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليهم نزل القرآن ، وهم أعلم بتأويله منكم .
فالخوارج لم يتحملوا ما فعله أميرا المؤمنين عثمان وعلي رضي الله عنهما من أنواع التأويل فجعلوا - كما يقول ابن تيمية : " موارد الاجتهاد بل الحسنات ذنوبًا ، وجعلوا الذنوب كفرًا ، ولهذا لم يخرجوا في زمن أبي بكر وعمر لانتفاء تلك التأويلات وضعفهم " .
ولا غرو في أن ينكر الخوارج على الصحابة رضوان الله عليهم
(الجزء رقم : 83، الصفحة رقم: 155)
وعلى علي رضي الله عنه ما فعله من قصد المصلحة من التحكيم ومحو اسمه وما تركه من سبي نساء المؤمنين وصبيانهم ، فقد أنكر أولهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إعطاء المؤلفة قلوبهم مع ما فيه من المصلحة ، وهذا إنما ينكره ذوو الدين الفاسد الذي لا يصلح به دنيا ولا آخرة ، فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقال : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد أي قتلاً عامًا مستأصلاً ، وأخبر أنهم شر الخلق والخليقة .
قال الآجري : " فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلاً كان الإمام أو جائرًا ، فخرج وجمع جماعة ، وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم ، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج " .
ويجدر هنا التأكيد على أن حسن النية ، وسلامة القصد بمجردها لا تكفي ، فالخوارج ضلوا من حيث أرادوا الخير . وهذا يذكرنا بقول ابن مسعود - رضي الله عنه - لما رأى قومًا في المسجد ينتظرون الصلاة معهم حصى وفيهم رجل يقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، ثم يقول :
(الجزء رقم : 83، الصفحة رقم: 156)
هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ثم يقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، فعاتبهم فاعتذروا بأنهم إنما أرادوا الخير ، فقال لهم : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم .
فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحِلَقِ يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج


من مجلة البحوث الاسلامية لهيئة كبار العلماء









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أساس, الجوارح, بيعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc