الإخوان المسلمون و العقيدة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإخوان المسلمون و العقيدة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-29, 20:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
موسى عمران
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الإخوان المسلمون و العقيدة

هل الإخوان المسلمون أشاعرة ؟









 


قديم 2013-11-07, 19:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
كريستيان
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تقصد الحزب السياسي المصري

لا










قديم 2013-11-07, 20:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
K13
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاخوان حزب قومي اسلامي
الاخوان المسلمون ينتمون الى طائفة المسلمين والجماعة










قديم 2013-11-07, 21:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
غانم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسى عمران مشاهدة المشاركة
هل الإخوان المسلمون أشاعرة ؟

الإخوان إذا تعلق الأمر بالدين تجد فيهم كل الطوائف لابل يضمون حتى الشيعة و اليهود و النصارى . وإذا أردت التفصيل سأوضح لك ذلك .
لكن إذا تعلق الأمر بالحكم فالكل كافر إلا الإخوان .









قديم 2013-11-08, 00:08   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
كريستيان
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غانم الجزائري مشاهدة المشاركة
الإخوان إذا تعلق الأمر بالدين تجد فيهم كل الطوائف لابل يضمون حتى الشيعة و اليهود و النصارى . وإذا أردت التفصيل سأوضح لك ذلك .
لكن إذا تعلق الأمر بالحكم فالكل كافر إلا الإخوان .
طيب وضح يا مفتي زمانك









قديم 2013-11-08, 11:23   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الألباني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

و عليكم السلام، اليك جواب سؤالك من مصادر الإخوان انفسهم، و سأنقل لك ما ورد في الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الاخوان المسلمين:

الإخوان والمنهج الأشعري

الإخوان جزء من نسيج الأمة الإسلامية لا تشذ الجماعة عن معتقدات الأمة وثوابتها ، وقد عَرفت الأمة فرقا شتى ومذاهب كثيرة ، فقهية وعقدية وكلامية وفلسفية وما أشبه . وقد ميز الله أمة محمد صلي الله عليه وسلم بأنها لا تجتمع علي ضلالة ولذلك ففي الحديث "عليكم بالسواد الأعظم ومن شذ شذ إلي النار" ، وقامت هذه الأمة بغربلة هذه المذاهب وبتنقيحها وباختيار الأصوب منها وطرح ما سواها ، فبقي المقدس الذي تلقته الأمة بالقبول ، وكان من المذاهب العقدية التي تلقتها الأمة بالقبول المذهب الأشعري الذي سار عليه سلف الأمة من العلماء والمحدثين ، والفقهاء والمفسرين ، وتلقته الأمة جيلا بعد جيل بالتلقين والتعلم ، والتأمل فيه وإمعان النظر ، حتى نكاد أن نقول بأن الأمة قاطبة اعتنقت ذلك المذهب العقدي وسارت عليه إلا من شذ من الفرق المارقة أو من علماء الحديث الحنابلة المجتهدين الذين خالفوا الأشاعرة في بعض المسائل ، وهي خلافات ثانوية ولذلك فالبغدادي في الفرق بين الفرق جعل الأشاعرة والماتريدية والحنابلة المكون الرئيسي لأهل السنة .
وجاءت جماعة الإخوان المسلمين بعلمائها وفقهائها ، ومحدثيها وفحولها ، ومحنكيها ، ليعتنقوا المذهب الأشعري كمنهج عقدي ، وكمرجعية كبرى للتعامل مع النص ، والتوفيق بين المقدس وغيره ، وبين القطعي والظني ، وبين العقل والنقل .
وأشعريةُ الإخوان لا مراء فيها ولا خلاف بين أهل العلم في مرجعيتهم تلك .
يقول الشيخ سعيد حوي : إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلي الله عز وجل ، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي اه . ويقول : وسلّمت الأمةُ في قضايا العقائدِ لاثنين : أبي الحسن الأشعري ، وأبي منصور الماتريدي ..(3)
ويقول الشيخ عمر التلمساني مرشد الإخوان المسلمين ، في تفسير قول الله (والسماوات مطويات بيمينه) : وأن هذه اليمين التي تشير إليها الآية الكريمة هي التمكن من طي السماوات والأرض أي القدرة التي تفعل ما تشاء كيفما تشاء عندما تشاء ..(4)
وهذا هو مذهب الأشاعرة كما هو معلوم ، وكما سيأتي بعد قليل .
وأنقل لك قولا آخر للأستاذ يوسف ندا وهو من كوادر جماعة الإخوان المسلمين ، في حوار له مع جريدة المصري اليوم :
س: ما رأيك في أسلوبِ تعيينِ مكتب الإرشاد الجديد والحديث عن المحافظين والإصلاحيين ؟
نحن الأشاعرة .. الإمامة عندنا تثبت بالاختيار والاتفاق دون النص و التعيين ، إذ لو كان ثمة نص لما خفي ، والدواعي تتوافر علي نقله ، وقد اتفقوا في سقيفة بني ساعدة علي "أبو بكر" رضي الله عنه ، ثم اتفقوا علي عمر رضي الله عنه ..(5)

حسن البنا والمنهجية الأشعرية

كان حسن البنا رحمه الله أشعريا كبقية علماء الأمة الكبار ، كان أشعريا في عقيدته وأشعريا في منهجه وثقافته وفهمه للواقع ، ونظرته للنص .
فالأشعرية ليست مجرد مذهبٍ عقدي تنظيري فحسب ، الأشعرية منهج في التفكير والاستنباط ، وإعمال العقل . ويظن البعض أن الأشعرية مدرسة كلامية فلسفية فحسب تُنظّر للعقيدة الإسلامية وترد علي شبهات القوم ليس إلا ، وهذه نظرة قاصرة ، فالمدرسة الأشعرية مدرسة سلفية قحة ، كانت ولا زالت تتضمن أجنحة في كل العلوم الشرعية ، فتجد المفسر الأشعري والمحدث الأشعري والفقيه الأشعري وكذلك الأصولي والمتكلم والفيلسوف علي نحو ما تجده في كتب التراجم عند ابن خلكان والزركلي والذهبي وابن كثير وغيرهم .
فالأشعرية عقيدة كبرى للأمة الإسلامية .. الأشعرية مرجعية الأمة الفكرية والثقافية والمنهجية والعقدية .
ولذلك لم يخرج حسن البنا عن النص ولا عن إجماع الأمة من قبله ومن بعده في الانتماء لما ارتضته الأمة ولما تلقته بالقبول ، فجاء كلامه في العقائد موافقا كل الموافقة لما قرره نحارير أهل العلم من الأشاعرة والماتريدية ، وكذلك لم يخرج في اختياراته الفقهية عن مذاهب الأمة المعتمدة ، وأبي أن يحمل أتباعه ومريديه علي مذهب بذاته ، ما دام الأمر في إطار ما تبنته الأمة من مذاهب وتلقته بالقبول ، ورضيت به جيلا بعد جيل .
يقول حسن البنا في آيات الصفات : انقسم الناس في هذه المسألة علي أربعة فرق :
1- فرقة أخذت بظواهرها كما هي ، فنسبت إلي الله وجها كوجوه الخلق ، ويدا أو أيديا كأيديهم ، وضحكا كضحكهم ، وهكذا فرضوا الإله شيخا ، وبعضهم فرضه شابا ، وهؤلاء هم المجسمة والمشبهة ، وليسوا من الإسلام في شيء ، وليس لقولهم نصيب من الصحة ، ويكفي في الرد عليهم قول الله تعالي (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) .
2- فرقة عطلت معاني هذه الألفاظ علي أي وجه ، يقصدون بذلك مدلولاتها مطلقا عن الله تبارك وتعالي فالله عندهم لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ؛ لأن ذلك لا يكون إلا بجارحة ، والجوارح يجب أن تنفي عنه سبحانه ، فبذلك يعطلون صفات الله تبارك وتعالي ويتظاهرون بتقديسه ، وهؤلاء هم المعطلة ، ويطلق عليهم بعض علماء تاريخ العقائد الإسلامية : الجهمية ، ولا أظن أن أحدا عنده مسكة من عقل يستسيغ هذا القول المتهافت ! وها قد ثبت الكلام والسمع والبصر لبعض الخلائق بغير جارحة ، بغير جارحة ، فكيف يتوقف كلام الحق تبارك وتعالي علي الجوارح ؟! تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا . هذان رأيان باطلان لا حظ لهما من النظر ، وبقي أمامنا رأيان هما محل أنظار العلماء في العقائد ، وهما رأي السلف ورأي الخلف ..(6)
3- أما السلف رضوان الله عليهم فقالوا نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ، ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالي ، فهم يُثبتون اليد والعين والأعين والاستواء والضحك والتعجب وكل ذلك بمعان لا ندركها ، ونترك لله تبارك وتعالي الإحاطة بعلمها ..(7)

المراجع

(3) انظر : جولات في الفقهين الأكبر والكبير لسعيد حوي ص22 ، 66 .
(4) انظر : بعض ما علمني الإخوان للتلمساني ص17 .
(5) انظر حوار الأستاذ يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين بموقع جريدة المصري اليوم الاثنين 15 نوفمبر 2010م .
(6) قلت : والقولان للأشعرية ، وقد استحسنهما علماء الإسلام شرقا وغربا قديما وحديثا ، إلا أن نبتة شاذة قد ضللت هذين الرأيين وأتوا بثالث لا سلف له ولا خلف ، كما سيأتي بالتفصيل بعد قليل .
(7) والأستاذ البنا رحمه الله يُقر هذا الرأي وينسبه للسلف وهو التفويض والإمرار ، وهو مذهب صناديد أهل العلم ونحارير الأمة كما سيأتي .

المصدر https://www.ikhwanwiki.com/index.php?...B9.D8.B1.D9.8A









قديم 2013-11-08, 11:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الفنك الذهبي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا اخي ماذا تقول الاشاعرة فرقة ضالة وكل العلماء الربانيون يحذرون منها .....وعقيدتهم تقوم على ان الله في كل مكان.. فهل نفهم من هذا ان الله تعالى في الحمام او تحت اقدامنا تعالى الله علوا كبيرا كما انهم اولوا قوله تعالى.. الرحمان على العرش استوى بانه استولى اي ان العرش لم يكن لله ثم استرجعه هدانا الله للحق










قديم 2013-11-08, 12:01   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مسائل الاعتقاد عند جماعة الإخوان المسلمين غير مبنية على عقيدة السلف

مما سبق يظهر جلياً أن مسائل الاعتقاد عند جماعة الإخوان المسلمين غير مبنية على عقيدة السلف أهل الحديث... إذن فما هي عناصر هذه المسألة عندهم.

أ- التصوف:

علمت مما سبق أن التصوف داء عضال، وسم قتال يجب على المسلم أن يُغيّره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، أما أن نُمجده وندعو إلى إقامة ديننا عليه، فهذا لا يقبله مسلم استضاء قلبه بهدي الوحيين، فضلاً عن جماعة تُمني نفسها بإعادة مجد الإسلام التليد، واستعادة حكم الله المغصوب، حيث اتخذت التصوف صبغة ومنهاجاً.

لقد كان الأستاذ حسن البنا صوفياً: نشأ عليه وأنشأ جماعته على ذلك وبقي محافظاً عليه حتى آخر أيامه.

لقد تحدث الأستاذ البنا عن نشأته الصوفية فقال: «الطريقة الحصافية: وفي المسجد الصغير رأيت «الإخوان الحصافية» يذكرون الله -تعالى- عقب صلاة العشاء من كل ليلة، وكنت مواظباً على حضور درس الشيخ زهران -رحمه الله- بين المغرب والعشاء، فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة، وسماحة هؤلاء الذاكرين من شيوخ فضلاء وشباب صالحين، وتواضعهم لهؤلاء الصبية الصغار الذين اقتحموا عليهم مجلسهم؛ ليشاركوهم ذكر الله تبارك وتعالى، فواظبت عليها هي الأخرى.

وتوطدت الصلات بيني وبين شباب هؤلاء الإخوان الحصافية ومن بينهم الثلاثة المقدمون: الشيخ شلبي الرجال والشيخ محمد أبو شوشة والشيخ سيد عثمان، والشبان الصالحون الذين كانوا أقرب الذاكرين إلينا في السن: محمد أفندي الدمياطي وصاوي أفندي الصاوي وعبد المتعال أفندي سنكل، وأضرابهم .

وفي هذه الحلقة المباركة التقيت لأول مرة بالأستاذ أحمد السكري -وكيل الإخوان المسلمين- فكان لهذا اللقاء أثره البالغ في حياة كل منا . ومنذ ذلك الحين أخذ اسم الشيخ الحصافي يتردد على الأذن فيكون له أجمل وقع في أعماق القلب وأخذ الشوق والحنين إلى رؤية الشيخ والجلوس إليه والأخذ عنه يتجدد حيناً بعد حين، وأخذت أواظب على الوظيفة الرزوقية صباحاً ومساء، وزادني بها إعجاباً أن الوالد قد وضع عليها تعليقاً لطيفاً جاء فيه بأدلة صيغها جميعاً تقريباً من الأحاديث الصحيحة وسمى هذه الرسالة «تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الرزوقية»([1]).

وتعلق حسن البنا بالتصوف حتى أصبح يرى الشيخ الحصافي في منامه: «وزادني تعلقاً بالشيخ الجليل -رحمه الله- أنني رأيت في هذه الأثناء، وعلى إثر تكراري للقراءة في المنهل، فيما يرى النائم: إنني ذهبت إلى مقبرة البلد فرأيت قبراً ضخماً يهتز ويتحرك، ثم زاد اهتزازه واضطرابه حتى انشق فخرجت منه نار عالية امتدت إلى عنان السماء وتشكلت فصارت رجلاً هائل الطول والمنظر، واجتمع عليه الناس من كل مكان فصاح فيهم بصوت واضح مسموع، وقال لهم: أيها الناس: إن الله قد أباح لكم ما حرم عليكم، فافعلوا ما شئتم . فانبريت له من وسط هذا الجمع وصحت في وجهه «كذبت» والتفت إلي الناس وقلت لهم: أيها الناس هذا إبليس اللعين وقد جاء يفتنكم عن دينكم ويوسوس فلا تصغوا إلى قوله ولا تستمعوا إلى كلامه، فغضب وقال: لا بد من أن نتسابق أمام هؤلاء الناس فإن سبقتني ورجعت إليهم ولم أقبض عليك فأنت صادق.

فقبلت شرطه وعدوت أمامه بأقصى سرعتي، وأين خطوي الصغير من خطوة الجبار، وقبل أن يدركني ظهر الشيخ -رحمه الله- من طريق معترض وتلقاني في صدره واحتجزني بيساره ورفع يمناه مشيراً بها إلى هذا الشبح صائحاً في وجهه: إخسأ يا لعين، فولى الأدبار واختفى، وانطلق الشيخ بعد ذلك، فعدت إلى الناس وقلت لهم: أرأيتم كيف أن هذا اللعين يضلكم عن أوامر الله؟

واستيقظت وكلي شوق وتقدير وترقب لحضور السيد عبد الوهاب الحصافي نجل الشيخ -رحمه الله- لأراه وأتلقى عنه الطريق ولكنه لم يحضر في هذه الفترة»([2]).

ويخبر حسن البنا أنه ظل متعلقاً بالشيخ حتى رآه وبايعه ولقنه الأوراد: «وظللت معلق القلب بالشيخ -رحمه الله- حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيه مدفن الشيخ وضريحه وقواعد مسجده الذي لم يكن حينذاك، وتم بعد ذلك، فكنت مواظباً على زيارته كل يوم تقريباً وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مُقدّم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقي الشيخ بسيوني العبد التاجر، فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل ووعدني بأنه سيقدمني للسيد عبد الوهاب عند حضوره، ولم أكن إلى هذا الوقت قد بايعت أحداً في الطريق بيعة رسمية، وإنما كنت محباً وفق اصطلاحهم .

وحضر السيد عبد الوهاب نفع الله به إلى دمنهور وأخطرني الإخوان بذلك فكنت شديد الفرح بهذا النبأ، وذهبت إلى الوالد الشيخ بسيوني ورجوته أن يقدمني للشيخ ففعل، وكان ذلك عقب صلاة العصر من يوم (4 رمضان سنة 1341هـ) وإذا لم تخني الذاكرة، فقد كان يوم الأحد حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها»([3]).

قال جابر رزق:

وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة حتى انتقل من مرتبة المحب الى مرتبة التابع المبايع

ومما نقله جابر رزق حديث عبد الرحمن البنا عن أخيه حسن البنا:

وعقب صلاة العشاء في المسجد يجلس أخي إلى الذاكرين من جماعة الاخوان الحصافية، وقد أشرق قلبه بنور الله، فأجلس إلى جواره، نذكر الله مع الذاكرين، وقد خلا المسجد إلا من أهل الذكر، وخبا الضوء إلا ذبالة من سراج وسكن الليل إلا همسات من دعاء أو ومضات من ضياء، وشمل المكان نور سماوي، ولفه جلال رباني، وذابت الأجسام وهامت الأرواح، وتلاشى كل ما في الوجود وانمحى، وانساب صوت المنشد في حلاوة وتطريب:

قل الله وذر الوجود وما حوى


إن كنت مرتادا بلوغ كمال



فالكل دون الله إن حققتــــــه


عدم على التفصيل والإجمال([4])




ثم قال عبد الرحمن البنا:

وما أحلاها من أنغام كنا نترنم بها! وما أعذبها من قصائد كنا ننشدها!



مـا لذة العيش إلا صحبة الفقــرا هم السلاطين والسادات والأمرا



فاصحبهـم وتأدب في مجالسهــم وخل حظـك مهمـا قدمـوك ورا



ولازم الصمت إلا إن سئلت فقل لا علم عندي وكن بالجهل مستترا



ولا ترى العيب إلا فيك مـعتقدا عيـباً بـدا بيننـا لـكـنه استــــترا



وراقب الشيخ في أحواله فـعسى يــرى عليك استحسـانه أثرا([5])




وشارك حسن البنا في انشاء جمعية صوفية؛ فقال:

«وفي هذه الاثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي «جمعية الحصافية الخيرية» واختير أحمد أفندي السكري التاجر بالمحمودية رئيساً لها وانتخبت سكرتير لها، وزاولت الجمعية عملها في ميدانين مهمين:

الميدان الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات الفاشية كالخمر والقمار وبدع المآتم.

والميدان الثاني: مقاومة الإرسالية الإنجليزية التبشيرية التي هبطت إلى البلد واستقرت فيها، وكان قوامها ثلاث فتيات رأسهن مسز (ويت)، وأخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات، وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية «الإخوان المسلمين» بعد ذلك([6]).

واستمرت صلتنا على أحسن حال بشيخنا السيد عبد الوهاب حتى أنشأت جمعيات اإلإخوان المسلمين وانتشرت»([7]).

ثم استغرق حسن البنا في التصوف فقال: «كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستغراق في عاطفة التصوف والعبادة، ويقولون إن حياة الإنسان تنقسم إلى فترات، منها هذه الفترة التي صادفت السنوات التي أعقبت الثورة المصرية مباشرة من سنة 1920م إلى سنة (1923م ).

وكانت سني إذ ذاك من الرابعة عشرة إلا أشهراً إلى السابعة عشرة إلا أشهراً كذلك، فكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف، ولم تخل من مشاركة فعلية في الواجبات الوطنية التي ألقيت على كواهل الطلاب.

نزلت دمنهور مشبعاً بالفكرة الحصافية، ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأول، وفيها نخبة صالحة من الأتباع الكبار للشيخ، فكان طبيعياً أن أندمج في هذا الوسط، وأن أستغرق في هذا الاتجاه. وضاعف في هذا الاستغراق أن أستاذنا الحاج حلمي سليمان -والذي لا يزال إلى الآن مدرساً بدمنهور- كان مثالاً من أمثلة التعبد والصلاح والتقوى والتأدب بأدب الطريق، وكانت بيني وبينه رابطة روحية خاصة لهذا السبب، وأن زميله وصديقه الأستاذ الشيخ حسن خزبك -رحمه الله- وقد كان مدرساً بدمنهور أيضاً- كان يعقد كثيراً من الاجتماعات العلمية الوعظية في بيته، وكان يدرس «الإحياء»([8]) قبل صلاة الفجر من رمضان في مسجد الجيش، وكان الحاج حلمي يصحبني معه إلى تلك الاجتماعات، فأجد نفسي وأنا الطالب الصغير مع رجال كبار فيهم الأساتذة الذين يدرسون لي في المدرسة، وغيرهم من العلماء والفضلاء، وكلهم يشجعونني ويشجعون أمثالي من الشباب على السير في هذه الطريق، طريق طاعة الله، فكانت هذه كلها عوامل للتشجيع والثبات على هذه الخطة التعبدية الصوفية»([9]).

ثم مارس حسن البنا شعائر التصوف كشد الرحال للقبور والأضرحة والصمت عن الكلام فقال:

«الزيارات والصلات»: وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور، فكنا أحياناً نزور «دسوق» فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلومتراً، ونزور([10]) ونصلي الجمعة، ونستريح بعد الغداء، ونصلي العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً.

وكنا أحياناً نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم ونقضي هناك يوماً كاملاً ثم نعود.

أيام الصمت والعزلة: وكانت لنا أيام ننذر فيها الصمت والبعد عن الناس، فلا يتكلم أحدنا إلا بذكر أو قرآن، وكان الطلبة على عادتهم ينتهزونها فرصة للمعاكسة، فيتقدمون إلى الناظر أو الأساتذة مبلغين أن فلاناً الطالب قد أصيب في لسانه، ويأتي الأستاذ ليستوضح الأمر، فكنا نجيبه بآية من القرآن فينصرف. وأذكر بالخير أستاذنا الشيخ فرحات سليم -رحمه الله-، الذي كان يحترم هذه الحالة فينا ويزجر الطلاب، ويوصي بقية الأساتذة ألا يحرجوننا بالأسئلة في فترة صمتنا،وكانوا يعلمون حقاً أن ذلك ليس هرباً من إجابة تخلصنا من امتحان، إذ كنا متقدمين دائماً في الدروس مجيدين لها إجادة تامة، وما كنا نعرف الحكم الشرعي في هذا([11])ولكننا كنا نفعل، هذا الصمت تأديباً للنفس وفراراً من اللغو وتقوية للإرادة حتى يتحكم الإنسان في نفسه ولا تتحكم فيه.

ولقد كانت هذه الحالة تتطور في بعض الأحيان حتى تصل إلى نفور من الناس يدعو إلى العزلة وقطع العلائق. حتى أنني أذكر أن خطابات بعض الأصدقاء كانت تأتيني إلى المدرسة فلا أحاول أن أقرأها أو أفتحها، ولكن أرفضها كما هي حتى لا يكون فيها تعلق بشيء جديد والصوفي متخفف يجب عليه أن يقطع علائقه بكل ما سوى الله، وأن يجاهد في هذه السبيل ما أمكنه من ذلك»([12]).

وبالجملة فقد نشأ الأستاذ البنا نشأة صوفية لاشية فيها، ومارس التصوف كما يراه أهله، ومذكراته شاهدة على ذلك، وأقر بذلك كبراء جماعته: «ثم إن حركة الإخوان المسلمين نفسها أنشأها صوفي وأخذت حقيقة التصوف دون سلبياته»([13]).

وقد أنشأ جماعته على أسس صوفية بحتة كما صرح بذلك: «ونظام الدعوة في هذا الطور صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية»([14]).

وقال أيضاً: «وتستطيع القول ولا حرج عليك أن الإخوان المسلمين: دعوة سلفية، طريقة سنية، حقيقة صوفية...»([15]).

وقد بقي الأستاذ حسن البنا محافظا على أوراده الصوفية حتى آخر سني حياته؛ قال أبو الحسن الندوي متحدثاً عن جماعة الإخوان المسلمين: «وكانت شخصية مؤسسها وقائدها الأول شخصية قوية ساحرة تجمع بين عدة جوانب، أنه كان عملاً متواصلاً وسعياً دائباً، وهمة لا يتخللها فتور، وأملاً لا يرتقي إليه يأس، جندياً ساهراً على الثغر لا يناله التعب والعناء، وكان وراء كل هذه الخصائص والسمات عامل قوي لا يستهان به وهي تربيته الروحية، وسلوكه ورياضته، أنه كان في أول أمره -كما صرح بنفسه- في الطريقة الحصافية الشاذلية، وكان قد مارس أشغالها وأذكارها، وداوم عليها مدة، وقد حدثني كبار رجاله وخواص أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده، وفي زحمة أعماله...»([16]).

وبهذه النقول الصريحة يتبين لذي عينين أن التصوف من السمات الرئيسية لجماعة الإخوان المسلمين.

قال سعيد حوى: «نظموا من أجلها أنواعا من حلقات الذكر، حتى أصبح لكل شيخ طريقته الخاصة به في الذكر الذي يجتمع عليه أخوانه، ودمج بعضهم مع الذكر الإنشاد... وقد جعل الأستاذ البنا الاجتماع اليومي على الذكر جزاء من أدب المسلم، وجمع لذلك ورد الوظيفة الكبرى، واختصره بـ «الوظيفة الصغرى([17])»([18]).

وقال: «إن الصوفية عندهم اصطلاح المرشد الكامل، ولقد كان الاستاذ البنا مرشدا كاملا([19]) بشهادة كبار الصوفية أنفسهم، وكان مجددا، والأخوة النواب هم خلفاؤه الحقيقيون، وهي قضية يجب أن تأخذ مضمونها الكامل في الدعوة».

وقال: «والحركة الإسلامية المعاصرة «أي: الإخوان المسلمين».

اعتمدت التربية الصوفية فكراً وسلوكاً بشكل مجمل، فقد ذكر الأستاذ البنا في رسالة التعاليم كيف أن مرحلة من المراحل طابعها صوفي من جانب وسلفي من جانب آخر، وذكر في رسالة المؤتمر الخامس أن خصائص دعوتنا أنها حقيقة صوفية»([20]).

وقال: «وبنفس الوقت أريد أن يتعرف المسلم على معنى الحقيقة الصوفية التي هي سمات دعوة الأستاذ البنا»([21]).

قال: «ولقد كتب كتاب «تربيتنا الروحية» لتوضيح أحد مواضيع الفقهين الكبير والأكبر؛ وهو موضوع التصوف المحرر لأضع الأمور في مواضعها في قضية الحقيقة الصوفية التي هي إحدى السمات الرئيسية لدعوة الأستاذ البنا -رحمه الله-»([22]).

بل إنهم مجدوا التصوف وزخرفوه ودعوا المسلمين إليه، كما قال سعيد حوّى: «وسنحاول في رسالة مستقلة في التصوف، وهي تربيتنا الروحية أن نعطي لتصوفنا أبعاده الأصلية وفي سلسلتنا الأساس في المنهج سنحاول أن نعرض لكل قضية من قضايا التصوف بمزيد البيان على ضوء النصوص ليكون مسارنا مستقيماً وحجتنا على أمتنا قائمة»([23]).

ولا يغرنك قولهم: أن المقصود بالتصوف طهارة النفس، ونقاء القلب، والمواظبة على الذكر، والإعراض عن الخلق والحب في الله، والارتباط على الخير.

قال الأستاذ حسن البنا: «...فكانت طائفة في الناس معروفة بهذه الدعوة إلى ذكر الله واليوم الآخر. والزهادة في الدنيا، وتربية النفوس على طاعة الله وتقواه.

وطرأ على هذه الحقائق ما طرأ على غيرها من حقائق المعارف الإسلامية، فأخذت صورة العلم الذي ينظم سلوك الإنسان ويرسم له طريقاً من الحياة خاصاً: مراحله الذكر والعبادة ومعرفة الله، ونهايته الوصول إلى الجنة ومرضاة الله.

وهذا القسم من علوم التصوف، وأسميه «علوم التربية والسلوك»، لا شك أنه من لُب الإسلام وصميمه، ولا شك أن الصوفية قد بلغوا به مرتبة من علاج النفوس ودوائها، والطب لها والرقي بها، لم يبلغ إليها غيرهم من المربين، ولا شك أنهم حملوا الناس بهذا الأسلوب على خطة عملية من حيث أداء فرائض الله واجتناب نواهيه، وصدق التوجه إليه، وأن كان ذلك لم يخل من المبالغة في كثير من الأحيان تأثراً بروح العصور التي عاشت فيها هذه الدعوات: كالمبالغة في الصمت والجوع والسهر والعزلة..ولذلك كله أصل في الدين يرد إليه، فالصمت أصله الإعراض عن اللغو، والجوع أصله التطوع بالصوم، والسهر أصله قيام الليل، والعزلة أصلها كف الأذى عن النفس ووجوب العناية بها.. ولو وقف التطبيق العملي عند هذه الحدود التي رسمها الشارع لكان في ذلك كل الخير.

ولكن فكرة الدعوة الصوفية لم تقف عند حد علم السلوك والتربية، ولو وقفت عند هذا الحد لكان خيراً لها وللناس، ولكنها جاوزت ذلك بعد العصور الأولى إلى تحليل الأذواق والمواجد، ومزج ذلك بعلوم الفلسفة والمنطق ومواريث الأمم الماضية وأفكارها، فخلطت بذلك الدين بما ليس منه، وفتحت الثغرات الواسعة لكل زنديق أو ملحد أو فاسد الرأي والعقيدة ليدخل من هذا الباب باسم التصوف والدعوة إلى الزهد والتقشف، والرغبة في الحصول على هذه النتائج الروحية الباهرة.

وأصبح كل ما يكتب أو يقال في هذه الناحية يجب أن يكون محل نظر دقيق من الناظرين في دين الله والحريصين على صفائه ونقائه.

وجاء بعد ذلك دور التشكيل العملي للفكرة فنشأت فرق الصوفية وطوائفهم، كل على حسب أسلوبه في التربية. وتدخلت السياسة بعد ذلك لتتخذ من هذه التشكيلات تكأة عند اللزوم، ونظمت الطوائف أحياناً على هيئة النظم العسكرية، وأخرى على هيئة الجمعيات الخاصة...حتى انتهت إلى ما انتهت إليه اليوم من هذه الصورة الأثرية التي جمعت بقية ألوان هذا التاريخ الطويل، والتي يمثلها الآن في مصر مشيخة الطرق الصوفية ورجالها وأتباعها.

ولا شك أن التصوف والطرق كانت من أكبر العوامل في نشر الإسلام في كثير من البلدان وإيصاله إلى جهات نائية ما كان ليصل إليها إلا على يد هؤلاء الدعاة، كما حدث ويحدث في بلدان أفريقيا وصحاريها ووسطها، وفي كثير من جهات آسيا كذلك([24]).

ولا شك أن الأخذ بقواعد التصوف في ناحية التربية والسلوك له الأثر القوي في النفوس والقلوب([25])، ولكلام الصوفية في هذا الباب صولة لكلام غيرهم من الناس... ولكن هذا الخلط أفسد كثيراً من هذه الفوائد وقضى عليها»([26]).

بل واقعهم عكس ذلك فهم يريدون التصوف وطرقه ويمدحون رجاله وفرقه، ودونك دلائل ذلك:

1- موالد صوفية:

قال الأستاذ حسن البنا: «وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالموكب بعد الحضرة كل ليلة من أول ربيع الأول إلى ثاني عشر منه ...وخرجنا بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام»([27]).

وقد وصف أخوه عبد الرحمن البنا هذه المواكب وذكر بعض القصائد في الموكب -أي: حسن البنا- ينشد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه حين يهل هلال ربيع الأول كنا نسير في موكب مسائي في كل ليلة حتى ليلة الثاني عشر، ننشد القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من قصائدنا المشهورة في هذه المناسبة المباركة:

صلى الإله على النور الذي ظهرا للعالمين ففاق الشمس والقمرا

كان هذا البيت الكريم تردده المجموعة، بينما ينشد أخي وأنشد معه:

هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى

لقد أدار على العشاق خمرته صرفاً يكاد سناها يذهب البصرا

يا سعد كرر لنا ذكر الحبيب لقد بلبلت أسماعنا يا مطرب الفقرا



وما لركب الحمى مالت معاطفه لا شك أن حبيب القوم قد حضرا»([28])


وتأمل أيها الأخ هذا النشيد تجده مفعماً برائحة عقائد الصوفية النتنة:

أ-
فقوله: «هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا» إشارة إلى ما ادعاه المتصوفة من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر الحضرة.

وانظر إليه يؤكد ذلك بقوله: «لا شك أن حبيب القوم قد حضرا».

ب- وقوله: «وسامح الكل فيما قد مضى وجرى» إشارة إلى دعواهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر لهم ذنوبهم، وكفر عنهم سيئاتهم، وسامحهم في معاصيهم، وأعطاهم صكوك غفران... سبحانك ربي هذا إفك صوفي مبين(!).

ت- وقوله: «لقد أدار على العشاق خمرته...» إشارة لحالهم عند التواجد والغناء وهم يضربون الأرض بأقدامهم؛ كالسكارى -عياذاً بالله-.

هذه الموالد التي يحن لها الأستاذ حسن البنا، ويسطرها في مذكراته لكي لا ينساها، ويتناسى أن هذه الموالد من إحداث الدولة العبيدية الرافضة في مصر.

ولم يتوقف أمر الإخوان عند التذكر وعدم التفكر بل جعلوا هذه الموالد من شعائر جماعتهم، قال الأستاذ سعيد حوى: «والأستاذ البنا يعتبر من مهمات الحركة الإسلامية إحياء المناسبات الإسلامية وتذكير الناس بها ثم فإنه يكاد يكون من البديهيات في فقه الدعوة الإسلامية المعاصرة أن تعطي قضية المولد النبوي والاحتفال به على طريقة مدروسة علمية مقبولة فقهياً أهمية خاصة لها»([29]).

قال عمر التلمساني -المرشد الثالث-: «وفي المناسبات الإسلامية كالهجرة وغيرها كان يستأذن إدارة المدرسة بالاحتفال بهذه المناسبات»([30]).

ولقد مارس البنا هذه البدعة وهو على رأس جماعة الإخوان المسلمين:

ق
ال محمود عبد الحليم: «وكنا نذهب جميعاً كل ليلة إلى مسجد السيدة زينب، فنؤدي صلاة العشاء، ثم نخرج من المسجد ونصطف صفوفاً، يتقدمنا الأستاذ المرشد ينشد نشيداً من أناشيد المولد النبوي([31])، ونحن نردد من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر» ([32]).

وقال عباس السيسي: «دعا الإخوان المسلمون بالأسكندرية إلى احتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم في حفل يحضره فضيلة المرشد العام بمسجد نبي الله دانيال... وبدأ الأستاذ المرشد حسن البنا محاضرته، ثم دخل في موضوع الذكرى، فقال: نحيي ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن حق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين أن يحتفلوا بهذه الذكرى المباركة، فرسولنا -عليه الصلاة والسلام- لم يأت للمسلمين فقط» ([33]).

وورث جماعة الإخوان المسلمين هذه البدعة ودعت النصارى إليها:

و
قال عباس السيسي: «بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم أقام الإخوان المسلمون بالأسكندرية سرادقاً ضخماً أمام محطة السكة الحديد على شمال الخارج منها... وقد دعي لهذا الحفل فضيلة المرشد العام حسن الهضيبي».

ثم نقل صورة للحضور، وكتب تحت الصورة قائلاً: «الإخوان في الأسكندرية يحتفلون بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرى في الصورة: الأستاذ المرشد، وعن يمينه مندوب الكنيسة ...»([34]).

صوفية طرقية:

أخذ التصوف مداه عند مفكري الإخوان المسلمين فروَّجوا للشعوذة والسحر؛ كما قال سعيد حوى: «وقد حدثني مرة نصراني عن حادثة وقعت له شخصياً وهي حادثة مشهورة معلومة جمعني الله بصاحبها شخصياً بعد أن بلغتني الحادثة من غيره، وحدثني كيف أنه حضر حلقة ذكر؛ فضربه أحد الذاكرين بالشيش في ظهره؛ فخرج الشيش من صدره حتى قبض عليه بيده، ثم سحب الشيش، ولم يكن لذلك أثر أو ضرر.

إن هذا الذي يجري في طبقات أبناء الطريقة الرفاعية، ويستمر فيهم هو من أعظم فضل الله على الأمة، إذ من رأى ذلك تقوم عليه الحجة بشكل واضح على معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، إن من يرى فرداً من أفراد الأمة الإسلامية يمسك النار ولا تؤثر فيه كيف يستغرب أن يقذف إبراهيم في النار؟

إن من يرى فرداً من أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم يخرج السيف من ظهره بعد أن يضرب فيه في صدره ثم يسحب السيف ولا أثر ولا ضرر هل يستغرب مثل هذا حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم؟

إن هذا الموضوع مهم جداً ولا يجوز أن نقف منه موقفاً ظالماً ومحله في إقامة الحجة في دين الله على مثل هذه الشاكلة، إن الحجة الرئيسية لمنكري هذا الموضوع هي أن هذه الخوارق تظهر على يد فساق من هؤلاء؛ كما تظهر على يد صالحين وهذا صحيح والتعليل لذلك هو: أن الكرامة ليس لهؤلاء بل هي للشيخ الأول الذي أكرمه الله -عز وجل- بهذه الكرامة، وجعلها مستمرة في أتباعه من باب المعجزة لرسولنا صلى الله عليه وسلم؛ فهي كرامة للشيخ الذي هو الشيخ أحمد الرفاعي([35]) -رحمه الله-»([36]).

إن هذه الدعوى ليس لها نصيب من الصحة:

أ- فهي من رواية نصراني، ولا يصح إسناد فيه راو مسلم ضعيف، بل راو نصراني مشرك؟!

ب- وأغرب من ذلك أن هذا الراوي النصراني يحدث بها على سبيل الاحتجاج فلم لم يُسلم وقد قامت عليه الحجة؟!

ت- لو صح ما ادعاه سعيد حوّى؛ فلا يصح قياس المعجزة على الكرامة وتثبيتها بذلك؛ كمقارنة الضرب بالشيش بحادثة شق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإمساك النار بحادثة قذف خليل الرحمن في النار... فأين تعظيم أنبياء الله ورسله وبخاصة أن هذه الدعاوي الرفاعية تظهر على يد الفساق منهم؛ كما هو صريح في كلام سعيد حوى.

ث- هل أحمد الرفاعي أكرم على الله من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تظهر كرامته على يد فساق طريقته وتستمر إلى يوم الدين؟... فظهور معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد فساق الأمة الإسلامية أولى... لكنه حديث خرافة يا أم عمرو.

ج- هل ظهور كرامة أحمد الرفاعي على يد فساق طريقته كرامة له؟ إنه دليل واضح على أنه من عمل الشيطان، إذ أن الفرق بين الكرامة وغيرها التزام مدَّعيها بالشرع وتقيده بأحكامه، إن الكرامة لا تظهر إلا على يد عبد ملتزم صالح، ومن ثم فهو لا يظهرها ويفتخر بها على الناس خشية الرياء، أما التعليل الذي ذكره وجعل ذلك كرامة للشيخ صاحب الطريقة؛ فإنه عذْر أقبح من الذنب الذي اقترفه؛ لأن صاحب الطريقة إن كان صالحاً؛ فهو معاد لهؤلاء الفسقة ولا يعدهم من طريقته، وإذا كان صالحاً؛ فليس له طريق إلا طريقة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن الصالحين يتبعون ولا يبتدعون ويقتدون ولا يبتدؤون، إن هذا الذي يظهر من المخاريق على يد الفساق استدراج لهم من حيث لا يعلمون؛ كما قال -تعالى-:{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} [آل عمران:196]؛ وقوله: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} [الأعراف:182].

ولقد أحسن القائل:

إذا رأيت شخصاً قد يطير وفوق ماء البحر قد يسير



ولم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج وبدعي

إن هذه المخاريق التي يخيل لغلاة المتصوفة أنها كرامات يصدق فيها قول ابن الجوزي: «وقد اندس في الصوفية أقوام وتشبهوا بهم وشطحوا في الكرامات وادعائها، وأظهروا للعوام مخاريق صادوا بها قلوبهم»([37]).

حـ- إن هذه الكرامات المزعومة وقف على منتسبي الرفاعية... فهل الطريقة الرفاعية خلاصة الأمة المحمدية وأشرفها وأقربها إلى الله؟!

خـ- إن هذه الكرامات المزعومة تحصل للرفاعية بمجرد أن يأخذ البيعة من الشيخ بل أحياناً بدون بيعة؟!

د- إن طعن الإنسان بآلة حادة حرام؛ لأن فيها إلحاق الضرر بالمطعون... لكن هؤلاء القوم لا يفقهون ولو فَقِهوا لعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تعاطي السيف مسلولاً، وأمر من بكنانته سهام أن يقبض عليها؛ لكيلا يؤذ مسلماً.

ذ- والحقيقة التي يخفيها مدَّعو التصوف أن الضرب بالشيش سحر فيخيل إليهم من سحرهم أنهم طعنوا وما طعنوا، وأما الجمهور المتفرج المخدوع فقد خدعوا أعينهم واسترهبوهم وجاءوا بسحر مبين([38]).

وأما نفي سعيد حوّى السحر عن هذه المخاريق قائلاً: «إن ما يحدث لهؤلاء لا يمكن أن يكون سحراً؛ لأن السحر جزء من عالم الأسباب، وها هنا لا نجد لعالم الأسباب محلاً»؛ فباطل؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بين في مناظرته المشهورة مع دجاجلة الرّفاعية أن حيلهم معروفة ومخاريقهم مكشوفة وأسباب موصوفة: «ولقد كتبت في غير هذا الموضع صفة حال هؤلاء البطائحية وطريقتهم وطريقة الشيخ أحمد الرفاعي، وذلك أني أعلم من حالهم، وهو: أنهم وإن كانوا منتسبين إلى الإسلام وطريقة الفقر والسلوك، فيوجد في بعضهم -أيضاً- من الشِّرك وغيره من أنواع الكفر، ومن الغلو في البدع في الإسلام، والإعراض عن كثير مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستخفاف بشريعة الإسلام، والكذب، والتلبيس، وإظهار المخاريق الباطلة، وأكل أموال الناس بالباطل، والصدّ عن سبيل الله ما يوجد.

ولقد بينت صورة ما يظهرونه من المخاريق مثل ملابسة النار والحيّات وإظهار الدم... وأن عامة ذلك من حيل معروفة وأسباب مصنوعة»([39]).

وقال الإمام الذهبي -رحمه الله-: «... ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزعل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق: من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات، وهذا ما عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان»([40]).

ولم يقتصر سعيد حوّى -منظر جماعة الإخوان المسلمين- على التغني بالدجل والشعوذة بل استنفر شباب الإخوان المسلمين لتحصيله وتأصيله والوقوف على تفاصيله: «وإني لأطمع أن يوجد من يتتبع هذا الأمر من طلاب العلم النشطين، ويكتب عن هذه الطريقة وشيخها وأتباعه من يوم وجودها إلى عصرنا هذا»([41]).

لقد تتبعنا هذه الطائفة الأحمدية؛ فإذا هي كغيرها من طوائف الصوفية؛ عقائدها متناقضة وشخصياتها مضطربة:

منسوبة للشيخ أحمد بن أبي الحسن الرفاعي المغربي ثم البطائحي، ولد سنة(500هـ) في قرية (أم عبيدة) من قرى واسط بالعراق، وتوفي سنة (578هـ).

وقد انتسب إليه جماعة كثر؛ فيهم الزغل والدخن، وظهر فيهم الشرك والغلو، ومن ذلك:

1- جعل روح الرفاعي مركبة من خلاصة أرواح الأنبياء بل ومن نور وجه الله -عز وجل-.

زعم أبو الهدى الصيادي أن الرفاعي قال: «وحق العزيز-سبحانه وتعالى-: قبض العزيز -جل جلاله- من نور وجهه قبضة فخلق منها سيدنا المصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم؛ فرشحت؛ فخلقني منها»([42]).

2- الملائكة شقت صدر الرفاعي؛ كما شقت صدر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

يزعم الرفاعية أن شيخهم قال لابن أخته إبراهيم الأعزب: «اعلم أني لما دعيت هذا الأمر: حملت إلى قبلة هذا البلد، وشق صدري ملك من الملائكة المقربين، فأخرج منه شيئاً مظلماً وغسله بماء الحيوان من الرياء وسوء الخلق وكل ما للشيطان فيه نصيب، كل ذلك وأنا أنظر بعيني كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم»([43]).

3- الرفاعي بيده صك بتحريم النار عليه.

قال الرفاعي: «رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاني هذه الورقة، وقال: يا أحمد، هذه براءتك من النار، قال: فأخذت الكتاب، فقرأته، وإذا فيه مكتوب: براءة ابن أبي الحسن من النار، ثم انتبهت وإذا الكتاب بيدي»([44]).

لقد تتبعنا فوجدنا قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «يا شبه الرافضة، يا بيت الكذب، فإن فيهم الغلو والشرك والمروق عن شريعة الله ما شاركوا به الرافضة في بعض صفاتهم، وفيهم من الكذب ما قد يقاربون به الرافضة في بعض صفاتهم أو يزيدون عليهم، فإنهم من أكذب الطوائف حتى قيل: لا تقولوا: أكذب من اليهود على الله، ولكن قولوا: أكذب من الأحمدية على شيخهم»([45]).

4- قصة مد النبي يده من خارج القبر ليقبلها الرفاعي.

يستدل الأحمدية الرفاعية بقصة ملفقة: أن الله نادى الرفاعي: قم يا أحمد وزر بيت الله الحرام، وزر النبي -عليه السلام- فقال الرفاعي: سمعاً وطاعة.

فسافر ومعه جم غفير إلى مكة ثم المدينة، ووقف عند القبر، وقال: السلام عليك يا جدي، فقال له النبي -عليه السلام-: وعليك السلام يا ولدي؛ فتواجد الرفاعي وقال:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي



وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

فانشق التابوت، ومد النبي يده إلى الرفاعي؛ ليقبلها أمام جمع كبير من الناس يزيدون على التسعين ألفاً، وكان من بينهم عبد القادر الجيلاني وعدي بن مسافر وحيوة بن قيس الحراني([46]).

5- التصرف في الكون.


زعموا أن الرفاعي قال لأتباعه وهو واقف على شاطىء النهر: «أعطاني الله التصرف في الأشياء كلها...»([47]).

ومما يروون عنه أنه كان يصلي الصبح في مكة، والظهر في المدينة، والعصر في بيت المقدس، والمغرب في بعلبك، والعشاء في جبل قاف([48]).

6- العروج إلى السماء ومحو الأقذار.


قالوا إن الرفاعي كان يقول: «أيها الفقراء: الشيخ عثمان السالم أبادي -قدس الله سره- يصعد كل يوم عند غروب الشمس إلى ديوان الربوبية، وينظر في ديوان ذريته، فما يجد من سيئة يمحوها ويكتب عوضها بلا معاوضة. ثم التفت إلى ابن أخته إبراهيم الأعزب وقال: يا إبراهيم لا يكون الرجل ممكناً في سائر أحواله حتى يعرض عليه عند غروب الشمس جميع أعمال أصحابه وأتباعه وتلامذته فيمحو منها ما يشاء ويثبت فيها ما يشاء»([49]).

7- ومما ينسب إلى الرفاعي.

أنا الكعبة الغرا أنا البيت والحما أنا المسجد الأقصى لمن جاء بالذكر



أنا الدولة العظمى أنا السطوة التي تذل لها الأشياخ في البر والبحر

وكل رجال الله طافوا بحضرتي ونالوا المدادات العظيمة من ذكري

فإن عدت الأقطاب أدعى كبيرهم وإن عدّت الأشياخ في بدئهم ذكري

وطاعت لي الحيات والأسد في الفلا وباسمي يلقى زمهرير على الجمر

أنا أحمد الغوث الرفاعي وبصرني محط رحال القوم في مدة العــمر([50])

وقوله:

أنا الرفاعي طبولي في السما ضربت والأرض في قبضتي والأولياء خدمي

فالجأ بأعتاب عزي والتمس مددي وطف ببابي وقف مستمطراً نعمتي([51])


8- قالوا عن الرفاعي أنه: «كعبة القاصدين وقبلة أهل ال
حال»([52]).

وأنه: «كما أن الكعبة قبلة المصلين، وكما أن العرش قبلة أصحاب الهمم؛ فكذلك الشيخ قبلة المريدين»([53]).

9- قرية الرفاعي «أم عبيدة» البلد الحرام([54]).

هذه الرفاعية التي يدعو منظرو الإخوان المسلمين أتباعهم لدراستها والبحث عن أسرارها، كلها كذب وتناقض وغلو وشرك وبدعة، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية القائل: «يا شبه الرافضة، يا بيت الكذب، فإن فيهم الغلو والشرك والمروق عن الشريعة ما شاركوا به الرافضة في بعض صفاتهم([55])، وفيهم من الكذب ما قد يقاربون به الرافضة في بعض صفاتهم أو يزيدون عليهم، فإنهم من أكذب الطوائف حتى قيل فيهم: لا تقولوا: أكذب من اليهود على الله، ولكن قولوا: أكذب من الأحمدية على شيخهم»([56]).

3- دعوة قبورية:


لقد مضى أن الأستاذ حسن البنا كان يشد الرحال لقبور الأولياء والصالحين، ولما كان القبوريون يلجؤون إلى الأموات يتوسلون بهم فقد هوّن حسن البنا من هذه الخطيئة؛ فقال في الأصل الخامس عشر من «أصوله العشرين»:

«والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة» .

وهذا جهل مركز؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة»([57])ثم تلا رسول الله قوله -تعالى-: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر:60].

إن العبادة يجب أن تكون خالصة لله وإلا لم يقبلها؛ لأنها إذا قرنت بشيء بطلت وردّها الله؛ كما قال -تعالى-: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} [الأنعام:162]؛ فالأمر من جوهر العقيدة والخلاف فيه جوهري وليس فرعي، وهذا القول من سبل الانحراف التي أدت بالكثير إلى عدم البحث فيها والتحقق منها مما أدى في نهاية الأمر إلى استمرارهم في بدعتهم، واستفحال أمر هذه البدعة العقائدية الكبيرة حتى رأينا المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين المدعو عمر التلمساني يدعو جهاراً نهاراً إلى القبورية فقال: «قال البعض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول، وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد»([58]).

وقال: «ولذا تراني أميل إلى الأخذ بالرأي القائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حياً وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم»([59]).

وقال: «فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد كرامة الأولياء والجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء»([60]).

ثم يؤنب المنكرين على القبوريين بقوله: «فما لنا وللحملة على أولياء الله وزوارهم والداعين عند قبورهم»([61]).

ثم زعم أن الأمر لا يخدش عقيدة التوحيد: «ولئن كان هواي مع أولياء الله وحبهم والتعلق بهم، ولئن كان شعوري الغامر بالأنس والبهجة في زياراتهم ومقاماتهم بما لا يخل بعقيدة التوحيد؛ فإني لا أروج لاتجاه بذاته؛ فالأمر كله من أوله إلى آخره أمر تذوق، وأقول للمتشددين في الإنكار هوناً فما في الأمر من شرك ولا وثنية ولا إلحاد»([62]).

وكذلك قال الدكتور مصطفى السباعي -مرشد الإخوان المسلمين في سوريا-، فقد نشرت مجلة «حضارة الإسلام» عدداً خاصاً بمناسبة وفاته وأوردت له بعنوان: مناجاة بين يدي الحبيب الأعظم؛ من قصيدة نظمها الراحل في الروضة النّدية قرب المنبر النبوي الشريف بعد صلاة العصر في (اليوم العاشر من محرم1384هـ) وتلاها -يرحمه الله- أمام الحجرة النبوية قبل الحج وبعده:

العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين



يا سـائق الظعــن نحو البيت والـحرم ونحو طيبة تبغي سيد الأمـم



إن كان سعيـك للمـختار نافـلة فسعي مثلي عند ذي الهمم



يا سيدي يا حبيب الله جئت إلى أعتاب بابك أشكو البرح من سقمي



يا سيدي قد تمادى السقم في جسدي من شدة السقم لم أغفل ولم أنم



الأهل حولي غرقى في رقادهم أنا الوحيد الذي جفاه النوم من ألم


قد عشت دهراً مديداً كله عمل واليوم لا شيء غير القول والقلم



يا سيدي طال شوقي للجهاد فهل تدعو لي الله عوداً عالي العلم

وهكذا يقف السباعي أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يبثه حزنه، ويشكو إليه من مرضه من دون الله رب العالمين...وكل هذا عندهم خلاف فرعي وليس من مسائل العقيدة (!).

إن إثبات وسائط بين الله وخلقه شرك يجب أن يستتاب قائله؛ فإن تاب كان خيراً، وإلا قتل ردة، فالأمر لا هوادة فيه، فلا هدنة ولا أنصاف حلول؛ لأنه يتعلق بالعقيدة المحضة، وليس كما يزعم الزاعمون أنه من الأمور الفرعية الخلافية التي لا تمت للعقيدة بصلة ألبته، ولا يخدشها بل هو أمر تذوق ووجد... سبحان الله لقد أصبح دعاء الأموات عند عتبات قبورهم ليس فيه شرك ولا وثنية ولا إلحاد(!).

قال العز بن عبد السلام: «ومن أثبت للأنبياء وسواهم من مشايخ العلم والدين وسائط بين الله وبين خلقه؛ كالحجاب الذين بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله -تعالى- حوائج خلقه، وأن الله -تعالى- إنما يهدي عباده ويرزقهم وينصرهم بتوسطهم، بمعنى أن الخلق يسألونهم، وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملك حوائج الناس لقربهم منهم، والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك؛ ولأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك، لكونهم أقرب من الملك إلى الطالب، فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه؛ فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب؛ فإن تاب وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون لله؛ شبهوا الخالق بالمخلوق، وجعلوا لله أنداداً»([63]).

تبصرة:


زعم «المهلهل» أن هذا القول ليس خاصاً بالشيخ البنا -رحمه الله- بل يمكن استخلاصه من كلام الشيخ الألباني عندما قال: «فمما سبق نعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه النصوص الكتاب والسنة، وجرى عليه عمل السلف الصالح، وأجمع عليه المسلمون هو:

1- التوسل باسم من أسماء الله -تبارك وتعالى- أو صفة من صفاته.

2- التوسل بعمل صالح قام به الداعي.

3- التوسل بدعاء رجل صالح.

وأما عدا هذه الأنواع من التوسلات؛ ففيه خلاف، والذي نعتقده وندين الله -تعالى- به أنه غير جائز ولا مشروع؛ لأنه لم يرد فيه دليل تقوم به الحجة، وقد أنكره العلماء المحققون في العصور الإسلامية المتعاقبة، مع أنه قال ببعضه بعض الأئمة فأجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط، وأجاز غيره؛ كالإمام الشوكاني به وبغيره من الأنبياء والصالحين»([64]).

والجواب على ذلك من وجوه:

أ- قول شيخنا الألباني -رحمه الله-: «... وأما ما عدا هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف» لا يعني ليس من مسائل العقيدة بل من مسائل الفروع؛ لأن مسائل العقيدة فيها خلاف كما لا يخفى على صغار طلبة العلم؛ كمسائل الصفات والإيمان والقدر.

ومما يؤيد هذا الفهم لكلام شيخنا أنه ذكر في كتابه «التوسل أنواعه وأحكامه»([65]) -وهو الذي أخذ منه المهلهل عبارة الشيخ السالفة- مسألة عقيدية فيها خلاف فقال: «... قد ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق، وهذه عقيدة، وهي لا تثبت عنده إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة ... ومن المعلوم أن هذه القضية فيها بين العلماء ...».

ب- أن شيخنا -رحمه الله- انتقد مقالة البنا؛ فقال: «... ومن هنا يتبين أن قول بعض الدعاة الإسلاميين في الأصل الخامس عشر من أصوله العشرين: «والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس في مسائل العقيدة» ليس صحيحاً على إطلاقه لما علمت أن في الواقع ما يشهد بأنه خلاف جوهري إذ فيه شرك صريح كما سبق، ولعل مثل هذا القول الذي يُهون من أمر هذا الانحراف هو أحد الأسباب التي تدفع بالكثيرين إلى عدم البحث فيه، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى استمرار المبتدعين في بدعهم، واستفحال خطرها بينهم»([66]).

وممن عدَّ التوسل من مسائل العقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وكنت وأنا بالديار المصرية في سنة إحدى عشرة وسبع مئة قد استفتيت عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فكتبت في ذلك جواباً مبسوطاً وقد أحببت إيراده هنا لما في ذلك من مزيد الفائدة؛ فإن هذه القواعد المتعلقة بتقرير التوحيد وحسم مادة الشرك والغلو كلما تنوع بيانها ووضحت عباراتها كان ذلك نوراً على نور»([67]).

تكميل: زعم الأستاذ سعيد حوّى أن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم كان موجوداً في جيل الصحابة فقال: «... والرواية الصحيحة التي مرت معنا تدل على أن فكرة التوسل إلى الله برسوله -عليه السلام- كانت موجودة في جيل الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم»([68]).

هذه الرواية التي صحتها هي حادثة عثمان بن حنيف في زمن عثمان
-رضي الله عنه- حيث علَّم رجلاً أن يتوجه برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال الأستاذ سعيد حوى: «وقد رأينا قول الطبراني أن الحديث صحيح وهو حجة في باب جواز التوسل إلى الله برسله بعد وفاتهم»([69]).

قلت: الجواب من وجهين:

أ- أنى لهذه الرواية الصحة، وقد اجتمعت فيها ثلاث علل قادحة؛ كما قال شيخنا -رحمه الله- بعد أن تبين عللها: «وخلاصة القول: أن هذه القصة ضعيفة منكرة لأمور ثلاثة، ضعف حفظ المنفرد بها، والاختلاف عليه فيها، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة فكيف بها مجتمعة»([70]).

ب- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إن كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون([71]).

وروى سليم بن عامر الخبائري -رحمه الله-: «أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس؛ فأمره معاوية؛ فصعد على المنبر، فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد ارفع يديك إلى الله، فرفع يديه ورفع الناس أيديهم، فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت لها ريح، فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم»([72]).

هذه الحوادث الصحيحة تؤكد أن فكرة التوسل بالأنبياء بعد وفاتهم لم تكن موجودة في جيل الصحابة -رضي الله عنهم- بل الأمر على عكس ما وصف الأستاذ سعيد حوّى.

4- الشيخ والمريد.

قال سعيد حوى: «فليكن المتعلم لمعلمه كأرض دمثة نالت مطراً غزيراً، فتشربت جميع أجزائها، وأذعنت بالكلية لقبوله، ومهما أشار عليه المعلم في التعلم؛ فليقلده وليدع رأيه، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه».

وقال -أيضاً-:وبالجملة -كل متعلم استبقى لنفسه رأياً واختباراً دون اختبار العلم، فاحكم عليه بالإخفاق والخسران»([73]).

وما هذه الأباطيل إلا مما فهمه سعيد حوّى من مرشده الكامل (حسن البنا) الذي يقول:

«إنما أريد بالفهم: أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صحيحة، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه في حدود هذه الأصول العشرين الموجز على الإيجاز»([74]).

وقال: «ونظام الدعوة في هذه المرحلة: صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين دائماً: أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج»([75]).

وهكذا يجعل البنا وشيعته فهمهم هو الاسلام الذي لا ينبغي الخروج عليه، ويعطي لنفسه صفة المعصوم الذي لا يرد عليه، وكأن أصوله العشرين هي السنة، وفهمه هو الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... وما على الاتباع والأشياع إلا أن يسلموا تسليماً دون تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرجوإلا فالإخفاق والخسران... نعوذ بالله من الخذلان وعدم التوفيق والحرمان.





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) «مذكرات الدعوة والداعية» (ص19-20).

([2]) المرجع السابق (ص22-23).

([3]) المرجع السابق (ص23).

([4]) هذا الشعر الذي يطرب له البنا وشيعته ويترنم به: لبابه الحلول والاتحاد ودثاره وحدة الوجود وشعاره الحقيقة الصوفية!!

([5]) المصدر السابق (ص70-71).

([6]) تأمل كيف يجعل الأستاذ البنا جماعة الإخوان المسلمين الوارث الشرعي للجمعية الحصافية الصوفية(!) أليس هذا بعث للصوفية من جديد وانظر لزاماً -ما تقدم (ص ).

([7]) المصدر السابق (ص24).

([8]) ذكر محمود عبد الحليم في كتابه «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» (1/61و2/347) عن حسن البنا: أن «إحياء علوم الدين» أعظم موسوعة إسلامية، وكانت إحدى أمانيه أن تتيح له الظروف شرح هذا الكتاب، وقد شرع فعلاً في ذلك؛ إذ أعد درساً أسبوعياً في منزله لمجموعة من أصحابه في شرحه، وكان حريصاً على كتابه كل درس يلقيه في كراسة -وهذا ما لم يفعله في دروسه الأخرى- ولكن الظروفحالت دون إتمام ذلك.

ولذلك بالغ سعيد حوى في مدح هذا الكتاب والثناء عليه فقد عدّه في «آفاق التعاليم» (ص77)، و«جند الله ثقافة وأخلاقاً» (ص119) من مظان علم الأخلاق الإسلامية.

وقد تجاهل القوم تجاهل العارف أن هذا الكتاب -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في «مجموع الفتاوى» (10/55)-: «فيه مواد مذمومة ، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان = بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين.

وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه، وقالوا: مرضه «الشفاء»؛ يعني: «شفاء» ابن سينا في الفلسفة.

وفيه أحاديث وآثار ضعيفة ، بل موضوعة كثيرة ، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم».

قال مقيده أبو أسامة الهلالي -كان الله له- : ومن العلماء الذين أنكروا على أبي حامد أبو بكر الطرطوشي ، والمازري، وأبو بكر بن العربي، والقاضي عياض، والذهبي، وابن= =الجوزي، وابن الصلاح، والنووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، والسبكي ، وابن كثير، وصالح بن مهدي المقبلي، وأبو العباس القباب ، وعبد اللطيف الحنبلي ، ومحمود شكري الألوسي، وابن حمدين القرطبي وغيرهم.

بل أفتى كثير من أهل العلم بحرقه، كما قال ابن القطان كما في «المعيار المعرب» (12/185)، لما وصل «إحياء علوم الدين» إلى قرطبة تكلموا فيه بالسوء، وأنكروا عليه أشياء لا سيما قاضيهم ابن حمدين؛ فإنه أبلغ في ذلك، حتى كفَّر مؤلفه، وأغرى السلطان به، واستشهد بفقهائه، فأجمع هو وهم على حرقه، فأمر علي بن يوسف بذلك بفتياهم، فأحرق بقرطبة على الباب الغربي في رحبة المسجد بجلوده بعد إشباعه زيتاً، بمحضر جماعة من أعيان الناس، ووجه إلى جميع البلاد يأمر بإحراقه.

وتوالى الإحراق على ما اشتهر عنه ببلاد المغرب في ذلك الوقت».

([9]) المرجع السابق نفسه (ص27-28).

([10]) شد الرحال للقبور جزء من دين الصوفية المخالف لدين الله وشرعه وما وضحه رسوله × القائل: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...» الحديث.

([11]) لم يبين الإستاذ البنا الحكم الشرعي الذي عرفه بعد ما هو(!) ؛ لأنه لا يرى بدعيته ولا يقر بحرمته ، بل يشكو من المبالغة فيه وهو يقرر أن أصل الحديث الصمت اإعراض عن اللغو كما سيأتي (ص ) وهو خلاف ظاهر عبارته هنا ، وقد بينت حرمته بالأدلة الصحيحة (ص ) فانظره.

([12]) المرجع السابق(ص28-29).

([13]) «جولات في الفقهين» (ص154).

([14]) «نظام الأسر ورسالة التعليم» (ص120).

([15]) «مجموعة رسائل البنا» (ص122).

([16]) «التفسير السياسي للإسلام» (ص130-131).

([17]) هو دعاء الطريقة الإخوانية الصوفية ، وقد أمر حسن البنا أتباعه عند ذكر الوظيفة أن يستحضر صورة من يعرف من الإخوان كما في رسالته: «المأثورات».

([18]) «تربيتنا الروحية» (ص172).

([19]) أي الوارث النبوي الكامل كما في المصدر السابق (ص159).

([20]) المصدر السابق (ص17).

([21]) المصدر السابق (ص18).

([22]) «جولات في الفقهين» (ص17).

([23]) المرجع السابق (ص84).

([24]) هذا افتئات على الحقيقة التأريخية، وانظر -لزاماً- (ص ).

([25]) انظر «مبحث التربية الصوفية» (ص132) لتعلم أن هذا تهويل وتشويش وخلط وتدليس.

([26]) «مذكرات الدعوة والداعية» (ص25-26).

([27]) المرجع السابق (ص48).

([28]) «حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه» (ص 71-72).

([29]) «تربيتنا الروحية» (ص178).

([30]) «ذكريات لا مذكرات» (ص268).

([31] ) انظر نماذج من هذه الأناشيد (ص ).

([32] ) «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» (1/109).

([33] ) «في قافلة الإخوان المسلمين» (1/48)

([34]) المرجع السابق (2/46).

([35]) انظر (ص ).

([36]) «تربيتنا الروحية» (ص ).

([37]) «تلبيس إبليس» (ص386).

([38]) لقد سبق البوذيون الكفرة أصحاب الطرق الصوفية إلى هذه المخاريق؛ وانظر -لزاماً- ملحق الوثائق (2).

([39]) «مجموعة الرسائل والمسائل» (1/121-146).

([40]) «العبر في خبر من عبر» (3/75).

([41]) «تربيتنا الروحية» وانظر ما تقدم (ص ).

([42]) «قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر» (ص133).

([43]) المصدر السابق (ص141)، و«الفجر المنير في بعض ما ورد على لسان أحمد الرفاعي الكبير» (ص8-9).

([44]) «إرشاد المسلمين لطريقة شيخ المتقين» أحمد الفاروتي (ص82).

([45]) «مجموعة الرسائل والمسائل» (1/155).

([46]) «قلادة الجواهر» (ص15،20،108)، و«ذخيرة المعاد في سيرة بني صياد»، محمد مصطفى أفندي (ص33)، و«ضوء الشمس في قول النبي بني الإسلام على خمس»، أبو الهدى الصيادي (1/174).

وللصيادي الزائغ كتاب في هذه الحادثة سماه: «فخر المخلد في منقبة اليد» (ص10-11)، واعتبرها في «قلادة الجواهر» (ص15,104و108) متواترة لا ينكرها إلا ضال.

([47]) «إرشاد المسلمين» (ص15).

([48]) «قلادة الجواهر» (103).

([49]) المرجع السابق (ص193).

([50]) المرجع السابق (ص226).

([51]) المرجع نفسه (ص233-234).

([52]) «القواعد المرعية» (ص7)، و«الفخر المخلد» (ص2).

([53]) «الفجر المنير» (ص88)، و«روضة الناظرين» (ص73).

([54]) «قلادة الجواهر» (ص43و87و129)، و«الفجر المنير» (ص76)، و «بوارق الحقائق» (ص224) و«إرشاد المسلمين» (ص87)، و«المعارف المحمدية» (ص40و112) و«خزانة الإمداد» (ص34).

([55]) وانظر (ص ).

([56]) «مجموعة الرسائل والمسائل» (1/155).

([57]) أخرجه أصحاب السنن وهو صحيح.

([58]) «شهيد المحراب عمر بن الخطاب» (ص225-226).

([59]) المرجع السابق (ص226).

([60]) المرجع السابق (ص226)، وانظر -لزاما- ما تقدم (ص ).

([61]) المرجع السابق (231).

([62]) المرجع السابق نفسه والصفحة نفسها.

([63]) «الواسطة» (ص5).

([64]) «للدعاة فقط» (ص9-110).

([65]) (ص166-167).

([66]) المرجع السابق (ص148).

([67]) «قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» (ص125).

([68]) «تربيتنا الروحية» (ص310).

([69]) المصدر السابق (ص309).

([70]) «التوسل أنواعه وأحكامه» (ص94-95).

([71]) أخرجه البخاري.

([72]) أخرجه ابن عساكر والفسوي وأبي زرعة الدمشقي في «تواريخهم» بإسناد صحيح.

([73]) «المستخلص لتزكية الأنفس» (ص17-18).

([74]) «مجموعة رسائل البنا» (صض356).

([75]) المرجع السابق (ص362).

منقول بتصرف .










قديم 2013-11-08, 16:36   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المسبح لله
عضو جديد
 
الصورة الرمزية المسبح لله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فيـــه رسالة جميلة اشتريتها من المعرض الدولي

بعنوان "
بتوكولات حاخامات الإخوان المسلمون "

أظن هكذا العنوان

تصفحت بعض الوريقات فوجدته كام بمقارنة بين بروتوكولات الصهاينة و الإخوان ووجه التوافق بينهم

فالرسالة مفيدة










قديم 2013-11-09, 00:32   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإخوان المسلمون جماعة دعوية حركية وليست مذهبا كلاميا أو فقهيا
وهي لا تلزم أتباعها باعتناق عقيدة معينة
لذلك تجد فيهم السلفي وفيهم الأشعري..

أما الطائفة الضالة من أتباع الجامي والمدخلي فهم آخر من يؤبه لهم في الحكم على الأعيان والجماعات
فهم قوم أوتوا لجدل وحُرموا العمل










قديم 2013-11-10, 08:42   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
غانم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العثماني مشاهدة المشاركة
الإخوان المسلمون جماعة دعوية حركية وليست مذهبا كلاميا أو فقهيا
وهي لا تلزم أتباعها باعتناق عقيدة معينة
لذلك تجد فيهم السلفي وفيهم الأشعري..

أما الطائفة الضالة من أتباع الجامي والمدخلي فهم آخر من يؤبه لهم في الحكم على الأعيان والجماعات
فهم قوم أوتوا لجدل وحُرموا العمل
ماهذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركة الإخوان لاتلزم اتباعها باعتناق عقيدة معينة !!!!!!!!!!!!!!! هي تسع الجميع حتى العلماني إذا كان ضد الحاكم المهم يزيد العدد
حركة الإخوان حركة دعوية !!!!!!!! تدعو المجتمع الى الفتن و إلى الخروج عن الحكام لكي يبقى المسلمون في دوامة الفوضى و بالتالي لن تقوم لهم قائمة

((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ..))

أما اتباع الجامي و المدخلي فلا يهمهم الحكم وإنما تهمهم الدعوة إلى توحيد الله عز و جل و إن حرموا العمل فلن يموتوا جوعا لأن الرازق لست أنت.









قديم 2013-11-10, 08:45   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد مصطفى الحبيب
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هم بأشاعرة و لا هم أهل سنّة و بالمختصر المفيد الإخوان حزب سياسي يتجلبب بعباءة الدين للوصول إلى الحكم .









قديم 2013-11-10, 23:35   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غانم الجزائري مشاهدة المشاركة
ماهذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركة الإخوان لاتلزم اتباعها باعتناق عقيدة معينة !!!!!!!!!!!!!!! هي تسع الجميع حتى العلماني إذا كان ضد الحاكم المهم يزيد العدد
حركة الإخوان حركة دعوية !!!!!!!! تدعو المجتمع الى الفتن و إلى الخروج عن الحكام لكي يبقى المسلمون في دوامة الفوضى و بالتالي لن تقوم لهم قائمة

((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ..))

أما اتباع الجامي و المدخلي فلا يهمهم الحكم وإنما تهمهم الدعوة إلى توحيد الله عز و جل و إن حرموا العمل فلن يموتوا جوعا لأن الرازق لست أنت.
لا تتكلم بما لا تعلم
علماني من الإخوان المسلمين
لم أقرأ تفاهة مثل هذه التفاهة
حقكم تجاوز حقد العلمانيين على الإخوان









قديم 2013-11-10, 23:36   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة الإخوان عقيدة سلفية كما هي عقيدة أبي الحسن الأشعري










قديم 2013-11-11, 10:58   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
غانم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق43 مشاهدة المشاركة
عقيدة الإخوان عقيدة سلفية كما هي عقيدة أبي الحسن الأشعري
1- لاحظ كيف انك تنسبهم الى الشخص . العقيدة السلفية تنسب الى ماكان عليه البني صلى الله عليه وسلم و صحابته رضوان الله عليهم
2- انا اتكلم حسب علمي نائب حزب الحرية و العدالة مسيحي و هذا ما ذكره الإخوان أنفسهم









 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمون, العقدية, الإخوان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc