توحيد الربوبية
هو: إفراد الله بأفعال الرب تعالى ومقتضيات الربوبية.. من الخلق والرزق والتقدير .. والملك والسلطان والتدبير.. قال تعالى: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة الرعد:16). وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} (سورة الإسراء: 111). وتوحيد الأفعال إقرار بأن الله هو الفاعل الحقيقى لكل شيء.. ولذا عرفه الإمام الصنعاني بقوله: "توحيد الخالقية والرازقية ونحوها ومعناه أن الله وحده هو الخالق للعالم فهو الرب وهو الرازق للخلق" بمعنى أن الرب سبحانه غني بنفسه.. وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له واجب له لازم من لوازم نفسه تعالى.. لا يفتقر في شيء من ذلك إلى غيره.. بل أفعاله من كماله: "كمل ففعل".. وإحسانه وجوده من كماله.. فلا يفعل شيئا لحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه.. بل كلما يريده يفعله.. فهو فعال لما يريد.. وهو سبحانه بالغ أمره.. فكل ما يطلب فهو يبلغه ويناله ويصل إليه وحده لا يعينه عليه أحد.. ولا يعوقه أحد.. ولا يحتاج في شيء من أموره إلى معين.. وما له من المخلوقين ظهير.. وليس له ولي من الذل وكبره تكبيراً.. و القول بحدوث أفعال الله تعالى .. باطل مردود بالنقل والعقل قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} ( سورة الأنعام: 164). والإيمان بأفعال الله طريق للإيمان بألوهيته تعالى.. بإفراده بالطاعة والعبودية..