عندما تصبح إسرائيل قدوة؟!
================
================
يكتبها: سعد بوعقبة
===========
ثبت الآن بالدليل القاطع أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الوحيد في المنطقة العربية الذي لا يطلق النار على شعبه.! وثبت أيضا بالدليل القاطع بأن رجال الدين اليهود المتشددين من حاخامات وربية هم أيضا رجال الدين الأصوليين في المنطقة الذين لا يناصبون العداء لجيش بلادهم ولا يسعون إلى فرض دينهم بالقوة على بقية سكان إسرائيل من اليهود وغير اليهود.
عندما يقول الغرب بأن إسرائيل واحة الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط الظلامية ففي القول شيء من الصحة.
هل يمكن أن يتصور عاقل بأن مصر البلد الذي فيها الأزهر يمكن أن يخرج منها من يستخدم الإسلام في التجارة السياسية لأجل الوصول إلى الحكم أو البقاء فيه بقوة الحديد والنار؟!
وهل كان أحد يتصور أن الجيش المصري الذي يفتخر ويتيه بفخره على الشعوب الأخرى في المنطقة وغير المنطقة كونه يتمتع بإسناد ظهر شعبي كبير قلما يتوفر لجيش آخر في المنطقة. هذا الجيش هذا وضعه مع شعبه يتحوّل إلى عدو لدود لجزء من هذا الشعب حتى ولو كان هذا الجزء من الشعب لا يمثل الأغلبية!
أخوان مصر كانوا يتباهون على إخوان غيرهم من الدول في المنطقة كونهم القدوة في النضال الديني السياسي، وأنهم أكثر التنظيمات الإسلامية تأهيلا لاستلام الحكم في المنطقة.. وأنهم عندما يصلون إلى الحكم سيغيّرون بـ"مسداكيتهم” السياسية وجه تاريخ المنطقة برمتها.. ولكن عندما وصلوا إلى الحكم أظهروا ضحالة سياسية رهيبة.. وأدت ضحالتهم إلى الزج بالبلاد في أتون حرب أهلية أساسها الصراع السياسي بالدين، وهو أخطر أنواع الانقسامات الاجتماعية.. فقد رأينا ما فعله الانقسام الديني بأيرلندا الشمالية رغم أن الخلاف الديني السياسي كان داخل الدين الواحد وهو المسيحية.. وقد رأينا ما فعلت الطائفية الدينية بلبنان الشقيق طوال 50 سنة ماضية وهو من هو في الوعي السياسي والثقافي في المنطقة.
الإخوان ومرسي وضعوا الأسس للانقسام السياسي الديني المبشر بحرب طائفية أهلية بمواصفات دينية، والعسكر والسيسي أكملوا الباقي حتى أصبحت القاهرة نارا ودخانا وقد كانت إلى عهد قريب نورا وأمانا.
كل الذين ساهموا في تسيير المرحلة الانتقالية بعد سقوط مبارك ينبغي أن يحاسبوا ويحاكموا عما ألحقوه بمصر.. لأن سقوط مبارك لا يعني الزج بالبلاد في أتون الحرب الأهلية.. ولهذا فالسيسي والمرسي وجهان لعملة واحدة، هي عملة الاستبداد والدم.
لأجل المحافظة على البقاء في الحكم باسم طائفة المرشد أو باسم مجموعة الرانجارس.. فالأمر سيان!