رفعت محفظتي متثاقلا متوجها للمدرسة أهز ورائي خيبة الأمل وجدت عند الباب بعض الشباب يتهكمون علي ويتغامزون " واش درتو فيها الشيخ ولا وقيلا مكاش منها "دفعت باب المؤسسة و إذا بالحاجب يسألني عن ما حقق .....واصلت خطواتي متثاقلا و إذا بالمدير غير المضرب يخفف من وقع الأمر " معليش المهم المشاركة في تحقيق منحة المسؤولية أح أح أح أح أح عفوا المنطقة للمدراء أح أح أح أح أح عفوا للمعلمين .دخلت لقاعة الأساتذة فوجدت زملائي الذين نعتهم بالأمس بالخونة و المستفدين و الجباء و الأذلاء و و و و و لم أستطع رفع رأسي وتذكرت الكلامات الجارحة و عرفت الآن وقعها على رفيق دربي على من قاسمني الطبشور و صياح الأطفال عرفت أني بعت عشرته لدريهمات و للحظة تلاعب بي الشيطان فظننت نفسي عنتر ابن شداد و نسيت أن بطولاتي لن تدوم و سيأتي يوم أضع فيه السيف وأ لبس مأزري نسيت أني معلم نعم معلم أدرس الأطفال نسيت أني ذلك الرجل الذي يربي و يعلم نسيت كل شيئ في لحظة كبرياء على من رافقوني في الدرب و رحت أتبع سراب من ليس له من التعليم الا اللقب و لم يستنشق رائحة الطبشور فلقد غرروا بنا بكلمة حق أريد بها باطل لن أسامحكم يا من قتلتم أحلامنا و وسعتم الشرخ مع زملاءنا لنستفيق و نجدكم قد غنمتم ونحنا فشلنا الٱن فهمتم الدرس فعنترة يعف عند المغنم لأنه صاحب مبادئ و أخلاق فالإضراب قبل أن يكن للمغنم فهو فعل بطولي للذات و ليس على زميلك