4 - ويرفع يَدَيْهِ مع التكبير (بحيث تكون أصابعه مضمومة وموازية للكتفين أو الأذنين، غير ملاصقة لهما).
5 - ثم يضع يَدَهُ اليُمْنَى على اليُسرَى على صدره.
6 - ثُم يقول دعاء الاستفتاح بأي الصِيَغ الواردة، وأسهل الصِيَغ حِفظاً: (سبحانكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِك، وتباركَ اسْمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيْرُك).
7 - ثم يستعيذ، وذلك بأنْ يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من هَمْزِه ونفخِهِ ونَفْثِهِ)، أو (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، مِن همزه ونفْخِهِ ونفثِه)، ويَجُوز أنْ يقتصر على: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقط.
8 - ثم يقرأ الفاتحة: وهي رُكْن من أركان الصَّلاة، لا تَصِحّ الصلاة إلا بها، ويَجِب قراءتها في كل ركعة على كل مُصَلٍّ باتفاق العلماء، إلا المأموم.. فقد اختلف العلماء في وجوب قراءَتها عليه، والراجح أنَّ قراءتها واجبة عليه أيضاً في كل ركعة، سواء كانت الصلاة سرية أو جهريَّة، وسواء ترك له الإمام فرصة لقراءتها أو لا، ويجب أنْ يُراعِي المُصَلّي نُطق الشَدَّة في كلمة: ﴿ إيَّاك ﴾.
9- ثم يقول: "آمين": وهو عبارة عن تأمينٌ على دعاء: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، ومعناها: (اللهُمَّ استَجِب)، ويُستَحَبّ التأمين للمأموم حتى لو تركه الإمامُ، ويُستَحَبّ كذلك أنْ يقع تأمين المأموم مع تأمين الإمام، لا قبله ولا بعده - قدر ما يستطيع - لأنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنُوا، فإنه مَن وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبه))[3]، أمّا بالنسبة لِنُطق كلمة "آمِين": فإنَّ المَقطَع: (مِين) (الذي في آخر الكلمة) يُمَدّ حسب مَدّ الإمام لِخواتيم الآيات، أما المقطع: (آم) (الذي في أول الكلمة) فيُقصَر حركتين فقط، (يعني لا يُمَدّ مَدّاً زائداً عن الحَدّ كما يفعل أكثرُ الناس).
10 - ثم يقرأ سورةً بعد الفاتحة:
ويُلاحَظ أنه إذا بدأ قراءته مِن وسط السُّورة فإنه لا يقرأ البسملة (يعني يستعيذ ثم يقرأ مباشرة)، واعلم أنَّ السُنَّة الوقوف عند كلِّ آية، واعلم أيضاً أنه يَجُوز أنْ يقرأ أكثرَ من سورة في نفس الركعة الواحدة، ويُلاحَظ أنَّ السُنَّة إطالةُ الرَّكعة الأولى على الثَّانية في القراءة، ويُلاحَظ أيضاً أنَّ المأموم لا يقرأ خلف إمامه في الجهريَّة إلاَّ فاتحة الكتاب فقط، إلا إذا كانت الصلاة سرِّية، أو كان لا يَسْمع قراءة الإمام في الجهرية، واعْلَم أنَّ القراءة لا تتحقَّق إلاَّ مع تَحْريك اللسان والشَّفتَيْن بالحروف، وأما ما يفعله بعض المُصَلِّين من الوقوف صامتين فإنه لا يَصِحّ، ولا تَصِحّ قراءتهم فيما يُجْرونَها على قلوبِهم.
11 - ثم يُكَبِّر للركوع رافعًا يَدَيْهِ كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام:
والرَّاجح أنه يقول كلمة: (الله أكبر) أولاً، ثم ينزل إلى الركوع مسرعاً، وكذلك عند النزول إلى السجود فإنه يقول: (الله أكبر)، ثم ينزل إلى السجود مسرعاً، وذلك حتى لا يسبقه أحد من المأمومين، أما إذا كان الإمام بطيء الحركة لِكِبَرٍ في السِن أو لِسِمنَةٍ أو غير ذلك فلهُ أنْ يأخذ بالرأي الآخر وهو أنْ يَمُدّ كلمة (الله أكبر) حتَّى ينتهي إلى آخِر الرُّكن لكي لا يسبقه أحد، ولكن الخطأ هو أنْ يصل إلى نهاية الركن أولاً ثم يُكَبِّر، مثل مَن يُمكِّن جبهته للسُّجود أولاً ثم يُكَبِّر، وهذا خطأ، والأوْلَى أنْ يُعَلِّمَ الناسَ السُنَّة حتى ينتظروا نزوله ولا يتعجلوا النزول قبله، ويُستَحَبّ للإمام الجَهْر بالتكبير؛ لِيُسمع المأمومين، فإنْ لم يَبْلُغْهم صوتُه استُحِبَّ لبعض المأمومين رَفْعُ صوته ليسمعهم.
12 - ثم يركع، والرُّكوع ركْن، وهيئة الركوع أنْ ينحنِيَ ويضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، ويفرِّج بين أصابعه كالقابض علَيْهما، وأنْ يقيم صلْبَه - قدر ما يستطيع - بحيث يكون مستويًا، وكذلك لا يرفع رأسه وهو راكع، ولا يخفضها خفضاً كبيراً، ولكن بين هذا وذاك، ويُكْرَه أنْ يضع يَدَيْهِ بين فخذيْه أثناء الركوع، وكذلك يراعِي ألاّ يثني رُكْبَتَيْهِ أثناء الركوع، بل ينصبهما قدر المستطاع، ويُلاحَظ أنه يَحْرُم قراءة القرآن في الرُّكوع والسجود.
13 - ويَطمئِنَّ في ركوعه، والاطمئنان في الرُّكوع ركن عند جُمهور أهل العلم، واعلم أنَّ أقلُّ الطمأنينة: أنْ يَمْكُث في هيئة الرُّكوع حتَّى تستقرَّ أعضاؤه، ويرى بعض العلماء أنَّ أقل الطمأنينة أنْ يسبح تسبيحة واحدة بتمهل.
14 - ثم يرفع رأسه من الركوع، قائلاً: (سمع الله لِمَن حَمِده، ربنا ولك الحمد)، رافعًا يَدَيْهِ كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام، وقد أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الرَجُل الذي قال: ((ربَّنا لك الحمد حَمْدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه)) أنه رأى بضعًا وثلاثين ملَكًا يبتدِرونَها أيُّهم يكتبها أوَّلاً.
15 - ثم يطمئن في اعتداله، وأما عن طريقة وضع اليَدين أثناء الاعتدال فهو مُخيَّر بين إرسالِهما وبين وَضْع اليُمْنَى على اليُسرَى.
16 - ثم يُكَبِّر (تكبيرة النزول للسجود)، ثم يَهْوي إلى السجود ويسجد:
وأما عن طريقة النزول للسجود:
فالراجح أنه يضع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ؛ وسواء نزل على قبضته أو نزل على كفيه، ولكن ينبغي ألاّ نُنكِر على مَن ينزل برُكْبَتَيْهِ أوّلاً، لأن الأمر محل خلاف بين العلماء، واعلم أنَّ السجود ركن من أركان الصلاة وكذلك الطُّمَأنينة فيه ركن أيضاً، ويُلاحَظ أنَّ السجود يكون على سبعة أعضاء، وهي: (وجْهه - (بالجبهة والأنف معاً) -، وكفَّاه، ورُكْبتاه، وقدَماه).