تشابهت قلوبهم

[القلعة]

بعض حكامنا اطال الله في اعمارهم حتى تثقل اوزارهم لا يقبلون بأي شيء اسمه تداول للسلطة

اي اقتراب من كراسيهم سيدخلهم حتما في هيستيريا وتشنج وهياج ينتج عنه ردود فعل آنية قوية وغبية في نفس الوقت .

لن يبالي هؤلاء الحكام في قتل اي عدد من البشر من اجل الأستمرار في حكم البقية , اي عدد من البشر يمكن ان يكون ثلاثة ملايين مثلاً كما قال احدهم يوماً!!! , لان شعارهم "في سبيل حكم البقية فلتسحق الجماجم ."


قلت ان ردود افعالهم غبية وهي بالفعل كذلك خاصة في هذا الزمان , زمن اليوتيوب والفيسبوك وتويتر وحقوق الأنسان , فيما سبق كانوا يستطيعون ان يقتلوا من شاءوا كيفما شاؤا دون ان يعلم احد اما الأن فكل شيء يعرض في شاشات مستطيلة عالية الدقة اول بأول , ولم يبقى لهؤلاء الأنظمة إلا اسطوانة مشروخة ( مفبركة , مؤامرة , ارهاب قاعدة , جراثيم , قلة ارهابية , مهلوسين)

لم يعد احد يرغب في ان يناقش هذه الكلمات الخشبية المضحكة , لأن العالم كله يعلم ان صاحبها كذاب ومن نوع صفيق .

الموضوع في الحقيقة ليس هنا , الموضوع في الفكر الذي يدير به هؤلاء الحمقى ازماتهم , لم يتعودوا على استعمال العقل يوماً , كان سلاحهم الوحيد هو القوة أو( الجبن ) وهذا ما تربوا عليه فلم يجيدوا غيره اليوم .

فهل يعقل ياسادة ان التصعيد وقتل عدد اكبر سيحل المشكلة ؟

قتل عدد اكبر كان فيما سبق , في الثمانينات أو حتى في التسعينيات مثلاً يمكن ان يكون حلاً , اما اليوم فقتل المزيد يعني مزيد من الغرق في وحل المشكلة , ارهاب الناس على سبيل المثال سيؤدي إلى نزوحهم ومعهم ذكريات اليمة لن يكفوا عن تذكرها والتصريح بها لوسائل الأعلام التي ستكون بلاشك حاضرة في هذا المشهد,طبعاً ستسرع هذه الأنظمة العتيدة والغبية في آن للأنكار بشكل مثير للأشمئزاز الممزوج بالسخرية فضلاً عن ان يؤخذ على محمل الجد .

وفي سياق آخر , فأن الأستمرار في القتل بحجة قمع القلة الأرهابية او "الشرذمة القليلون كما قال فرعون سابقاً "سيفرز انشقاقات في القوة التي يستخدمها الحاكم , فالشرفاء لن ينساقوا طويلاً وراء طيش الحاكم , وبالتالي فهو يكرس جهداً لبناء جيش مضاد دون ان يدري .

المزيد من القتل سيرهق حتى المؤيدين ( دولاً كانوا او افراداً ) في الخارج ويوما بعد يوم سيقل التأييد حتى يصل إلى نقطة الطلاق البائن .

عامل اخر يمكن ان يكون مؤثر وبشكل فاعل , وهو اخفاق نماذج وامثلة مشابها استخدمت اساليب منتوعة للحيلولة دون سقوطها , هذا سيعزز من الروح المهزومة لدى الحاكم وسيرفع معنويات الشعوب ومن يساندها.وربما هو السبب الحقيقي الذي يجعل الحكام الحمقى يردون بشراسة اكبر مع تساقطهم واحد بعد الآخر , خاصة إذا اسقط صور الرئيس فلان حال سقوطه على شخصيته و شعبه , عندها سيحس وكأنهم هم من فعلوا به ذلك !!


فهل يستطيع الحاكم بعد ان صعد الأمر وخلق اعداء وكبر حجمهم في هذا العالم الفسيح المتصل ببعضه ان يرجع ليحكم من جديد ؟


اظن ان هذه الأنظمة قد حكمت على انفسها بالأعدام عندما استخدمت منطق القوة في الرد على الشعوب .

السلام عليكم