وسقطت ورقة التوت عن عورتكم يا عرب
حاول مستوطنون مدعومون بقوات شرطية إسرائيلية إقتحام المسجد الأقصى مؤخرا وهو ما تصدت له ما يسمى مجموعات المرابطون التي تقيم في المسجد الأقصى ليل نهار وتتناوب على حمايته وحراسته وتتلقى الدعم من أهالي القدس والضفة الغربية بشكل عام. تصدى الشباب الشجعان لقطاعن المستوطنين مستخدمين مساند خشبية إظطروا في سبيل الحصول عليها لتكسير بعض الأثاث داخل المسجد(حوامل القرآن الكريم) إلا أنها كانت سلاحهم الوحيد. المهم أنه تم إفشال المحاولة وهم سوف يعاودونها مرة أخرى وسوف تتصدى لهم المرابطون مرة أخرى ولكني بتتبعي ردود الفعل العربية وملايين المتظاهرين التي كانت مثلا تهتف في ميدان التحرير, على القدس رايحيين شهداء بالملايين, فلم أجد حتى 10 أشخاص يقومون بتنفيذ وعودهم تلك. مظاهرات صاخبة من أجل فلسطين وشعارات حنجورية وجعجعة وكلام فارغ وحكومات إسلامية في كل من مصر وتونس وليبيا وغزة وجامعة عربية مشغولة بالتآمر على سوريا والجزائر وإستكمال تدمير ما تبقى من ليبيا وبس.
في نفس زمن العهر العربي الذي كانت فيه قطعان المستوطنين تحاول إقتحام الأقصى فقد كانت الجامعة العربية تتآمر على حصار سوريا والقرضاوي يفتي بالجهاد ضد النظام السوري والأردن يفتح أراضيه لإستقبال المتأيدزين الليبيين للجهاد في سوريا لعلهم ينالون الشهادة فيغفر الله لهم خطاياهم ومصر سحبت سفيرها من سوريا والإخوان المسلمين حلفوا بشرفهم أنهم يحترمون المعاهدات والإتفاقات مع الشقيقة إسرائيل وأصبحنا نسمع للأسف عن المجاهدبن الشجعان الذين يريدون إعلاء راية الجهاد بقطع رأس كل من يوالي النظام السوري وهم من الأردن وآخر من ليبيا وآخر من قطر وآخر من السعودية وقس على ذالك فقد إجتمعت لحى الإجرام كلها في سوريا مع أن فلسطين على مرمى حجر منهم. كنت قد حذرت قبل ذالك عشرات المرات من النظام الأردن الذي يتولاه كرزاي أمريكي/يهودي آخر همه العرب وقضايا العرب وهو مشغول بالتشفيط في كاليفورنيا بدراجته النارية ولعب القمار في لاس فيجاس.
إن صحت تصريحات رئيس الوزراء السابق معروف البخيت أنه تمت إقالته بضغط من ممالك النفط والغاز لرفضه توريط الأردن في الشأن السوري والإتيان بأحد أحذية الملك للقيام بهذه المهمة وفتح أراضي الأردن للمتأيدزين الليبيين, فإن هذا يطرح تسائلات عن مدى التورط الأردني في المؤامرة على سوريا ومدى إنغماس الأردن الرسمي في تلك المؤامرة. الإنغماس غبر الرسمي في الأردن يتولى مهمته بالنيابة عن النظام الأردني حزب جبهة العمل الإسلامي وهو أحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذيوصف ما يحصل قي سوريا من قبل الحكومة بأنه يرقى الى جرائم ضد الإنسانية, طبعا كلامهم لا يشمل ما يحصل في العراق أو فلسطين أو الأردن أو البحرين. تعزيزا لدورهم المشبوه ضمن ما يسمى الربيع العربي فقد دعا حزب الإخوان المسلمين في الأردن حكومة الخصاونة الى طرد السفير الأردني من عمان على الرغم من أن علم إسرائيل ما زال يرفرف خفاقا عاليا في سماء مملكة بني هاشم أحفاد الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم, وقد كان ذالك بتصريح من قاع الدست للإخونجي همام سعيد.
ولأن حزب الإخوان المسلمين أنشأه عميل بريطاني في مصر سنة 1928 فقد تناغمت أجندات ذالك الحزب وتفرعاته في البلدان العربية المختلفة مع أجندات ومصالح دول الكفر من بريطانيا وفرنسا وأمريكا وطبعا الشقيقة الصغرى إسرائيل. إخوان مصر صرعونا بإتفاقية كامب ديفيد وتخوين من يوافق عليها وأنها عار لمصر وما أن إستلموا السلطة بمباركة أمريكية حتى سارعوا لتقديم فروض الولاء والطاعة وأعلنوا إحترامهم لكل إتفاقيات العهد السابق إبتداء من كامب ديفيد وليس إنتهاءً بتوريد الغاز لإسرائيل(وليس غزة المحاصرة) بسعر شبه مجاني. إخوان الأردن ليس بمختلفين عن فرعهم الأم الملتحي في مصر فهم يطالبون هذه الأيام بمقاطعة البضائع الروسية والصينية وليس مثلا تفعيل إتفاقية المقاطعة العربية للبضائع الإسرائيلية أو إعادة النظر ببنود إتفاقية كامب ديفيد وإحتلال إسرائيل لأراضي أردنية تحت مسمى إتفاقية تأجير لمدة 99 سنة.
وزيادة في التأكيد على التناغم بينهم وبين إخوانهم في اليهود وتأكيدا على روابط الصداقة والأخوة المشتركة فقد لبى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نداء وامعتصماه الذي أطلقته عصابات الإخوان المجرمين في سوريا ونقله له عبر الأثير الثوري همام سعيد وغيره ممن لم يطلقون ربع رصاصة من أجل فلسطين وندد بالرئيس السوري وأنه ليس عنده مانع من أن يلحق الأذى بشعبه. حزب الإخوان الملتحين في الأردن والذي كان يقدم الدعم لحزب الملتحي الذي إرتكب المجازر في سوريا في فترة الثمانينيات وخصوصا مجزرة مدرسة المدفعية في حلب وفتحوا لهم معسكرات تدريب بمباركة الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال بل وشارك أعضاء من الجزب الملتحي بتنظيم غزوات جهادية مباركة الى الأراضي السورية إنتهت الى الدعس بالبوط العسكري السوري وعودتهم بين قتيل وجريح, بينما لم يطلقوا ربع رصاصة على إسرائيل التي تبعد حدودها عن الرمثا بضعة كيلومترات.
المشكلة أن الشعوب العربية المخدرة بالفيسبوك والجزيرة وعشرات السنين من المناهج الدراسية صممت لكي تقتل كل روح قومية عروبية في عقل الشباب العربي الذي تم حقنه بأفيون الغيبيات عشرات السنين مما أدى لتخريب أجيال كاملة من الشباب وتخدير عقولها وتجييرها لصالح رجال دين من أمثال القرضاوي والعرعور واللحيدان وهو ما نحصد نتائجة في وقتنا الحالي. تصرف قطر مئات الملايين من الدولارات وتصرف السعودية أيضا مئات الملايين من الدولارات وكل تلك المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحف والمواقع على الشبكة العنكبوتية التي تمول من مال النفط والتبرعات التي تجمع هنا وهناك لعصابات الإخوان المسلمين والسلاح الذي يصدر الى سوريا من أجل إستخدامه في عمليات قتل على الهوية ومليارات الدولارات التي تصرفها السعودية وقطر على شراء السلاح من أجل السمسرة والكوميشن وليس من أجل إستخدامه في تحرير فلسطين, كل ذالك والمرابطون في المسجد الأقصى يدافعون عنه بإستخدام عوارض خشبية من محامل المصاحف داخل المسجد.
كل تلك الهتافات الحنجورية في المظاهرات التي تجري في دول عربية مختلفة من أجل الإستهلاك الإعلامي وعلى القدس رايحيين شهداء بالملايين وإطلاق شعارات بعمرها لم تنفذ والأقصى قد باعته الشعوب قبل القيادات ولم يجد للدفاع عنه غير بضعة عشرات من المرابطين من أهل القدس ومن تمكن من الدخول الى القدس من أهالي الضفة الغربية. ماحصل مؤخرا في القدس والمسجد الأقصى قد أسقط ورقة التوت عن ما يسمى زورا الربيع العربي وهو ليس الربيع العربي بل هو ربيع برنارد هنري ليفي والفيسبوك والناتو, إمامهم ساركوزي وأوباما بمعاونة العرعور والقرضاوي واللحيدان.
هذا الربيع الطائفي قد أسقط عنه بضعة عشرات من المرابطين في المسجد الأقصى ورقة التوت, فإذا كنتم تريدون حقا أن تتعرفوا على شعب الله المختار القائم بفريضة الجهاد الى يوم الساعة فزوروا فلسطين وإذا كنتم تريدون أن تتعرفوا على الطائفة المنصورة فأقترح عليكم أن تمضوا ليلة مع المرابطين في المسجد الأقصى وليس في خيام ميدان التحرير وسط دخان المعسل والكيف ومساء الفل يا بيه أو مظاهرات طيارة لمدة خمسة دقائق في سوريا أو مظاهرات يوم الجمعة التي يسيطر على وقائعها حزب الإخوان الملتحين الذين هم أول من باع فلسطين وآخر من سوف يفكر في المشاركة في تحريرها. تحية ثورة فلسطين الوطن أو الموت
بقلم : إيهاب العمري