الكلاشينكوف أرخص من الخبز في مقديشو - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكلاشينكوف أرخص من الخبز في مقديشو

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-01, 23:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
floraparadis
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية floraparadis
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 الكلاشينكوف أرخص من الخبز في مقديشو

العائد من مقديشو: لخضر رزاوي مصدر : جريدة شروق

لكلاش الروسي مقابل حزمة من زطلة الـ"قات"

إذا أردت أن تشتري كيس أرز أو رغيف خبز في الصومال، فذلك مشكلة كبيرة، حتى ولو تملك آلاف الدولارات، أما شراء الأسلحة، فعملية سهلة وبسيطة ولا تحتاج لأي مجهود، حيث يعوم الصومال فوق بحر من الأسلحة، وأصبح امتلاك السلاح في مقديشو أمرا عاديا، في حين أن تمتلك كيس دقيق أو أرز فذلك أمر عجيب، قد تُسأل عن مصدرها.

"الشروق" اقتربت من عالم تجارة الأسلحة في الصومال، ووقفت على المستوى الذي وصلت إليه فوضى السلاح في هذا البلد الذي مزقته المجاعة والفقر وأنهكته الحروب الأهلية والقبلية والصراع من أجل سلطة وهمية، واكتشفت من خلال جولاتها الميدانية في العاصمة مقديشو أن هذا البلد صار من أكبر أسواق السلاح في إفريقيا، فما عليك سوى أن تتجول في شوارع مقديشو حتى تقتني من الأسلحة ما يروق لك، مقابل دولارات معدودة.
الرشاشات والقنابل أكثر انتشارا من الخبز والدواء
الزائر للعاصمة مقديشو، حتى وإن لم يعرف عنها شيئا من قبل، فحتما سيعرف بأن البلد عبارة عن سوق كبيرة للسلاح، ويعرف بأن البلاد في حرب أهلية، حيث تشاهد الأسلحة في كل مكان، وتباع علانية، تماما مثلما يباع رغيف الخبز عندنا على الأرصفة، بل أكثر انتشارا وبطريقة عشوائية، حيث يصعب عليك اقتناء قطعة خبز أو علبة دواء، في حين تجد كل ما ترغبه من الأسلحة بمختلف أنواعها، وإذا سألت الصوماليين لماذا تقبلون على شراء الأسلحة، والفقر والجوع أنهككم؟ فلن تجد سوى أن الوضع الأمني لا يبعث على الارتياح، والدفاع عن النفس أولى من البحث عن رغيف خبز، وأن حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد منذ عقدين من الزمن، زاد من عمليات الاقبال على اقتناء الأسلحة، ما شجع تجار الأسلحة التخلي عن الحيطة والحذر والتمويه الذي يحيط به غيرهم في جميع أنحاء العالم، حيث أصبح الوصول إليهم أمرا سهلا، شريطة أن تحمل معك بضع الدولارات.
صحفي "الشروق" يتقمص دور تاجر سلاح
رافقنا دليلنا "علي شيخ عبدي"، وهو موظف لدى السفارة اليمينة بالصومال، إلى إحدى الأزقة المؤدية الى شارع مكة المكرمة، أكبر شوارع العاصمة مقديشو، في مكان غير بعيد عن مقر إقامتنا، وهو شارع تقل في الحركة نوعا ما، أين التقينا أحد الأشخاص له علاقة بأحد تجار التجزئة، وأقنعناه بأننا نريد اقتناء قطعة سلاح رشاش من نوع كلاشنكوف، حاول في بداية الأمر التظاهر بأنه لا يعرف عن تجارة الأسلحة شيئا، ونصحنا بلغة صومالية حادة، بعدم الارتجال والإلحاح على اقتناء الأسلحة، لأن القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الإفريقية المنتشرة في كل شبر من مقديشو، قد تنسفنا نسفا على حد تعبيره ـ حسب ما ترجمه لنا دليلنا ـ.
حاول الدليل إقناعنا بالمغادرة، إلا أننا لم نفقد الأمل وحرصنا على أن يستمر اللقاء لأطول فترة ممكنة، لعلنا نتمكن من إقناعه، وفجأة بدأت مظاهر الليونة تبدو على وجه صديقنا، وقال لنا ـ ونحن نهم بالمغادرة ـ انتظرا، واقترب منا وقال للدليل، إذا أردتما حقا إقتناء سلاح رشاش فما عليكما سوى أن تدفعا 400 دولار أمريكي، قبل أن يلح بقوله "شرط أن تسلم الدفعة الأولى من المبلغ"، على أن ندفع ما تبقى منه ساعة حصولنا على السلاح، وحاول دليلنا أن يقنعه بالعدول عن المبلغ، وأن ثمن قطعة الكلاشنكوف الصيني لا يتعدى 250 دولار، وخلال كل هذا وأنا أتابع الحديث فقط بالعين، لأنني لم أفهم من اللغة الصومالية سوى بعض الكلمات ـ ليس لها علاقة بالأسلحة ـ التي لقنها لنا الجنود الذين وفوروا لنا الحماية طيلة مكوثنا في العاصمة مقديشو.
وبعد أخذ ورد بينهما، إتفقا على تحديد مبلغ 300 دولار كآخر سعر، وأكد له أنه لن يحظر السلاح إلا بدفع "العربون"، وكان ذلك حيث منحناه 10 دولارات، على أن نكمل له بقية المبلغ عندما يحضر لنا السلاح المطلوب، وقال إنه سيعود بعد أقل من ساعة، وبعد 10 دقائق أو أقل إذ بالرجل ينادي دلينا "علي" بصوت خافت، ويقول له "السلاح جاهز، أين المال"، فقال له دليلنا المال؟ إنه في البيت، سنجلبه خلال 5 دقائق، انتظرنا هنا لن نتأخر، فليس لدينا من المال سوى العربون"، أما أنا فأصابنا التوتر بعد أن وجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع، وتظاهرنا بالعودة في أقل من 5 دقائق، إلا أننا وبمجرد ابتعادنا عن أعين تاجر السلاح، حتى همنا مسرعين إلى مقر الإقامة، دون أن نفكر في الموعد المحدد، أما دليلنا فقال لنا وأنا في تلك الحالة "أرأيت بأم عينيك؟ إن السبب الأساسي فى حدوث المجاعة هو الحرب الدائرة بين الفصائل المختلفة التي أفرزت ما رأيته الآن، وليس الجفاف وقلة الأمطار!"
وفي مستودع للمساعدات الإنسانية التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الكائن مقره في نهاية شارع مكة المكرمة بوسط العاصمة مقديشو، تعرفت على مواطن، كان مستعدا لبيع سلاحه، مقابل قنطار من السميد، وفي هذه النقطة يؤكد حمالون صوماليون التقينا بهم في المستودع، بأن هناك أسر وعائلات لا تمتلك حتى قوت يومها، وتجدها تزاحم تلك العائلات القادمة من الأقاليم في المخيمات للحصول على كيس أرز أو دقيق، لكنها تحرص كل الحرص على اقتناء السلاح الآلي وهذا ما اعتبروه مؤشرا على ثقافة حمل السلاح المترسخة في هذا البلد.
الكلاش الروسي مقابل حزمة من زطلة الـ "قات"
أكد مسؤولون صوماليون لـ''الشروق" أن الوضع المزري الذي يعيشه الصوماليون، والحالة النفسية غير المستقرة لجنود حفظ السلام في مقديشو، ساهم بشكل كبير في ارتفاع الطلب على شجيرات القات، وهو مخدر ورقي يمنح لماضغها انتعاشا ونشوة لا مثيل لهما، ويعطي لمتناولها فرحا وسرورا وعدم الشعور بالحزن والهم ولا يبالي بعمله اليومي، حيث يمضغون أغصان شجرة القات كل يوم تقريباً ما يقارب 16 ساعة، وطيلة ليالي رمضان، حتى أصبح معظم من يأكل هذه الشجرة مدمنين لا يستطيعون أن يفتحوا أعينهم إلا إذا تناولوا بعض أغصان هذه الشجرة، الأمر الذي أدى الى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث بلغت الحزمة الواحدة من القات 14 دولار، وهي تكفي ليومين فقط، وهناك من يستهلك حزمتين، وحزمة ونصف يوميا.
وأوضح بائع شجيرات الـ"قات" التقيناه بمقر اقامتنا في مقديشو أن 95 بالمائة من جنود القوات الحكومية في الصومال مدمنون على تناول هذا المخدر، وفي كثير من الأحيان تنشب خلافات حادة بين الجنود بسببه، تصل في بعض الأحيان إلى قتال بالأسلحة، ويؤكد المتحدث أن تناول هذا المخدر يؤدي إلى حالة نفسية، وتسيطر على المتعاطي رغبة ترغمه على محاولة الحصول على هذه المادة بأي ثمن، حيث يقوم الجنود في ظل عجز الحكومة في صرف رواتبهم، ببيع أسلحتهم ولا يبالون بهوية الشاري، فيما يفضل آخرون النزول إلى أسواق العاصمة مقديشو للحصول عنوة على القات من البائعين، وغالبا ما تنتهي بعمليات قتل، في حال تشدد الباعة على سلعتهم ورفضوا منح الجنود ما طلبوه من القات، كما أكد المتحدث أنه قام بعدة عمليات مقايضة مع جنود مدمنين، حيث يمنحهم بكميات من الـ"قات" مقابل قطعة سلاح كلاشنكوف، خاصة في أوقات ذروة استهلاك هذا المخدر.
سوق ارتكتو وامبراطورية باكارو
في الوقت الذي تنعدم فيه اي إحصائيات دقيقة في الصومال، تشير مصادر صومالية إلى وجود نحو 20 مليون قطعة سلاح، أي بمعدل سلاحين ونصف لكل صومالي، علما أن عدد السكان لا يتجاوز 8 ملايين نسمة، ويشكل سوق السلاح المعروف بسوق "ارتكتو" الذي ظهر في مقديشو بعد عام عن سقوط نظام سياد بري عام 1991 خطرا كبيرا على أمن البلاد، لما يحويه من أسلحة متنوعة، إضافة إلى سهولة اقتنائها وشرائها، الى جانب سوق حي واباري بوسط العاصمة مقديشو، الذي يعتبر من أكثر الأماكن بيعا للأسلحة في الصومال، بعد سقوط امبراطورية سوق باكارو الذي استحال علينا التنقل اليه، لأخذ صور له، لخطورة المسالك المؤدية إليه، المزروعة بالألغام.
وتباع في هذه الأسواق مختلف أنواع المسدسات، والرشاشات الآلية، والقنابل اليدوية، والمتفجرات، والقذائف، والألغام، فيما يعد الكلاشنكوف أكثر الأسلحة انتشارا في الصومال.
وحسب عضو البرلمان الصومالي "ياسين" فإن أسعار الأسلحة في مقديشو في تقلب مستمر، إلا أنها تبقى منخفظة جدا مقارنة بمنطقة الساحل، التي تعرف بدورها ازدهارا كبيرا لسوق الأسلحة، خاصة بعد تهريب كميات كبيرة من مختلف الأسلحة من الأراضي الليبية، وربط محدثنا هذا الانخفاض بكثرة الأسلحة المتداولة وتفشي الفقر والمجاعة وسط الصوماليين، حيث أكد أن كل عائلة صومالية في غالبيتها تمتلك قطعتي سلاح على الأقل، ما جعلها تعرض بعضها للبيع بأبخس الأثمان، ومقابل رغيف خبز تسد بها رمق صغارها، فيما تحافظ على القطع الأخرى للدفاع عن النفس ـ على حد قوله ـ.
وسألنا دليلنا "علي" عن مصدر الكم الهائل من الأسلحة، فأبلغنا أن أسهل شيء يمكن للمرء الحصول عليه في الصومال هو السلاح، فهو سهل المنال وكل الجهات تمد بالسلاح، وأضاف أنه يمكنك أن تشتري بسهولة جدا أسلحة رشاشة خاصة تلك المهربة من المخازن الحكومية إبان الحرب الأهلية.
وحسب المعلومات التي جمعناها خلال مكوثنا بالعاصمة مقديشو من مسؤولين صوماليين فإن ضعف الحراسة في الحدود البرية والبحرية جعلت منها وسيلة رئيسية لجلب السلاح الى الصومال، خاصة أثيوبيا، حيث يتم دفن السلاح في البراري، ويتم نقله شيئا فشيئا، فيما يتم تهريبه من اليمن عن طريق البحر بالاستعانة بالقراصنة.
الحرب الأهلية والثقافة القبلية وراء انتشار السلاح
يذكر البرلماني ياسين، أن سبب انتشار السلاح مرتبط بشكل رئيسي بالحرب الأهلية، وثقافة الصوماليين وتقاليدهم منها الأخذ بالثأر، والدفاع عن النفس، وكذلك العصبية القبلية وتناحر القبائل، أما شيخ عبدي فيرى أنه بعد انهيار حكومة سياد بري، انتشرت الفوضى في كل أنحاء البلاد، ونهبت جميع الأسلحة التي كانت في مخازن الحكومة، وأضاف أن الحكومة الانتقالية لم تقم إلا بجمع الأسلحة الثقيلة بعد بسط سيطرتها على العاصمة مقديشو، تاركة المجال مفتوحاً للكمّ الهائل من الأسلحة الخفيفة المتبقية، كالمسدسات والبنادق الأوتوماتيكية والقنابل، والتي انتهى بها الأمر في خزانات معظم المنازل الصومالية، إلى ذلك يضيف المتحدث امتلاك شركات الأمن والحراسة التي توفر الحماية لوفود الإغاثة الإنسانية، لكميات معتبرة من مختلف الأسلحة والمعدات الحربية، بموافقة الحكومة الإنتقالية.
وأضاف المتحدث أن للسلاح المنتشر في الصومال أوجه مأساوية كثيرة إذ لا يمر يوم دون مشاهد دامية بسبب خلافات بسيطة والشيء المضحك والمبكي معا، هو أن هناك الكثير من الحوادث الدامية بسبب امتلاك أناس مخدرين لأسلحة خطيرة، الأمر الذي دفعهم إلى القيام بمجازر إنسانية دون الشعور بذلك، وأكد أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل أن السلاح أصبح في متناول الأطفال أيضا.
صومال منزوعة السلاح من المستحيلات السبع
أكد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد عبدي لـ"الشروق" أنه أصدر عدة بيانات لتسليم سكان مقديشو أسلحتهم طوعا أو مواجهة نزعها عنوة، في خطوة لفرض حكومته السيطرة على العاصمة، أما أمين عام وزارة الداخلية الصومالية وأمنها القومي فأكد بدوره أن حكومته الإنتقالية ستُصادر الأسلحة غير المُرخصة.
في حين يعتقد ياسين، وهو برلماني صومالي أنّ مسألة تحويل مقديشو إلى منطقة منزوعة السلاح بشكل كامل من المستحيلات السبع، وذلك لصعوبة مراقبة مداخل ومخارج المدينة، إذ أنه من غير الممكن برأيه تسمية منطقة منزوعة السلاح في الصومال دون منطقة أخرى، لأنّ هذا يعني ضرورة المراقبة الدائمة لجميع مداخل العاصمة مقديشو، لأنها ليست مدينة معزولة عن محيطها وهي موصولة جغرافياً بالجنوب والشمال، وقال "إذا نزعنا منها السلاح اليوم فأعتقد أنها ستمتلئ بالسلاح خلال ساعات فقط".
مصائب قوم عند الصوماليين مصائب
ولعل الجانب الأكثر خطورة من وراء الفوضى اللاأمن في الصومال هو ضياع جهود منظمات الإغاثة الإنسانية التي تؤكد تقاريرها أن مئات الالاف من الصوماليين، يموتون جوعاً بسبب نقص إمدادات الغذاء والدواء والماء، وعملية انقاذهم صعبة لانعدام الأمن والاستقرار وغياب دور االحكومة الانتقالية.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أرخص, مقديشو, الخبز, الكلاشينكوف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc