السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن تستقبل تركيا المسلحين السوريين والمسلحين من كل حدب وصوب في الجيش الحر او المجموعات المسلحة متعددة الاسماء وتؤمن لهم مركز قيادة على الارض التركية ويصبح ما يمكن تسميته بجيش الحدود يتحرك بحرية وبغطاء امني سياسي تركي..ان يحدث هذا فلا مشكلة امام الراي العام الغربي والتابع له وتعتبره السلطات التركية امرا عاديا لايستوجب الاعتذار والتراجع على اعتبار انه لايجوز التدخل في شئون داخلية لبلد مجاور ..بل وينبري البعض للقول انه من حق تركيا ان تتدخل كيف لا والذين يذبحون في سوريا مسلمون؟ وينسى الجميع ان فلسطين لاتزال منكوبة والاقصى يتم تهويده وملايين الفلسطينيين مشتتين وان اسرائيل قد قتلت بالقصد وسابق الاصرار اتراك مدنيين ولم تقم تركيا باي ردة فعل..
الان يبدو جاءت الفرصة الى طاولة صانع القرار التركي وصانع القرار الغربي بعد ان تعرضت المناطق التركية الحدودية الى قصف مدفعي أودى بحياة عدة اشخاص قامت على اثره القوات التركية بقنبلة المناطق السوية الحدودية وذهب ضحية ذلك عدد من القتلى..قامت الدنيا ولم تقعد تركيا وحلف الناتو ومجلس الامن الكل كان مدعوا للاجتماع واخذ قرارات.
لانريد الخوض في صحة الاتهامات للجانب السوري بانه قصف مناطق تركية متعمدا .. لكن من المفترض ان يتم الاحترام المتبادل بين دولتين جارتين وان تحرص كل دولة على السلم والاستقرار في البلد المجاور..لكن بعد ان وصلت الامور الى حالة من التعفن ولغة العدوان والتهديد فاصبحت الاماني والمبادئ والقيم في غير وارد الانتباه لدى القادة السياسيين.
هل يمكن ان تصبح هذه الحادثة بمثابة البداية لاقامة منطقة عازلة وامنة في شمال سورية تحت حماية دولية تأوي المقاتلين وسواهم ..؟ يبدو ان هذه الفرضية اصبحت اكثر عملية بالنسبة للغربيين..ولكن الذي لايفهمه الاتراك انهم سيخسرون كثيرا فيما لو تورطوا عسكريا كما يلوح رئيس الوزراء التركي لان ابواب من العنف ستفتح على تركيا.
لقد فشلت التهديدات بالتدخل العسكري الغربي بفعل الوعي بخطورة اثاره على المنطقة كما حصل بالعراق وليبيا ومن هنا جاء رفض التدخل الاجنبي واصبح التدخل الاقليمي موضوع قابل للنقاش ومن هنا تطوعت قطر وسواها من دول الخليج بالدعوة تدخل عسكري عربي استجاب له الدكتور مرسي وتسربت انباء ان هناك نية بارسال مئة الف جندي الى عمان قبل ان يكتشف انه ممنوع عليه ان يحرك جندي واحد خارج حدود مصر حسب اتفاقيات كامبديفد.
ماذا يريدون؟؟ حرق وتدمير يصل الى اخر الشجر والحجر في سوريا هل هذا هو المطلوب؟؟ الكلام عن ظلم النظام وطغيانه لايبرر ما يتم الان من دفع لاستمرار العنف المسلح في سوريا فان جرائم النظام لايستطيع احد ان يخفيها ولكن كان من الاولى ان يؤتى بالرئيس السوري الى جامعة الدول العربية او الى اي لقاء مع دول فاعلة في المنطقة وان يتم التفاهم على حل سياسي للازمة انقاذا لسوريا وللمنطقة..وقبل ذلك ومعه العمل على ايقاف تدفق السلاح والمقاتلين الى سوريا..
في كل الاحوال ليس هناك خاسر الا العرب والمسلمين وفلسطين وليس هناك رابح الا اسرائيل والغربيين.. ولاحول ولاقوة الا بالله.