رسالة إلى كل أحمدي.

[بوسيف عده]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد القائل في محكم تنزيله : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد الصادق الأمين الذي أدى الأمانة و بلغ الرسالة.
و بعد السلام عليكم، و رحمة الله و بركاته.
لست بعالم أو فقيه ، و ما أنا إلا مسلم بسيط غيور على دينه ، أؤمن أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا رسول الله آخر الأنبياء و خاتمهم عليه أفضل الصلاة و السلام. وقد تتبعت بعض الأيام قناة الأحمدية و زرت موقعهم من باب العلم بالشئ إلا.
لقد ظهر نبيكم المزعوم " ميرزا غلام أحمد القادياني " سنة 1889 و في هذه الفترة بالذات كانت جل الدول الإسلامية تحت وطأة الاستعمار بما فيها الهند مبعث مهديكم، وكان الجهاد حينها فرضا واجبا على كل مسلم ، في حين نجد مهديكم يقول :"... فرُفعت هذه السُّنّة برفع أسبابها في هذه الأيام، وأُمرنا أن نُعِدَّ للكافرين كما يُعِدُّون لنا، ولا نرفع الحُسامَ قبل أن نُقتَل بالحُسام." ، ألم يعلم أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، و خير دليل على عصرنا الحالي ، ثورة الجزائر وجلاء القوات الفرنسية عن بلدنا ذليلة حقيرة ، بل خروج بريطانيا من مصر و من كل مستعمراتها، و جلاء إيطاليا عن ليبيا و غيرها و غيرها من المستعمرات ألم يكن كل ذلك بفضل الجهاد، فوالله لو اتبع حينها المسلمون أقواله و آمنوا بها لمازال الاستعمار إلى يومنا هذا و بقي في أوطاننا، بل لكانت هذه الأوطان ذابت في بوتقة الاستعمار و لما عاد للإسلام ذكرا ، بل حقيقة الأمر و ما فيه أن مهديكم هذا كان مدعوما يومها من المستعمر البريطاني ، بل أنه كان وسيلة من وسائله و صنيعة من صنائعه لإلغاء فكرة الجهاد من العقول فيبقى مسيطرا على الدول الإسلامية بغير منازع ، و نجده معترفا بذلك في قوله : "... و لم يعلّم بتاتًا أن تعيشوا تحت إمرة سلطان كافر وتستفيدوا من عدلـه وقسطه، ثم تهاجموه كالمتمردين. إن ذلك دَيْدَنُ الأشرار، وليس من شيم الأبرار حسبما قرره القرآن الكريم."، ففي أي تاريخ قرأ نبيكم هذا أن المستعمر الكافر يحكم مستعمرته بالعدل و القسط، كما جاء له مقال نشر في كتاب تعاليم المسيح المنتظر: " ...و على أتباعي أن يقدروا هذه الحكومة الانكليزية و يظهروا لها شكرهم و اعترافهم بالجميل ، بالولاء وحسن الطاعة"، و في سنة 1907 لما قامت حركة احتجاجية ضد الحكومة البريطانية في "البنجاب" انحاز نبيكم إلى الحكومة البريطانية و دعا أتباعه إلى الوقوف في وجه هذه الحركة إلى جانب العدو البريطاني.
كما أنني لاحظت من خلال مطالعتي لموقعكم على شبكة الإنترنيت و جود علاقة بين كل خليفة من خلفاء مسيلمتكم و دولة انكلترا:
الخليفة الأول: قام بإرسال أول بعثة تبشيرية إسلامية إلى (انكلترا)
الخليفة الثاني: زيارته لإنكلترا فقد كان لها صدى إعلامي. وظهرت صوره في الصحف تقديرا لمكانته..
الخليفة الثالث: تابع تحصيله العلمي حتى نال شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة أكسفورد بانجلترا.
الخليفة الرابع: درس في مدرسة العلوم الشرقية في لندن.
الخليفة الخامس: في الثاني والعشرين من نيسان (أبريل) من عام 2003 م انتُخب حضرته خليفة خامس لميرزا غلام أحمد وقد أُعلن النبأ من مسجد لندن.

بل الأدهى و الأمر أننا نجده يفضل نفسه على بعض رسل الله الأكرمين، حيث قال في أحد مقالاته : " فالواقع أن الله القدير قد أبلغني أن مسيح السلالة الإسلامية-يقصد نفسه- أعظم من مسيح السلالة الموسوية"-يقصد عيسى عليه السلام- و قوله :" اتركوا ذكر ابن مريم فان غلام أحمد خير منه" و كذلك قوله :" ما أعطاه الله لكل نبي واحدا واحدا أعطاه لي جميعا"، فهل ينطبق قوله هذا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟.
فإننا نعرف أن لكل نبي معجزة، فأين هي معجزة الميرزا هذا؟ هل انشق له القمر؟ هل كان له جنود من الجن و من كل كائنات الأرض؟ هل أنزلت له مائدة من السماء؟
كما أنه يفتري على الله تعالى كذبا في قوله :" أنت مني بمنزلة توحيدي و تفريدي، أنت مني بمنزلة عرشي، أنت مني بمنزلة ولدي "، فسبحان الله كيف يدعي هذا على الله تعالى و هو القائل في محكم تنزيله : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾
كما أنه اتهم علماء الأمة الإسلامية بقلة الفهم و هم من نقلوا إلينا هذا الدين من جيل إلى جيل غير منقوص، فهؤلاء العلماء كالشافعي و ابن مالك و ابن حنيفة و الحنبلي و ابن تيمية و ابن القيم و غيرهم من العلماء الذين جعلهم الله سبحانه و تعالى سببا ليبلغوا لنا الدين كاملا، و يحموه عبر العصور من كل متربص به، فالعلماء هم ورثة الأنبياء.

و نجده في موضع آخر يقول: " يجب أن تكون حربنا كحربهم. علينا أن نخرج إلى الساحة لمواجهتهم متسلحين بمثل أسلحتهم التي خرجوا بها، وذلك السلاح هو القلم. ولذلك فقد خلع الله تعالى عليّ أنا العبد الضعيف لقبَ "سلطان القلم"، وسمّى قلمي بـ "ذوالفقار علي". والسرُّ في ذلك هو أن الزمن الراهن ليس زمن الحرب والقتال، وإنما هو زمن القلم"، فكيف لفلسطيني اليوم أن يواجه رشاشات و مدافع و جرافات اليهود (عليهم لعنة الله) بقلم نبيكم "ذوالفقار علي"و هم قادمون لانتهاك حرمة أو اغتصاب أهل بيته أو هدمه.

أما القضية الثانية هو أن الإسلام لم يكره يوما أحدا على الدخول فيه ، لكن على المسلمين أن يبلغوا بهذا الدين ، و المبلغ به حر في أن يعتنقه أو يتركه ، أما إذا اعتنقه و دخل فيه فليس له الحق أن يرتد عنه و إلا أقيم عليه الحد ، فلو أن أي أحد في أي بلد خالف قوانين و دستور هذا البلد فإنه سيعاقب ، و إن دستور الله و دينه أولى بأن يصان و يحفظ ، فدين الله الذي اختاره و ارتضاه للبشرية ليس لعبة تأخذها وقت ما تشاء و ترميها وقت ما تشاء.
لو أن آلاف من رهبان اليهود، و آلاف غيرهم من أعداء الدين اعتنقوا الإسلام جماعات و فرادا ثم ارتدوا عنه بين عشية و ضحاها، من غير ردع و لا حد، ألم يؤثر هذا في دين الله ، فيصير مجالا للاستهتار و لعبة في أيدي أعدائه، وإننا نجد أن مدعيكم هذا في سنة 1903 قد قتل أحد دعاة مذهبه و هو السيد عبد اللطيف بسبب مروقه من دينه.
و في أول يوم من ربيع الأول 1325هـ ( 15 أبريل 1907م ) صدر لهذا المدعي دعاءا جاء فيه " ... يا مرسلي أدعوك آخذا بحظيرة القدس لك أن تفصل بيني و بين المولوي ثناء الله أنه من كان مفسدا في نظرك كاذبا فتوفه قبل الصادق منا ..." وقد مات نبيكم بعد هذا الدعاء بسنة تقريبا أي في شهر مايو من سنة 1908م (1326هـ)، بينما عاش بعده المولوي ثناء الله، أم أن نبيكم هذا قد خذله ربه الذي أرسله فلم يستجب لدعائه أم أنه غير مستجاب الدعوه و هو بمنزلة الولد من ربه.

أما فيما يخص الصيام فقد جاء عن مسيلمتكم أنه قال:" والذي يصوم رمضان في حالة السفر والمرض إنه يعصي صريحَ أمر الله، لقد قال الله تعالى صراحة بأن لا يصوم المسافر والمريض، بل يصومان بعد الصحة ونهاية السفر، فيجب العمل بحسب أمر الله، لأن النجاة تتوقف على فضل الله تعالى، ولا يمكن لأحد أن ينال النجاة بفضل أعماله، ولم يحدد اللهُ السفر قصيرا كان أم طويلا، ولم يحدد المرض أيضا قليلا كان أم كثيرا، بل الأمر عام ويجب العمل به. فلو صام المسافرون والمرضى لأُطلِقت عليهم فتوى ارتكاب العصيان".
فعلى سبيل المثال أنا شاب ذو بنية جيدة، و الحمد لله، لكني أنتقل يوميا مسافة 50 كيلومتر ذهابا و إيابا، لأجل العمل و منذ 5 سنوات لم أستفد من إجازتي السنوية، و أمثالي كثر فإذا استمعنا إلى خزعبلاته , و أكلنا رمضان فمتى نعوضه إذن.

عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "مَن صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم، الذي له ذمة الله وذمّة رسوله، فلا تُخفِروا اللهَ في ذمته ". فلو أن أي إنسان آمن برسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و قام بكل ما أمر به في حديثه و لم يصدق و يؤمن بنيكم المزعوم "ميرزا غلام أحمد القادياني " فهل هذا الإنسان مسلم في نظر مجموعتكم أم كافر؟ و ما جزاءه عند الله؟

بالله عليكم كيف غيبتم عقولكم فاتبعتموه، فوالله ما نبيكم هذا إلا أخا لمسيلمة الكذاب، بل أكثر من ذلك فعلى الأقل مسيلمة الكذاب لم يدعي ما ادعاه نبيكم.

اللهم اهدينا إلى صراطك المستقيم،
اللهم نجنا من الفتن و وحد صفوف المسلمين على كلمة الحق و الدين و انصرهم على أعدائهم، إنك على كل شيء قدير.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمد رسول الله آخر الأنبياء وخيرهم عليه أفضل الصلاة و السلام.

[أبو خطيب]

موضوع رائع جدا أحسنت !