العلم والدعوة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العلم والدعوة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-09-12, 14:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة العلم والدعوة

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





تقدمت مواضيع

أصول عقيدة أهل السنة والجماعة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153427

الولاء والبراء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153762

الشرك وأنواعه

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153606

السياسة الشرعية تعريف وتأصيل


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2155782

الأنكحة الباطلة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2156187

مذاهب و فرق

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2156742

أديان

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2158431

مناقب التاريخ الاسلامي


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2159353

>>>>>>>>

حكم الاستماع للعقلانيين والخرافين والخوارج بحجة أخذ الحق وترك الباطل .

السؤال :

ما ردكم على من يستمع لأهل بدع واهواء عقلانيون وصوفيون خرافيون وخوارج عندما تنهاه عن الاستماع لهم يقول لك خذ حق واترك باطل وهل القاعدة تصلح لكل مسلم أم هي للعلماء ؟


الجواب :

الحمد لله

الاستماع إلى أهل الضلال والأهواء والبدع ، كالعلمانيين والخرافيين والخوارج والروافض : خطر عظيم على دين المرء، ما لم يكن عالما بشبهاتهم والرد عليها، وإلا فلا يؤمن عليه أن يقذفوه فيها.

ولهذا حذر أئمة السلف من الجلوس إلى أهل الأهواء، أو استماع شبهاتهم.

كان أبو قلابة رحمه الله يقول: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم ".

وقال أبو إسحاق الهمداني:


" من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".

ودخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء، فقالا: يا أبا بكر نحدثك، قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومُنَّ عني ، أو لأقومَنَّه . فقام الرجلان فخرجا.

وقال الفضيل بن عياض:


" لا تجلس مع صاحب بدعة؛ فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة ".

وقال محمد بن النضر الحارثي:


" من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم أنه صاحب بدعة، نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه ".

وقال عبد الرزاق الصنعاني الإمام: قال: قال لي إبراهيم بن أبي يحيى:

" إني أرى المعتزلة عندكم كثيرا. قلت: نعم، وهم يزعمون أنك منهم. قال: أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتى أكلمك؟ قلت: لا. قال: لم؟ قلت: لأن القلب ضعيف، وإن الدين ليس لمن غلب.

وانظر هذه الآثار في "الشريعة للآجري"

و"أصول اعتقاد أهل السنة" لللالكائي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وكل من أظهر هذه الإشارات البدعية ، التي هي فُشارت [ أي : هذيان ، لا حقيقة له ] ... ، فهم أهل باطل وضلال ، وكذب ومِحال [ المِحال : المكر وطلب الأمور بالحيل ]

مستحقون التعزير البليغ والنكال ، وهم إما صاحب حال شيطاني ، وإما صاحب حال بهتاني ؛ فهؤلاء جمهورهم ، وأولئك خواصهم .

وهؤلاء يجب عليهم أن يتوبوا من هذه البدع والمنكرات ، ويلزموا طريق الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم ، ليس لهم أن يكونوا قدوة للمسلمين ، وليس لأحد أن يقتدي بهم .

ومن كثر جمعهم الباطل ، وحضر سماعاتهم التي يفعلونها في المساجد وغيرها ، أو حسن حالهم ، أو قرر مِحالهم من أئمة المساجد : فإنه مستحق التعزير البليغ الذي يستحقه أمثاله. وأقل تعزيره :

أن يعزل مثل هذا عن إمامة المسلمين ؛ فإن هذا معين لأئمة الضلالة ، أو هو منهم ، فلا يصلح أن يكون إماما لأهل الهدى والفلاح .

قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة /2، وقال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران /104"

"جامع المسائل" (3/153-154) ط عالم الفوائد .


وقال الذهبي رحمه الله وساق قول سفيان:

"من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبه".

ثم قال الذهبي:

" قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة "

انتهى من "سير أعلام النبلاء (7/ 261).

فإذا كان هذا حال الأئمة، فكيف بمن لا حظ له من العلم ؟!

وأما مقولة: خذ الحق، واترك الباطل، فهذه لمن تمكن في العلم ، وصارت له من الفقه والملكة ما يميز به بين الحق والباطل، ويكون لاستماعه حاجة ومقصد معتبر، كالرد على شبهاتهم.

وبعض الناس يظن أنه يميز بين الحق والباطل، والواقع أنه بعيد عن ذلك

لأن أهل الأهواء والبدع قد يكون لهم شبهات دقيقة، يحتاج معرفة باطلها إلى حظ كبير من العلم، فربما اتصلت الشبهة بمباحث لغوية، أو عقلية، أو أصولية، والمستمع لم يدرس اللغة، ولا المعقول، ولا الأصول

فأنّى له أن يعرف بطلان ما يلقى عليه، فضلا عن تمكنه من رده.

وقد كان الجلوس إلى أهل الأهواء سببا في انحراف جماعة من الأذكياء ممن لهم حظ من العلم.

1-كان انحراف عمران بن حطان إلى رأي الخوارج بسبب امرأة، ظن أنه سيتزوجها ويردها إلى السنة.

قال الذهبي رحمه الله: " عن ابن سيرين، قال: تزوج عمران خارجية، وقال: سأردها.

قال: فصرفته إلى مذهبها" انتهى من سير أعلام النبلاء (4/ 214).

2-وتأثر ابن عقيل الحنبلي رحمه الله بالمعتزلة، لسماعه منهم.

قال ابن رجب رحمه الله في ترجمة ابن عقيل الحنبلي:

" أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التُّبان ، شيخي المعتزلة. وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة، وتأول لبعض الصفات .

ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله"

انتهى من ذيل طبقات الحنابلة (1/ 322).

وابن عقيل كان من أذكياء الناس، ومع ذلك تأثر بهذا التلقي.

نقل الذهبي عنه قوله:

" وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء، وكان ذلك يحرمني علما نافعا".

وعلق الذهبي بقوله:

"قلت: كانوا ينهونه عن مجالسة المعتزلة، ويأبى حتى وقع في حبائلهم، وتجسر على تأويل النصوص - نسأل الله السلامة - "

انتهى من السير (19/ 447).

فانصح صاحبك أن يصون سمعه عن الشبهات، وأن يحذر على قلبه، وألا يغتر بنفسه، وأن يلزم هدي السلف في مجانبتهم لأهل الأهواء، وعدم الإنصات لهم.

وقانا الله وإياكم البدع والأهواء وأهلها.

وانظر: جواب السؤال القادم في أخذ العلم عن المبتدع.

وينظر ، حول هجر المبتدع :

والله أعلم.










 


رد مع اقتباس
قديم 2018-09-12, 14:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم أخذ العلم عن المبتدع

السؤال:

هل يجوز أخد العلم عن المبتدعين في الأمور المتعلقة بالعبادات ، في حال لم يتوفر هذا عند أهل السنة ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الابتداع في الدين سواء في الاعتقادات أو في العبادات من أخطر الأمور

لأنه يؤدي إلى ضياع السنة وموتها

وما أحدث الناس بدعة

إلا ضيعوا من السنة ما هو خير منها

فإن مسلك الابتداع

مؤداه : أن هناك طريقا يوصل إلى مرضات الله

غير الطريق الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم.

ولأجل ما في ذلك من الخطر ، أمر العلماء بهجر المبتدع ، وهذا الهجر لمصلحة المبتدع ولمصلحة المجتمع المسلم ، فالمبتدع قد يرتدع بالهجر فيترك بدعته ، والمجتمع يعلم بذلك مدى خطر هذا المبتدع فلا يغتر به .

لكن يجب التنبه أن لهذا الهجر ضوابط تضبطه وليس على إطلاقه .

وراجع للفائدة الفتوى رقم ( 22872 ) ، وراجع ضوابط الهجر في كتاب " هجر المبتدع " للشيخ بكر أبي زيد رحمه الله تعالى .

ثانيا :

الدراسة العامة الظاهرة ، على شخص معروف بالبدعة ، متعالن بها : من شأنه أن يساعد على استمراره في بدعته ، وعلى اغترار الناس به .

قال الشاطبي رحمه الله تعالى :

" فإن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام :

أحدهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير ، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس ، وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره ، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنة على سنتهم .

والثانية: أنه إذا وقر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على انشاء الابتداع في كل شيء .

وعلى كل حال ؛ فتحيا البدع ، وتموت السنن ، وهو هدم الإسلام بعينه "

انتهى من " الاعتصام " ( 1 / 202 ) .

ثالثا :
أخذ العلم عن المبتدع : إما أن يكون في الأمور التي تدخل في نطاق بدعته أو لا ؟

فإن كان العلم الذي ستأخذه منه مما تلحقه بدعته ، ويظهر أثرها فيه : ففي هذه الحالة لا شك في النهي عن الأخذ عنه ؛ لأن في أخذ العلم عنه تحقيقا لمفسدتين

مفسدة مخالطة المبتدع وتوقيره ؛ ومفسدة تعريض النفس للشبهات وأخذ العلم الذي يختلط فيه الحق بالباطل .

وربما يستثنى من ذلك : من كان له أداة كاملة ، في تمييز مواقع هذه البدعة ، وغلب على ظنه السلامة من تأثير المأخوذ عنه ، واحتاج إلى شيء من الأخذ عنه لأجل دراسة

أو معرفة ما عند القوم ، أو نحو ذلك ، فنرجو ألا يكون على مثل ذلك حرج في الأخذ عن هؤلاء، وإن كان الظاهر أن يقيد ذلك بمن لم تكن بدعته مغلظة ، مع أن الاحتياط : الترك مطلقا .

أما إذا كان العلم الذي ستأخذه منه من العلوم التي لا تدخلها بدعته ؛ كعلم النحو واللغة وتجويد القرآن الكريم ، بل وغالب الفقه ـ كذلك ـ ؛ فهنا تعارضت مفسدة مخالطة المبتدع

مع مصلحة العلم النافع ، ففي هذه الحالة يرجح بينهما ، وينظر أيهما أقل مفسدة : أخذ العلم عنه ، أو تركه ؟

فإذا كانت هناك حاجة ماسّة لعلمه ، ولا يوجد غيره ، وأمنت فتنته : ففي هذه الحالة يجوز الأخذ عنه .

أما إذا كان العلم المراد تعلمه ليس هناك حاجة شديدة إليه ، أو كان يوجد غير هذا المبتدع يمكن التعلم على يديه ، أو كانت فتنة بدعته أشد من فوات علمه ؛ ففي هذه الحالة ينهى عن الأخذ عن هذا المبتدع .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ، ولا انتهاء أحد ؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها : لم تكن هجرة مأمورا بها ، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك

: أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية [أي : لم يكونوا يستطيعون أن يظهروا العداوة للجهمية ] .

فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة ، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف ، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي .

وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة [أي : بدعة نقي القدر] ، فلو ترك رواية الحديث عنهم ، لا ندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم .

فإذا تعذر إقامة الواجبات ، من العلم والجهاد وغير ذلك ، إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب = كان تحصيل مصلحة الواجب ، مع مفسدة مرجوحة معه : خيرا من العكس .

ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل "

انتهى . " مجموع الفتاوى " ( 28 / 212 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-12, 14:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تشرع مقاطعة المبتدع في هذا العصر ؟

السؤال

متى تشرع مقاطعة المبتدع ؟

ومتى يشرع البغض في الله ؟

وهل تشرع المقاطعة في هذا العصر؟.


الجواب

الحمد لله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فينبغي على المؤمن أن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان والشرع والتجرد من الهوى ، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجره حق

وأقل أحواله أن يكون سنة ، وهكذا هجر من أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة أما إن كان عدم الهجر أصلح لأنه يرى أن دعوة هؤلاء المبتدعين

وإرشادهم إلى السنة وتعليمهم ما أوجب الله عليهم يؤثر فيهم ويزيدهم هدى فلا يعجل في الهجر ، ولكن يبغضهم في الله كما يبغض الكفار والعصاة ، لكن يكون بغضه للكفار أشد

مع دعوتهم إلى الله سبحانه والحرص على هدايتهم عملا بجميع الأدلة الشرعية ؛ ويبغض المبتدع على قدر بدعته إن كانت غير مكفرة

ويبغض العاصي على قدر معصيته ، ويحبه في الله على قدر إسلامه وإيمانه ، وبذلك يُعلم أن الهجر فيه تفصيل .

والخلاصة :

أن الأرجح والأولى النظر إلى المصلحة الشرعية في ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هجر قوما وترك آخرين لم يهجرهم مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية

فهجر كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر ؛ هجرهم خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم

ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية دعت إلى ذلك .

فالمؤمن ينظر في الأصلح وهذا لا ينافي بغض الكافر والمبتدع والعاصي في الله سبحانه ومحبة المسلم في الله عز وجل ، وعليه أن يراعي المصلحة العامة في ذلك

فإن اقتضت الهجر هجر ، وإن اقتضت المصلحة الشرعية الاستمرار في دعوتهم إلى الله عز وجل وعدم هجرهم فعل ذلك مراعاةً لهديه صلى الله عليه وسلم . والله ولي التوفيق .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (9 / 423 ).


اخوة الاسلام

و لا ننسي متابعه هذا الامر للاهميه

البدعة وخطرها


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2133634

.









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-12, 14:47   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف نوفق بين قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، ووجود علماء يحلون بعض المحرمات ؟

السؤال

: ذكر أحد العلماء أنه يجوز للرجل مصافحة المرأة وأحل الاستماع للموسيقى والإستمناء وحلق اللحية إلخ وهو رجل له درايةً واسعة فيما يتعلق بالتفسير وقد تفوّق بعلمه على معظم العلماء الآخرين الذين يخشون الله.

قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر/28 ، فلماذا يحظى الناس الذين خلت قلوبهم من خشية الله بعلم أكثر من أولئك الذين يخافون الله تعالى ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا:

العلم النافع يقود إلى الخشية، كما قال الله تعالى: (نَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر/28، فكلما زاد العلم الحقيقي زادت الخشية.

والمنتسبون للعلم أصناف:

1-فمنهم من هو عالم بالدنيا، كافر بالله تعالى، كما قال الله: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم/7 .

2-ومنهم من هو عالم بالشرع ، لكن انتكس وضل ، فهذا لا يخشى الله ، كما قال الله: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف/175، 176 .

3-ومنهم من يبيع دينه بعرض من الدنيا، فيكتم الحق، ويحرف الكلم عن مواضعه، كما قال الله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) آل عمران/187 .

4-ومنهم من هو عالم بالشرع لكنه مراء، يطلب العلم ليقال عالم، فهذا بشرِّ المنازل، وهو من أول من تسعّر بهم النار، ومثل هذا بعيد عن الخشية.

وأما العالم المخلص، فإن علمه يقوده للخشية.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (6/ 482):

" (إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) : أَيْ إِنَّمَا يَخْشَاهُ حَقَّ خَشْيَتِهِ : الْعُلَمَاءُ الْعَارِفُونَ بِهِ ، لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَتِ الْمَعْرِفَةُ لِلْعَظِيمِ الْقَدِيرِ الْعَلِيمِ ، الْمَوْصُوفِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ

الْمَنْعُوتِ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى كُلَّمَا كَانَتِ الْمَعْرِفَةُ بِهِ أَتَمُّ ، وَالْعِلْمُ بِهِ أَكْمَلَ : كَانَتِ الْخَشْيَةُ لَهُ أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ" انتهى.

وقال السعدي رحمه الله

: " فكل من كان بالله أعلم ، كان أكثر له خشية ، وأوجبت له خشية الله ، الانكفاف عن المعاصي ، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله

وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}"

انتهى من تفسيره ص688

فالعلماء أصناف وأنواع، من حيث الخشية وتحصيل العلم الحقيقي النافع.

ثانيا:

المفاضلة بين العلماء في درجة العلم ليست سهلة، فإن ذلك لا يكون إلا لأمثالهم من العلماء، وأما العوام فقد يغترون بفصاحة الإنسان ، وحسن حديثه ، أو جمال عرضه

أو لكونه ينتقي ما يلفت انتباههم، أو لكونه يظهر على الشاشات ، ويغيب عنهم من هو فوقه في العلم والفضل بمراحل.

والحاصل :

أن أهل العلم الحقيقي النافع : هم أهل الخشية .

وقد يوجد من هو معدود في العلماء ظاهرا ، وهو أخبث الناس طوية، وأعظمهم جرأة على محارم الله تعالى، ولهذا تراه يوالي الكفار، أو يحل الربا، أو يدافع عن الظلمة، ويحرف الدين.

فلا ينبغي الاغترار بكل من ينتسب إلى العلم.

ثالثا:

إذا عرف العالم بالتساهل في الفتيا، والبحث عن الرخص، فإنه يجتنب، وقد كان الفقهاء يسمونه: المفتي الماجن.

نقل السرخسي الحنفي عن أبي حنيفة رحمه الله: " لا يجوز الحجر إلا على ثلاثة: على المفتي الماجن، وعلى المتطبب الجاهل، وعلى المُكاري المفلس؛ لما فيه من الضرر الفاحش ، إذا لم يحجر عليهم .

فالمفتي الماجن يفسد على الناس دينهم، والمتطبب الجاهل يفسد أبدانهم، والمكاري المفلس يتلف أموالهم، فيمنعون من ذلك دفعا للضرر"

انتهى من "المبسوط"(24/ 157).

وقال النووي رحمه الله: "يحرم التساهل في الفتوى ، ومن عرف به حرم استفتاؤه .

فمن التساهل : أن لا يتثبت ، ويسرع بالفتوى قبل استيفاء حقها من النظر والفكر .

فإن تقدمت معرفته بالمسئول عنه فلا بأس بالمبادرة ، وعلى هذا يحمل ما نقل عن الماضين من مبادرة .

ومن التساهل أن تحمله الأغراض الفاسدة على تتبع الحيل المحرمة ، أو المكروهة ، والتمسك بالشبه ، طلبا للترخيص لمن يروم نفعه ، أو التغليظ على من يريد ضره .

وأما من صح قصده ، فاحتسب في طلب حيلة لا شبهة فيها ، لتخليصٍ من ورطة يمين ونحوها؛ فذلك حسن جميل . وعليه يحمل ما جاء عن بعض السلف من نحو هذا

كقول سفيان: إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة ، فأما التشديد فيحسنه كل أحد "

انتهى من "المجموع" (1/79).

وقال ابن القيم رحمه الله: " وبالجملة، فلا يجوز العمل والإفتاء في دين اللَّه تعالى بالتشهي والتخير ، وموافقة الغرض ، فيطلب القول الذي يوافق غرضه ، وغرض من يحابيه فيعمل به، ويفتي به

ويحكم به، ويحكم على عدوه ويفتيه بضده، وهذا من أفسق الفسوق وأكبر الكبائر، واللَّه المستعان"

انتهى من "إعلام الموقعين" (6/ 124).

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-12, 15:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

شيوخ العلامة الألباني وشرح مقولة من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه

السؤال:


سؤلت من قبل شخص عزيز علي حول الإمام الألباني

فهل أخذ الألباني رحمه الله علمه في الحديث عن علماء معرفين ؟

ومن هم؟

وإذا لم يأخذ عن علماء مسبوقين وإنما أخذ علمه بالقراءة والبحث ، فكيف يستقيم هذا القول مع الأثر الذي يقول: من كان شيخه كتابه ؛ كان خطؤه أكثر من صوابه ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا:

الشيخ الألباني رحمه الله علم من أعلام هذا العصر، خاصة في علم الحديث ، وقد أثنى عليه العلماء وشهدوا له بالعلم والفضل والإتقان

الشيخ الألباني رحمه الله لا نعرفه إلا من فرسان ميدان الاجتهاد والفتوى ، فهو من أئمة الشأن في زماننا هذا ، وهذه كتبه ، وأشرطته ، ومجالسه ، تشهد له بذلك

وهؤلاء أئمة الفتيا والاجتهاد يزكون علمه ، ويحيلون عليه ، ويستشهدون بكلامه ، ومن قال : إنه محدِّث ليس بفقيه : فقد أخطأ ، بل هو فقيه متمرِّس ، وهو ملتزم بقواعد العلم ، وضوابطه

ولا تعرف له أصول خاصة به يتبناها في فهم الدين ، بل هو سائر على ما خطَّه أئمة العلم من السلف الصالح ، وعلمه بالحديث أهَّله ليبني ترجيحاته على ما صحَّ من الأحاديث .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء - عن الشيخ الألباني - :

"الرجل معروف لدينا بالعلم والفضل ، وتعظيم السنَّة وخدمتها ، وتأييد مذهب أهل السنة والجماعة في التحذير من التعصب والتقليد الأعمى ، وكتبه مفيدة

ولكنه كغيره من العلماء ليس بمعصوم ، يخطئ ويصيب ، ونرجو له في إصابته أجرين ، وفي خطئه أجر الاجتهاد

كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر واحد) – متفق عليه –" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 324 , 325 ) .

وأما شيوخه ، فقد أخذ عن جماعة الفقه والحديث واللغة، منهم:

1-والده الشيخ نوح الألباني، وقد أخذ عنه القرآن الكريم والنحو والصرف والفقه الحنفي.

2-الشيخ سعيد البرهاني ، وقد أخذ عنه الفقه الحنفي وبعض علوم اللغة.

3-العلامة بهجة البيطار، وكان يحضر مجالسه .

4- الشيخ محمد راغب الطباخ ، وله منه إجازة في الحديث.

5-الشيخ علي الطنطاوي ، وقد درس عليه أصول الفقه.

وينظر: كتاب "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه "، لمحمد إبراهيم الشيباني، ص45 .

ثانيا:

لا يستغني عالم عن مراجعة الكتب والأخذ منها، لكنه يحتاج إلى الضبط والتأصيل في مبدأ طلبه للعلم ، ثم ينطلق بعد ذلك، وهذا ما كان للشيخ الألباني رحمه الله ولكثير من أهل العلم.

وهذه المقولة : "من كان شيخه كتابه ؛ كان خطؤه أكثر من صوابه" : صحيحة إن أريد بها من لم يتلق مباديء العلوم ، من أول أمره ، عن أهلها، أو من اعتمد على الكتب غير الموثوقة ، فإن هذا يكثر خطؤه .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: "ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة التي تتردد على ألسنة كثير من طلبة العلم ، وهي: "من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه"؟

فأجاب: المعروف أن من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه، هذه هي العبارة التي نعرفها.

وهذا صحيح ، أن من لم يدرس على أهل العلم ، ولم يأخذ عنهم ، ولا عرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم ، فإنه يخطئ كثيراً

ويلتبس عليه الحق بالباطل؛ لعدم معرفته بالأدلة الشرعية، والأحوال المرعية التي درج عليها أهل العلم، وحققوها وعملوا بها.

أما كون خطئه أكثر، فهذا محل نظر، لكن على كل حال أخطاؤه كثيرة؛ لكونه لم يدرس على أهل العلم، ولم يستفد منهم، ولم يعرف الأصول التي ساروا عليها

فهو يخطئ كثيراً، ولا يميز بين الخطأ والصواب في الكتب المخطوطة والمطبوعة.

وقد يقع الخطأ في الكتاب، ولكن ليست عنده الدراية والتمييز، فيظنه صواباً؛ فيفتي بتحليل ما حرم الله ، أو تحريم ما أحل الله؛ لعدم بصيرته

لأنه قد وقع له خطأ في كتاب، مثلاً: لا يجوز كذا وكذا، بينما الصواب أنه يجوز كذا وكذا، فجاءت لا زائدة، أو عكسه يجوز كذا وكذا، والصواب ولا يجوز، فسقطت (لا) في الطبع أو الخط، فهذا خطأ عظيم.

وكذلك قد يجد عبارة ويصح كذا وكذا، والصواب ولا يصح كذا وكذا، فيختلط الأمر عليه؛ لعدم بصيرته، ولعدم علمه، فلا يعرف الخطأ الذي وقع في الكتاب، وما أشبه ذلك" انتهى.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

: " هل يجوز تعلم العلم من الكتب فقط دون العلماء ، وخاصة إذا كان يصعب تعلم العلم من العلماء لندرتهم؟ وما رأيك في القول القائل: من كان شيخه الكتاب كان خطؤه أكثر إلى الصواب؟

فأجاب: لا شك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء ، وبطلبه في الكتب؛ لأن كتاب العالم هو العالم نفسه، فهو يحدثك من خلال كتابه، فإذا تعذر الطلب على أهل العلم، فإنه يطلب العلم من الكتب .

ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء أقرب من تحصيله عن طريق الكتب؛ لأن الذي يحصل عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى جهد كبير جدًّا

ومع ذلك فإنه قد تخفى عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية التي قعَّدها أهل العلم والضوابط، فلا بد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر الإمكان.

وأما قوله: "من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه" ، فهذا ليس صحيحًا على إطلاقه ، ولا فاسدًا على إطلاقه :
أما الإنسان الذي يأخذ العلم من أيّ كتاب يراه فلا شك أنه يخطئ كثيرًا .

وأما الذي يعتمد في تعلُّمه على كتب رجال معروفين بالثقة والأمانة والعلم ، فإن هذا لا يكثر خطؤه ، بل قد يكون مصيبًا في أكثر ما يقول"

انتهى من " كتاب العلم"، ص110 .

والشيخ الألباني رحمه الله درس مبادئ العلوم على مشايخه كما تقدم، وهو ذو نظر سديد ، وفهم ثاقب ، لا تلتبس عليه العبارات، واعتماده إنما هو على كتب أهل العلم الثقات
.
ثم إنه قد التقى كثيرا من أهل العلم ، وناقشهم ، وذاكرهم، كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ ابن باز رحمهما الله ، وغيرهما من أهل العلم، فليس من الوارد أن تنطبق هذه المقولة على مثله من أهل العلم والفضل .

والله أعلم..


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-12, 15:44   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بسمة ღ
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية بسمة ღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم
بارك الله فيك اخي الكريم
جزاك الله خيرا
تم التقييم ممتار










رد مع اقتباس
قديم 2018-09-13, 01:22   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمةُ الصَفاء مشاهدة المشاركة
موضوع قيم
بارك الله فيك اخي الكريم
جزاك الله خيرا
تم التقييم ممتار

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

هذا التميز وسام علي صدري
و هو الذي يليق دائما بكِ و لكِ

بارك الله فيكِ
و ادام الله مرورك العطر

جزاكِ الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-16, 15:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




: من هم الفقهاء السبعة ؟

السؤال :

من هم الفقهاء السبعة ؟

الجواب :

الحمد لله

الفقهاء السبعة ، هم سبعة من فقهاء مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، اجتمعوا في زمان واحد ، معا ، هو زمان التابعين .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (1/ 364) .

: " الفقهاء السبعة " : عبارة يطلقها الفقهاء على سبعة من التابعين ، كانوا متعاصرين بالمدينة ، وهم: سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير

والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار.
واختلف في السابع :

فقيل هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو قول الأكثر، وقيل هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقيل هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي "

وقال ابن الصلاح رحمه الله :

" هم : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ.

رُوِّينَا عَنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : " هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءُ السَّبْعَةُ عِنْدَ الْأَكْثَرِ مِنْ عُلَمَاءِ الْحِجَازِ ".

وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: " كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً " فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَذَكَرَ بَدَلَهُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.

وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ تَسْمِيَتَهُمْ فِي كِتَابِهِ عَنْهُمْ ، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَدَلَ أَبِي سَلَمَةَ وَسَالِمٍ "

انتهى من "مقدمة ابن الصلاح" (ص 305)

وينظر : "تدريب الراوي" للسيوطي (2/ 699).

وقال الحافظ العراقي رحمه الله في "ألفيته" (ص: 167):

وَفِي الكِبَارِ الفُقَهَاءِ السَّبْعَهْ * خَارِجَةُ القَاسِمُ ثُمَّ عُرْوَهْ

ثُمَّ سُــــــــــــــــــــلَيْمَانُ عُبَيْدُ اللهِ * سَعِيدُ والسَّابِعُ ذُو اشْتِبَاهِ

أَبُو سَـــــــــــــــــــلَمَةٍ أَوْ سَالِمُ * أَوْ فَأَبو بَكْرٍ ، خِلاَفٌ قَائِمُ

وهذا تعريف موجز بكل واحد منهم :

1- سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي

روى الحديث عن عمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وابن عمرو بن العاص وكثير من الصحابة رضي الله عنهم

هو ثقة نبيل ، حافظ عالم ورع ، كان من أفقه أهل زمانه ، قال قتادة : ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه ، وقال مكحول: طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه

وقال سليمان بن موسى: كان أفقه التابعين ، وقال عثمان الحارثي عن أحمد: أفضل التابعين سعيد بن المسيب ، وقال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما من سعيد بن المسيب ، مات بعد التسعين ، وقد ناهز الثمانين .

ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (4/ 84-86)

"البداية والنهاية" (12/471-473) .

2- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ، ويقال أبو عبد الرحمن ، روى عن أبيه وعمته عائشة رضي الله عنها ، وعن العبادلة ، وأبي هريرة وعبد الله بن خباب ومعاوية

وغيرهم ، قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم ، وقال أيوب: ما رأيت أفضل منه ، وقال ابن عيينة: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانه

أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه ، وقال أبو الزناد: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة منه ولا أحدّ ذهنا ، وقال خالد بن نزار: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم وعروة وعمرة

مات سنة 106.

ينظر "تهذيب التهذيب" (8/ 333-334) ، "التقريب" (ص451) .

3- عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله المدني ، روى عن أبيه وأخيه عبد الله ، وأمه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة وعلي بن أبي طالب وسعيد بن زيد بن عمرو وعبد الله بن عباس وأبي هريرة

وغيرهم ، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما ثبتا مأمونا ، وقال العجلي : مدني تابعي ثقة ، وكان رجلا صالحا لم يدخل في شيء من الفتن .

وقال ابن شهاب: كان عروة بحرا لا ينزف ، كان عروة يقرأ كل يوم ربع القرآن ، ويقوم به في الليل ، وكان أيام الرطب يثلم حائطه ، ثم يأذن للناس ، فيدخلون ، فيأكلون ويحملون ،

وقال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أعلم من عروة ، مات سنة 94 على الصحيح ، ومولده في أوائل خلافة عثمان . ينظر في ترجمته :

"تهذيب التهذيب" (7/ 180-183)

"البداية والنهاية" (12/ 477) .

4- خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري أبو زيد المدني ، روى عن أبيه وعمه يزيد وأسامة بن زيد وغيرهم ، كان مشهورا بالعلم والفضل

معروفا بالصلاح والعبادة . مات سنة مائة ، وقيل قبلها ، ينظر في ترجمته

: "تهذيب التهذيب" (3/ 74-75) .

5- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني، مشهور بكنيته ، روى عن أبيه وأبي قتادة وأبي الدرداء وأسامة بن زيد ورافع بن خديج وثوبان وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة وخلق من الصحابة والتابعين

قال ابن سعد : كان ثقة فقيها كثير الحديث ، وقال مالك بن أنس : كان عندنا رجال من أهل العلم اسم أحدهم كنيته منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن . وقال أبو زرعة : ثقة إمام

وقال ابن حبان: كان من سادات قريش ، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة ، وكان مولده سنة بضع وعشرين ، ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (12/ 115-118) ، "سير أعلام النبلاء" (5/166-167) .

6- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أبو عبد الله المدني ، روى عن أبيه وعمار بن ياسر وعائشة وابن عباس وابن عمر وغيرهم

قال العجلي : كان أعمى ، وكان أحد فقهاء المدينة ، تابعي ثقة رجل صالح جامع للعلم ، وهو معلم عمر بن عبد العزيز ، وقال أبو زرعة: ثقة مأمون إمام ، وقال الزهري: ما جالست أحدا من العلماء الا وأرى أني قد أتيت على ما عنده

ما خلا عبيد الله بن عتبة ، فإنه لم آته إلا وجدت عنده علما طريفا ، توفي سنة 98، وقيل : 99 ، ينظر في ترجمته : "

تهذيب التهذيب" (7/ 23-240) .

7- سليمان بن يسار الهلالي أبو أيوب ، ويقال غير ذلك ، روى عن ميمونة وأم سلمة وعائشة وحمزة بن عمرو الأسلمي وزيد بن ثابت وابن عباس وابن عمر وجابر وعبد الله بن عباس والمقداد بن الأسود

وأبي سعيد وأبي هريرة ، كان من أهل الفقه والصلاح والفضل ، وكان ابن المسيب يقول للسائل: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم ، وقال مالك: كان سليمان من علماء الناس بعد ابن المسيب

قال أبو زرعة: ثقة مأمون فاضل عابد ، وقال النسائي : أحد الأئمة ، وقال ابن سعد: كان ثقة عالما رفيعا فقيها كثير الحديث مات سنة سبع ومائة وهو ابن "73" سنة

ينظر في ترجمتته : "تهذيب التهذيب" (4/ 228230) .

8- أما سالم : فهو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عمر ويقال أبو عبد الله ، المدني الفقيه ، روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي رافع وأبي أيوب . قال ابن المسيب: كان عبد الله أشبه ولد عمر به

وكان سالم أشبه ولد عبد الله به ، وقال مالك : لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه من مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه

وقال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه : أصح الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه ، مات سنة 106

. ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (3/ 436)

"البداية والنهاية" (13/ 21) .

9- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المدني ، اسمه وكنيته واحد ، روى عن أبيه وأبي هريرة وعمار بن ياسر وعائشة وأم سلمة وغيرهم

قال الواقدي : كان ثقة فقيها عالما شيخا كثير الحديث ، وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان مكفوفا. قال ابن خراش: هو أحد أئمة المسلمين ، مات سنة 93

، ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (12/ 30)

"البداية والنهاية" (12/ 503) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-16, 15:57   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف للعامي أن يعرف من هم العلماء ؟

السؤال:

كيف يمكن لنا أن نعرف إذا ما كان الشخص عالماً ؟

وكيف نميز بين مستوى العلماء على سبيل المثال ؟

هل يصح أن يكون مفتياً أم لا ؟

حتى يمكننا أن نضعه في مستواه ، ولا نكون ظالمين .

وما هي منزلة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني ، دون أن نبخسهم حقهم ؟


الجواب :


الحمد لله

لسنا مع رأي بعض علماء أصول الفقه القائلين بأن غير المختص في العلوم الشرعية : لا يمكنه الاجتهاد مطلقا في انتقاء العلماء المجتهدين وتمييزهم عن غيرهم ، خاصة وأننا اليوم نعيش عصر العلم وانتشار المعرفة والثقافة بفضل الله

سبحانه ، بحيث صار كثيرٌ من الناس يمتلك أدوات الفكر والتمييز والاختيار .

ونحن هنا يمكننا أن نرشد إلى بعض الأمارات والعلامات التي يمكن الاستعانة بها في هذا الإطار ، وهي :

أولا :

علامة العالم الفقيه المتأهل للفتوى الاستدلال بآيات الكتاب الكريم ، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وتمييز صحيحها من سقيمها ، والناسخ والمنسوخ ، والخاص والعام

ومعرفة دلالتها وسياق نزولها ، ذلك لأن العالم الحق هو الذي يقدم القرآن الكريم في سلم أولوياته ؛ لأنه منبع العلم ، ومصدر الفقه ، وعليه مدار التشريع والأحكام .

ثانيا :

ومن علامتهم التدين التام والأخلاق الحسنة الفاضلة ، مع الحرص على الاقتداء بالسلف الصالحين ، من الصحابة والتابعين ، والأئمة المتبوعين ، فلا يخرجون عن هديهم العام

وكل فتوى أو كلمة تصدر منهم يعزونها لأحد الأئمة السابقين ، كأبي بكر وعمر ، وسفيان والأوزاعي، وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

والغزالي والعز بن عبد السلام والنووي ، وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن حجر ، وغيرهم من علماء الإسلام الذين لا يختلف المسلمون في إمامتهم وديانتهم .

أما إذا وجدت أحد الناس اليوم لا يعتمد هؤلاء العلماء ، ولا يرفع بهم رأسا ، ولا يتقيد بمناهجهم العامة في علوم الشريعة ، فاعلم أنه ليس من " التابعين بإحسان "، بل هو ممن أساؤوا الاتباع ، واختاروا الابتداع .

والمقصود هنا اتباع مناهج العلم المعتبرة ، وليس التقليد في كل كبيرة وصغيرة ، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم .

ثالثا :

ومن أبرز علامات العالم الحق ، والمفتي العدل ، التي نرشد الناس إليها ، أنهم لا ينغلقون على طائفة ، ولا ينفردون عن الأمة باسم أو وصف ، بل انتسابهم لرحم هذه الأمة وعمقها الضارب في التاريخ الإسلامي كله

أما من ينتمي إلى فرقة عقائدية خاصة ، كالبريليوية أو الديوبندية أو القاديانية ونحوها ، أو ينفرد عن وصف " أهل السنة والجماعة " باسم مستحدث وهيكل تنسُّكي خاص

فغالبا ما يكون ذلك علامة على البدعة والخروج عن السنة ؛ إذ لو كان المعتقد الذي يحمله هو معتقد المسلمين من أهل السنة لما احتاج إلى أن يخرج إلى وصف آخر

أو أن يتسمى بغير ما سماه الله به ، وقد قال الله عز وجل : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ

هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الحج/78.

أما الانتساب إلى الأعمال الدعوية للتعاون على برامج عملية ، فليس هو المحذور المقصود هنا ، وكذلك الانتساب الفقهي لأحد المذاهب الأربعة

بل المقصود الانتساب العقائدي لفرقة تتبنى توجها عقائديا خاصا ليس من عقائد أهل السنة والجماعة ، وتجتمع عليه ، وتوالي وتعادي عليه .

رابعا :

الشهادات العلمية المعتمدة أمارة لا بأس بالنظر فيها ، والاستئناس بها ، خاصة الشهادات العليا في تخصص معين ، ومن جامعة مرموقة على مستوى العالم الإسلامي في ذلك التخصص ، بل كثيرا ما يكون من المهم -

عند السؤال عن إشكال معين أو قضية دقيقة تحتاج إلى بحث وتحرير – أن يسأل من تخصص في تلك المسألة في دراسته العليا ، وكتب فيها بحث الماجستير أو الدكتوراة

فمثل هذه الأبحاث كثيرا ما تكون متقنة ، بسبب العناية والاهتمام من الجامعات المعتمدة ، وإشراف الأساتذة المختصين ، وتعرض الكاتب للحوار والنقاش حول جميع ما كتبه
.
ولكن هذا لا يعني أن كل من حمل شهادة الشريعة من إحدى الجامعات فقد بلغ درجة العلم والفتيا في الدين ، فليس ذلك مقصودا لنا ، فقد رأينا الكثيرين جدا من حملة هذه الشهادات ممن لا يضبطون العلم ، ولا يحسنون الفقه

ولا يملكون الأهلية لبلوغ ذلك ، بسبب تقصيرهم في الاستمرار والبحث والمتابعة .

وإنما المقصود أن هذه العلامة يمكن أن نجعلها دليلا ثانويا ، بعد التثبت ، أو قرينة ، تضم إلى غيرها العلامات الأخرى.
خامسا :

ومن أهم العلامات التي نرشد الناس إلى العناية بها أيضا أن يكون هذا المفتي أو العالم ممن استفاضت شهرته وثقته وعلمه بين النخب العلمية ، والأوساط المتخصصة ، وليس فقط بين عامة الناس

بل يشهد له العلماء والمختصون بالفهم والحذق ، ويسلمون له بالإتقان والحجة ، ونستدل هنا بما ذكره علماء الحديث في طرق إثبات عدالة الراوي

وذلك عند قول ابن الصلاح رحمه الله : " تارة تثبت بتنصيص معدلين على عدالته ، وتارة تثبت بالاستفاضة ، فمن اشتهرت عدالته بين أهل النقل أو نحوهم من أهل العلم

وشاع الثناء عليه بالثقة والأمانة ، استغني فيه بذلك عن بينة شاهدة بعدالته تنصيصا ، وهذا هو الصحيح في مذهب الشافعي رضي الله عنه ، وعليه الاعتماد في فن أصول الفقه "

انتهى من " مقدمة ابن الصلاح " (ص/105).

فالشهرة بالعلم بين الأوساط العلمية علامة كافية للجوء إلى هذا العالم وسؤاله فيما أشكل من أمر العلم .

ولكن جميع ما مضى يبقى في دائرة الأمارات ، وليست وسائل للجزم واليقين ، فالجزم لا يتمكن منه إلا المختصون بذلك العلم نفسه .

يقول ابن الصلاح رحمه الله :

" يجب عليه [ يعني العامي المقلد ] قطعًا البحث الذي يعرف به صلاحية من يستفتيه للإفتاء ، إذا لم يكن قد تقدمت معرفته بذلك

ولا يجوز له استفتاء كل من اعتزى إلى العلم ، وإن انتصب في منصب التدريس أو غيره من مناصب أهل العلم ، بمجرد ذلك .

ويجوز له استفتاء من تواتر بين الناس أو استفاض فيهم كونه أهلا للفتوى .

وعند بعض أصحابنا المتأخرين : إنما يعتمد قوله : أنا أهل للفتوى ، لا شهرته بذلك ، والتواتر ؛ لأن التواتر لا يفيد العلم إذا لم يستند إلى معلوم محسوس ، والشهرة "بين" العامة لا يوثق بها، وقد يكون أصلها التلبيس .

ويجوز له أيضًا استفتاء من أخبر المشهور المذكور عن أهليته ، ولا ينبغي أن يكتفي في هذه الأزمان بمجرد تصديه للفتوى واشتهاره بمباشرتها ، لا بأهليته لها "

ينظر " أدب المفتي والمستفتي " (ص: 158)

ونقله النووي في " المجموع " (1/54)

وابن تيمية كما في " المستدرك على مجموع الفتاوى " (2/259) .

أما عن كل من الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني رحمهم الله فشهرتهم بين أهل العلم والمختصين بالعلوم الشرعية شهرة متواترة مستفيضة

وهم من خير الأمثلة التي توضح العلامات التي سبق تفصيلها في جوابنا ، فقد اجتمعت فيهم خصال العلم والخير والفضل كلها بإذن الله سبحانه ، وشهد لهم القاصي والداني بذلك .

ومن أهم المراجع التي توسعت في الترجمة لهم ، وبيان ثناء العلماء عليهم ، وارتفاع قامتهم في عصرنا الحاضر ، الكتب الآتية :

1. " إمام العصر "، ناصر الزهراني .

2. " الشيخ ابن باز " مانع الجهني .

3. " الإنجاز في سيرة الإمام عبد العزيز بن باز " عبدالرحمن الرحمة .

4. " الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين "، وليد الحسن .

5. " ابن عثيمين الإمام الزاهد "، ناصر الزهراني .

6. " حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه "، محمد إبراهيم الشيباني .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-16, 16:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل في موطأ الإمام مالك أحاديث ضعيفة؟

السؤال :


هل يوجد في موطأ الإمام مالك أحاديث ضعيفة, وكيف أقنع شخصا يتعصب للإمام مالك ولآرائه ، علما أنه يعتقد أن لا مرجعية إلا للموطأ, أي أن بقية العلماء لا يعنون له شيئا, فما الحل أثابكم الله ؟

الجواب
:

الحمد لله


أولا :

موطأ الإمام مالك : كتاب عظيم النفع ، جليل القدر ، حتى قال فيه الشافعي رحمه الله :

" لا أعلم كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك " ويروى : " ما على وجه الأرض بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك " وهذا قبل وجود صحيحي البخاري ومسلم .

قال الإمام ابن كثير رحمه الله

: " قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: " لا أعلم كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك " ، إنما قاله قبل البخاري ومسلم. وقد كانت كتب كثيرة مصنفة في ذلك الوقت في السنن

لابن جريح، وابن إسحق - غير السيرة - ولأبي قرة موسى بن طارق الزبيدي، ومصنف عبد الرزاق بن همام، وغير ذلك.
وكان كتاب مالك، وهو " الموطأ "

أجلها وأعظمها نفعاً، وإن كان بعضها أكبر حجماً منه وأكثر أحاديث. وقد طلب المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه، فلم يجبه إلى ذلك. وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف

وقال: " إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها " .

وقد اعتنى الناس بكتابه " الموطأ " ، وعلقوا كتباً جمة. ومن أجود ذلك كتابا " التمهيد " ، و " الاستذكار " ، للشيخ أبي عمر بن عبد البر النمري القرطبي

رحمه الله. هذا مع ما فيه من الأحاديث المتصلة الصحيحة والمرسلة والمنقطعة، والبلاغات اللاتي لا تكاد توجد مسندة إلا على ندور "

انتهى من " الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث".

وقال الحافظ العراقي رحمه الله

: " إن مالكا رحمه الله لم يفرد الصحيح ، بل أدخل فيه المرسل والمنقطع والبلاغات ، ومن بلاغاته أحاديث لا تعرف كما ذكره ابن عبد البر "

انتهى من "التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح (1/ 25).

وقال السيوطي رحمه الله نقلا عن ابن حزم

: " وأحصيت ما في موطأ مالك وما في حديث سفيان بن عيينة فوجدت في كل واحد منهما من المسند خمسمائة ونيفا مسندا ، وثلاثمائة مرسلا ونيفا

وفيه نيف وسبعون حديثا قد ترك مالك نفسه العمل بها ، وفيها أحاديث ضعيفة وهّاها جمهور العلماء "

انتهى من "تدريب الراوي" (1/111).

فتبين بهذا أن الموطأ مع منزلته العالية بين كتب السنة ، إلا أن فيه جملة من الأحاديث الضعيفة ، والبلاغات التي لا تعرف

ثانيا :

العامي الذي لا يستطيع النظر في الأدلة وفي أقوال العلماء ، فرضه التقليد لأهل العلم ، كما قال تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النحل/43

لكن لا يجب على المسلم اتباع مذهب معين ، بل يسأل من يثق به من أهل العلم .

وأما القادر على الاستنباط من الكتاب والسنة ، أو معرفة الراجح والمرجوح بالاعتماد على الثروة العلمية التي تركها العلماء ، فهذا يعمل باجتهاده

أو بما ترجح لديه ، ولا يسوغ له التقليد فيما يعتقد الحق بخلافه ، بل يأخذ بما يعتقد أنه حق ، ويجوز له التقليد فيما عجز عنه واحتاج إليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وإذا نزلت بالمسلم نازلة فإنه يستفتي من اعتقد أنه يفتيه بشرع الله ورسوله ، من أي مذهب كان ، ولا يجب على أحد من المسلمين تقليد شخص بعينه من العلماء في كل ما يقول

ولا يجب على أحد من المسلمين التزام مذهب شخص معين غير الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يوجبه ويخبر به ، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واتباع شخص لمذهب شخص بعينه لعجزه عن معرفة الشرع من غير جهته : إنما هو مما يسوغ له ، ليس هو مما يجب على كل أحد إذا أمكنه معرفة الشرع بغير ذلك الطريق

بل كل أحد عليه أن يتقي الله ما استطاع ، ويطلب علم ما أمر الله به ورسوله ، فيفعل المأمور ويترك المحظور "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 209).

فينبغي أن تنصح صاحبك بطلب العلم وترك التعصب المذموم ، والأخذ بالقول الراجح إن كان أهلا للنظر والتمييز بين كلام أهل العلم ، وإلا فليقلد من يثق به من أهل العلم

ولا ينبغي أن يكون هذا الأمر سببا في الخصومة والجدال ، بل حسبك أن تبين له الصواب ، فإن فعل فالحمد لله ، وإن لم يفعل فخطؤه على نفسه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-16, 16:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

كيف كانت الصحابيات يسألن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يمكن للمرأة أن تصير عالمة بالشرع؟

السؤال:


جزاكم الله خيرا لقراءتكم هذه الأسئلة.

1-أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت من أبرز العلماء بين الصحابة . لكن ، لماذا يبدو أن العالمة المسلمة ، في هذا العصر ، تجد تثبيطا عن قيامها بدعوة الرجال؟

2-ما هو الترتيب المناسب (كما كانت تفعل عائشة رضي الله عنها وغيرها من العالمات في ذلك الزمان؟

) 3-كانت الصحابيات يسعين إلى طلب العلم من النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدين ، طبعا وهن متغطيات تماما . هل كان ذلك يتم مباشرة أم من وراء ستار (حاجز)؟ الرجاء توضيح ذلك ، وأسأل الله أن يثيبك .


الجواب :


الحمد لله


1- كانت عائشة رضي الله عنها قرينة النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنوات تتعلم منه ، وقد رزقها الله حفظا وفهما وذكاء ، فكان في ذلك منفعة للمسلمين

وكان الكثير من الصحابة يرجعون إليها ويستفيدون منها ومن علمها . ولا شك أن في هذه الأزمنة رجالاً قاموا بواجب العلم فصاروا مرجعا للرجال والنساء

ومع ذلك إذا وُجِد امرأة لها نصيب من العلم والقدرة على أن تُعَلِّم فلا تُحْرَم من ذلك ، ويجوز الرجوع إليها وسؤالها ، ولكن من وراء حجاب ، كما كانت عائشة رضي الله عنها تفعل

خاصة إذا لم يوجد من يفتي الرجال فلا يجوز لها كتمان العلم .

2- كانت عائشة رضي الله عنها ملازمة لحجرتها فيدخلون عليها وبينها وبينهم حجاب أي حاجز ساتر ثم يكلمونها وتحدثهم وتسأل عن أسمائهم وتترحم عليهم وعلى آبائهم

وتفيدهم بما عندها من العلم . وفي هذه الأزمنة تكون المرأة معلمة للنساء فتبين لهن ما علمها الله ، وتحيل إلى غيرها إذا لم يكن لديها علم

فقد جاء عن عائشة أنها سئلت من رجل عن كيفية المسح على الخفين ومدّته فقالت : اسأل عليا فإنه كان يسافر مع رسول الله ، مع أنها كانت تسافر معه أيضا ، ولكن علم علي في ذلك آكد .

3- تقول عائشة : نِعم نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين . فالنساء تحصل لهن الحاجة إلى كثير من المسائل التي تقع لهن فلابد أن تسأل

فعليها أن تكون متحجبة ساترة لوجهها وجسدها . وقد كنّ الصحابيات يسألن رسول الله فيدخلن عند عائشة أو يسألنه في الطريق أو عند الباب .

والله أعلم

سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-20, 06:34   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال


هل طلب العلم وتعليمه من الطرق الموصلة إلى جنة الفردوس ؟

الجواب :

الحمد لله

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا .

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ؟

قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ -

أُرَاهُ قال: وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ - وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ ) رواه البخاري (2790) .

فالوحي أمر جميع المسلمين ، المجاهدين وغير المجاهدين ، بسؤال الله تعالى جنة الفردوس .

وهذه اشارة واضحة إلى أن الدخول إلى جنة الفردوس ممكن لجميع المسلمين إذا قاموا بتحقيق شروطها ، من الإيمان والعمل الصالح .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" وفي الحديث فضيلة ظاهرة للمجاهدين، وفيه عظم الجنة ، وعظم الفردوس منها .

وفيه إشارة إلى أن درجة المجاهد قد ينالها غير المجاهد ، إما بالنية الخالصة ، أو بما يوازيه من الأعمال الصالحة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أمر الجميع بالدعاء بالفردوس

بعد أن أعلمهم أنه أعد للمجاهدين، وقيل فيه جواز الدعاء بما لا يحصل للداعي لما ذكرته، والأول أولى والله أعلم "

انتهى من "فتح الباري" (6 / 13) .

وهذا الذي تدل عليه ظواهر نصوص القرآن الكريم .

قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) الكهف /107.

قال الطبري رحمه الله تعالى :

" يقول تعالى ذكره: إن الذين صدقوا بالله ورسله، وأقرّوا بتوحيد الله وما أنزل من كتبه، وعملوا بطاعته، كانت لهم بساتين الفردوس ...

واختلف أهل التأويل في معنى الفردوس ...

والصواب من القول في ذلك عندنا، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك ما حدثنا به أحمد بن أبي سريج، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا همام بن يحيى، قال: ثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ( الجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، ما بينَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ عامٍ، والفِرْدَوْسُ أعْلاها دَرَجَةً، ومِنْها الأنهَارُ الأربعةُ، والفِرْدَوْسُ مِنْ فَوْقِها، فإذَا سألْتُمُ اللهَ فاسألُوهُ الفِرْدَوسَ ) "

انتهى من "تفسير الطبري" (15 / 430 - 433) .

وقال الله تعالى :

( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ

فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) المؤمنون (1 - 11) .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :

" ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن المؤمنين المتصفين بالصفات التي قدمنا هم الوارثون، وحذف مفعول اسم الفاعل الذي هو الوارثون؛ لدلالة قوله: ( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ )

عليه. والفردوس: أعلى الجنة، وأوسطها، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن جل وعلا "

انتهى . "أضواء البيان" (5 / 848) .

ولكن إذا علمنا أن أهل الإيمان والعمل الصالح يتفاضلون في درجات الجنات؛ فيلزم من هذا أن الإيمان والعمل الصالح الذي جعله الله تعالى سببا لنيل الفردوس الذي هو أعلى الجنة

هو الإيمان الذي بلغ الذروة في اليقين ، والعمل الصالح الذي بلغ الذروة في الإخلاص والصواب .

قال القرطبي رحمه الله تعالى :

" روى مسلم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم

قالوا : يا رسول الله ! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) ...

وقوله: ( والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) ولم يذكر عملاً ولا شيئاً سوى الإيمان والتصديق للمرسلين، وذلك ليعلم أنه عنى الإيمان البالغ، وتصديق المرسلين من غير سؤال آية ولا تلجلج

وإلا فكيف تنال الغرفات بالإيمان والتصديق الذي للعامة، ولو كان كذلك كان جميع الموحدين في أعالي الدرجات وأرفع الغرفات، وهذا محال، وقد قال الله تعالى: ( أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ) .

والصبر: بذل النفس والثبات له وقوفاً بين يديه بالقلوب عبودية، وهذه صفة المقربين.

وقال في آية أخرى : ( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) فذكر شأن الغرفة وأنها لا تنال بالأموال والأولاد

وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح، ثم بين لهم جزاء الضعف وأن محلهم الغرفات، يعلمك أن هذا إيمان طمأنينة، وتعلق قلب مطمئناً به في كل ما نابه، وبجميع أموره وأحكامه، فإذا عمل عملاً صالحاً فلا يخلطه بضده وهو الفاسد.

فلا يكون العمل الصالح الذي لا يشوبه فساد ، إلا مع إيمان بالغ مطمئن صاحبه بمن آمن ، وبجميع أموره وأحكامه، والمخلط ليس إيمانه وعمله هكذا ؛ فلهذا كانت منزلته دون غيره "

انتهى من " التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص 963 - 966) .

فالحاصل ؛ أن طالب العلم إذا قام بالواجبات على الوجه المطلوب شرعا، واجتهد في النوافل، واتقى المحرمات، وعمّر أوقاته بطلب العلم الصحيح وتعليمه بإخلاص وصدق

وكان بين كل ذلك يسأل الله تعالى الفردوس، فهو ممن يُرجى له أن ينال الفردوس بفضل الله تعالى .

خاصة وأن العلم الصحيح الخالص لوجه الله تعالى، يختص بأنه باب للدرجات العلى في الجنة من عدة أوجه :

الوجه الأول :

أن أهل العلم الصحيح المخلصين فيه ترفع درجاتهم بهذا العلم .

قال الله تعالى :

( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) المجادلة /11.

ومن ذلك ما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا )

رواه أبوداود (1464) والترمذي (2914) وقال : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " . وصححه الألباني في " صحيح أبي داود "

الوجه الثاني :

العلم باب ووسيلة لتحقيق مرتبة الصديقية التي هي أعلى مراتب أهل الإيمان بعد مرتبة النبوة .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

" فأما مراتب الكمال فأربع: النبوة، والصديقية، والشهادة، والولاية

وقد ذكرها الله سبحانه في قوله تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ، ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ) .

وذكر تعالى هؤلاء الاربع في سورة الحديد؛ فذكر تعالى الايمان به وبرسوله، ثم ندب المؤمنين الى ان تخشع قلوبهم لكتابه ووحيه

ثم ذكر مراتب الخلائق شقيهم وسعيدهم؛ فقال: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) .

وذكر المنافقين قبل ذلك . فاستوعبت هذه الآية اقسام العباد ، شقيهم وسعيدهم .

والمقصود أنه ذكر فيها المراتب الاربعة: الرسالة، والصديقية، والشهادة، والولاية.

فأعلى هذه المراتب: النبوة والرسالة.

ويليها: الصديقية؛ فالصديقون هم أئمة اتباع الرسل، ودرجتهم اعلا الدرجات بعد النبوة...

والصديقية: هي كمال الإيمان بما جاء به الرسول، علما وتصديقا وقياما به؛ فهي راجعة إلى نفس العلم، فكل من كان أعلم بما جاء به الرسول ، وأكمل تصديقا له : كان أتم صديقية .

فالصديقية : شجرة ؛ أصولها العلم، وفروعها التصديق، وثمرتها العمل "

انتهى من "مفتاح دار السعادة" (1 / 222 – 223) .

الوجه الثالث :

طالب العلم المعلم له بإخلاص وصدق يلحقه أجر عظيم لا ينقطع بموته .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ...) رواه مسلم (2674) .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-20, 06:43   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صلاة الاستخارة لترجيح أحد القولين

السؤال :

هل يجوز أن يستخير المسلم لترجيح أحد القولين عند العلماء ؟

مع العلم أنَّ كلا القولين قوي ، وهو يريد معرفة الصحيح منهما لأنهما مختلفين ؟

وذلك ليتبع الصحيح .


الجواب :

الحمد لله

ثبت عن بعض السلف استخارتهم في مسائل العلم المختلف فيها ، كما ثبت عن بعضهم استخارتهم في ترجيح حال الرواة المختلف فيهم ، ومن ذلك :

1. روى عبد الرزاق في " المصنف " ( 10 / 301 ) عن ابن المسيب : ( أن عمر بن الخطاب كتب في الجد والكلالة كتابا ، فمكث يستخير الله يقول : اللهم إن علمت فيه خيرا فأمضه

حتى إذا طعن دعا بالكتاب ، فمحى فلم يدر أحد ما كان فيه ، فقال : إني كتبت في الجد والكلالة كتابا ، وكنت أستخير الله فيه ، فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه ) .

2. وقد كان الإمام الشافعي رحمه الله من أكثر العلماء استخارة في مسائل العلم ، حتى صرح في كتابه " الأم " في نحو أربع عشرة مسألة أنه قد استخار الله تعالى فيها ، وكان منها قوله في " الأم " ( 2 / 44 ) :

وقد قيل : في الحلي صدقة ، وهذا ما أستخير الله عز وجل فيه ، قال الربيع : قد استخار الله عز وجل فيه ، أخبرنا الشافعي : وليس في الحلي زكاة .انتهى .

3. كما كان ابن حبان من المحدثين يستخير الله تعالى في الرواة الذين يشتبه حالهم عليه ، ويكثر من التصريح بذلك في كتبه ، خاصة كتاب " المجروحين "

ومن ذلك قوله في ( 1 / 194 ) : بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري : من أهل البصرة ، يروي عن أبيه عن جده ، روى عنه الثوري وحماد بن سلمة ، كان يخطئ كثيراً

فأما أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم رحمهما الله فهما يحتجان به ويرويان عنه ، وتركه جماعة من أئمتنا ، ولولا حديث ( إنا آخذوه وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا ) لأدخلناه في الثقات

وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه .انتهى .

والأمثلة عن أهل العلم في الالتجاء إلى الاستخارة حين تشتبه عليهم المسائل كثيرة ، وإنما سقت منها الشيء اليسير للتدليل على المقصود .

لكن ما معنى قولهم " هذا مما أستخير الله فيه " و " هذا ممن أستخير الله فيه " ؟.

الظاهر أن معنى قولهم هو دعاء الله تعالى بأن يوفقهم لصحة الترجيح ، والصواب من الأقوال في المسألة أو الراوي ، وليس معناه أنهم كانوا يستخيرون الاستخارة التي هي الصلاة بدعائها

وذلك لعدم تطابق الدعاء مع الذي يريدون وينشدون ، ففي دعاء الاستخارة " فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه " فكيف سيكون منطبقا على مسألة فقهية ، أو على حال أحد رواة الحديث ؟! .

فالذي يظهر أن هؤلاء الأئمة يطلبون من الله تعالى التوفيق للصواب في مسائل العلم ، لا أنهم يدعون دعاء الاستخارة بصلاتها .

والغاية من الاستخارة هو طلب الهداية من الله سبحانه وتعالى إلى خير الأمرين المشتبهين الذين وقع التردد فيهما ، فإن الهداية والتوفيق من الله سبحانه

وهو يعلم ولا نعلم ، وهو علام الغيوب ، ومن اعتمد على نفسه ضل ، ومن اتكل على عقله ولم يستعن بمولاه هلك ، وأولى ما يجب على العبد أن يستعين الله عليه هو الفهم الصحيح لدين الله

واختيار أنسب الأقوال وأحسنها ، والاستخارة هي وسيلته إلى ذلك ، بل قد تكون أوثق سبيل إلى اختيار أحد القولين الذين اشتبهت أدلتهما إلى حد كبير .

ولا يمنع أن يكون مع دعاء الإمام أو الفقيه ربه تعالى أن يوفقه للصواب في مسائل العلم أن يُسبق دعاءه بصلاة ، ويمكن تسمية هذا الفعل تجوزاً " استخارة " ، أو يكون ذلك نسبة للدعاء لا للصلاة

أما الصلاة والدعاء الوارد في حديث جابر المشهور فلا يمكن أن يكون هو المقصود في قولهم أنهم يستخيرون الله تعالى في كذا وكذا .

وأخيراً :

لا يظن أن الاستخارة في مسائل العلم تناقض ما أمر الله به من اتباع الدليل والبرهان ، فإن اللجوء إلى الاستخارة يكون عند انعدام الدليل أو عدم ظهوره أو وجود معارض مساو

أو عند اشتباه المسألة في نفس العالم وإشكالها في الفهم عليه ، وليس في شيء من ذلك ترك للدليل والبرهان ، بل فيه استعانة بالله سبحانه على الفهم

ولجوء إليه ليرشد إلى الحق ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يهديه إلى الحق .

عن عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قالت : ( كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .رواه مسلم ( 770 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-20, 06:46   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

كيف تكون صلاة الاستخارة ؟

وماهو الدعاء الذي يقال فيها ؟.


الجواب :

الحمد لله

صفة صلاة الاستخارة قد رواها جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُهُمْ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ :

" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ

فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ

اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ . "

رواه البخاري 6841 وله روايات أخرى في الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :

الاستخارة : اسم ، واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .

قوله ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة .. في الأمور كلها ) قال ابن أبي جمرة : هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما

, فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت : .. ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير , فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .

قوله ( إذا هَمَّ ) .. وقع في حديث ابن مسعود " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " .

قوله ( فليركع ركعتين .. من غير الفريضة ) فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلا .. وقال النووي في " الأذكار " : لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة ..

ويظهر أن يقال : إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معا أجزأ , بخلاف ما إذا لم ينو .

وقال ابن أبي جمرة . الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك ,

ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .

وقوله ( ثم ليقل ) ظاهر في أن الدعاء المذكور يكون بعد الفراغ من الصلاة ويحتمل أن يكون الترتيب فيه بالنسبة لأذكار الصلاة ودعائها فيقوله بعد الفراغ وقبل السلام .

قوله ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة .. وقوله " وأستقدرك " ..

معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير .

قوله ( وأسالك من فضلك ) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .

قوله ( فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم ) إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .

قوله ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ) .. في رواية .. " ثم يسميه بعينه " .. وظاهر سياقه أن ينطق به , ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء .

قوله ( فاقدره لي ) .. أي نَجِّزه لي " , وقيل معناه يسره لي .

قوله ( فاصرفه عني واصرفني عنه ) أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به ,

قوله ( ورَضِّني ) .. أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..

والسرّ فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره . والرضا سكون النفس إلى القضاء .

انتهى ملخّصا من شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث في كتاب الدعوات وكتاب التوحيد من صحيح البخاري .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-09-20, 06:50   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال

ما معنى متن العقيدة؟

الجواب

الحمد لله

المتن في اللغة يطلق ويراد به الظهر , وفي الاصطلاح تعني محتوى مؤلف من المؤلفات كمتن صحيح البخاري ومتن زاد المستقنع.

وغالبا ما يطلق العلماء هذه التسمية على كتاب مختصر متداول بين أهل العلم وطلابه ، في ذلك العلم ؛ فمثلا ـ في العقيدة ـ يقال : متن الواسطية ، والمراد به : كتاب مختصر في العقيدة لشيخ الإسلام ابن تيمية

يسمى : العقيدة الواسطية ، وهكذا : متن الطحاوية ، المراد به مؤلَّف مختصر في العقيدة للإمام الطحاوي .

وعادة ما يراد بهذا الإطلاق لكلمة " متن " تمييز الكتاب عن شرحه ؛ فمثلا يقال : متن الطحاوية ، تمييزا له عن شرح الطحاوية ، الذي هو كتاب آخر شرح فيه ابن أبي العز الحنفي الكتاب المختصر الأصلي : العقيدة الطحاوية .

والمتون ـ عادة ـ ما تكون مختصرة ، تحوي معاني كثيرة ، وقواعد مهمة في العلم الذي ألفت فيه ، في عبارات قليلة من أجل أن يسهل حفظها ، وضبط مسائل العلم بواسطتها .

قال الإمام البخاري رحمه الله :

" قال الخليل بن أحمد : يقلل الكلام ليحفظ ويكثر ليفهم " . خلق أفعال العباد ، رقم (244) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc