الأبيض والأسود - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأبيض والأسود

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-19, 15:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سفيان الحسن1
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سفيان الحسن1
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي الأبيض والأسود

الأسود والأبيض

كانت أشبه بخرافة صامتة تنطقها تقاسيم الوجوه الصلبة،لم أكن اعرف في هذا العالم غير أشياء

بسيطة

كنت اعرف ان الشمس تشرق صباحا فكنت انتظر بزوغها بشغف مجنون وكنت أتسال لما تغرب الشمس ألا تستطيع أن تبقى معنا بلا نهاية

كان هذا السؤال فصليا كنت ابحث عن جواب له أيام الشتاء، يوم كان المطر يطرق أفواه النواف

وينسل من تحت الأغطية ليلفح أرجلنا الصغيرة، فندخل أنا وأخي في معركة صامتة من اجل قطة دفئ ولا تنتهي المعركة إلا بعد غوصنا في نوم عميق ،ونحن نلتحف ذالك اللحاف السميك ونسبح بعيدا حيت الأحلام والهدوء الناعم

.........

أما في الصيف فلم يكن السؤال يطرق باب دهني ..بل كان البحر هو سري الهادر.. أين ينتهي لونه الأزرق؟...أين يختفي صفائه بعيدا في الأفق؟.. كان البحر كتوما لا يخترق سره شيء

فضل السؤال يحلق في سمائي الى ما بعد سن التعب والرشد

.......

ومن عجيب ذاك الزمن أنني كنت أرى وجوه الناس بلونين، اسود قاتم مثل الليل وابيض مثل الحلم

لكن اللون الأبيض كان يفترش وجوه أكثر الناس فلم أرى اللون الأسود إلا من خلال القصص التي

كان يرويها لي أبي عن بقرة الأيتام وعن السلطان وأبنائه السبعة فكانت ألوان الأشرار في القصص

سوداء قاتمة مخيفة ومرعبة،أما لون الأخيار فكان البياض يفترش وجوههم مثلما يفترش الثلج بساط الأرض

.......

..كبرت في عمر الزمن وتلون العالم بألوان الطيف لم تعد وجوه الناس واضحة مثل الصباح

بل أصبحت قاتمة مثل الليل، حتى البحر الذي كنت أراه ساكن صافيا أيام الصغر اكتشفت غضبه

ورأيت كيف كان يصفع صخور الشاطئ في غضب، وكيف كانت مراكب البحارة تصارعه في تحدي مجنون

تقاتل ظلها لتنتهي فصول الصراع دوما بانتصار البحر فالسفن لا تعيش إلا في البحر والبحارة يتنفسون البحر كأنهم مخلوقات خلقت من مائه منها خلقت واليه تعود،

.........

في صراع الألوان رأيت كيف تغيرت وجوه الناس وأصبح البياض قناع بعضهم يلبسه ليخفي سواده

رأيت كيف تلونت الأرض ببقع الظلال ولم تعد شمس الصباح باسمة ..

رأيت كيف يصنع بعضهم الألم ويطعن بياض الكون بسواد قلبه المظلم ..كل الشرور والألوان

في صراع الوجوه تدور في تعاقب الزمن بلا نهاية واضحة ..صراع الأسود القاتم والأبيض الصافي









....رابطة أحرار القلم...........عضو3








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأبيض, والمسند

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc