الرد المسلول على شاتم صاحب الرسول - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد المسلول على شاتم صاحب الرسول

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-11, 07:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B9 الرد المسلول على شاتم صاحب الرسول

الرد على عدنان إبراهيم الذي يشتم معاوية رضي الله عنه ..


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه والتابعين وبعد ,
.
وأنقل الموضوع كما هو مبينا المصدر والله الموفق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فهذا الرد المسمى بـ الصارم المسلول على شاتم صاحب الرسول
عدنان الابراهيم ، إسم بدأ يخرج على التلفاز وعلى اليوتيوب وينشر فكره وعلمه ، وقد خطب خطبة الجمعة في أحد الدول العربية ، وكان عنوان الخطبة الباغي معاوية وقد اتهم معاوية بهذه الخطبة بأشياء يشيب لها شعر الرأس ، وتتفطر فيها قلب كل محب للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..
فهذا الرد أعده أحد الاخوة في الرد على الشبهات التي ألقاها المدعي في خطبته ..
الرد على عدنان إبراهيم في اتهامه للصحابي الجليل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم ..

والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
هذه رسالة صغيرة في الرد على د.عدنان إبراهيم الذي نشر في خطبته المعنونه ب بداية كارثتنا شبهاً كثيرة عن سيدنا أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والخطبة موجودة في موقعه على الانترنت.
وطريقتي في الرد هو تناول هذه الشبه واحدة تلو الأخرى وفق ترتيبها المذكور في الخطبة والرد عليها بردود علمية مؤصلة مستنداً على ما قاله علماء الأمة المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين في هذه الشبه التي ذكرت و التي ادعاها صاحب الخطبة وكذلك معتمداً على ما حققه علماء الحديث و التاريخ المعاصرون، محيلاً إلى المصادر التي نقلت عنها بطبعاتها والصفحة والجزء.
ولن أتطرق إلى السب والكلام الجارح الذي ذكر في الخطبة عن صاحب رسول الله ، فالله يحاسبه على هذا السب الشنيع والتجرؤ الفظيع ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء [1].
وبداية أورد للأخوة نبذة عن فضل صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحكم التجرؤ عليهم وشيئاً من فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – :
فضل الصحابة رضوان الله عليهم والنهي عن سبهم والتجرؤ عليهم :
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة : للصّحابة- رضي اللَّه عنهم أجمعين- خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، وذلك أمر مسلّم به عند كافّة العلماء، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الشرع من الكتاب والسّنة، وإجماع من يعتدّ به في الإجماع من الأمّة.[2]
عن أبي سعيد عن النّبي- عليه السّلام- قال: «لا تسبّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه».[3]
قال الإمام النووي في شرح مسلم : واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح قال القاضي وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل وقال بعض المالكية يقتل .[4]
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة، والناس أجمعين».[5]
قال ابن عبّاس: أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم اصطفاهم اللَّه لنبيه عليه السّلام.[6]
قال أبو زرعة الرّازيّ: إذا رأيت الرّجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أنّ الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء الزّنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة فالجرح بهم أولى.[7]
وذكري لأقوال العلماء في فضل الصحابة للاستئناس لا للاستدلال كما قال الحافظ ابن حجر في الإصابة, قال – رحمه الله – : وهذا الثّناء للاستئناس وليس للتّدليل إذ لا يصحّ القول مع اللَّه عزّ وجلّ ورسوله – صلّى اللَّه عليه وسلم – حيث نص اللَّه ورسوله على عدالتهم، فهل بعد تعديل اللَّه عز وجل رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم تعديل؟!! فأقول وللَّه الحمد والمنّة.[8]
من فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
عن عمير بن الأسود العنسي، حدثه – أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له، ومعه أم حرام – قال: عمير، فحدثتنا أم حرام: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا» ، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم» ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم» ، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا».[9]
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر.[10]
عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية، وقال: ” اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به “.[11] ">عن العرباض بن سارية السلمي قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان: ” هلم إلى الغداء المبارك ” ثم سمعته يقول: اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب.[12] <10">عن مجاهد، وعطاء، عن ابن عباس، أن معاوية، أخبره: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قصر من شعره بمشقص ” فقلت لابن عباس: ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية؟ فقال: ” ما كان معاوية، على رسول الله صلى الله عليه وسلم متهماً”.[13]
حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نافع بن عمر، حدثني ابن أبي مليكة، قيل لابن عباس: ” هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: «أصاب، إنه فقيه».[14]
بعض الأحاديث التي رواها معاوية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم :
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الشهيد، قال: سمعت أبا مجلز، قال: دخل معاوية، على عبد الله بن الزبير وابن عامر، قال: فقام ابن عامر، ولم يقم ابن الزبير، قال: وكان الشيخ أوزنهما، قال: فقال: مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من أحب أن يمثل له عباد الله قياما، فليتبوأ مقعده من النار “.[15]
عن معاوية بن أبي سفيان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين “.[16]
سمعت معاوية بن أبي سفيان، ذكر حديثا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمعه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا غيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين، يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة “.[17]
ومن أراد أن يستزيد فليرجع إلى مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنن.
تنبيه:قبل الدخول في النقاش العلمي وبعد عرضي للمقدمات التي تدل على فضل معاوية رضي الله عنه ، أود أن أنبه الإخوة إلى أني لا أدعي العصمة لمعاوية رضي الله عنه فلا أحد معصوم سوى الأنبياء عليهم السلام ، وأقر كما أقر بذلك علماء أهل السنة والجماعة وأنا تابع لهم مقتفٍ لأثرهم ، أن معاوية رضي الله عنه اجتهد في أمرين وجانبه الصواب بهما وهما : الأول: قتاله لعلي بن أبي طالب وتمسكه بقتل قتلة عثمان قبل مبايعة علي رضي الله عنه وأرضاه فالحق في هذا الأمر كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الثاني: تولية الخلافة لابنه يزيد فهو اجتهد رضي الله عنه في جمع الأمة على خليفة من بعده حتى لا تختلف وتدب الفتنة فيها ، لكنه لم يصب في اختيار ابنه للخلافة لوجود من هو أفضل منه من خيار الصحابة كالحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، وكذلك في أنه جعل انتقال الخلافة بالوراثة بعد أن كانت بالشورى.
ولكننا لا نطعن فيه ولا نفتري عليه ، وحسبنا ما قاله العلماء الأفاضل في هذا الأمر.
ونأتي الآن على الشبه التي ذكرها عدنان إبراهيم على الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
أولاً : الشبهة الأولى: حديث : لا تدري ما أحدثوا بعدك .. :
ذكر عدنان إبراهيم هذا الحديث واستدل به على أن هناك من أحدث وبدّل من الصحابة بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجعل عدنان إبراهيم معاوية رضي الله عنه من الذين أحدثوا وبدلوا بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، واعتقد بذلك ثم استدل بما ذكره في بقية الخطبة.
وبداية أورد نص الحديث كاملاً كما جاء في صحيح البخاري و الإمام مسلم في صحيحه واللفظ للبخاري :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» ، ثُمَّ قَالَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قَالَ: ” أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ “[18]
شرح العلماء لهذا الحديث وبالتحديد قوله صلى الله عليه وسلم : ” فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ” :
شرح الإمام النووي : وأما أصيحابي فوقع في الروايات مصغرا مكررا وفي بعض النسخ أصحابي أصحابي مكبرا مكررا قال القاضي: هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة ولهذا قال فيهم سحقا سحقا ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم.[19]
شرح الإمام ابن حجر العسقلاني: أصيحابي كذا للأكثر بالتصغير وللكشميهني بغير تصغير قال الخطابي فيه إشارة إلى قلة عدد من وقع لهم ذلك وإنما وقع لبعض جفاة العرب ولم يقع من أحد الصحابة المشهورين.[20]
شرح الإمام العيني لعبارة إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ : وقال الخطابي: الإرتداد هنا التأخير عن الحقوق اللازمة والتقصير فيها، قيل: هو مردود، لأن ظاهر الإرتداد يقتضي الكفر لقوله تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} آل عمران: 441 . أي: رجعتم إلى الكفر والتنازع، ولهذا قال: بعدا لهم وسحقا، وهذا لا يقال للمسلمين، فإن شفاعته للمذنبين. فإن قلت: كيف خفي عليه حالهم مع إخباره بعرض أمته عليه؟ قلت: ليسوا من أمته، وإنما يعرض عليه أعمال الموحدين لا المرتدين والمنافقين، وقال ابن التين: يحتمل أن يكونوا منافقين أو مرتكبي الكبائر من أمته، قال: ولم يرتد أحد من أمته، ولذلك قال: على أعقابهم، لأن الذي يعقل من قوله: المرتدين الكفار إذا أطلق من غير تقييد، وقيل: هم قوم من جفاة العرب دخلوا في الإسلام أيام حياته رغبة ورهبة: كعيينة بن حصين، جاء به أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، أسيرا، والأشعث بن قيس، فلم يقتلهما ولم يسترقهما، فعادوا الإسلام. وقال النووي: المراد به المنافقون والمرتدون.[21]
وعلى هذا نرى أن كلام العلماء الذين أجمعت الأمة على تقديم شرحهم لأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، أن هؤلاء المبدلين هم أهل الردة والجفاة من العرب وهذا ما نصوا عليه رحمهم الله ولم يقع ذلك من الصحابة المشهورين ولا أحد ينكر أن معاوية رضي الله عنه من مشاهير الصحابة ، فكيف يدعي عدنان أن معاوية منهم ، على ماذا اعتمد واستدل ؟!
وأقول : معاوية رضي الله عنه جعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم – كاتباً له بين يديه وذكر له – صلى الله عليه وسلم- عدداً من الفضائل و روى معاوية عن رسول الله عدداً من الأحاديث وأخذ منه الفقه ومن كبار الصحابة حتى صار من الطبقة الثانية من أكثر الصحابة فتيا ، ثم استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ولاية الشام بعد أخيه يزيد ثم استعمله عثمان رضي الله عنه فمكث في ولاية الشام عشرين عاماً.
فإن كان الغيب حُجِب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبلغ بأسماء من أحدث وبدل بعده ، فهل اطلع عليه عدنان حتى يجعل معاوية منهم ؟!!
وهل كان عمر وعثمان رضي الله عنهم غافلين عن معاوية لما أوكلوا إليه إمارة الشام التي هي من أعظم بلاد الإسلام ؟! و لو قلنا جدلاً أن معاوية بدّل بعد عهد الخلفاء الراشدين ! فلماذا بايعه أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالخلافة وعلى رأسهم الحسن والحسين وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير والأمة كلها ؟! ألم يكونوا يعلمون أنه بدّل كما زعم عدنان وهم الذين كانوا يعلمون بحاله عن قرب ويميزون بين الحق والباطل و لا يخافون في الله لومة لائم.
فهذا الادعاء أرى أنه تأَلَي على الله تعالى وادعاء علم الغيب بمعرفة من بدّل من الصحابة وتعيينهم دون نص أو دليل ، وافتراء على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وخلفائه الذين وثقوا بمعاوية رضي الله عنه كل الثقة وأوكلوا له المهمات العظيمة التي لا تعطى إلا لمن خَلُص دينه لله تعالى وكان أهلاً لهذه المهمات ، وكذلك هو افتراء على الحسن بن علي سبط رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والصحابة رضوان الله عليهم الذين بايعوا معاوية على الخلافة في عام الجماعة ، وأيضاً هو تكذيب لصريح قوله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”[22]. فرسول الله نص على أن الفئتين من المسلمين ومعاوية رضي الله عنه على رأس إحدى الفئتين ، فإن كان مسلماً بالنص الصريح فكيف يكون مبدلاً بالتأويل؟ فما بالك إن كانت هذه التهمة بالتلفيق ؟!!
ثانياُ: الرد على الشبهة الثانية: أثر لماذا لا تسب أبا تراب وشبهة سب معاوية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أولاً: أرغب بإدراج نص الحديث كاملاً من صحيح مسلم مع شرح العلماء له:
نص الحديث: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبوة بعدي» وسمعته يقول يوم خيبر «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال فتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي عليا» فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} [آل عمران: 61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: «اللهم هؤلاء أهلي».[23]
شرح النووي على مسلم: قوله إن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص ما منعك أن تسب أبا تراب قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول هل امتنعت تورعا أو خوفا أو غير ذلك فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ، ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال قالوا ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ قوله.[24]
وأقول : بالمنطق والعقل من المعلوم إن أفضل لقب ونداءٍ يحب أن ينادى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو أبا تراب وذلك لأن من لقبه بهذا اللقب هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فكيف يطلب معاوية من سعد أن يسبه – كما يزعم عدنان إبراهيم في تأويله – ومعاوية يناديه ويسميه بأجمل وأحب الألقاب إليه ؟!!
وذكر السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه في لفظ آخر للحديث:
قوله: فنال منه أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما: قيل في مسلم والترمذي ومنشأ ذلك الأمور الدنيوية التي كانت بينهما – ولا حول ولا قوة إلا بالله – والله يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا ومقتضى حسن الظن أن يحمل السب على التخطئة ونحوها مما يجوز بالنسبة إلى أهل الاجتهاد لا اللعن وغيره.[25]
أما ما يتعلق باتهام معاوية رضي الله عنه أن أمر بسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنابر، فأكتفي بنقل ما ذكر المؤرخ الكبير د.علي الصلابي – حفظه الله – في كتابه معاوية بن أبي سفيان :
قال د.الصلابي: تذكر كتب التاريخ أن الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون علي، وهذا الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح، قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحي، قال: كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلاً رضي الله عنه، فلما ولي هو ـ عمر بن عبد العزيز ـ أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:
وليت فلم تشتم علياً ولم تخف … برياً ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما … تبين آيات الهدى بالتكلم
فصدَّقت معروف الذي قلت … بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم
فهذا الأثر واهٍ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه ضعف وشيخه لوط بن يحي أبومخنف، واهٍ بمرة، قال عنه يحي بن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الدارقطني: أخباري ضعيف ووصفه في الميزان: أخباري تالف لا يوثق به ، وعامة روايته عن الضعفاء والهلكى و المجاهيل، وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنه بحمل الناس على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حتى صارت عند المتأخرين من المُسلَّمات التي لا مجال لمناقشتها، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب الدميري، واليعقوبي وأبي الفرج الأصفهاني، علماً بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء . من احترام وتقدير معاوية لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار.انتهى.[26]
قلت: ومنها :
حدثني يعلى بن عبيد، قال: حدثنا أبي، قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعة لمعاوية: أنت تنازع عليا! أم أنت مثله؟ فقال: لا والله إني لأعلم أن عليا أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، وإنما أطلب بدمه، فأتوا عليا فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له. فأتوا عليا فكلموه بذلك، فلم يدفعهم إليه.[27]
وعن قيس بن أبي حازم قال: سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم مني، قال: قولك يا أمير المؤمنين أحبّ إليّ من قول علي، قال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغرّه بالعلم غرّاً، ولقد قال له: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي “، وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال: هاهنا علي بن أبي طالب. ثم قال للرجل: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان.[28]
قال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي: جاء رجل إلى عمي أبي زرعة فقال له: يا أبا زرعة! أنا أبغض معاوية. قال: لم؟ قال: لأنه قاتل علي بن أبي طالب. فقال له عمي: إن رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما رضي الله عنهم أجمعين؟.[29]
ثالثا: الرد على الشبهة الثالثة: شبهة شرب معاوية للخمر وقصة أبو بريدة :
أما هذه الشبهة التي ذكرها عدنان إبراهيم فهي مصيبة المصائب وذلك أن فيها تلفيقاً منه على الرواية الموجودة في مسند الإمام أحمد والذي قد نقلها من النسخة التي حققها الشيخ شعيب الأرناؤوط و وجدت أن عدنان إبراهيم تغافل عن ما ذكره الشيخ الأرناؤوط في تعليقه في الحاشية وسأورد لكم الرواية كاملة مع الحاشية التي أدرجها العلامة الشيخ شعيب الأرناؤوط :
رواية الإمام أحمد : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ ” أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي. [30]
* ما ذكره العلامة شعيب الأرناؤوط في حاشيته:
قال العلامة شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/94-95 عن زيد بن الحُباب، به. ولفظه: دخلتُ أَنا وأَبي على معاوية، فأَجْلسَ أَبي على السَّرير، وأُتِيَ بالطعام فأطْعَمَنا، وأُتِيَ بشرابٍ فشربَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنت أَستلِذُّه وأنا شابٌّ فآخُذه اليومَ إلا اللَّبَنَ، فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم، والحديثَ الحسَنَ.
وأخرجه ابن عساكر ص 417 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به، بلفظ: دخلت مع أبي على معاوية.
وقوله: “ثم قال: ما شَرِبتُه منذ حرَّمَه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” أي: معاوية بن أبي سفيان، ولعله قال ذلك لِما رأَى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة، لظنِّه أنه شرابٌ مُحرَّم، والله أعلم.[31]
قلت: و واضح من نص الرواية أنه لم ترد كلمة الخمر في النص أبداً ، فيتبين أن عدنان إبراهيم دسَّها في ثنايا الرواية دون أن يخبر بأن هذه الكلمة من إضافته أو من تفسيره وهذا خلافٌ لما تقتضيه الأمانة العلمية التي يجب على من تصدر لتوعية الناس وتثقيفهم أن يتحلى بها ، فما بالك إن كانت هذه الإضافة هي اتهام وقذف لصاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وأيضاً فمن خلال قراءة نص الرواية قراءة متأنية نجد أن معاوية رضي الله عنه بلفظه هو قال أنه لمَا كان شاباً في قريش وعلى الكفر وابن سادات قريش لم يكن يحب شراباً غير اللبن. أي أنه رضي الله عنه حتى وهو كافر لم يكن يحب الخمر فما بالكم بحاله بعد دخوله في الإسلام وملازمته لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكبار الصحابة.
وأيها الأخوة هذا نص عدنان ابراهيم في خطبته حين ذكر هذا الحديث وهذا ما نص عليه في الخطبة المكتوبة وسمعته في خطبته المرئية الموجودة على موقع اليوتيوب لزيادة التوثيق:
عن عبد الله بن بريدة الصحابي قال: دخلت أنا وأبي على معاوية بن أبي سفيان ، أي في دمشق ، ثم أتينا بالطعام، فأصبنا منه، أو قال:أكلنا ، ثم أتينا بالشراب،الخمر،فشرب معاوية، وناول أبي، فقال:أي أبوه: ما شربته منذ حرّمه رسول الله.انتهى.[32]
ولن أذكر بقية السب والقذف الذي ذكره بعد تلفيقه هذا ، وكفى بهذا التلفيق والكذب أن يسقط عدالة هذا الرجل الذي أتانا ببهتانه هذا على صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }.[33]
أما كلام عدنان إبراهيم أن معاوية يتاجر بالخمور والأصنام فلم أجد ما ذكر لا في مسند الإمام أحمد ولا غيره من كتب السنة حسب علمي وبحثي و وجدت ما ذكر في مواقع الشيعة الإلكترونية.

منقول من موقع المنهج











 


قديم 2012-03-11, 07:22   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

رد الشيخ محمد مبارك الداهوم

على المتشيع عدنان ابراهيم


https://www.bofawzi.com/2011/10/blog-post_09.html

الشيخ عثمان الخميس: عدنان ابراهيم ليس سنيا
https://www.youtube.com/watch?v=mc9fJ...eature=relat

من هو عدنان ابراهيم؟
هو رجل فلسطيني مقيم في النمسا منسوب زوراً وبهتانا إلى أهل السنة والجماعة, ولكنه يخالف إجماع علماء أهل السنة في عدالة الصحابة رضي الله عنهم, ويُأصّل لمذهب الزيدية بالتنظير له ولكنه يبث من خلاله سموم الرافضة الاثنى عشرية ويتبنى الكثير من أقوالهم حتى وصلت به إلى الطعن بالصحابة تلميحا وتصريحا, بل ويطعن بعلماء أهل السنة المتقدمين والمتأخرين كل ذلك باسم أهل السنة والجماعة!
وما خفي كان أعظم.


وهذه عبارة عن سلسلة ردود متجددة بإذن الله للرد على أطروحاته وأباطيله.











قديم 2012-03-11, 07:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

رابعاُ: الرد على الشبهة الرابعة: شبهة قتل معاوية للحسن بن علي رضي الله عنهما بالسم.
وأيضا في رد هذه التهمة الساقطة أورد ما ذكره المؤرخ الجليل د.علي الصلابي – حفظه الله – في هذه المسألة وأكتفي بما ذكره لأنه حفظه الله جمع أقوال العلماء في هذه المسألة وحقق مرواياتها خير تحقيق فجزاه الله عن الصحابة والإسلام والمسلمين خير الجزاء ،وقد ذكر د.الصلابي كافة المصادر التي نقل عنها فمن أراد الرجوع إليها فليرجع إلى كتابه.
قال د.الصلابي: ذكرت بعض الروايات أن الحسن بن علي توفي متأثراً بالسم الذي وضع له، وقد اتجهت أصابع الاتهام نحو زوجة الحسن جعدة بنت الأشعث بن قيس أمير كندة فهذه أم موسى سرية علي تتهم جعدة بأنها دست السم للحسن، فاشتكى منه شكاة: فكان يوضع تحته طست ، وترفع أخرى نحواً من أربعين يوماً ، وهذه رواية إسنادها لا يصح وهي ضعيفة ، وحاول البعض من الإخباريين والرواة أن يوجد علاقة بين البيعة ليزيد ووفاة الحسن، وزعموا أن يزيد بن معاوية أرسل إلى جعدة بنت قيس أن ُسمي حسناً فإني سأتزوجك، ففعلت، فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء: فقال: إنا والله لم نرضك له أفنرضاك لأنفسنا ، وفي سندها يزيد بن عياض بن جعدية، كذبه مالك وغيره ، وقد وردت هذه الروايات في كتب أهل السنة بدون تمحيص، مع العلم أن أسانيد تلك الروايات أسانيدها ضعيفة .
1 ـ قال ابن العربي: فإن قيل: دس على الحسن من تسمَّه، قلنا هذا محال من وجهين: أحدهما: أنه ما كان ليتقي من الحسن بأساً وقد سلَّم الأمر، الثاني: أنه أمر مغيب لا يعلمه إلا الله، فكيف تحملونه بغير بيَّنة على أحد من خلقه في زمن متباعد ولم نثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة وعصبية، ينسب كل واحد إلى صاحبه ما لا ينبغي، فلا يقبل منها إلا الصافي، ولا يسمع فيها إلا من العدل الصميم .
2 ـ وقال ابن تيمية: وأما قوله: معاوية سمّ الحسن، فهذا ممن ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية، أو إقرار معتبر، ولا نقل يجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به، فالقول به قول بلا علم. وقد جاء عن ابن تيمية في رده عن اتهام معاوية بسمّ الحسن وأنه أمر الأشعث بن قيس بتنفيذ هذه الجريمة وكانت ابنته تحت الحسن، حيث قال: وإذا قيل أن معاوية أمر أباها كان هذا ظناً محضاً، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث. ثم أن الأشعث بن قيس مات سنة أربعين وقيل سنة إحدى وأربعين ولهذا لم يذكر في الصلح الذي كان بين معاوية والحسن بن علي، فلو كان شاهداً لكان يكون له ذكر في ذلك، وإذا كان قد مات قبل الحسن بنحو عشر سنين فكيف يكون هو الذي أمر بنته . وهذا يدل على قدرة ابن تيمية للنقد العلمي القوي للروايات التاريخية.
3 ـ وقال الذهبي: قلت هذا شئ لا يصح فمن الذي أطلع عليه.
4 ـ وقال ابن كثير: روي بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمَّي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاك لأنفسنا؟ وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى و الأحرى.
5 ـ وقال ابن خلدون: وما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة، حاشا لمعاوية من ذلك .
6 ـ د. جميل المصري: وقد علق على هذه القضية بقوله: … ثم حدث افتعال قضية سم الحسن من قبل معاوية أو يزيد .. ويبدو أن افتعال هذه القضية لم يكن شائعاً آنذاك، لأننا لا نلمس لها أثراً في قضية قيام الحسن، أو حتى عتاباً من الحسين لمعاوية. وبالنسبة لسم الحسن رضي الله عنه، فنحن لا ننكر هذا، فإذا ثبت أنه مات مسموماً فهذه شهادة له وكرامة في حقه ، وأما اتهام معاوية وابنه فهذا لا يثبت من حيث السند، كما مر معنا، ومن حيث المتن وهل جعدة بنت الأشعث بن قيس بحاجة إلى شرف أو مال ـ كما تذكر الروايات حتى تسارع لتنفيذ هذه الرغبة من يزيد، وبالتالي تكون زوجة له أليست جعدة ابنة أمير قبيلة كندة كافة وهو الأشعث بن قيس، ثم أليس زوجها وهو الحسن بن علي أفضل الناس شرفاً ورفعة بلا منازعة، إن أمه فاطمة رضي الله عنها، وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفى به فخراً، وأبوه علي بن أبي طالب أحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين، إذاً ما هو الشئ الذي تسعى إليه جعدة وتحصل عليه حتى تنفذ هذا العمل الخطير ، إن هناك الكثير الذين هم أعداء للوحدة الإسلامية، وزادهم غيظاً وحنقاً ما قام به الحسن بن علي، كما أن قناعتهم قوية بأن وجوده حياً صمام أمان للأمة الإسلامية، فهو إمام ألفتها وزعيم وحدتها بدون منافس، وبالتالي حتى تضطرب الأحداث وتعود الفتن إلى ما كانت عليه فلا بد من تصفيته وإزالته، فالمتهم الأول في نظري هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذين وجه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل لمعاوية وجعل حداً للصراع، ثم الخوارج الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهم الذين طعنوه في فخذه، فربما أرادوا الانتقام من قتلاهم في النهروان وغيرها.انتهى.[34]
قلت : وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن معاوية ما نصه : عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي،عن معاوية، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يمص لسانه – أو قال: شفته، يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه – وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم “. وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.[35]
وهذا الحديث الذي رواه معاوية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والذي فيه من فضائل الحسن رضي الله عنه دليل على حب معاوية للحسن رضي الله عنهم أجمعين.
خامساً: الرد على الشبهة الخامسة: شبهة أكل معاوية للربا.
أما شبهته هذه فأورد لكم نص الرواية التي استدل عليها ثم نذكر التعليق عليها:
نص الرواية : عن أبي قلابة، قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث، قال: قالوا: أبو الأشعث، أبو الأشعث، فجلس، فقلت له: حدث أخانا حديث عبادة بن الصامت، قال: نعم، غزونا غزاة وعلى الناس معاوية، فغنمنا غنائم كثيرة، فكان فيما غنمنا آنية من فضة، فأمر معاوية رجلا أن يبيعها في أعطيات الناس، فتسارع الناس في ذلك، فبلغ عبادة بن الصامت، فقام، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، إلا سواء بسواء، عينا بعين، فمن زاد، أو ازداد، فقد أربى» ، فرد الناس ما أخذوا، فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا، فقال: ألا ما بال رجال يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه، فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة، ثم قال: ” لنحدثن بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كره معاوية – أو قال: وإن رغم – ما أبالي أن لا أصحبه في جنده ليلة سوداء “، قال حماد هذا أو نحوه.[36]
ونرى من خلال قرائتنا لهذه الرواية أنه لا توجد فيه عبارة: (قال –أي معاوية-: نتاجر ونربح )كما ذكر عدنان إبراهيم في نص خطبته !! ولم أجد هذه العبارة في أي من الروايات الأخرى لا في صحيح مسلم ولا في غيره ! وهذا تلفيقٌ آخر منه في الروايات !
وأذكر لكم رواية أخرى ذكرها الإمام مالك في موطأه لقصة أبي الدرداء مع معاوية ويتبين لنا من خلالها أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى معاوية عن ذلك فانتهى معاوية رضي الله عنه وإلا لما رضي عمر بأن يكون واليه يفعل محرماً وإن كان متأولاً في ذلك.

نص الرواية في الموطأ: عن عطاء بن يسار، أن معاوية بن أبي سفيان باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينهى عن مثل هذا إلا مثلا بمثل» ، فقال له معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسا. فقال أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخبرني عن رأيه، لا أساكنك بأرض أنت بها ” ثم قدم أبو الدرداء على عمر بن الخطاب فذكر ذلك له، فكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية: أن لا تبيع ذلك إلا مثلا بمثل وزنا بوزن
  • قال الإمام الزرقاني في شرحه على الموطأ : (فقال معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسا) إما لأنه حمل النهي على المسبوك الذي به التعامل وقيم المتلفات أو كان لا يرى ربا الفضل كابن عباس.[38]
  • وقال الإمام أبو الوليد الباجي القرطبي الأندلسي في شرحه المنتقى على الموطأ وشرحه لحديث أبي الدرداء ، قال: ما ذهب إليه معاوية من بيع سقاية الذهب بأكثر من وزنها يحتمل أن يرى في ذلك ما رآه ابن عباس من تجويز التفاضل في الذهب نقدا ويحتمل أن يكون لا يرى ذلك ولكنه جوز التفاضل بين المصوغ منه وغيره لمعنى الصياغة وقول أبي الدرداء سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينهى عن مثل هذا أنكر عليه فعله من تجويزه التفاضل في الذهب واحتاج إلى الاحتجاج بنهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن مثل ذلك؛ لأن معاوية من أهل الفقه والاجتهاد فليس لأبي الدرداء صرفه عن رأيه الذي روي إلا بدليل وحجة بينة.
وقد روى ابن أبي مليكة قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية ما أوتر إلا بواحدة قال أصاب إنه فقيه.
ثم ذكر في شرحه المنتقى كلاماً أصولياً نفيساً في هذه المسألة وختم كلامه بهذه العبارة:
ولم ينكر عمر – رضي الله عنه – على معاوية ما راجع به أبو الدرداء لما احتمل من التأويل على ما قدمناه والله أعلم وأحكم.[39]


سادساً: الرد على الشبهة السادسة: أن معاوية غير دية المعاهد وجعلها إلى النصف من دية المسلم بعد أن كانت على السواء من دية المسلم :
أذكر في هذه المسألة قول الإمام ابن قدامة في المغني وهو من فقهاء الحنابلة ، الذي يرجح أن دية المعاهد على النصف من دية المسلم كما هو فعل معاوية رضي الله عنه ، قال ابن قدامة : ولنا، ما روى عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «دية المعاهد نصف دية المسلم» . وفي لفظ، «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قضى أن عقل الكتابي نصف عقل المسلم» . رواه الإمام أحمد. وفي لفظ: «دية المعاهد نصف دية الحر» . قال الخطابي: ليس في دية أهل الكتاب شيء أثبت من هذا، ولا بأس بإسناده. وقد قال به أحمد، وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أولى، ولأنه نقص مؤثر في الدية، فأثر في تنصيفها كالأنوثة.
قلت: وأمر تحديد دية المعاهد فيه خلاف بين الفقهاء بين مساوٍ له مع دية المسلم وبين من جعل الدية نصف دية المسلم.

سابعاً: الرد على الشبهة السابعة: استصفاء معاوية للغنائم لنفسه :
زعم عدنان إبراهيم أن معاوية طلب من الحكم بن عمرو الغفاري أن يستصفي الغنائم لنفسه ويخرج منها كل صفراء وبيضاء. وأورد لكم الخبر كما ذكره الحافظ ابن كثير – رحمه الله – في البداية والنهاية ، قال ابن كثير:
وفي هذه السنة غزا الحكم بن عمرو نائب زياد على خراسان جبل الأسل عن أمر زياد فقتل منهم خلقا كثيرا وغنم أموالا جمة، فكتب إليه زياد: إن أمير المؤمنين قد جاء كتابه أن يصطفى له كل صفراء وبيضاء- يعني الذهب والفضة- يجمع كله من هذه الغنيمة لبيت المال. فكتب الحكم بن عمرو: إن كتاب الله مقدم على كتاب أمير المؤمنين، وإنه والله لو كانت السموات والأرض على عدو فاتقى الله يجعل له مخرجا، ثم نادى في الناس: أن اغدوا على قسم غنيمتكم، فقسمها بينهم وخالف زيادا فيما كتب إليه عن معاوية، وعزل الخمس كما أمر الله ورسوله، ثم قال الحكم: إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فمات بمرو من خراسان رضي الله عنه.[42]
قلت: ونرى في هذه الرواية أن استصفاء هذه الغنائم كان لوضعها في بيت المال كما ذكر في ابن كثير في هذه الرواية ، ولقد وردت روايات أخرى بدون عبارة (لبيت المال) ، وقد نقل المؤرخ الكبير أ.د.محمد بن طاهر البرزنجي في كتابه صحيح وضعيف تاريخ الطبري – قسم الصحيح – نقل رواية في مختصر تاريخ ابن عساكر:
أخرج بن عساكر عن قتادة: لما انتهى الحكم بن عمر إلى معاوية وجعل كتاب الحكم في جوب كتابه .. الخبر) وفي آخره قال معاوية : ( أتأمروني أن أعمد إلى رجل آثر كتاب الله على كتابي وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على سنتي فأقطع يديه ورجليه؟ بل أحسن وأجمل وأصاب فكانت هذه مما يعد من مناقب معاوية).مختصر تاريخ ابن عساكر/ترجمة معاوية 52).[43]


ثامناً: الرد على الشبهة الثامنة: شبهة قتل حجر بن عدي-رضي الله عنه- .
و هنا أود أن أشير إلى أن حجر بن عدي وكما تذكر الروايات التاريخية أنه جمع الجموع على أمير المؤمنين معاوية وسيطر على الكوفة وأظهر العصيان على الخليفة ، وأن قتل معاوية لحجر بن عدي كان عن تأويل منه لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه”.
وأنا لا أرغب بالتطويل في هذا الموضوع والإسهاب في ذكر الروايات التاريخية وأكتفي هنا بذكر موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع معاوية : فعن ابن أبي مليكه: إن معاوية جاء يستأذن على عائشة، فأبت أن تأذن له، فخرج غلام لها يقال له: ذكوان ، قال: ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له، وكان أطوع مني عندها، فلما دخل عليها قال: أمتاه فيما وجدت عليَّ يرحمك الله؟ قالت: .. وجدت عليك في شأن حجر وأصحابه إنك قتلتهم فقال لها: … وأما حجر وأصحابه فإني تخوفت أمراً، وخشيت فتنة تكون، تهراق فيها الدماء، تستحل فيها المحارم، وأنت تخافيني، دعيني والله يفعل ما يشاء قالت: تركتك والله، تركتك والله، تركتك والله ، وجاء في رواية أخرى: لما قدم معاوية دخل على عائشة، فقالت: أقتلت حجراً؟ قال: يا أم المؤمنين، إني وجدت قتل رجلٍ في صلاح الناس، خير من استحيائه في فسادهم.
وقد نقل الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء أن معاوية ندم على قتل حجر : قال: وقدم ابن هشام برسالة عائشة، وقد قتلوا، فقال: يا أمير المؤمنين! أين عزب عنك حلم أبي سفيان؟
قال: غيبة مثلك عني . قال الذهبي:- يعني: أنه ندم -.
قلت: وقد طلب معاوية رضي الله عنه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تدعه والله يفعل به ما يشاء أي أنه سلم أمره لله في هذا الفعل ، وقد تركته عائشة رضي الله عنها بعد كلمته هذه ولم تنازعه فقالت: (تركتك والله ثلاثاً) ، أفنحن نأتي بعد أن سلّم معاوية أمره لله تعالى وبعد أن تركت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنه – لومه أفنأتي نحن لنحسابه ؟!! فلنترك الأمر لله تعالى كما تركته أم المؤمنين وطلب ذك معاوية رضي الله عنه علاوة على ذلك فقد روي أنه ندم على هذا الفعل. والله أعلم ..


تاسعاً: رد الشبهة التاسعة: شبهة استلحاق زياد بن أبيه.
أما هذه الشبهة فقد وضحها وبينها د.علي الصلابي خير تبيين وتجد تفصيل ذلك في كتابه معاوية بن أبي سفيان (1/348) ، وخلاصة كلامه: أن من استلحق نسبه بأبي سفيان هو زياد بن أبيه ، وكذلك فهناك من شهد ومنهم من الصحابة أن سمية جارية الحارث بن كلدة قد علقت من أبي سفيان لما وطئها في الجاهلية .. والله أعلم .
والعجيب أن عدنان إبراهيم قد شنع على زياد أشد تشنيع وكأنه لم يعلم أنه كان من شيعة علي بن أبي طالب قبل أن يكون مع معاوية بل قد ولاه علي بن أبي طالب ولاية فارس ، وهذا ما ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ، قال ابن كثير:
وفي هذه السنة –أي سنة 39 هـ – ولى علي بن أبي طالب زياد بن أبيه على أرض فارس، وكانوا قد منعوا الخراج والطاعة ..فاستشار على الناس فيمن يوليه عليهم، فأشار ابن عباس وجارية بن قدامة أن يولي عليهم زياد بن أبيه، فإنه صليب الرأي، عالم بالسياسة.
فقال علي: هو لها، فولاه فارس وكرمان وجهزه إليهما في أربعة آلاف فارس، فسار إليها في هذه السنة فدوخ أهلها وقهرهم حتى استقاموا وأدوا الخراج وما كان عليهم من الحقوق، ورجعوا إلى السمع والطاعة، وسار فيهم بالمعدلة والأمانة.[47]


عاشراً: رد الشبهة العاشرة: شبهة عدم قتل قتلة عثمان في عهد معاوية :
و رد هذه الشبهة أن الاتفاق الذي أبرم بين الحسن ومعاوية كان من بنوده عدم الأخذ بأي دم سفك قبل الصلح بين المسلمين ، وهذا ما جعل معاوية يكف عن متابعة قتلة عثمان حقناً لدماء المسلمين ودرءاً للفتنة ، وهذا ما جاء في صريح كلام الإمام الحسن بن علي – عليه السلام – في أمر الصلح.
وهذه رواية الإمام البخاري في صحيحه لقصة الصلح بين سيدنا الحسن بن علي وسيدنا معاوية رضوان الله عليهم أجمعين :
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، قال: سمعت الحسن، يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين: أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له: واطلبا إليه، فأتياه، فدخلا عليه فتكلما، وقالا له: فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب، قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك قال: فمن لي بهذا، قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه، فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» ، قال أبو عبد الله: ” قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة، بهذا الحديث “
قال ابن حجر في فتح الباري في شرحه لهذا الحديث :
قال فقال لهما الحسن بن علي إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال فمن لي بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به فصالحه قال بن بطال هذا يدل على أن معاوية كان هو الراغب في الصلح وأنه عرض على الحسن المال ورغبه فيه وحثه على رفع السيف وذكره ما وعده به جده صلى الله عليه وسلم من سيادته في الإصلاح به.
وفي هذه القصة من الفوائد علم من أعلام النبوة ومنقبة للحسن بن علي فإنه ترك الملك لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة وفيها رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للطائفتين بأنهم من المسلمين ومن ثم كان سفيان بن عيينة يقول عقب هذا الحديث قوله من المسلمين يعجبنا جدا أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه عن الحميدي وسعيد بن منصور عنه وفيه فضيلة الإصلاح بين الناس ولا سيما في حقن دماء المسلمين ودلالة على رأفة معاوية بالرعية وشفقته على المسلمين وقوة نظره في تدبير الملك.[48]
قلت: أيها الأخوة هذا كلام العلماء الكبار الذين أطبقت الأمة وأجمعت على تقديم كلامهم هذا هو كلامهم في أمير المؤمنين معاوية – رضي الله عنه – وفي فضله في مسألة الصلح وحقن دماء المسلمين ، واليوم يأتي من أضاع جادة الحق التي رسمها هؤلاء العلماء فيتهم معاوية رضي الله عنه في نواياه ويشكك في صدقها و يتغافل عن الحق المذكور في صحيح البخاري وغيره من الروايات الصحيحة وتعليقات العلماء النفيسة.
والناظر في التاريخ المتأمل في هذه الحقبة يجد أن أغلب قتلة عثمان قد قتلوا إما في معركة الجمل أو صفين أو النهروان لأنهم شاركوا في كل هذه الفتن وبالأخص معركة النهروان التي استأصل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه استأصل بهذه المعركة قوتهم وأبادهم فلم يبق منهم إلا قليل مشردون ، ومعروف في الروايات التاريخية أن من أواخر من قتل من قتلة عثمان هو عمير بن ضابئ التميمي قتله الحجاج في الكوفة سنة 75هـ.


حادي عشر: رد الشبهة الحادية عشر: شبهة أن معاوية أحد القتلة (قصة بسر بن أرطأة):
وهذه القصة التي ذكرها عدنان إبراهيم عن الحافظ ابن كثير وتبجح بها أي تبجح بأن ابن كثير صاحب الهوى الأموي قد أورد قصة تدل على أن معاوية قاتل مجرم !! وللرد على هذه الشبهة الشنيعة الباطلة أورد لكم نص الحافظ ابن كثير بكماله حتى تعلموا مدى التلفيق الذي انتهجه عدنان إبراهيم في نقله عن العلماء : أترككم مع الرواية كما ذكرها ابن كثير – رحمه الله -:
قال ابن جرير: فمما كان في هذه السنة من الأمور الجليلة توجيه معاوية بسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف من المقاتلة إلى الحجاز، فذكر عن زياد بن عبد الله البكائي عن عوانة قال: أرسل معاوية بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة- وهو رجل من بني عامر بن لؤي- في جيش فساروا من الشام حتى قدموا المدينة- وعامل على عليها يومئذ أبو أيوب- ففر منهم أبو أيوب فأتى عليا بالكوفة، ودخل بسر المدينة ولم يقاتله أحد، فصعد منبرها فنادى على المنبر: يا دينار ويا نجار ويا رزيق شيخي شيخي عهدي به هاهنا بالأمس فأين هو؟ – يعني عثمان بن عفان- ثم قال: يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إلى معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته، ثم بايع أهل المدينة وأرسل إلى بني سلمة فقال: والله ما لكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله- يعني حتى يبايعه- فانطلق جابر إلى أم سلمة فقال لها: ماذا ترين إني خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة؟ فقالت: أرى أن تبايع فإني قد أمرت ابني عمر وختني عبد الله بن زمعة- وهو زوج ابنتها زينب- أن يبايعا فأتاه جابر فبايعه. قال: وهدم بسر دورا بالمدينة ثم مضى حتى أتى مكة فخافه أبو موسى الأشعري أن يقتله فقال له بسر: ما كنت لأفعل بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فخلى عنه، وكتب أبو موسى قبل ذلك إلى أهل اليمن أن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل من أبى أن يقر بالحكومة، ثم مضى بسر إلى اليمن وعليها عبيد الله بن عباس ففر إلى الكوفة حتى لحق بعلي، واستخلف على اليمن عبد الله بن عبد الله بن المدان الحاوي، فلما دخل بسر اليمن قتله وقتل ابنه، ولقي بسر ثقل عبيد الله بن عباس وفيه ابنان صغيران له فقتلهما وهما عبد الرحمن وقثم، ويقال إن بسرا قتل خلقا من شيعة على في مسيره هذا وهذا الخبر مشهور عند أصحاب المغازي والسير، وفي صحته عندي نظر والله تعالى أعلم
هذه الرواية كاملة كما أوردها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ونقلها عن ابن جرير الطبري ، وكما هي عادة الحافظ ابن كثير في تاريخه فإنه كان دائماً ما يعلق على الروايات التاريخية ويذكر رأيه فيها ، وترون في آخر هذه القصة أن ابن كثير ذكر رأيه في هذه القصة بشكل واضح وهو (وفي صحته عندي نظر والله تعالى أعلم). وهذا التعليق يجعل القارئ لهذه القصة في البداية والنهاية بين أمرين إما أن لا ينقلها ويرويها أو أن ينقلها ويذكر تعليق الحافظ ابن كثير عليها من باب الأمانة العلمية ، ونرى أن عدنان إبراهيم قد ذكر هذه الرواية وتغافل عن رأي ابن كثير في صحتها ، وهذا فيه من عدم المصداقية العلمية ما فيه.
و أود أن أشير إلى أن ابن كثير أورد رواية بعدها فيها أن علي بن أبي طالب أرسل جيشه إلى اليمن لاستعادتها من بسر بن أرطأة وأن جيش علي لما وصل اليمن قتل من شيعة عثمان .. إلى آخره.
وجزا الله د.محمد البرزنجي خير الجزاء عن أمة الإسلام وتاريخها في تحقيقه لتاريخ الطبري فقد ذكر أن هذه الرواية والتي قبلها ضعيفتان ولا تصحان.
الختام:
وفي ختام هذا الرد الذي كتبته أرجوا من الله أن يجعلني من الناصرين لدينه سبحانه ونبيه – صلى الله عليه وسلم – وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين ، وأسأل الله سبحانه أن يكون هذا الرد والنقاش العلمي سبباً في إيضاح الحق لمن التبس عليهم الأمر من المسلمين بعد سماعهم لهذه الخطبة الشنيعة المليئة بالسب والقذف التي لم يسلم منها حتى أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير رضوان الله عليهم أجمعين ، وأرجو من إخواني المسلمين التثبت من المصادر قبل تسليم عقولهم لمن يقدح في من حمل هذا الدين وهم صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد والرشاد ..

كتبه الفقير إلى عفو ربه وراجي صحبة نبيه وأصحابه في الجنة


يزيد محمد عبد الله سيف القطان


دولة الكويت


[1]
مسند الإمام أحمد ط:الرسالة حديث رقم 3948 (7/60).

[2]
الإصابة في تمييز الصحابة (1/17) ط: دار الكتب العلمية.

[3]
صحيح البخاري (5/8) ومسلم في صحيحه واللفظ للبخاري.

[4]
شرح النووي على صحيح مسلم (16/93).

[5]
المعجم الكبير للطبراني (12/142) ط:مكتبة ابن تيمية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/1077) ط:المكتب الإسلامي.

[6]
المصدر السابق (1/19).

[7]
المصدر السابق (1/22).

[8]
المصدر السابق (1/22).

[9]
صحيح البخاري حديث رقم:2924 (4/42).

[10]
فتح الباري (6/102).

[11]
مسند الإمام أحمد ط:الرسالة حديث رقم 17895 (29/426).وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات رجال الصحيح. وصححه الألباني في سنن الترمذي ط:الباب الحلبي (5/687).

[12]
مسند الإمام أحمد (28/383) وقال الأرناؤوط: هذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن زياد وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني: إسناده حسن في الشواهد (السلسلة الصحيحة 7/688) وقال الأرناؤوط: هذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن زياد وبقية رجاله ثقات.

[13]
مسند الإمام أحمد (28/136) وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.

[14]
صحيح البخاري ، حديث رقم: 3765 (5/28).

[15]
مسند الإمام أحمد تحقيق شعيب الأرناؤوط , حديث رقم: 16830 (28/39).وقال الأرناؤوط:إسناده صحيح ،رجاله ثقات رجال الشيخين.

[16]
مسند الإمام أحمد تحقيق شعيب الأرناؤوط , حديث رقم:16834 (28/48). وقال الأرناؤوط:إسناده صحيح ،رجاله ثقات رجال الصحيح.


[17]
مسند الإمام أحمد تحقيق شعيب الأرناؤوط , حديث رقم:16849(28/62). وقال الأرناؤوط:إسناده صحيح على شرط مسلم.

[18]
فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/286) ط:دار المعرفة 1379هـ.

[19]
شرح النووي على صحيح مسلم (15/64) ط: دار إحياء التراث العربي.

[20]
فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/286).

[21]
عمدة القارئ شرح صحيح البخاري (15/243) ط:دار إحياء التراث العربي.

[22]
صحيح البخاري (3/186) حديث رقم 2704 ط: دار طوق النجاة.

[23]
صحيح مسلم (4/1871).

[24]
شرح النووي على مسلم (15/175) ، تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي (10/156).

[25]
حاشية السندي على سنن ابن ماجه (1/58).

[26]
أنظر: معاوية بن أبي سفيان – شخصيته وعصره ، للدكتور علي الصلابي ط: دار الأندلس 2008 ص: 226

[27]
أنظر سير أعلام النبلاء للذهبي ط: الرسالة (راشدون/262) وقال المحقق التاريخي أ.د.محمد الرزنجي: رجاله ثقات.

[28]
مختصر تاريخ دمشق (17/347) ط: دار الفكر.

[29]
مختصر تاريخ دمشق (25/39).

[30]
أنظر: مسند الإمام أحمد بن حنبل . تحقيق: شعيب الأرناؤوط حديث رقم: 22941 (38/25-26) بتصرف في حاشية الأرناؤوط ومحل هذا التصرف هو إغفال تخريج الحديث والتعليق على رجاله ، لأني اكتفيت بخلاصة السند. والبقية نقلته بنصه.

[31]
المصدر السابق.

[32]
انظر نص الخطبة في موقع عدنان إبراهيم والخطبة بعنوان: بداية كارثتنا ،ومقطع الفيديو في يوتيوب بعنوان حقيقة الباغي معاوية.

[33]
سورة الحجرات آية رقم: 6 .

[34]
أنظر: معاوية بن أبي سفيان – شخصيته وعصره ، للدكتور علي الصلابي ص:231 إلى 233 وانظر: أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب – شخصيته وعصره – للدكتور علي الصلابي ص:433 إلى 438.ط:دار التوزيع والنشر الإسلامية.

[35]
مسند الإمام أحمد (28/62).

[36]
صحيح مسلم حديث رقم 1587 (3/1210)

[37]
موطأ الإمام مالك ط: دار إحياء التراث العربي (2/634) حديث رقم: 33.

[38]
شرح الزرقاني على الموطأ (3/419).

[39]
المصدر السابق.

[40]
المغني لابن قدامة ط:مكتبة القاهرة (8/399).

[41]
انظر الموسوعة الفقهية الكويتية (21/61).

[42]
البداية والنهاية ط: دار الفكر (8/29)

[43]
صحيح وضعيف تاريخ الطبري للبرزنجي ط:دار ابن كثير (4/28) ، وانظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (59/170).

[44]
صحيح مسلم (3/1480).

[45]
انظر: معاوية بن أبي سفيان للصلابي ص:242 ، وقد نقل د.الصلابي هاتين الروايتين عن تاريخ دمشق لابن عساكر ووجدته في تاريخ دمشق (12/230) وقال د.البرزنجي عن سند هذه الرواية هذا إسناد صحيح صحيح تاريخ الطبري (4/53)

[46]
سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (3/465) ط: مؤسسة الرسالة.

[47]
البداية والنهاية (7/370) بتصرف.

[48]
فتح الباري (13/66).

[49]
تاريخ الطبري (6/202).

[50] البداية والنهاية لابن كثير (7/322).
منقول من موقع المنهج









قديم 2012-03-11, 07:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صالح بوشلاغم
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
على المتشيع عدنان ابراهيم
كيف تثبتين أنه متشيع وهو لا يقول بعصمة الأئمة ولا يقول بالمهدي وهذه من أسس العقيدة الشيعية ؟









قديم 2012-03-11, 07:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح بوشلاغم مشاهدة المشاركة


كيف تثبتين أنه متشيع وهو لا يقول بعصمة الأئمة ولا يقول بالمهدي وهذه من أسس العقيدة الشيعية ؟
وكيف تثبت سنيته؟ هو بعيد كل البعد عن اهل السنة والجماعة وماتلفيقه وكذبه على هذا الصحابي رضي الله عنه الا من المواقع واحاديث المفبركة والمغلوطة والكاذبة من الروافض .فأقرأ الموضوع جيدا ثم عقب..









قديم 2012-03-11, 08:08   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
صالح بوشلاغم
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة
وكيف تثبت سنيته؟ هو بعيد كل البعد عن اهل السنة والجماعة وماتلفيقه وكذبه على هذا الصحابي رضي الله عنه الا من المواقع واحاديث المفبركة والمغلوطة والكاذبة من الروافض .فأقرأ الموضوع جيدا ثم عقب..
يعني إذا لم يكن سنيا فهو شيعي في منطقك؟

الرجل سني أشعري وقد انتقد معاوية كثير من العلماء ولم نقل بأنهم خارج دائرة السنية بإمكانك القول من أجل الدقة الرجل سني لكنه لا يثبت عصمة الصحابة!

فهو يوافق الأشاعرة في تنزيه المولى وفي إثبات الرؤية وفي اعتقاد الشفاعة للعصاة وفي إنكار عصمة الأئمة فقط يخالفهم في الحكم على بعض الصحابة مع إقراره بالفضل للصحابة الآخرين.
سؤال: إذا انتقد أحد ما معاوية فقط هل ذلك يخرجه عن إطار السنة؟ ثم إذا انتقد معاوية وحاشيته من عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وأبيه (إذا اتفقنا أنهم صحابة جميعا) لأن هنالك خلافا واسعا بين العلماء في تعريف الصحابي









قديم 2012-03-11, 08:17   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
moussa salim
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه بعض النقول فيمن روي عنهم الطعن في معاوية بن أبي سفيان، ليعلم أنه ليس بالمجمع عليه، ولم يثبت حديث واحد صحيح في فضل معاوية بن أبي سفيان بخصوصه، أما عن الأحاديث العامة في فضل الصحابة رضي الله عنهم جميعا فهذا لا يلزم منه دخول معاوية بن أبي سفيان معهم،

فقد ثبت في صحيح مسلم والبخاري (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار منهم والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها نزلت { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } )


فهل كان عبد الله بن أبي سلول مسلما؟!!!

كيف وقد ثبت نفاقه

والمعنى واضح جدا فلا حاجة لنا للإطالة فيه


الحاكم النيسابوري والطعن في معاوية :

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج17 ص174

أنبأني أحمد بن سلامة، عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي، عن ابن طاهر: أنه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي، عن أبي عبد الله الحاكم، فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث .
قلت: كلا ليس هو رافضيا، بلى يتشيع .
قال ابن طاهر: كان شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفا غاليا عن معاوية رضي الله عنه وعن أهل بيته، يتظاهر بذلك، ولا يعتذر منه، فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة، سمعت عبد الواحد المليحي، سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: دخلت على الحاكم وهو في داره، لا يمكنه
الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله بن كرام ، وذلك أنهم كسروا منبره، ومنعوه من الخروج، فقلت له: لو خرجت وأمليت في فضائل هذا الرجل حديثا، لاسترحت من المحنة، فقال: لا يجئ من قلبي، لا يجئ من قلبي .))


انظر كيف اتهموه بالتشيع وبالترفض فقط لأجل انه طعن في معاوية .( والإمام الحاكم رضى الله عنه صاحب المستدرك لا علاقة له بالشيعة ولا بالروافض فكل ذلك من أجل ابن أبى سفيان)

قال ابن تيمية «هذا مع إن الحاكم منسوبٌ إلى التشيع, وقد طُلِبَ منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية, فقال : ما يجيء من قلبي , ما يجيء من قلبي , وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل , و هو يروي في الأربعين أحاديث ضعيفةً بل موضوعةً عند أئمة الحديث , كقوله بقتال الناكـثين , والقاسطين , والمارقين » . « منهاج السنة » ( 7 /


الإمام الشافعي وعدم قبول شهادة معاوية :


قال أبو الفداء في تاريخه :
(( ورويَ عن الشافعي رحمه الله تعالى أّنه أسرّ إالى الربيع أنه لايقبل شهادة أربعة من الصحابة وهم معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة وزياد . ))

تاريخ ابي الفداء المسمى المختصر في أخبار البشر ج1 ص259 ، ورواه البغدادي في خزانة الأدب ج6 ص51


الحسن البصري وموبقات معاوية :


روى الطبري وابن الأثير وابن الجوزي وأبي الفداء وابن كثير وغيرهم
(( عن الحسن البصري : أنه قال : أربع خصال كنّ في معاوية لو لم يكن فيه منهنّ إلا واحدة لكانت موبقة ، انتزاؤهُ على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادعاؤهُ زياداً وقد قال رسول الله (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وقتله حجراً ، ويلاً له من حجر وأصحاب حجر ، مرتين . ))
تاريخ الطبري ج4 ص208 ، الكاٍٍٍٍٍٍٍمل في التاريخ لابن الاثير ج3 ص487 ، المنتظم لابن الجوزي ج5 ص243 النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ج1 ص185 كلهم في حوادث سنة 51 للهجرة ، تاريخ ابي الفداء المسمى بالمختصر في أخبار البشر ج1 ص259 فصل : استلحاق معاوية زيادا ، تاريخ ابن الوردي ج1 ص160 حوادث سنة 45 البداية والنهاية ج8 ص139 نقله بالمعنى ، خزانة الأدب ج6 ص51


الإمام عبد الرزاق الصنعاني والطعن في معاوية :

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (( قال أبو داود : وكان عبد الرزاق يعرِّض بمعاوية . ))

تهذيب التهذيب ج2 ص574 طبعة مؤسسة الرسالة بترجمة عبد الرزاق
وقال الذهبي :
(( العقيلي : حدثني احمد بن زكير الحضرمي ، حدثنا محمد بن اسحاق بن يزيد البصري ، سمعت مخلدا الشعيري يقول : كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية ، فقال : لا تقذر مجلسنا بذكر ولد ابي سفيان . ))ميزان الاعتدال ج2 ص610 بترجمة عبد الرزاق

ـ ترجمة عبد الرزاق الصنعاني :

هو من كبار العلماء ومن رجال الستة ( البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابو داود وابن ماجه )
قال الحافظ ابن حجر:
(( قال محمد بن اسماعيل الفزاري : بلغني ونحنُ بصنعاء ان احمد (بن حنبل) ويحيى (بن معين) تركا حديث عبد الرزاق ، فدخلنا غَمٌّ شديد ، فوافيت ابن معين في الموسم فذكرتُ لهُ .
فقال : يا ابا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه . )) تهذيب التهذيب ج2 ص574 بترجمة عبد الرزاق
ـ وقال ايضا :
(( وقال يعقوب بن شيبة ، عن علي بن المديني : قال لي هشام بن يوسف : كان عبد الرزاق اعلمنا واحفظنا . قال يعقوب : وكلاهما ثقة ثبت . )) تهذيب التذيب ج2 ص573
__________________


الحافظ جرير بن عبد الحميد والطعن في معاوية :


ـ قال ابن حجر العسقلاني (( وقال الخليلي في الارشاد : ثقة متفق عليه . وقال قتيبة : حدثنا جرير الحافظ المقدّم ، لكني سمعته يشتم معاوية علانية . )) تهذيب التهذيب ج1 ص298 بترجمته .

ـ ترجمة جرير :

ثقة عادل من رجال الستة ( البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابو داود وابن ماجه )
قال ابن حجر العسقلاني :
(( قال محمد بن سعد : كان ثقة يرحل اليه ، وقال ابن عمار الموصلي : حجة ، كانت كتبه صحاحا .
وقال ابو القاسم اللالكائي : مجمع على ثقته ، وقال ابو احمد الحاكم : هو عندهم ثقة .
وقال الخليلي في الارشاد : ثقة متفق عليه .
وقال ابن حبان : كان من العباد الخشن . وقال علي بن المديني : كان جرير صاحب ليل
وثقه ابن حجر والعجلي وابو حاتم والنسائي وغيرهم . وقال ابن خراش : صدوق . )) تهذيب التهذيب ج1 ص297-298
..........................


الحافظ الفضل بن دكين

قال الحافظ الذهبي :
(( أبو أحمد الحاكم : حدثنا الحسين الغازي قال : سألت البخاري عن ابي غسان قال : وعماذا تسأل ؟ قلت : التشيع ، فقال : هو على مذهب اهل بلده ، ولو رأيتم عبيد الله بن موسى ، وابا نعيم ، وجماعة مشايخنا الكوفيين ، لما سألتمونا عن ابي غسان .
قلت ( الذهبي ) : وقد كان ابونعيم وعبيد الله ، معظّمين لابي بكر وعمر ، وانما كانا ينالان من معاوية وذويه ، رضي الله عن جميع الصحابة . )) سير اعلام النبلاء ج10 ص432 بترجمة ابو غسان مالك بن اسماعيل بن درهم

ـ ترجمة ابو نعيم الفضل بن دكين :
هو الثقة العدل الحافظ من رجال الستة ( البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابو داود وابن ماجه )
قال الذهبي :
(( ابو نعيم الفضل بن دكين الحافظ الكبير شيخ الاسلام ... )) سير اعلام النبلاء ج1 ص142 بترجمته
.................................................. ..........................


الحافظ الكبير سليمان بن مهران الأعمش والطعن في معاوية :


روى البلاذري في انساب الاشراف بسند صحيح قال :
(( وحدثني عبد الله بن صالح العجلي عن عبيد الله بن موسى قال ذكر معاوية عند الاعمش فقالوا : كان حليما ، فقال الاعمش : كيف يكون حليما وقد قاتل عليا وطلب – زعم – بدم عثمان من لم يقتله ، وما هو ودم عثمان ، وغيره كان اولى بعثمان منه .
وحدثت عن شريك عن الاعمش انه قال : كيف يُعَدُّ معاوية حليما وقد قاتل علي بن ابي طالب . )) أنساب الأشراف ج5 ص137 تحقيق الدكتور سهيل زكار

ـ ترجمة الاعمش :

قال الذهبي (( الاعمش سليمان بن مهران ، الامام ، شيخ الاسلام ، شيخ المقرئين والمحدثين ابو محمد الاسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الحافظ ... )) سير اعلام النبلاء ج6 ص226 رقم110
وقال الحافظ ابن حجر (( وقال ابن المديني : حفظ العلم على امة محمد (ص) ستة : عمرو بن دينار بمكة ، والزهري بالمدينة وابو اسحاق السبيعي والاعمش بالكوفة وقتادة ويحيى بن ابي كثير بالبصرة . )) تهذيب التهذيب ج2 ص106 بترجمته
.............................................


الامام مسروق بن الاجدع :

روى البلاذري في انساب الاشراف :
(( وحدثنا يوسف و اسحاق قالا : جرير عن الاعمش عن ابي وائل قال : كنت مع مسروق بالسلسلة فمرت به سفائن فيه اصنام صفر تماثيل الرجال ، فسألهم عنها فقالوا : بعث بها معاوية الى ارض السند والهند تباع له فقال مسروق : لو اعلم انهم يقتلونني لغرقتها ، ولكني اخاف ان يعذبوني ثم يفتنوني ، والله ما ادري اي الرجلين معاوية ، أرجل يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا ، ام رجل زين له سوء عمله . ))أنساب الأشراف ج5 ص137 بتحقيق الدكتور سهيل زكار

ـ ترجمة مسروق :

قال الذهبي في سير اعلام النبلاء :
(( مسروق ابن الاجدع ، الامام ، القدوة ، العلم ، ابو عائشة الوادعي الهمداني الكوفي ... وعداده في كبار التابعين وفي المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي (ص) . )) سير أعلام النبلاء ج4 ص63 رقم17
.................................................. .......


الحافظ شريك بن عبد الله :


قال الذهبي في ميزان الاعتدال (( وروي انّ قوما ذكروا معاوية عند شريك فقيل : كان حليما .
فقال شريك : ليس بحليم مَنْ سَفَّهَ الحق وقاتل عليا ...
قلت : قد كان شريك من أوعية العلم . )) ميزان الإعتدال ج2 ص274

ـ وقال في سير اعلام النبلاء :
(( شريك بن عبد الله العلامة الحافظ القاضي ابو عبد الله النخعي احد الاعلام ..... )) سير أعلام النبلاء ج8 ص37

ومع ذلك اتهم شريك بالتشيع لهذه الأمور .
.................................................. ..................



الكاتب والأديب الشهير الجاحظ :

فإنه شديد الطعن على معاوية قال (( فعندما استوى معاوية على الملك ، واستبد على بقية الشورى ، وعلى جماعة المسلمين من الأنصار والمهاجرين في العام الذي سموه عام الجماعة ،وما كان عام جماعة بل كان عام فرقةٍ وقهر وجبرية وغلبة ، والعام الذي تحولت فيه الإمامة ملكاً كسرويا ، والخلافة منصباً قيصرياً ولم يعد ذلك أجمع الضلال والفساق ثم مازالت معاصيه من جنس ما حكينا ، وعلى منازل ما رتبنا حتى ردّ قضية رسول الله (ص) رداً مكشوفاً ، وجحد حكمه جحداً ظاهراً في ولد الفراش ومايجب للعاهر من إجماع الأمة على أنّ سمية لم تكن لأبي سفيان فراشاً ، وأنه إنما كان بها عاهراً ، فخرج بذلك من حكم الفجار إلى حكم الكفار . ))رسائل الجاحظ ص241 ( الرسائل الكلامية ) تقديم وشرح الدكتور علي أبو ملحم ، رسائل الجاحظ ص8 ( القسم الثاني ) فصل : معاوية وعام الجماعة ، شرح وتقديم عبد الأمير مهنا

- وقال أيضاً :

(( كان عليٌّ لايستعمل في حربه إلا ماعدّله ووافق فيه الكتاب والسنة ، وكان معاوية يستعمل خلاف الكتاب والسنة ، ويستعمل جميع المكايد ، وجميع الخدع ، حلالها وحرامها ، ويسير في الحرب سيرة ملك الهند إذا لاقى كسرى ، وخاقان إذا لاقى زنبيل ، وفنغور إذا لاقى المهراج ، وعليّ يقول : لاتبدؤوهم بقتل حتى يبدؤوكم ، ولاتتبعوا مدبراً ولا تجهزوا على جريح ، ولا تفتحوا باباً مغلقاً . )) رسائل الجاحظ ص 365 ( الرسائل السياسية ) تقديم وشرح الدكتور علي أبو ملحم

وقال أيضاً :
(( وكان معاوية يؤتى بالجارية فيجردها من ثيابها بحضرة جلسائه ، ويضع القضيب على ركبها ، ثم يقول : إنه لمتاع لو وجد متاعاً . )) رسائل الجاحظ ص70 ( الرسائل الكلامية ) تقديم وشرح الدكتور علي أبو ملحم ، رسائل الجاحظ ص102 ( كتاب القيان ) شرح وتقديم عبد الأمير مهنا
.................................................. ...........................


الحافظ احمد الغماري وتكفير معاوية

قال في كتابه الجواب المفيد للسائل والمستفيد :
(( وفي الصحيح ، صحيح مسلم عن علي عليه السلام قال : والذي فلق الحبة برأ النسمة انه لعد عهده الي رسول الله (ص) أنه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق .
وفي صحيح الحاكم وغيره : مَنْ سبَّ عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ؟ ومن سب الله فقد كفر ،
وفي الصحيح وغيره مما تواتر تواترا مقطوعا به :من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده ، وهذا الحديث قد جمع اسانيده ابن جرير الطبري في مجلدين لكثرتها ....
والمقصود من هذه الاحاديث الصحيحة المتفق عليها مع ما تواتر من لعن معاوية لعلي على المنبر طول حياته ، وحياة دولته الى عمر بن عبد العزيز وقتاله وبغضه ، يطلع منه انه منافق كافر ، فهي مؤيدة لتلك الاحاديث الاخرى
ويزعم النواصب ان ذلك ( أعني لعن معاية لعلي ) كان اجتهادا ، مع ان النبي (ص) يقول في مطلق الناس : " لعن المؤمن كقتله " فإذا كان الاجتهاد يدخل اللعن وارتكاب الكبائر فكل سارق وزان وشارب وقاتل يجوز ان يكون مجتهدا ، فلا حد في الدنيا ولا عقابَ في الاخرة . )) الجواب المفيد للسائل والمستفيد ص59

ـ وقال في كتابه جؤنة العطار بعد ان روى حديث اذا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه :

(( وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله ، ويقضي على كل ما يموه به المموهون في حقه
ومن اعجب ما تسمعه ان هذا الحديث خرجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة ولكنهم يقولون : " فطلع رجل " ولا يصرحون باسم اللعين معاوية ، سترا عليه وعلى مذاهبهم الضلالية في النصب وهضم حقوق ال البيت ولو برفع منار أعداءهم فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغم على دس الدساسين وحفظ المبطلين . )) جؤنة العطار ج2 ص154 ( نقلته من احدى كتب السيد السقاف )
.................................................. ..........................


السيد محمد بن عقيل العلوي الشافعي :

فقد كتب كتابين في ذم معاوية بن ابي سفيان وهما : النصائح الكافية لمن يتولى معاوية والآخر تقوية الإيمان
وقد أثبت فيهما ان معاوية ملعون لا يجوز الترضي عليه بل يجب لعنه والتبري منه وذكر كثيرا من جرائمه وبوائقه وقد أجاد وأفاد فلله دره فهو شجاع كأجداده من آل البيت عليهم السلام


السادة السنة من ذرية ال البيت (ع) :

فإن الساده من اهل السنة والجماعة ذاهبون الى لعن معاوية والتبري منه وقد نقل عقيدتهم هذه السيد محمد بن عقيل العلوي في كتابه النصائح الكافية لمن يتولى معاوية :

(( تذييل : عقيدة السادة العلوية :
قال لي بعض علماء حضرموت يوما بعد ان جرى البحث بيني وبينه في مسألة وجوب بغض معاوية وجواز لعنه ومنع الترضي عنه وتسويده : أنّ اسلافك السادة العلويين الحسينين كلهم سنيون أشعريون عقيدة ، شافعيون مذهبا ، وهم من العلم والعمل والزهد والورع بمقام سام ومرتبة عالية فكيف خالفتهم بأقوالك واعتقادك أترى انهم اخطأوا وأصبت ام الامر بالعكس
فأجبته : ان السادة العلويين رضي الله عنهم لكما ذكرت من كمال العلم والمعرفة بالله وسلوك الطريق المستقيم وعقائدهم هي عقائد اجدادهم المطهرين واسلافهم المهتدين اخي النبي وابن عمه علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وسبطي رسول الله وريحانتيه الحسن والحسين وزين العابدي والحسن المثنى ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي العريضي ومحمد بن علي وعيسى بن محمد والمهاجر الى الله احمد بن عيسى ومن بعدهم من الائمة العظام على جدهم وعليهم افضل الصلاة والسلام لا يحيدون عن تلك الطريقة ولا يتحققون الا بتلك الحقيقة ، قال القطب الحداد قدس سره العزيز :
وأنا على اثارهم وسبيلهم وما نحن عن حق لهم بنيام
وقد وافق اعتقادهم اكثر ما دونه ابو الحسن الاشعري في كتبه الكلامية فهم اشعريون بهذا المعنى وهم شافعيو المذهب في الفروع الفقهية الا ان لهم اختيارات وانظار خالفوا فيها الشفاعية والاشعرية كقولهم بسنية الصلاة على الال في التشهد الاول وترك الكثير التلفظ بالنية عند الاحرام وقول البعض بجواز الجمع بين الصلاتين في الحضر كقولهم بعدم صحة تزويج الشريفة الحسنية او الحسينية من غير بنيهما وإن رضيت ورضي وليها وعدم اعتبار خصال الكفاءة بينهم خاصة غير النسب وكقول الاكثر منهم بصحة بيع الوفا المعروف وكقولهم بجواز نقل الزكاة ودفعها الى صنف واحد او شخص واحد وبجواز المعاطاة في بعض البيوع ومعاملة السفيه وكون الرشد اصلاح الدنيا فقط وكقولهم بجواز المزارعة والمخابرة والمناشرة ورد الباقي من التركة بعد ذوي الفروض عليهم غير الزوجين اذا لم ينتظم بيت المال فان فقدوا فيمن انقطع حيضها لغير علة بان تتربص تسعة اشهر ثم تعتد بثلاثة اشهر والقول بجواز الفسخ لغائبة الزوج اذا تعذر تحصيل النفقة وكقولهم بصحة ايمان المقلد خلافا للاشعري ومخالفتهم له في قوله ان الوجود عين الذات وانكارهم عليه بعض مسائل التفضيل والقول بقطعيته وكقول الكثير منهم بانتفاء عدالة معاوية واشباهه وبغضهم في الله ومنع تسويدهم والترضي عنهم ، على انهم لا يخوضون في المسالة الا في مجالسهم الخاصة بهم ولقد ذاكرت منهم رجالا كثيرة من فضلاء من ادركناهم وتوفاهم الله اليه ومن الموجودين الان فيما يقول الاشاعرة والماتريدية في هذه المسائل وكلهم يرفضه ويأباه ويشير الى السكوت ان خيفت فتنة ولو كنت استاذنتهم لذكرت اسماءهم واحدا فواحدا فليس بيني وبينهم خلاف في العقيدة ولا افتراق في الطريقة وانما اسروا واعلنت واجملوا وبينت واشاروا واوضحوا وعرضوا وصرخت :
وما انا الا من غزية ان غوت غوت وان ترشد غزية ارشد
وعلى التنزل والقول بان الكثير منهم سكتوا عن ذكر موبقات معاوية وسيئاته فذلك اما لعذر ما او لكونهم لم يسالوا عن ذلك ولم يناقشوا فيه ومع هذا فلا ينسب لساكت قول وقد سكتوا رضي الله عنهم ايضا عن امور كثيرة لقيام غيرهم بها كالرد على الخوارج والمعطلة والجهمية وغلاة الرافضة بل وسكتوا عن رد مفتريات اليهود والنصارى والدهرية واعداء الاسلام افيكون سكوتهم عن جميع ذلك تقريرا لهم ورضى بتلك البدع والمفتريات ونكون حينئذ ملزومين ان نسكت عنها كما سكتوا لا والله انهم انفسهم لا يرضون هذا منا ولا من غيرنا .
ثم انا اذا وجدنا فيهم من سكت عن معاوية وفضائحه فلا نجد من علمائهم وكبارهم من يطريه ويمدحه ويسيده ويترضى عنه ويتمحل لتبريره ويؤول خطاياه كما يفعل اكثر الاشاعرة والماتريدية اللهم الا افرادا نشؤوا بغير بلادهم وتلقوا اكثر علومهم عن الغير فشذوا عن قومهم في هذه المسالة كصاحب المشرع الروي واحاد غيره ولا عبرة بالشاذ وانما العبرة بالغالب والسواد الاعظم من كان على الحق .
أخبرني الثقة منهم ان الامام الشافعي رحمه الله ، أسرّ الى الربيع أنه لايحتج في دين الله بواحد من هؤلاء الأربعة :معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومروان بالحكم وانه لا يفضل على علي احد . انتهى
فسادتنا المذكورون سنيو بمعنى ان السنة ما كان عليه محمد صلى الله عليه واله وسلم وجلة اصحابه واكابر تابعيهم بالاحسان اشعريون بمعنى ان عقيدتهم في الغالب موافقة لما قرره ابو الحسن الاشعري رحمه الله في كتبه الكلامية اللهم الا في مسائل قليلة وفي هنات جاءت عن الاشعري عفا الله عنه في حق علي ومعاوية وما هي ببدع من الاشعريين .
وخلاصة القول ان مذهبهم وطريقتهم هو الكتاب والسنة كما صرح به القطب الحداد قدس سره العزيز بقوله :
والمذهب المستقيم مذهبه نص الكتاب وصرح الخبر ))[1]
.................................................. ...................
[1] النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص309




المعتزلة :

قال ابن ابي الحديد المعتزلي :
(( ومعاوية مطعونٌ في دينه عند شيوخنا رحمهم الله يرمى بالزندقة ، وقد ذكرنا في نقض السفيانية على شيخنا ابي عثمان الجاحظ ما رواه اصحابنا في كتبهم الكلامية عنه من الإلحاد والتعرض لرسول الله (ص) وما تظاهر به من الجبر والإلجاء ، ولو لم يكن شيء من ذلك لكان في محاربته الامام ما يكفي في فساد حاله ... )) شرح نهج البلاغة ج1 ص340 تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم .
ـ وقال أيضا :
(( ومعاوية عند اصحابنا مطعون في دينه منسوب الى الالحاد ، قد طعن فيه صلى الله عليه واله و سلم... )) شرح نهج البلاغة ج 10 ص101
.................................................. ....................

الامام الشوكاني :

قال في كتابه نيل الاوطار ج7 ص200

(( قَالَ الْحَافِظُ : وَمِنْ ثَمَّ كَانَ الَّذِينَ تَوَقَّفُوا عَنْ الْقِتَالِ فِي الْجَمَلِ وَصِفِّينَ أَقَلَّ عَدَدًا مِنْ الَّذِينَ قَاتَلُوا وَكُلُّهُمْ مُتَأَوِّلٌ مَأْجُورٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ بِخِلَافِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ مِمَّنْ قَاتَلَ عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا .
ا هـ .

وَهَذَا يَتَوَقَّفُ عَلَى صِحَّةِ نِيَّاتِ جَمِيعِ الْمُقْتَتِلِينَ فِي الْجَمَلِ وَصِفِّينَ وَإِرَادَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ الدِّينَ لَا الدُّنْيَا وَصَلَاحِ أَحْوَالِ النَّاسِ لَا مُجَرَّدَ الْمُلْكِ وَمُنَاقَشَةِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مَعَ عِلْمِ بَعْضِهِمْ بِأَنَّهُ الْمُبْطِلُ وَخَصْمَهُ الْمُحِقُّ ، وَيَبْعُدُ ذَلِكَ كُلَّ الْبَعْدِ ، وَلَا سِيَّمَا فِي حَقِّ مَنْ عَرَفَ مِنْهُمْ الْحَدِيثَ الصَّحِيحَ أَنَّهَا : { تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ } فَإِنَّ إصْرَارَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُقَاتَلَةِ مَنْ كَانَ مَعَهُ عَمَّارٌ مُعَانَدَةٌ لِلْحَقِّ وَتَمَادٍ فِي الْبَاطِلِ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى مُنْصِفٍ ، وَلَيْسَ هَذَا مِنَّا مَحَبَّةً لِفَتْحِ بَابِ الْمَثَالِبِ عَلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ ، فَأَنَا كَمَا عَلِمَ اللَّهُ مِنْ أَشَدِّ السَّاعِينَ فِي سَدِّ هَذَا الْبَابِ وَالْمُنَفِّرِينَ لِلْخَاصِّ وَالْعَامِّ عَنْ الدُّخُولِ فِيهِ .))


علي بن الجعد والطعن في معاوية :

تهذيب الكمال ج20 ص347 + تاريخ بغداد ج11 ص364

(( قال الآجري : قلت لابي داود : أيما أعلى عندك ؟ علي بن الجعد أو عمرو بن مرزوق ؟
فقال : عمرو أعلى عندنا.
علي بن الجعد وسم بميسم سوء قال : ما ضرني أن يعذب الله معاوية.
وقال : ابن عمر ذاك الصبي.
وقال ابو جعفر العقيلي : قلت لعبد الله بن احمد بن حنبل : لم لم تكتب عن علي بن الجعد ؟
فقال : نهاي أبي أن أذهب إليه ، وكان يبلغه عنه أنه يتناول أصحاب رسول الله (ص) .)) يقصد (معاوية)

وعلي بن الجعد هذا صاحب مسند علي بن الجعد ويعتبر من كبار العلماء رضى الله عنهم ، وهو من رجال البخاري وابو داود .................................................. ................
.................................................. .............................

عباس محمود العقاد والطعن في ملك معاوية :

هذا عباس محمود العقاد يصف خلافة معاوية بأنها دنيوية لا ارتباط لها بالدين .
قال في كتابه عبقرية الامام ص80
(( فلم تكن المسألة خلافا بين علي ومعاوية على شيء واحد ينحسم فيه النزاع بانتصار هذا او ذاك .
ولكنها كانت خلافا بين نظامين متقابلين وعالمين متنافسين :
أحدهما يتمرد ولا يستقر، والآخر يقبل الحكومة كما استجدت ويميل فيها الى البقاء والاستقرار .
او هي كانت صراعا بين الخلافة الدينية كما تمثلت في علي بن ابي طالب ، والدولة الدنيوية كما تمثلت في معاوية بن ابي سفيان .))

إذن : حكومة معاوية لا ارتباط لها بالدين ، وبالخلافة الدينية .من الشاتمين لمعاوية علانية
الحافظ جرير بن عبد الحميد وهو من رواة الصحيحين والكتب الأربعة جميعها

قال الحافظ ابن حجر فى "تهذيب التهذيب" 2/76 :

و قال قتيبة : حدثنا جرير الحافظ المقدم ، لكنى سمعته يشتم معاوية علانية .
*************************

************************************************

أما الشبهات التي تفضلت ورددت عليها، سيكون لنا إن شاء الله زيادة توضيح عليها

هذا إذا لم يتدخل مقص الرقيب هنا وتحذف هذه المشاركة كما حذفت غيرها










قديم 2012-03-11, 09:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

رد على شبهة يثيرها البعض على الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه..


قا ل الشيخ الامام عبد المحسن العباد البدر - ونفع بعلمه -:" وورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في معاوية : (لا أشبع الله بطنه). فروى بسنده إلى ابن عباس قال:


(كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتواريت خلف باب، قال: فجاء فحطأني حطأة -يعني: ضرب بيده بين كتفي- وقال: اذهب وادع لي معاوية ، قال: فجئت فقلت: هو يأكل. ثم قال: اذهب فادع لي معاوية . قال: فجئت فقلت: هو يأكل. قال: لا أشبع الله بطنه).


وقد ختم مسلم رحمه الله بهذا الحديث الأحاديث الواردة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ما صدر منه من سب ودعاء على أحد ليس هو أهلاً لذلك أن يجعله له زكاة وأجراً ورحمة، وذلك كقوله: (تربت يمينك) (ثكلتك أمك) (عقرى حلقى) (لا كبرت سنك)، فقد أورد في صحيحه عدة أحاديث أحدها هذا الحديث، وقبله حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (كانت عند أم سليم يتيمة - و أم سليم هي أم أنس - فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أأنت هي؟! لقد كبرت لا كبر سنك. فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم : مالك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي النبي صلى الله عليه وسلم ألاّ يكبر سني أبداً. أو قالت: قرني. فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك يا أم سليم ؟ قالت: يا رسول الله! أدعوت على يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أم سليم ؟! قالت: زَعَمت أنك دعوت ألا يكبر سنها ولا يكبر قرنها. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا أم سليم ! أما تعلمين أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهوراً وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة).


وعَقِبَ هذا الحديث مباشرة أورد مسلم رحمه الله الحديث الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاوية : (لا أشبع الله بطنه)، وهذا من حسن صنيع مسلم رحمه الله، وجودة ترتيبه لصحيحه، وهو من دقيق فهمه، وحسن استنباطه رحمه الله. وقد قال النووي رحمه الله في شرحه: وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية -يعني: وجعله غير مسلم من مناقب معاوية - لأنه في الحقيقة يصير دعاء له".
انتهى

معاوية مذكور في التاريخ بعد أخيه يزيد لأنه أصغر منه سنا ، لا لأنه أقل منه في استكمال صفات القيادة والسيادة . وقبل أن يكون معاوية من رجال الدولتين البكرية والعمرية كان أحد الذين استعملهم رسول الله واستعان بهم ، وكان يدعوه لذلك في بعض الأحيان - ومعاوية يأكل - ويلح في دعوته ويرسل إليه المرة بعد المرة يستعجله المجيء إليه . فالنبي ولى معاوية شيئا من عمله قبل أن يوليه أبو بكر وعمر ، وولى يزيد بن أبي سفيان أيضا كما في فتوح البلدان للبلاذري ( ص 48 طبع مصر سنة 1350) نقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 8 : 133) عن الليث بن سعد ( وهو إمام مصر وعالمها ورئيسها المتوفى سنة 175) قال : حدثنا بكير ( وهو ابن عبد الله الأشج المدني ثم المصري المتوفى سنة 127 قال عنه الإمام النسائي : ثقة ثبت) عن بُسر بن سعيد المدني ( المتوفى سنة 100 قال عنه ابن معين : ثقة ، وقال عنه الليث بن سعد : كان من العباد المنقطعين أهل الزهد في الدنيا والورع) أن سعد بن أبي وقاص ( أحد العشرة المبشرين بالجنة) قال : " ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب " يعني معاوية !!
وروى ابن كثير أيضا ( 8 : 135) عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني أحد الأئمة الأعلام الحفاظ ( وكان ينسب إلى التشيع) ، عن معمر بن راشد أبي عروة البصري ثم اليمني وكان أحد الأعلام ، عن همام بن منبه الصنعاني وكان ثقة قال : سمعت ابن عباس يقول : " ما رأيت رجلا أخلق بالملك من معاوية " . وهل يكون الرجل أخلق الناس بالملك إلا أن يكون عادلا حكيما ، يحسن الدفاع عن ملكه ، ويستعين الله في نشر دعوة الله في الممالك الأخرى ، ويقوم بالأمانة في الأمة التي ائتمنه الله عليها ؟ !
قال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة ( 3 : 189) : وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة ، وكان رعيته يحبونه ، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم . وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم "










قديم 2012-03-11, 09:07   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال النبهاني في كتاب "الشخصية الإسلامية"(1/43): "ومثلاً قد يقال: معاوية بن أبي سفيان رأى الرسول واجتمع به, وكل من رأى الرسول واجتمع به فهو صحابي, فالنتيجة أن معاوية بن أبي سفيان صحابي, وهذه النتيجة خطأ, فليس كل من رأى الرسول واجتمع به صحابي, وإلا لكان أبو لهب صحابياً".اهـ

بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق:


والرد على هذه الترهات والمغالطات من عدة وجوه:


1ـ أن هذا التعريف للصحابي مخالف لتعريف جماهير المحققين من أهل العلم:


* قال النووي ـ رحمه الله ـ: " فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو لحظة. هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة ". "شرح مسلم"(1/35)


وقال ـ رحمه الله ـ: " إن الصحيح الذي عليه الجمهور, أن كل مسلم رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو ساعة فهو من أصحابه ". "شرح مسلم"(16/85)


* وقال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " الصحابي: من رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حال إسلام الرائي, وإن لم تطل صحبته له, وإن لم يروِ عنه شيئاً.


هذا قول جمهور العلماء, خلفاً وسلفاً ". "الباعث الحثيث"(2/491)


* وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: " أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مؤمناً به ومات على الإسلام, فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت, ومن روى عنه أو لم يروِ, ومن غزا معه أو لم يغزُ, ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه, ومن لم يره لعارض كالعمى,....ثم قال: وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين, كالبخاري, وشيخه أحمد بن حنبل, ومن تبعهما, ووراء ذلك أقوال أخرى شاذة ". "الإصابة في تمييز الصحابة"(1/7)


2ـ قرر أهل العلم أن الصحابي يُعرف بعدة أمور, ليس فيها ولا منها من قريب ولا من بعيد شهادة حزب التحرير له بأنه صحابي.


قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " وتعرف صحبة الصحابة تارة بالتواتر, وتارة بأخبار مستفيضة, وتارةً بشهادة غيره من الصحابة له, وتارةً بروايته عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سماعاً أو مشاهدةً مع المعاصرة ". " الباعث الحثيث"(2/491)


قلت: وكل ذلك متحقق في معاوية ـ رضي الله عنه ـ, فقد عرفت صحبته بالتواتر والاستفاضة, وتلقي الأمة ذلك جيلاً عن جيل, وشهد له غيره من الصحابة بالفضل وعلو المنزلة, وروى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكثير من الأحاديث سماعاً ومشاهدةً. فلا يضره ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ عدم شهادة حزب التحرير له بالصحبة, فإن شهادة حزب التحرير ليست من الأمور التي تعرف بها الصحبة! كما عند المحققين من أهل العلم! ولو كانت تشترط لذكرها الحافظ ابن كثير وغيره.


3ـ على فرض صحة الأثر الذي ينقلونه عن ابن المسيب ـ رحمه الله ـ فإنه لا حجة فيه لنفي الصحبة عن معاوية, بل هو حجة في إثبات صحبته, كما تقدم في بداية الكلام, في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غزا غزوتين بعد فتح مكة, بل هي ثلاثة: حنين, والطائف, وتبوك؛ فلا يستبعد كون معاوية قد شهدها, وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد عاش بعد الفتح أكثر من سنتين, فلا يستبعد أيضاً ملازمة معاوية له هذه المدة خاصة وأنه من كُتَّاب الوحي.


4ـ هذا الأثر عن سعيد بن المسيب لا يصح سنداً ولا متناً, وإليكم كلام أهل العلم في ذلك:


* قال النووي ـ رحمه الله ـ في "التقريب": " وعن سعيد بن المسيب أنه لا يعد صحابياً إلا من أقام مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة أو سنتين, أو غزا معه غزوة أو غزوتين, فإن صحَّ عنه فضعيفٌ, فإن مقتضاه أن لا يُعَدَّ جرير البجليُّ وشِبهُه صحابياً, ولا خلاف أنهم صحابة".


قلت: قول النووي: " فإن صحَّ عنه فضعيفٌ " أي إن صح سنداً فلا يصح متناً, لأنه مخالف لما عليه جماهير أهل العلم, ويترتب عليه أمور لا يقول بها حتى من يتبنى هذا التعريف.


قال الحافظ السيوطي ـ رحمه الله ـ شارحاً: " ( فإن صح ) هذا القول ( عنه فضعيف فإن مقتضاه أن لا يعد جرير ) بن عبد الله ( البجلي وشبهه ) ممن فقد ما اشترطه كوائل بن حُجر ( صحابياً ولا خلاف أنهم صحابة ).


قال العراقي: ولا يصح هذا عن ابن المسيب, ففي الإسناد إليه محمد بن عمر الواقدي ضعيف في الحديث ". "تدريب الراوي"ص376


* قال ابن الصلاح ـ رحمه الله ـ: " وقد روينا عن سعيد بن المسيب: أنه كان لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين. وكأن المراد بهذا ـ إن صح عنه ـ راجع إلى المحكي عن الأصوليين. ولكن في عبارته ضيق يوجب ألا يُعَدَّ في الصحابة جرير بن عبد الله البجلي, ومن شاركه في فَقْد ظاهر ما اشترطه فيهم, ممن لا يُعرف خلافٌ في عده من الصحابة ". " مقدمة ابن الصلاح"(1/171)


* قال الحافظ العلائي ـ رحمه الله ـ معقباً على كلام ابن الصلاح: " قلت: مثل وائل بن حجر، ومعاوية بن الحكم السلمي، وخلق كثير ممن أسلم سنة تسع وبعدها، وقدم عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأقام عنده أياماً، ثم رجع إلى قومه، وروى عنه أحاديث.


اللهم إلا أن يُؤوَّل كلامُ سعيد بن المسيِّب على من يعطى كمال الصحبة المقتضي للعدالة، على ما اختاره الإمام المازري ـ كما سيأتي إن شاء الله ـ من قوله: "إن العدالة المطلقة إنما يحكم بها لأمثال هؤلاء"، وهو قول مرجوح أيضاً كما سنبينه إن شاء الله تعالى". "تحقيق منيف الرتبة" ص38


* قال الحافظ السخاوي ـ رحمه الله ـ: " وهو ظاهر في توقفه ـ أي ابن الصلاح ـ في صحته عن سعيد, وهو كذلك, فقد أخرجه ابن سعد عن الواقدي وهو ضعيف في الحديث.


وحكى ابن سعد عنه ـ أي الواقدي ـ أيضاً أنه قال: رأيت أهل العلم يقولون غير ذلك, ويذكرون جرير بن عبد الله وإسلامه قبل وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخمسة أشهر أو نحوها". "فتح المغيث"(3/102)


قلت: وإليك كلام أئمة الجرح والتعديل في الواقدي:


قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في "السير"(9/454ـ462): " أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه.


ثم قال: وذكره البخاري, فقال: سكتوا عنه, تركه أحمد وابن نُمير.


وقال مسلمٌ وغيره: متروك الحديث.


وقال النسائي: ليس بثقة.


ثم قال الذهبي: وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: كتب الواقدي كذب.


وعن ابن معين قال: ليس الواقدي بشيء, وقال مرة: لا يكتب حديثه.


وقال الدولابي: حدثنا معاوية بن صالح, قال لي أحمد بن حنبل: الواقدي كذاب". اهـ


* قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: " وفصل الخطاب في هذا الباب بأن الصحبة إذا أطلقت فهي في المتعارف تنقسم إلى قسمين:


أحدهما: أن يكون الصاحب معاشراً مخالصاً كثير الصحبة, فيقال: هذا صاحب فلان, كما يقال: خادمه, لمن تكررت خدمته, لا لمن خدمه يوماً أو ساعةً.


والثاني: أن يكون صاحباً في مجالسة أو مماشاة ولو ساعة, فحقيقة الصحبة موجودة في حقه وإن لم يشتهر بها.


فسعيد بن المسيب إنما عنى القسم الأول, وغيره يريد هذا القسم الثاني.


وعموم العلماء على خلاف قول ابن المسيب, فإنهم عدوا جرير بن عبد الله من الصحابة, وإنما أسلم في سنة عشر, وعدوا في الصحابة من لم يغزُ معه, ومن توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صغير السن.


فأما من رآه ولم يجالسه ولم يماشه فألحقوه بالصحابة إلحاقاً, وإن كانت حقيقة الصحبة لم توجد في حقه". "تلقيح مفهوم أهل الأثر"ص101


قلت: وقد علمت مسبقاً أن الأثر لا يصح أصلاً, ولكن هذا التفصيل تمشياً مع القوم على فرض صحته.


حَيْرة:


عجباً لهؤلاء الحزبيين, أهم من أهل السنة حقاً! كيف يحملون في قلوبهم على هذا الصحابي, ويجلبون بخيلهم ورجلهم لنفي الصحبة عنه, متبنين الأقوال الضعيفة, تاركين الأقوال المسندة الصحيحة التي عليها جماهير أهل العلم والفضل من السلف الصالح, فقط من أجل تمشية قول رمزهم ومؤسس حزبهم (النبهاني) وعدم تخطئته, تالله إنها لعين العصبية الجاهلية التي قال فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "دعوها فإنها نتنة". ويلهم أما علموا أن الشيعة الذين لم يسلم منهم أحد من الصحابة إلا وسبوه, قد اثبتوا صحبة معاوية, فالشيعة حتى مع سبهم له يثبتون صحبته, ويزعمون أنه قد نزل في حقه آيات من القرآن في الوعيد, وأما حزب التحرير ـ من أهل السنة زعموا ـ ينفون صحبته!!!!! سبحانك هذا بهتان عظيم.


شيء من فضائل معاوية ـ رضي الله عنه ـ:


1. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به . يعني معاوية ". أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة/1969)


2. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب ". أخرجه أحمد وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة/ 3227)


3. عن أم حرام قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: " أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: " لا ". أخرجه البخاري (2924)


قال المهلب: " في الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر ".


وقال الحافظ: " وقوله "قد أوجبوا " أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة ". (من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية)ص143


* قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " قال ابن وهب عن مالك عن الزهري قال: سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ, فقال لي: اسمع يا زهري, من مات محباً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وشهد للعشرة بالجنة وترحم على معاوية كان حقاً على الله أن لا يناقشه الحساب. وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز. وقال محمد بن يحيى بن سعيد: سئل ابن المبارك عن معاوية, فقال: ما أقول في رجل قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: سمع الله لمن حمده, فقال خلفه: ربنا ولك الحمد. فقيل له: أيهما أفضل هو أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال لتراب في منخري معاوية مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز. وقال غيره: عن ابن المبارك قال: معاوية عندنا محنة, فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ـ يعني الصحابة ـ. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره: سئل المعافى بن عمران: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فغضب, وقال للسائل: أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين؛ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله, وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: دعوا لي أصحابي وأصهاري فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكذا قال الفضل بن عتيبة, وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: معاوية ستر لأصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه. وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام. وقال الفضل ابن زياد: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟ فقال إنه لم يجترىء عليهما إلا وله خبيئة سوء. ما انتقص أحدٌ احداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء. وقال ابن مبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إلا إنساناً شتم معاوية فإنه ضربه أسواطاً. وقال بعض السلف: بينما أنا على جبل الشام إذ سمعت هاتفاً يقول: من أبغض الصديق فذاك زنديق, ومن أبغض عمرَ فإلى جهنم زمرا, ومن أبغض عثمان فذاك خصمه الرحمن, ومن أبغض علي فذاك خصمه النبي, ومن أبغض معاوية سحبته الزبانية, إلى جهنم الحامية, يرمى به في الحامية الهاوية. وقال بعضهم: رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية إذ جاء رجل فقال عمر: يا رسول الله! هذا يتنقصنا. فكأنه انتهره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ, فقال: يا رسول الله إني لا أتنقص هؤلاء, ولكن هذا ـ يعني معاوية ـ فقال: ويلك, أوليس هو من أصحابي؟ قالها ثلاثاً ثم أخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حربة فناولها معاوية, فقال: جابها في لبته. فضربه بها. وانتبهت فبكرت إلى منزلي, فإذا ذلك الرجل قد أصابته الذبحة من الليل ومات, وهو راشد الكندي. وروى ابن عساكر عن الفضيل بن عياض أنه كان يقول معاوية من الصحابة من العلماء الكبار ولكن ابتلي بحب الدنيا ".اهـ "البداية والنهاية"(8/139ـ140)


شهادة مقبولة, وشهادة مردودة:


وقد شهد له وعدَّه من الصحابة جم غفير من أهل العلم, في مصنفاتهم التي عنيت بالتراجم, والتي لم تعنى بالتراجم ولم يذكروه إلا بخير مثل:


ابن عبد البر في: " الاستيعاب في معرفة الأصحاب", وابن الأثير في: " أسد الغابة في معرفة الصحابة ", وابن حجر العسقلاني في: " الإصابة في تمييز الصحابة ", والذهبي في: " سير أعلام النبلاء ", وابن سعد في: " الطبقات الكبرى", وخليفة بن خياط في: " الطبقات ", والمزي في: " تهذيب الكمال ", وابن عساكر في: " تاريخ دمشق ", والخطيب البغدادي في: " تاريخ بغداد ", وأبو نعيم في: " معرفة الصحابة ". وغيرهم من العلماء مثل: البخاري, والطبري, وابن قتيبة, وابن الجوزي, وابن أبي حاتم, وابن حبان, وشيخ الإسلام, وابن كثير, وابن العماد, والسيوطي, وغيرهم.


وقال الحافظ العلائي ـ رحمه الله ـ : "وكذلك روى أيضاً عن معاوية جريرُ بن عبد الله البجلي، وأبو سعيد الخدري, وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، ومعاوية بن خَديج، والسائب بن يزيد، وجماعة غيرهم من الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ. وكل ذلك بعدما وقع منه من قتال علي ـ رضي الله عنه ـ. واتفق أئمة التابعين من بعدهم على الرواية عنه، وقبول ما رواه هو وعمرو بن العاص. وكل من قام معهما في الفتنة. فكان ذلك إجماعاً سابقاً على قول من قدح فيهم، حتى إن جعفر بن محمد بن علي روى عن القاسم بن محمد عن معاوية حديثاً. وقال محمد بن سيرين: كان معاوية رضي الله عنه لا يتهم في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ".اهـ "تحقيق منيف الرتبة"ص105










قديم 2012-03-11, 09:13   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد وفّق الله شيخنا الفاضل أبا أنس حمد بن ابراهيم العثمان -حفظه الله ونفع بعلمه- لكتابة الردود العلمية على خوارج هذا العصر.
1- الغوغائية هي الطوفان:

وهو كتاب عظيم ردّ فيه الشيخ على حاكم العبيسان في كتابه (الحرية والطوفان) تناول فيه مسائل عديدة متعلقة في انحراف العبيسان عن منهج السلف في تكفيره لحكام المسلمين، وما تبعه من تطاول على أئمة الإسلام كابن عمر و معاوية -رضي الله عنهما وعن أبيهما- والحسن البصري وأحمد بن حنبل -رحمهم الله- ووقوعه في تناقضات وجهالات..وقد دحض الشيخ أباطيله ودك شبهاته دكـًّا..وقد أثنى على هذا الكتاب وقرّظ له العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- .

الجزء الأول
https://www.4shared.c...cr/_online.html

الجزء الثاني
https://www.4shared.c.../_2_online.html










قديم 2012-03-11, 09:41   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أولا: مجموعه من الأحاديث وأقوال لصحابة في فضائل معاويه رضي الله عنه:

روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به . رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/236) وقال في الصحيحة ( 4 / 615 ) بعد أن ذكر طرقه : رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، فكان حقه أن يصحح .. وقال : وبالجملة فالحديث صحيح وهذه الطرق تزيده قوة على قوة ، و زاد الإمام الآجري في كتابه الشريعة (5/2436-2437) لفظة : ( ولا تعذبه ) .


وقد اعتبر ابن حجر الهيتمي هذا الحديث من غرر فضل معاوية وأظهرها ، ثم قال : ومن جمع الله له بين هاتين المرتبتين كيف يتخيل فيه ما تقوّله المبطلون ووصمه به المعاندون . تطهير اللسان ( ص 14 ) .


و أخرج الإمام أحمد ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان ، قال : ( هلموا إلى الغداء المبارك ) ، ثم سمعته يقول : ( اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب ) . فضائل الصحابة (2/913) إسناده حسن لغيره .

وقد كان لمعاوية رضي الله عنه شرف قيادة أول حملة بحرية ، وهي التي شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملوك على الأسرة ..

أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ، ثم استيقظ يبتسم ، فقلت : ما أضحكك ؟ قال : ( أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة ) ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ، ثم نام الثانية ، ففعل مثلها ، فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : ( أنت من الأولين ) ، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين ، فنزلوا الشام ، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها ، فصرعتها فماتت . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) .

قال ابن حجر معلقاً على رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوله : ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة .. ) يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة .


وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) ، قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : ( أنت فيهم ) . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر - أي القسطنطينية - مغفور لهم ) ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : ( لا ) . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) . ومسلم ( 13 / 57 ) .

ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة . قاله ابن حجر في الفتح ( 6 / 121 ) .

قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي ( ت 435هـ ) معلقاً على هذا الحديث : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر . انظر الفتح ( 6 / 120 ) .



ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة ( 27هـ ) في إمارة معاوية رضي الله عنه على الشام ، أثناء خلافة عثمان رضي الله عنه . انظر تاريخ الطبري ( 4 / 258 ) و تاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء الراشدين ( ص 317 ) .




ومن فضائله : ما قاله الخلال : أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي ) ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ، له صهر ونسب ، قال : وسمعت ابن حنبل يقول : مالهم ولمعاوية ، نسأل الله العافية . السنة للخلال برقم ( 654 ) وإسناد الحديث حسن .

وقد عد ابن حجر الهيتمي ذلك من أبرز فضائله فقال في تطهير الجنان ( ص 17 - 18 ) : ومنه فوزه بمصاهرته صلى الله عليه وسلم ، فإن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها أخته .. فلعلك تنكف أو تكف غيرك عن الخوض في عرض أحد ممن اصطفاهم الله لمصاهرة رسوله .


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تذكروا معاوية إلا بخير . البداية والنهاية لابن كثير (8/125 ) .


وعن علي رضي الله عنه أنه قال بعد رجوعه من صفين : أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية ، فإنكم لو فقدتموها ، رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل . ابن كثير في البداية ( 8 / 134 ) .



وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود - من السيادة - من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية ، وكان معاوية أسود منه . الخلال في السنة ( 1 / 443 ) والذهبي في السير ( 3 / 152 ) وابن كثير في البداية (8/ 137 ) .



قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ، و لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب . رواه عبد الرزاق في المصنف (برقم 20985) بسند صحيح . وابن كثير في البداية ( 8 / 137 ) .



وفي صحيح البخاري برقم ( 3765 ) أنه قيل لابن عباس : هل لك في أمير معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال : إنه فقيه .

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : لله در ابن هند - يعني معاوية رضي الله عنه - إنا كنا لَنَفْرَقه - من الفَرَق : وهو الخوف والفزع - وما الليث على براثنه بأجرأ منه ، فيتفارق لنا ، وإن كنا لنخادعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه ، فيتخادع لنا ، والله لوددت أنا مُتعنا به مادام في هذا الجبل حَجَر ، وأشار إلى أبي قبيس . أورده ابن كثير في البداية ( 8 / 138 ) .









قديم 2012-03-11, 09:42   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا : أقوال أئمة السلف الصالح في الصحابي معاوية:

سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا ؟ . وفيات الأعيان ، لابن خلكان (3 /33) ، و بلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة (5/2466) .

و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل . كتاب الشريعة للآجري ( 5/2466-2467) شرح السنة لللالكائي ، برقم (2785) . بسند صحيح .
وسئل المعافى بن عمران ، معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز . السنة للخلال ( 2/ 435 ) .
و كذلك أخرج الآجري بسنده إلى أبو أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد . كتاب الشريعة (5/2465-2466) بسند صحيح ، و كذلك أخرج نحوه الخلال في السنة ، برقم (666) .
وروى الخلال في السنة بسند صحيح ( 660 ) أخبرنا أبو بكر المروذي قال : قلت لأبي عبد الله أيهما أفضل : معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني الذي بعثت فيهم .
وعن الأعمش أنه ذكر عنده عمر بن عبد العزيز وعدله ، فقال : فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا : يا أبا محمد يعني في حلمه ؟ قال : لا والله بل في عدله . السنة للخلال ( 1 / 437 ) .
وعن قتادة قال : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي . السنة للخلال ( 1/438 ) .
وعن مجاهد أنه قال : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . المصدر نفسه ، وأورده ابن كثير في البداية ( 8 / 137 ) .
وعن الزهري قال : عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً . السنة للخلال ( 1 /444 ) وقال المحقق إسناده صحيح .


وقد أثنى عليه قبيصة بن جابر الأسدي بقوله : ألا أخبركم من صحبت ؟ صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً أفقه فقهاً ولا أحسن مدارسة منه ، ثم صحبت طلحة بن عبيد الله ، فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غير مسألة منه ؛ ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ، ولا أشبه سريرة بعلانية منه .. انظر تاريخ الطبري ( 5/ 337 ) وأورد هذا الخبر البخاري في التاريخ الكير ( 7 / 175 ) .
وقال أيضاً : ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية . البداية والنهاية ( 8 / 138 ) .
وإن الجمع الذي بايع معاوية رضي الله عنه بالخلافة خير من الجمع الذي بايع عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فقد بايع لمعاوية جم غفير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي ذلك يقول ابن حزم رحمه الله كما في الفصل ( 5 / 6 ) : فبويع الحسن ، ثم سلم الأمر إلى معاوية ، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما بخلاف ممن أنفق قبل الفتح وقاتل ، فكلهم أولهم عن آخرهم بايع معاوية ورأى إمامته .
و قد قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ، يعني الصحابة . انظر البداية والنهاية لابن كثير (8/139) .
و سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس . انظر : السنة للخلال (2/434) بسند صحيح .
وقد سئل رجل الإمام أحمد عن خال له ينتقص معاوية رضي الله عنه ، وأنه - أي الرجل - ربما أكل مع خاله ، فقال له الإمام أحمد مبادراً : لا تأكل معه . السنة للخلال ( 2/ 448 ) .

وقال الربيع بن نافع الحلبي ( ت 241هـ ) رحمه الله : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه . البداية والنهاية (8/139) .
يقول ابن قدامة المقدسي : ومعاوية خال المؤمنين ، وكاتب وحي الله ، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله تعالى عنهم . لمعة الاعتقاد ( ص 33 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة ، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة ، وهو أول الملوك ، كان ملكه ملكاً ورحمة . مجموع الفتاوى ( 4 / 478 ) .
وقال أيضاً : .. فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمّره النبي صلى الله عليه وسلم كما أمّر غيره ، وجاهد معه ، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي ، وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي .. وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال ، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ، ولم يتهمه في ولايته . الفتاوى ( 4 / 472 ) .
وقال : فلم يكن من ملوك المسلمين خير من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمان معاوية . منهاج السنة ( 6 / 232 ) .
وقال ابن كثير في ترجمة معاوية رضي الله عنه : وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين .. فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته ، والجهاد في بلاد العدو قائم وكلمة الله عالية ، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض ، والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو . البداية والنهاية ( 8 / 119 ) .
وقال : كان حليماً وقوراً رئيساً سيداً في الناس ، كريماً عادلاً شهماً . البداية ( 8 / 118 ) .
وقال أيضاً : كان جيد السيرة حسن التجاوز جميل العفو كثير الستر رحمه الله تعالى . المصدر السابق ( 8 / 126 ) .
وقال ابن أبي العز الحنفي : وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين . شرح العقيدة الطحاوية ( ص 722 ) .
وقال الذهبي في ترجمته : أمير المؤمنين ملك الإسلام . السير ( 3 / 120 ) .
وقال : ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم . المصدر نفسه ( 3 / 159 ) .
وأورد رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين فقد قال : إن دولة معاوية و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم ، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة . انظر هذا القول في العواصم من القواصم ( ص213)
قال محب الدين الخطيب رحمه الله : سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية ؟ فقلت له : و من أنا حتى أسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة ، و صاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه مصباح من مصابيح الإسلام ، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره . حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم ( ص95) .
إلى غيرها من الأقوال والآراء في هذا الصحابي الجليل ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابتة أجمعين










قديم 2012-03-11, 09:43   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار ) رواه البخاري
فالذين قتلوا عمار رضي الله عنه هم الخوارج عندما رفع جيش معاوية رضي الله عنه المصاحف على الرماح يدعونهم إلى تحكيم شرع الله فتوقف عمار رضي الله عنه و- كان قائد أحد الأجنحة - فقتلوه رضي الله عنه .

قال ابن حجر في الفتح ( 1\542-543) (قال بن بطال تبعا للمهلب إنما يصح هذا في الخوارج الذين بعث إليهم على عمارا يدعوهم إلى الجماعة ولا يصح في أحد من الصحابة وتابعه على هذا الكلام جماعة من الشراح )
و أما ماتعقب به ابن حجر هذا القول فغير صحيح لوجوه :
1- أن معاوية رضي الله عنه و جيشه يدعوهم إلى تحكيم شرع الله فهل هذه دعوة إلى النار ؟!!!.و لماذا إذن قبل علي رضي الله عنه دعوة من يدعوه إلى النار ؟!!! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم !
2- أن معاوية رضي الله عنه و جيشه لا ينطبق عليهم أنهم فئة باغية
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
]الترتيب القرآني :
أ- حصول - إندلاع إقتتال بين طائفتين من المؤمنين
ب- الإصلاح بين هاتين الطائفتين
ج- إن بغت إحدى الطائفتين على الأخرى و لم ترضى بالحكم و الصلح فقتالها واجب و فرض
د-إن فاءت الطائفة الباغية إلي أمر الله و ورضيت بالحكم فالإصلاح الصلح العادل
إذن يبقى وصف البغي على التي ترفض الصلح
وهذه لا تنطبق على طائفة معاوية رضي الله عنه لأن الطائفة الباغية التي في القرآن هي التي إحتكمت و لكنها رفضت الإذعان و السلم ..

3- قال صلى الله عليه وسلم ( يقصد الحسن رضي الله عنه )( ان ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) .فلا يُفهم من هذا الوصف) فئتين عظيمتين من المسلمين ( إلا تكافئهما و تساويهما ثم كيف يثنى النبي عليه الصلاة و السلام على الحسن رضي الله عنه لمصالحته و مباعيتة المخالف لـ الامر القرآني بدلا من قتال الطائفة الباغية !؟!

4- أن ابن حجر اعتمد على الروايات التاريخية و كتب التاريخ لم تؤلف إلا في عهد الدولة العباسية ومعروف عداوتها لبني أمية ! و كان مدح بني أمية في عهدهم يعتبر جريمة !!! فكثير ألف لتزلف إلى بني العباس و النيل من متاع الدنيا الزائل !! للذلك لا يُعتمد عليها
------------------------------------------------------------------------------------------------------

حديث ( ... من كنت مولاه فعلي مولاه )
هذا الحديث رواه الترمذي 3713 وابن ماجه 121 ، وقد اختُلِفَ في صحته َقَالَ الزَّيْلَعِيُّ فِي تَخْرِيجِ الْهِدَايَةِ1/189 ( وَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ كَثُرَتْ رُوَاتُهُ وَتَعَدَّدَتْ طُرُقُهُ وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ كحَدِيثِ " مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فِعْلِيٌّ مَوْلاهُ ") .
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله
( وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه... وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب) منهاج السنة 7/ 319

لكن صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1750 وناقش من قال بضعفه ومعناه على القول بصحته قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي حديث 3713 .
قَالَ الشَّافِعِيُّ ر حمه الله يعْنِي بِذَلِكَ ولاءَ الإِسلامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ } " قَالَ الطِّيبِيُّ : لا يَسْتَقِيمُ أَنْ تُحْمَلَ الْوِلايَةُ عَلَى الإِمَامَةِ الَّتِي هِيَ التَّصَرُّفُ فِي أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ لأَنَّ الْمُتَصَرِّفَ الْمُسْتَقِلَّ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ هُوَ لا غَيْرُهُ فَيَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَحَبَّةِ ووَلاءِ الإِسْلامِ وَنَحْوِهِمَا ) .
يتبع بإذن الله ....










قديم 2012-03-11, 10:20   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجوا من الاخت المشرفة خولة بغلق الموضوع وكفى بهذا والله المستعان










قديم 2012-03-11, 10:32   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

يغلق الموضوع









 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلول, الرد, الرسول, ساتل, صاحب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc