كل ما تريد معرفته عن الليبرالية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كل ما تريد معرفته عن الليبرالية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-07, 02:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي كل ما تريد معرفته عن الليبرالية

بسم الله الرحمن الرحيم

كل ما تريد معرفته عن الليبرالية



التساؤل الأول: ما الليبرالية؟
حركة فكرية تعتني بالحرية.

التساؤل الثاني: هل الليبرالية دين؟
ليست ديناً، ولا تحبّ الأديان؛ لكنها ترى أن المرء حُرّ في اختيار دينه.

التساؤل الثالث: ما علاقتها بالعلمانية؟
العلمانية أُمّ الليبرالية، فالعلمانية فكرة، والليبرالية قامتْ لتطبيق تلك الفكرة، فالعلماني بمثابة العقل والليبرالي كالجسد.
وربما يُقال: العلمانية تهتمّ بسياسة الدولة، والليبرالية تهتمّ بكل شيء وليس بالسياسة فحسب.

التساؤل الرابع: ما مطالب الليبراليين؟
الحرية المطلقة!

التساؤل الخامس: ما المؤاخذات على الليبرالية؟
المؤاخذة الأولى: المطالبة بالحرية المطلقة، التي تعني إلغاء القيود الدينية والاجتماعية.
المؤاخذة الثانية: الاعتراض على شعيرة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المؤاخذة الثالثة: الاعتراض على عبادة النصيحة.
المؤاخذة الرابعة: الاعتراض على عقيدة معاداة الكفار والبراءة منهم.
المؤاخذة الخامسة: الاعتراض على عبادة الجهاد الشرعي بضوابطه.
المؤاخذة السادسة: الاعتراض على تطبيق الحدود الشرعية.
المؤاخذة السابعة: تعظيم العقل لدرجة اعتباره كافياً للحكم على الأشياء، وتمييز الحقائق ومعرفة الحق من الباطل.
المؤاخذة الثامنة: محبّة الجهل بالإسلام! فلا يُرحّبون بالعلم الشرعي والتخصصات الشرعية.
المؤاخذة التاسعة: ظُلم دين الإسلام! فيعتمدون في فهم الإسلام والحكم عليه على مشاهداتهم ومعاناتهم الشخصية، وأخطاء بعض المنتسبين للدين، والعقل والمنطق.
المؤاخذة العاشرة: اعتبارهم ترك أو تغيير الدين حقاً شخصياً.

التساؤل السادس: هل الليبرالي ينتقد الإسلام أم المسلمين؟
بعضهم يتجرّأ ويصرّح بانتقاد الإسلام، وبعضهم يُوْهم أو يتوّهّم، أنه لا ينتقد الدين وإنما ينتقد أهل الدين! وهو في الحقيقة ينتقد الدين نفسه، غالبا بقصد وأحيانا بدون قصد.

التساؤل السابع: ما نظرة الليبراليين للإسلام والمسلمين؟
الإسلام تخلف! غير قادر على حلّ مشكلات العصر! التمسّك به تشدّد! السلف انتهى عصرهم! على المسلمين أن يفهموا دينهم من جديد!

التساؤل الثامن: ما أبرز المصطلحات التي يُردّدها الليبراليون؟
المصطلح الأول: الحوار؛ وقصدهم إقناع المسلمين بالنقاش في كل شيء، وعدم التمسك حتى بمُسلّمات الدين، بل إن معيار الثقافة عند أكثر الليبراليين، هو الجرأة على الدين والخوض فيه.
المصطلح الثاني: سعة الأفق؛ وقصدهم أن يتقبّل المسلمُ الآراء المخالفة، حتى ولو كانت فاسدة أو مُكفّرة.
المصطلح الثالث: تقبّل المخالِف؛ وقصدهم أن نحترم الرأي ولو كان كفراً.
المصطلح الرابع: التعايش؛ وقصدهم أن يبقى كل واحد على دينه.
المصطلح الخامس: الآخَر؛ وقصدهم (الكافر)، فلا يُحبّون وصف الكفر، لأنه يتضمن الحكم بعدم قبول الرأي.
المصطلح السادس: الوطنية؛ وقصدهم اتّهام من يخالفهم، بعداوة الوطن والسعي لزعزعة استقراره.
المصطلح السابع: التنوير؛ لقب أطلقوه على أنفسهم ومَن وافقهم.

التساؤل التاسع: كيف يحاولون إقناع الناس بآرائهم؟
* إيهام الناس بأنهم مُثقّفون مخلصون للوطن.
* إظهار حضارة الغرب بصورة مثالية.
* تسليط الضوء على أخطاء أهل الدين.
* ربط التخلّف والمصائب والمشاكل بالدين.
* إظهار الدعاة المتميّعين بأنهم أهل الوسطية.
* نشر أخطاء المجتمع وطرح الحلول الغربية.
* إيهام الناس بأن حلّ الخلافات يكون بالحوار.

التساؤل العاشر: من أي شيء استفاد الليبراليون؟
* أحداث الإرهاب؛ فحاولوا إقناع العالم بأن هذا حال المسلمين، وليس من فعل الخوارج المبتدعة.
* بعض الفتاوى الاجتهادية التي تتغير مع تغير العصر، كتحريم جوالات الكاميرا.
* تقصير بعض القُضاة.
* أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* أخطاء بعض الجمعيات الخيرية.

التساؤل الحادي عشر: ما علاقة الليبراليين بالدعاة؟
استطاعوا بمساعدة بعض الدعاة (الذين كانوا مشددين بالأمس) أن ينتشروا بين المسلمين، فالناس لا تتقبّل من أديب أو روائي شهاداته أمريكية وتاريخه يخلو من العمل الإسلامي؛ لكنه قد يتقبل الفكرة نفسها على اعتبار أنها (فتوى شرعية)!
لذا فإن مرحلة الانحراف التي يعيشها بعض الدعاة كانت خير مُعين لليبراليين في تمرير أقوالهم وآرائهم باسم الدين، ومن الأدلة على قوة العلاقة بينهم أن بعض الدعاة لم ينتقد الليبرالية حتى الآن.

التساؤل الثاني عشر: كيف أكتشف الليبرالي؟
اختبر الليبرالي في النقاط التالية:
* القناعة بالحدود الشرعية كقطع السارق وجلد الزاني وقتل المرتد.
* تقبّل للنصيحة والتناصح بين المسلمين.
* أهمية تعلم أحكام الدين والرجوع للعلماء.
* تعظيم السلف واحترام فهمهم للدين.
* توقير العلماء الصادقين والثناء عليهم.
* محبة القُضاة الشرعيين والقضاء الشرعي.
* محبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* الرضا عن حضارة المجتمع المسلم.
* الموقف من الحضارة الغربية.
* الموقف من علماء العصر كابن باز والألباني وابن عثيمين، لا سيما العلامة صالح الفوزان لأنه ردّ عليهم كثيراً.
* قناعته بكراهية الكفر والكفار مع عدم ظلمهم والاعتداء عليهم.

التساؤل الثالث عشر: هل أفكار كل الليبراليين واحدة؟
ليس كلهم على منزلة واحدة؛ فمنهم المبتدِئ، ومنهم مَن لا يعرف كل آراء الليبرالية، ومنهم مَن لا يوافق على كل آراء الليبرالية.

التساؤل الرابع عشر: هل الليبراليون كفار؟
يجب أن نُفرّق بين أمرين: الحكم على (الفِرقة)، والحكم على (أفراد) تلك الفِرقة؛ فعند الحكم على فكر الليبرالية يقال: الليبرالية كفر؛ لأنها تخالف شريعة الإسلام، لكننا عند الحكم على أحد أفراد الليبرالية لا يحقّ لنا إطلاق حكم واحد على جميع من ينتسب لهذا الفِكْر.
لذلك فإنه لا يمكن الحكم على الليبرالي حتى ولو قال بلسانه (أنا ليبرالي)، بل نستفصل منه ونقول: ماذا تقصد بالليبرالية التي تطالب بها؟ ونستمع لوصفه للشيء الذي في ذهنه.
ومع هذا فإنه يقال: إن الحكم على الناس بالكفر خاص بأهل العلم.

التساؤل الخامس عشر: لماذا يُعدّ الفكر الليبرالي خطيراً؟
الليبرالية ليست ديناً، وليست جماعة لها رئيس ومقرّ، لكنها فكرة! يتم تمريرها للعقول، وشيئاً فشيئاً حتى يكون لها تأثير:
* يبدأ تأثيرها بطرح التساؤلات عن الدين؛ ما فائدة كذا؟ ما الحكمة من كذا؟ فيُخيّل إليك أنك تحاور كافراً لتقنعه بسماحة الإسلام وعظمته!
* ثم بالاعتراض على بعض أحكام الدين باتّهام المسلمين بسوء فهم الشريعة!
* ثم بتقييم الإسلام وعرضه على ميزان النقد!
* ثم بالقناعة بأحد رأيين: إما التخلي عن الإسلام والبقاء بلا دين، أو أن تكون العلاقة بالدين داخل المسجد، مع عزل الدين عن بقية الحياة كما هي الفكرة العلمانية تماماً.
لذلك؛ قد يصاحب المرءُ ليبراليا وهو لا يشعر، وقد يسير على طريق الليبرالية وهو لا يشعر.

التساؤل السادس عشر: كيف أناقش الليبرالي؟
ناقش في الأصل لا في التفاصيل، فلا تحاور الليبرالي في كشف الوجه ولا الاختلاط ولا سفر المرأة بلا محرم، بل ناقشه في رأيه في الإسلام وفي الأحاديث التي تخالف عقله.
مثال: إذا انتقد الليبرالي أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قل له: دعنا من الأخطاء الفردية وحدثني عن رأيك في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلو افترضنا أن رجال الهيئات على خطأ هل تعتقد أن مبدأ الاحتساب الذي جاء في الكتاب والسنة مبدأ صحيح أم فيه اعتداء على الحرية؟ معنى أنك لا تناقشه في أفعال الناس وإنما ناقشه فيما جاء عن النبي وأصحابه هل يتقبّله أم لا؟
فإن قال لك: لا أتقبله! فهذا الكفر بعينه، وإن قال لك: هو مبدأ صحيح، فقل له: وهل الحلّ هو إلغاء هذه الشعيرة أم إرجاعها لما كان عليه النبي وأصحابه؟ فإن اختار المصادمة فهو مكابر، وإن اختار الرجوع للسلف فقد بدأ أول خطوة نحو السلفية!
أسأل الله أن يحمي دينه وينصر كتابه وسنة نبيه وأن يعزّ بلاد المسلمين بالإسلام والسنة

بندر بن نايف المحياني العتيبي


موقع الإسلام العتيق:
https://islamancient.com/articles,item,807.html
.
.








 


قديم 2011-11-07, 07:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لمصطلح الثاني: سعة الأفق؛ وقصدهم أن يتقبّل المسلمُ الآراء المخالفة، حتى ولو كانت فاسدة أو مُكفّرة.
المصطلح الثالث: تقبّل المخالِف؛ وقصدهم أن نحترم الرأي ولو كان كفراً.
المصطلح الرابع: التعايش؛ وقصدهم أن يبقى كل واحد على دينه.
المصطلح الخامس: الآخَر؛ وقصدهم (الكافر)، فلا يُحبّون وصف الكفر، لأنه يتضمن الحكم بعدم قبول الرأي.
المصطلح السادس: الوطنية؛ وقصدهم اتّهام من يخالفهم، بعداوة الوطن والسعي لزعزعة استقراره
اخي الفاضل جزاك الله خيرا واثابك الله وثبتك على الحق من هذه القاعدة بارك الله فيك ننطلق ونبين اديولوجيتهم ومفعومهم وهنا يكون لنا الحجة والببينة على الجامهم ..

هذه القاعدتهم أو قرآنهم الذي أصدعونا به حتى أنك تجدها في كل مكان لأن معضم الناس تربى وتغذى وشرب لبن هذا الفكر الفاسد الدخليل عن نهجنا الإسلامي اللذي لا اللذي تعرفيه هو
الموضوع الأصلي

ذهب رأسمالي اقترن ظهوره بالثورة الصناعية وظهور الطبقة البرجوازية الوسطى في المجتمعات الأوروبية، وتمثل الليبرالية صراع الطبقة الصناعية والتجارية التي ظهرت مع الثورة الصناعية ضد القوى التقليدية الإقطاعية التي كانت تجمع بين الملكية الاستبدادية والكنيسة.

وتعني الليبرالية إنشاء حكومة برلمانية يتم فيها حق التمثيل السياسي لجميع المواطنين ، وحرية الكلمة والعبادة ، وإلغاء الامتيازات الطبقية، وحرية التجارة الخارجية ، وعدم تدخل الدولة في شؤون الاقتصاد إلا إذا كان هذا التدخل يؤمن الحد الأدنى من الحرية الاقتصادية لجميع المواطنين..يعني بمفهوم


واتمنى ان يدخلو اصحاب هذا الفكر وويكون الحواربعقلانية لنبين للعامة حقيقة هذا المذهب والفكر الدخليل الغربي
.. .
انطلاقاً من عدم اعتراف الغرب بحق المسلمين في إنتاج مفهوم خاص بالحرية يتناسب مع واقعهم ومتطلبات دينهم ومعاشهم وتجربتهم المعرفية، فإن الغرب كان ولا يزال يعتقد (جهلاً أو عمداً) بانتفاء وجود مفهوم واضح للحرية في الإسلام، مبرراً بذلك خصومته السياسية والحضارية معه، ورغبته الحثيثة "لتحرير" المسلمين من مفاهيمهم "القروسطية".وإذا كان الغرب يرى أن الحرية الدينية تتمثل في حرية العبادة وحكم الأغلبية، فإن البعض يرى أن هذا المفهوم ليس غريبًا على الإسلام، فالقرآن يؤكد حقيقة أنه "لا إكراه في الدين"، ويحترم معتقدات أهل الكتاب، ومع ذلك فإنه من الصعب القول بأن المجتمعات الإسلامية تعرف حرية في اعتناق ديانات غير الإسلام، لاسيما في وقت يشتد فيه عود المنظمات "المتطرفة

".هذا المصطلح دخيل بعض الشئ على مفرداتنا اللغوية و إن كانت قد وجدت بعض معانيه ضمن مصطلحات أخرى. فمفهوم الحرية الفكرية عند المنادين به هو (قبول رأي الآخر بغض النظر عن مدى مخالفة هذا الرأي لمعتقاداتك وأفكارك الشخصية, و لا يعني هذا القبول إعتناق هذا الفكر, أو عدم مناقشته و محاولة تفنيده, و إنما يعني التعايش معه و عدم محاولة إجهاضه بدعوى المخالفة) هذا هو ما أفهمه من مصطلح "الحرية الفكرية". و عند التأمل في هذا المفهوم, نجد أن الأمر قد رجع إلى وجود الخلاف بين الأفكار و الآراء - بل و المعتقدات أحيانا ليست بالقليلة -. و مصطلح "الخلاف" من المصطلحات الموجودة في تراثنا الشرعي الفكري, و قد حده العلماء و قعدوا له, و هذا هو مبحث النقطة الثانية.

وهو أن يكون كل قول من أقوال المختلفين يضاد الآخر ويحكم بخطئه أو بطلانه، وهو أن يكون في الشيء الواحد قول للبعض بحرمته وللبعض بحله -من جهة الحكم لا من جهة الفتوى-، ووقوع هذا النوع من الاختلاف في الملل والعقائد والأديان من المعلوم بالضرورة والمجمع عليه بين المسلمين، ولم يخالف في ذلك إلا الزنادقة المنافقون - وللأسف ما أكثرهم في زماننا! - ممن ينشر هذا الدين الباطل بين الناس، نعني به مساواة الملل، وأن كل الأديان حق وصواب، وأن أهلها إن تمسكوا بما هم عليه فهم ناجون، فاليهود عليهم التمسك باليهودية، والنصارى كذلك، والمسلمون كذلك، بل صار عند بعضهم أن من يسأل عن حكم اليهود والنصارى في الدنيا والآخر، هل هم كفار؟ وهل هم مخلدون في النار؟ فهو يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، ولا يحترم الأديان، فهو عندهم يستحق أقسى أنواع العقوبات -والعياذ بالله من الخذلان-.
وهذا النوع من الخلاف ينقسم إلى:
1- اختلاف سائغ غير مذموم.
2- اختلاف غير سائغ مذموم
.
أولاً: الاختلاف السائغ غير المذموم:
الاختلاف السائغ هو ما لا يخالف النص -من الكتاب والسنة- أو الإجماع القديم، أو القياس الجلي، ومعنى النص هنا: ما لا يحتمل إلا معنى واحداً لا اجتهاد في فهمه على وجوه متعددة، وليس مجرد وجود حديث أو أحاديث في الباب، فقد توجد لكن تكون دلالتها محتملة ووجوه الجمع مختلفة، والتصحيح والتضعيف محل نظر، فلا يكون في المسألة نص. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه",وقال ابن القيم في (إعلام الموقعين): "وقولهم: إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها، ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول الفتوى أو العمل، أما الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً شائعاً وجب إنكاره اتفاقاً، وإن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله، وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار، وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها... والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنة، وإن كان قد وافق بعض العلماء! وأما إذا لم يكن في المسائل سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً"
أ
- من هذه الأسباب: أن الشرع لم ينصب دليلاً قاطعاً على كل المسائل، بل جعل دليل بعضها دليل ظنياً يحتاج لبحث واجتهاد ونظر، يقوم به من حصل مقومات الاجتهاد والنظر
...........


.









قديم 2011-11-07, 08:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

كل ما تريد معرفته عن الليبرالية



التساؤل الأول: ما الليبرالية؟
حركة فكرية تعتني بالحرية.

التساؤل الثاني: هل الليبرالية دين؟
ليست ديناً، ولا تحبّ الأديان؛ لكنها ترى أن المرء حُرّ في اختيار دينه.

التساؤل الثالث: ما علاقتها بالعلمانية؟
العلمانية أُمّ الليبرالية، فالعلمانية فكرة، والليبرالية قامتْ لتطبيق تلك الفكرة، فالعلماني بمثابة العقل والليبرالي كالجسد.
وربما يُقال: العلمانية تهتمّ بسياسة الدولة، والليبرالية تهتمّ بكل شيء وليس بالسياسة فحسب.

التساؤل الرابع: ما مطالب الليبراليين؟
الحرية المطلقة!

التساؤل الخامس: ما المؤاخذات على الليبرالية؟
المؤاخذة الأولى: المطالبة بالحرية المطلقة، التي تعني إلغاء القيود الدينية والاجتماعية.
المؤاخذة الثانية: الاعتراض على شعيرة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المؤاخذة الثالثة: الاعتراض على عبادة النصيحة.
المؤاخذة الرابعة: الاعتراض على عقيدة معاداة الكفار والبراءة منهم.
المؤاخذة الخامسة: الاعتراض على عبادة الجهاد الشرعي بضوابطه.
المؤاخذة السادسة: الاعتراض على تطبيق الحدود الشرعية.
المؤاخذة السابعة: تعظيم العقل لدرجة اعتباره كافياً للحكم على الأشياء، وتمييز الحقائق ومعرفة الحق من الباطل.
المؤاخذة الثامنة: محبّة الجهل بالإسلام! فلا يُرحّبون بالعلم الشرعي والتخصصات الشرعية.
المؤاخذة التاسعة: ظُلم دين الإسلام! فيعتمدون في فهم الإسلام والحكم عليه على مشاهداتهم ومعاناتهم الشخصية، وأخطاء بعض المنتسبين للدين، والعقل والمنطق.
المؤاخذة العاشرة: اعتبارهم ترك أو تغيير الدين حقاً شخصياً.

التساؤل السادس: هل الليبرالي ينتقد الإسلام أم المسلمين؟
بعضهم يتجرّأ ويصرّح بانتقاد الإسلام، وبعضهم يُوْهم أو يتوّهّم، أنه لا ينتقد الدين وإنما ينتقد أهل الدين! وهو في الحقيقة ينتقد الدين نفسه، غالبا بقصد وأحيانا بدون قصد.

التساؤل السابع: ما نظرة الليبراليين للإسلام والمسلمين؟
الإسلام تخلف! غير قادر على حلّ مشكلات العصر! التمسّك به تشدّد! السلف انتهى عصرهم! على المسلمين أن يفهموا دينهم من جديد!

التساؤل الثامن: ما أبرز المصطلحات التي يُردّدها الليبراليون؟
المصطلح الأول: الحوار؛ وقصدهم إقناع المسلمين بالنقاش في كل شيء، وعدم التمسك حتى بمُسلّمات الدين، بل إن معيار الثقافة عند أكثر الليبراليين، هو الجرأة على الدين والخوض فيه.
المصطلح الثاني: سعة الأفق؛ وقصدهم أن يتقبّل المسلمُ الآراء المخالفة، حتى ولو كانت فاسدة أو مُكفّرة.
المصطلح الثالث: تقبّل المخالِف؛ وقصدهم أن نحترم الرأي ولو كان كفراً.
المصطلح الرابع: التعايش؛ وقصدهم أن يبقى كل واحد على دينه.
المصطلح الخامس: الآخَر؛ وقصدهم (الكافر)، فلا يُحبّون وصف الكفر، لأنه يتضمن الحكم بعدم قبول الرأي.
المصطلح السادس: الوطنية؛ وقصدهم اتّهام من يخالفهم، بعداوة الوطن والسعي لزعزعة استقراره.
المصطلح السابع: التنوير؛ لقب أطلقوه على أنفسهم ومَن وافقهم.

التساؤل التاسع: كيف يحاولون إقناع الناس بآرائهم؟
* إيهام الناس بأنهم مُثقّفون مخلصون للوطن.
* إظهار حضارة الغرب بصورة مثالية.
* تسليط الضوء على أخطاء أهل الدين.
* ربط التخلّف والمصائب والمشاكل بالدين.
* إظهار الدعاة المتميّعين بأنهم أهل الوسطية.
* نشر أخطاء المجتمع وطرح الحلول الغربية.
* إيهام الناس بأن حلّ الخلافات يكون بالحوار.

التساؤل العاشر: من أي شيء استفاد الليبراليون؟
* أحداث الإرهاب؛ فحاولوا إقناع العالم بأن هذا حال المسلمين، وليس من فعل الخوارج المبتدعة.
* بعض الفتاوى الاجتهادية التي تتغير مع تغير العصر، كتحريم جوالات الكاميرا.
* تقصير بعض القُضاة.
* أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* أخطاء بعض الجمعيات الخيرية.

التساؤل الحادي عشر: ما علاقة الليبراليين بالدعاة؟
استطاعوا بمساعدة بعض الدعاة (الذين كانوا مشددين بالأمس) أن ينتشروا بين المسلمين، فالناس لا تتقبّل من أديب أو روائي شهاداته أمريكية وتاريخه يخلو من العمل الإسلامي؛ لكنه قد يتقبل الفكرة نفسها على اعتبار أنها (فتوى شرعية)!
لذا فإن مرحلة الانحراف التي يعيشها بعض الدعاة كانت خير مُعين لليبراليين في تمرير أقوالهم وآرائهم باسم الدين، ومن الأدلة على قوة العلاقة بينهم أن بعض الدعاة لم ينتقد الليبرالية حتى الآن.

التساؤل الثاني عشر: كيف أكتشف الليبرالي؟
اختبر الليبرالي في النقاط التالية:
* القناعة بالحدود الشرعية كقطع السارق وجلد الزاني وقتل المرتد.
* تقبّل للنصيحة والتناصح بين المسلمين.
* أهمية تعلم أحكام الدين والرجوع للعلماء.
* تعظيم السلف واحترام فهمهم للدين.
* توقير العلماء الصادقين والثناء عليهم.
* محبة القُضاة الشرعيين والقضاء الشرعي.
* محبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* الرضا عن حضارة المجتمع المسلم.
* الموقف من الحضارة الغربية.
* الموقف من علماء العصر كابن باز والألباني وابن عثيمين، لا سيما العلامة صالح الفوزان لأنه ردّ عليهم كثيراً.
* قناعته بكراهية الكفر والكفار مع عدم ظلمهم والاعتداء عليهم.

التساؤل الثالث عشر: هل أفكار كل الليبراليين واحدة؟
ليس كلهم على منزلة واحدة؛ فمنهم المبتدِئ، ومنهم مَن لا يعرف كل آراء الليبرالية، ومنهم مَن لا يوافق على كل آراء الليبرالية.

التساؤل الرابع عشر: هل الليبراليون كفار؟
يجب أن نُفرّق بين أمرين: الحكم على (الفِرقة)، والحكم على (أفراد) تلك الفِرقة؛ فعند الحكم على فكر الليبرالية يقال: الليبرالية كفر؛ لأنها تخالف شريعة الإسلام، لكننا عند الحكم على أحد أفراد الليبرالية لا يحقّ لنا إطلاق حكم واحد على جميع من ينتسب لهذا الفِكْر.
لذلك فإنه لا يمكن الحكم على الليبرالي حتى ولو قال بلسانه (أنا ليبرالي)، بل نستفصل منه ونقول: ماذا تقصد بالليبرالية التي تطالب بها؟ ونستمع لوصفه للشيء الذي في ذهنه.
ومع هذا فإنه يقال: إن الحكم على الناس بالكفر خاص بأهل العلم.

التساؤل الخامس عشر: لماذا يُعدّ الفكر الليبرالي خطيراً؟
الليبرالية ليست ديناً، وليست جماعة لها رئيس ومقرّ، لكنها فكرة! يتم تمريرها للعقول، وشيئاً فشيئاً حتى يكون لها تأثير:
* يبدأ تأثيرها بطرح التساؤلات عن الدين؛ ما فائدة كذا؟ ما الحكمة من كذا؟ فيُخيّل إليك أنك تحاور كافراً لتقنعه بسماحة الإسلام وعظمته!
* ثم بالاعتراض على بعض أحكام الدين باتّهام المسلمين بسوء فهم الشريعة!
* ثم بتقييم الإسلام وعرضه على ميزان النقد!
* ثم بالقناعة بأحد رأيين: إما التخلي عن الإسلام والبقاء بلا دين، أو أن تكون العلاقة بالدين داخل المسجد، مع عزل الدين عن بقية الحياة كما هي الفكرة العلمانية تماماً.
لذلك؛ قد يصاحب المرءُ ليبراليا وهو لا يشعر، وقد يسير على طريق الليبرالية وهو لا يشعر.

التساؤل السادس عشر: كيف أناقش الليبرالي؟
ناقش في الأصل لا في التفاصيل، فلا تحاور الليبرالي في كشف الوجه ولا الاختلاط ولا سفر المرأة بلا محرم، بل ناقشه في رأيه في الإسلام وفي الأحاديث التي تخالف عقله.
مثال: إذا انتقد الليبرالي أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قل له: دعنا من الأخطاء الفردية وحدثني عن رأيك في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلو افترضنا أن رجال الهيئات على خطأ هل تعتقد أن مبدأ الاحتساب الذي جاء في الكتاب والسنة مبدأ صحيح أم فيه اعتداء على الحرية؟ معنى أنك لا تناقشه في أفعال الناس وإنما ناقشه فيما جاء عن النبي وأصحابه هل يتقبّله أم لا؟
فإن قال لك: لا أتقبله! فهذا الكفر بعينه، وإن قال لك: هو مبدأ صحيح، فقل له: وهل الحلّ هو إلغاء هذه الشعيرة أم إرجاعها لما كان عليه النبي وأصحابه؟ فإن اختار المصادمة فهو مكابر، وإن اختار الرجوع للسلف فقد بدأ أول خطوة نحو السلفية!
أسأل الله أن يحمي دينه وينصر كتابه وسنة نبيه وأن يعزّ بلاد المسلمين بالإسلام والسنة

بندر بن نايف المحياني العتيبي


موقع الإسلام العتيق:
https://islamancient.com/articles,item,807.html
.
.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر الجزائرية مشاهدة المشاركة
لمصطلح الثاني: سعة الأفق؛ وقصدهم أن يتقبّل المسلمُ الآراء المخالفة، حتى ولو كانت فاسدة أو مُكفّرة.
المصطلح الثالث: تقبّل المخالِف؛ وقصدهم أن نحترم الرأي ولو كان كفراً.
المصطلح الرابع: التعايش؛ وقصدهم أن يبقى كل واحد على دينه.
المصطلح الخامس: الآخَر؛ وقصدهم (الكافر)، فلا يُحبّون وصف الكفر، لأنه يتضمن الحكم بعدم قبول الرأي.
المصطلح السادس: الوطنية؛ وقصدهم اتّهام من يخالفهم، بعداوة الوطن والسعي لزعزعة استقراره
اخي الفاضل جزاك الله خيرا واثابك الله وثبتك على الحق من هذه القاعدة بارك الله فيك ننطلق ونبين اديولوجيتهم ومفعومهم وهنا يكون لنا الحجة والببينة على الجامهم ..

هذه القاعدتهم أو قرآنهم الذي أصدعونا به حتى أنك تجدها في كل مكان لأن معضم الناس تربى وتغذى وشرب لبن هذا الفكر الفاسد الدخليل عن نهجنا الإسلامي اللذي لا اللذي تعرفيه هو
الموضوع الأصلي

ذهب رأسمالي اقترن ظهوره بالثورة الصناعية وظهور الطبقة البرجوازية الوسطى في المجتمعات الأوروبية، وتمثل الليبرالية صراع الطبقة الصناعية والتجارية التي ظهرت مع الثورة الصناعية ضد القوى التقليدية الإقطاعية التي كانت تجمع بين الملكية الاستبدادية والكنيسة.

وتعني الليبرالية إنشاء حكومة برلمانية يتم فيها حق التمثيل السياسي لجميع المواطنين ، وحرية الكلمة والعبادة ، وإلغاء الامتيازات الطبقية، وحرية التجارة الخارجية ، وعدم تدخل الدولة في شؤون الاقتصاد إلا إذا كان هذا التدخل يؤمن الحد الأدنى من الحرية الاقتصادية لجميع المواطنين..يعني بمفهوم


واتمنى ان يدخلو اصحاب هذا الفكر وويكون الحواربعقلانية لنبين للعامة حقيقة هذا المذهب والفكر الدخليل الغربي
.. .
انطلاقاً من عدم اعتراف الغرب بحق المسلمين في إنتاج مفهوم خاص بالحرية يتناسب مع واقعهم ومتطلبات دينهم ومعاشهم وتجربتهم المعرفية، فإن الغرب كان ولا يزال يعتقد (جهلاً أو عمداً) بانتفاء وجود مفهوم واضح للحرية في الإسلام، مبرراً بذلك خصومته السياسية والحضارية معه، ورغبته الحثيثة "لتحرير" المسلمين من مفاهيمهم "القروسطية".وإذا كان الغرب يرى أن الحرية الدينية تتمثل في حرية العبادة وحكم الأغلبية، فإن البعض يرى أن هذا المفهوم ليس غريبًا على الإسلام، فالقرآن يؤكد حقيقة أنه "لا إكراه في الدين"، ويحترم معتقدات أهل الكتاب، ومع ذلك فإنه من الصعب القول بأن المجتمعات الإسلامية تعرف حرية في اعتناق ديانات غير الإسلام، لاسيما في وقت يشتد فيه عود المنظمات "المتطرفة

".هذا المصطلح دخيل بعض الشئ على مفرداتنا اللغوية و إن كانت قد وجدت بعض معانيه ضمن مصطلحات أخرى. فمفهوم الحرية الفكرية عند المنادين به هو (قبول رأي الآخر بغض النظر عن مدى مخالفة هذا الرأي لمعتقاداتك وأفكارك الشخصية, و لا يعني هذا القبول إعتناق هذا الفكر, أو عدم مناقشته و محاولة تفنيده, و إنما يعني التعايش معه و عدم محاولة إجهاضه بدعوى المخالفة) هذا هو ما أفهمه من مصطلح "الحرية الفكرية". و عند التأمل في هذا المفهوم, نجد أن الأمر قد رجع إلى وجود الخلاف بين الأفكار و الآراء - بل و المعتقدات أحيانا ليست بالقليلة -. و مصطلح "الخلاف" من المصطلحات الموجودة في تراثنا الشرعي الفكري, و قد حده العلماء و قعدوا له, و هذا هو مبحث النقطة الثانية.

وهو أن يكون كل قول من أقوال المختلفين يضاد الآخر ويحكم بخطئه أو بطلانه، وهو أن يكون في الشيء الواحد قول للبعض بحرمته وللبعض بحله -من جهة الحكم لا من جهة الفتوى-، ووقوع هذا النوع من الاختلاف في الملل والعقائد والأديان من المعلوم بالضرورة والمجمع عليه بين المسلمين، ولم يخالف في ذلك إلا الزنادقة المنافقون - وللأسف ما أكثرهم في زماننا! - ممن ينشر هذا الدين الباطل بين الناس، نعني به مساواة الملل، وأن كل الأديان حق وصواب، وأن أهلها إن تمسكوا بما هم عليه فهم ناجون، فاليهود عليهم التمسك باليهودية، والنصارى كذلك، والمسلمون كذلك، بل صار عند بعضهم أن من يسأل عن حكم اليهود والنصارى في الدنيا والآخر، هل هم كفار؟ وهل هم مخلدون في النار؟ فهو يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، ولا يحترم الأديان، فهو عندهم يستحق أقسى أنواع العقوبات -والعياذ بالله من الخذلان-.
وهذا النوع من الخلاف ينقسم إلى:
1- اختلاف سائغ غير مذموم.
2- اختلاف غير سائغ مذموم
.
أولاً: الاختلاف السائغ غير المذموم:
الاختلاف السائغ هو ما لا يخالف النص -من الكتاب والسنة- أو الإجماع القديم، أو القياس الجلي، ومعنى النص هنا: ما لا يحتمل إلا معنى واحداً لا اجتهاد في فهمه على وجوه متعددة، وليس مجرد وجود حديث أو أحاديث في الباب، فقد توجد لكن تكون دلالتها محتملة ووجوه الجمع مختلفة، والتصحيح والتضعيف محل نظر، فلا يكون في المسألة نص. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه",وقال ابن القيم في (إعلام الموقعين): "وقولهم: إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها، ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول الفتوى أو العمل، أما الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً شائعاً وجب إنكاره اتفاقاً، وإن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله، وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار، وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها... والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنة، وإن كان قد وافق بعض العلماء! وأما إذا لم يكن في المسائل سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً"
أ
- من هذه الأسباب: أن الشرع لم ينصب دليلاً قاطعاً على كل المسائل، بل جعل دليل بعضها دليل ظنياً يحتاج لبحث واجتهاد ونظر، يقوم به من حصل مقومات الاجتهاد والنظر
...........


.

بارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم

والله يكثر من أمثالكم









قديم 2011-11-08, 00:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سفيان الثوري السلفي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي جمال وفي الاخوة في الله

لاشك الليبرالية سرطان هيمن على امتنا عقودا وتشعب في المجتمع كل مفاهيمه وهناك دعاة ومروجين له ..
حكم الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية




نص السؤال
المكرم فضيلة الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماقول فضيلتكم في الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية ؟ وهو الفكر الذي يدعو إلى الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ، فيساوي بين المسلم والكافر بدعوى التعددية ، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة كما زعموا ، ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه ؛ كالأحكام المتعلقة بالمرأة ، أو بالعلاقة مع الكفار ، أو بإنكار المنكر ، أو أحكام الجهاد .. الخ الأحكام التي يرى فيها مناقضة لليبرالية . وهل يجوز للمسلم أن يقول : ( أنا مسلم ليبرالي ) ؟ ومانصيحتكم له ولأمثاله ؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد ، المنقاد له بالطاعة ، البريئ من الشرك وأهله . فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ؛ هذا متمرد على شرع الله ، يريد حكم الجاهلية ، وحكم الطاغوت ، فلا يكون مسلمًا ، والذي يُنكر ما علم من الدين بالضرورة ؛ من الفرق بين المسلم والكافر ، ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة ، ويُنكر الأحكام الشرعية ؛ من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله ، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام ، نسأل الله العافية . والذي يقول إنه ( مسلم ليبرالي ) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذُكر ، فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار ؛ ليكون مسلمًا حقًا .

صورة الفتوى

صورة الفتوى

تعليق
جزى الله الشيخ صالح الفوزان خير الجزاء عن إجابته ، وهو صاحب الجهود المعلومة في الرد على من تأثر بالليبرالية من الصحفيين - هداهم الله - .

وظني - والله أعلم - أن الليبراليين لدينا ثلاثة أصناف :

1- الصنف الأول - وهو أسوؤهم - : من يعرف مناقضة الليبرالية لكثير من أحكام الإسلام ، لكنه - وللأسف - يستمر في الدعوة إليها ، ويرتضيها معتقدًا ، ويُقبل عليها على علم ، فهذا قد باع دينه بها ، ومعلومٌ حكم هذا ومآله - نسأل الله العافية - .

2- الصنف الثاني : مقلد ، يردد هذه الكلمة دون فهم لما تدل عليه وما يترتب عليها ، فهو مفتون بكل فكرة غريبة ، إما بدعوى حب الشذوذ ، أو لانخداعه بكلمة ( الحرية ) التي تقوم عليها هذه الفكرة ، فيظن أنها لا تُخالف الإسلام ، ومعلومٌ أن الإنسان مجبول على حب الحرية ؛ لكنه بين حرية يقيدها الشرع أو حرية تقيدها الأحكام الوضعية ( لأنه لا يوجد حرية دون قيود ) ، فإن تقيدت حريته بحدود الشرع محتسبًا الأجر من الله فقد فاز ، وإن تقيدت حريته بالأحكام الوضعية متعديًا حدود الشرع ؛ فقد خاب وخسر ، والاثنان يجمعهما قوله تعالى : ( تلك حدود الله و من يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك الفوز العظيم . و من يعصِ الله و رسوله و يتعد حدوده يُدخله نارًا خالدًا فيها و له عذاب مهين ) .

3- الصنف الثالث : من يعرف مناقضة الليبرالية لكثير من أحكام الإسلام ، لكنه يقول : أنا سأقيد هذه الليبرالية بأحكام الشرع ، وسأنبذ كل مايخالفه فيها ، وهذا نيته طيبة ، لكنه متناقض ؛ لأنه إذا قيد الليبرالية بقيود الشرع خرجت عن كونها ليبرالية ! فلاداعي لأن يدعو لها ويعتنقها وهو يخالف أساساتها السابقة في السؤال ، وهذا يذكرني بمن يدعو للديمقراطية من المسلمين - كالقرضاوي - ويقول : سأقيدها - أيضًا بأحكام الشرع - فلن أقبل مثلا التصويت على أمر قد حكم فيه الشرع ، وهذا كالأول متناقض ؛ لأنه إذا قيدها بما سبق خرجت عن كونها ديمقراطية !

أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، ويجعلنا ممن قال الله فيهم : ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينًا ) .

أبحاث ومقالات عن الليبرالية









قديم 2011-11-08, 13:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك
محبة القسام










قديم 2011-11-08, 20:01   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الجميع
أسأل الله أن يحمي دينه وينصر كتابه وسنة نبيه وأن يعزّ بلاد المسلمين بالإسلام والسنة










قديم 2011-11-08, 20:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ، أمور كثيرة كنت أجهلها !!!
نسأل الله السلامة والعافية









قديم 2011-11-08, 20:58   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليكم جميعا:
ولمن يريد الرد على شبهات الليبراليين أنصحه بهذا الرابط:
https://www.shobohat.com/vb/forumdisplay.php?f=67









قديم 2011-11-08, 21:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

الليبرالية وأنواعها وذكر رؤوسها ومجمل أفكارها وانتقادها وفتاوى العلماء فيها الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم وبعد : سأتحدث في بحثي هذا عن الليبرالية مع نقدها نقدا شرعييا وبيان حالها وفتاوى العلماء فيها فأبدا بتوفيق الله تعالى فأقول : ماتعريفها ؟ هي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في السياسة والاقتصاد ،وينادي بالقبول بأفكار الغير وأفعاله ، حتى ولو كانت متعارضة مع أفكار المذهبوأفعاله ، شرط المعاملة بالمثل . قال أبو عاصم : الحرية هي حرية مقيدة بشرع الله تعالى وبمايدعو إليه الشرع الإسلامي فقط فليس هناك حريات مطلقة او أخلاق مطلقة متفسخة بل كل الحريات مقيدة بالشرع الإسلامي قال أبو عاصم : قبول أفكار الغير إن كانت موافقة لشرع الله قبلت وإن كانت مخالفة لشرع الله ردت ولم تقبل مطلقا ويبين لصاحبها –إن كان حاهلا بما قاله –بالتي هي أحسن باطل ماقال ثم يرد كلامه جملة وتفصيلا مادام مخالفا للشرع ولايجوز قبوله مطلقا . وإن كان الخلاف في مسائل في الشريعة وكان لها وجه وحظ من الشرع وكانت من مسائل الإجتهاد كالمسائل الفرعية فتبين وجهة الحق في المسألة بالدليل وهنا يقال : لايفسد الخلاف الود وأما إن كان الخلاف من البدع أو التي لايجوز فيها الإجتهاد فيبين له الباطل فيها ولايقبل قوله ولايقال هنا : الخلاف لايفسد الود .أقرأ المقال بالضغط على الرابط ...

أقرأ المقال بالضغط على الرابط ...










قديم 2011-11-10, 20:13   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الحارث
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










B18 المسلمون الليبراليون وقصة الحمارين

بارك الله فيك اخي وفيت وشفيت وكفيت وزيادت بيان على موضوعك سانقل لكم كيف ضهرت او جائت الليبرالية الى بلاد المسلمين

المسلمون ، الليبراليون ، وقصة الحماريين

ارجو من اخواني ان يكملو القصة الى اخرها فهي ان شاء الله مشوقة كما ان فيها الكثير من العبر والعضات والبراهين القوية التي تزيل الكثير من الحجب وتبين الغفلة التي نحن فيها

يُذكر أن فلاحا كان يمتلك حمارين، قرر في يوم من الأيام أن يُحمّل على أحدهما ملحا والآخر صحونا وقدورا، انطلق هذان الحماران بحمولتهما، وفي منتصف الطريق شعر صاحب الملح بأنه مظلوم حيث أن كمية الملح كانت أكثر وأثقل من القدور الفارغة، واغتبط صاحب القدور بحمولته حيث كانت أقل وأخف، على كل حال قرر صاحب الملح من شدة الإعياء أن ينغمس في بركة من الماء كانت بجوار الطريق كي يستعيد قواه التي خارت من وطأة الملح، فلما خرج من البركة شعر كأنه بُعث حيّا من جديد، فقد ذاب الملح المُحمل على ظهره في البركة وخرج نشيطا كأن لم يمسه ملح من قبل، فلما رأى صاحب القدور ما نزل على صاحبه من النشاط قفز بـقدوره في البركة لينال ما نال صاحبه، فامتلأت القدور ماءً، فلما أراد أن يخرج من البركة كاد ظهره أن ينقسم قسمين من وطأة القدور المُحمّلة بالماء.

هذه القصة كانت مقررة على الطلاب في المرحلة الإبتدائية في بعض الدول العربية، والعبرة من هذه القصة كما هو ظاهر أن يتعلم الطالب في مرحلة متقدمة من عمره بأن لا يقلد غيره، بل عليه أن يُعمل عقله وفكره قبل أن يُقدم على اتخاذ قرار مهما كان هذا القرار تافها ولو كان القفز في بركة ماء، وإن لم يُعمل عقله وفكره واكتفى بتقليد غيره فسيصيبه ما أصاب صاحب القدور (نقطة وأول السطر).

عاشت أوروبا فترة من الزمن في ظلام دامس من الجهل والتخلف والتحجر الفكري ونحو ذلك، في نفس هذه الفترة عاش العالم الإسلامي فترة من التقدم والنور والحضارة والمدنية وازدهار العلم والمعرفة "بينما كانت سائر بلدان أوروبا تتمرغ في القذر والحطة نعمت إسبانيا بمدن نظيفة منظمة ذات شوارع معبدة ومضاءة. وكان في ميسور قرطبة وحدها أن تعتز بنصف مليون من السكان، وسبعمائة مسجد، وثلاثمائة حمام عمومي، وسبعين مكتبة عامة، وعدد كبير من دكاكين الورّاقين (المكتبات التجارية)" (1).

وها هنا نقطة جوهرية وهامة جدا، إن سبب تخلف أوروبا في تلك الفترة هو "الدين النصراني المُحرّف" ووطأة الكنيسة وقيودها على الناس، وسبب إزدهار العالم الإسلامي وتقدمه هو الدين الحنيف الذي جاء به سيد الأولين والأخرين عليه الصلاة والسلام، يقول موريس بوكاي (2) "إن الإسلام قد اعتبر دائمًا أن الدين والعلم توأمان متلازمان. فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءًا لا يتجزأ من الواجبات التي أمر بها الإسلام. وأن تطبيق هذا الأمر هو الذي أدى إلى ذلك الازدهار العظيم للعلوم في عصر الحضارة الإسلامية، تلك التي اقتات منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة في أوروبا".

أرجو أن نكون إلى هنا متفقين على هذه الحقائق، في هذه الفترة شعرت أوروبا أنها بحاجة إلى مثل هذا الإزدهار والتقدم الذي يعيشه العالم الإسلامي، فبدأ الطلاب الأوروبيون يتوافدون على منارات العلم في العالم الإسلامي كقرطبة وبغداد وغيرهما، ومن هناك تعلموا فنون العلم كالرياضيات والفلك والطب، ومن هناك تعلموا البحث العلمي التجريبي، ومن هناك تعلموا إعمال العقل والفكر والمنطق واجراء التجارب واستنباط النتائج " ليس هناك من شك في أن روح البحث العلمي الجديد وطريقة الملاحظة والتجربة اللذين أخذت بهما أوروبا إنما جاءا من اتصال الطلاب الغربيين بالعالم الإسلامي" (3).

بعد أن تعلم الأوروبيون هذه العلوم رجعوا إلى أوروبا لينهضوا بها من الطين الذي تتمرغ فيه كما نهض العالم الإسلامي بفضل دينهم القويم، ولكن هؤلاء واجهتهم عقبة كأداء وصخرة صماء، تلكم هي "الكنيسة المتمسكة بتعاليم الإنجيل المُحرّفة"، فتسلطت الكنيسة على هؤلاء تقتيلا وتشريدا، وحكمت عليهم بالهرطقة والكفر، وأقامت لهم المحاكم شنقا وسجنا وسحلا في الطرقات وغير ذلكمن ألوان العذاب والتنكيل، ولكن قاوم هؤلاء أشد المقاومة وأشتدت المعركة بين العلم والفكر والمنطق والتجربة وبين الدين المُحرف المتمثل في الكنيسة وأغلالها. وبعد معركة طويلة ودامية دفع فيها كثير من العلماء والمفكرين أرواحهم انتصر العلم والفكر والمعرفة على "الدين النصراني المُحرّف"، وبعد هذه الهزيمة الساحقة التي مُني بها رجال الدين انحسرت "النصرانية المُحرّفة" في الكنيسة فقط بعد أن كانت مسيطرة على كل شيئ في حياة النصارى، وبعد هذا الإنتصار قرر العلماء والمفكرون وأهل العقل في أوروبا فصل الدين عن العلم، بناء على ذلك صار الذي يتكلم عن الدين في الأوساط العلمية كالجامعات وغيرها يُنظر إليه بعين الإحتقار والإزدراء واللعن أحيانا!. يقول موريس بوكاي في نفس الكتاب "ولقد كان لا بد بعد عصر النهضة من أن تكون ردة الفعل الطبيعية للعلماء وهي الثأر لانفسهم من خصوم الأمس. وتتابع ذلك حتى أيامنا هذه حتى أصبح من يتكلم الآن عن الله في الغرب في وسط علمي عازلا نفسه حقيقة. ولقد كان لهذا الموقف انعكاسات على جميع الأفكار الشابة التي تتلقى تعاليمنا الجامعية بما فيهم المسلمون".

وأرجو أن نكون إلى هنا متفقين أيضا، أصاب العالم الإسلامي بعد ذلك نكبات عظيمة، وابتعد المسلمون عن دينهم الذي كان مصدر قوتهم العلمية والمعرفية والسياسية والعسكرية وغير ذلك، فتسلط عليهم المستعمر الأوروبي وغيره، ثم لما خرج المستعمر من العالم الإسلامي زرع أتباعه في كل مفصل حيوي من مفاصل العالم الإسلامي وخاصة التعليم، فأحل هؤلاء الأتباع قومهم دار البوار، ونتج عن ذلك أن انتشر الجهل والظلام في طول العالم الإسلامي وعرضه، في تلك الفترة كانت أوروبا قد ازدهرت بالعلم والمعرفة المأخوذة من العالم الإسلامي والذي كما قلنا كان بسبب الدين الإسلامي الذي يدعوهم ويحثهم على العلم والمعرفة.

بدأت أوروبا ـ بدلا عن العالم الإسلامي وللأسف ـ محط أنظار طلاب العلم وقبلة الباحثين، من هؤلاء الباحثين أبناء المسلمين أنفسهم الذين كانوا أرباب هذا الفن وصانعي هذا المجد ألا وهو العلم والمعرفة، وجد المسلمون ـ الطلاب ـ في أوروبا البحث العلمي والجامعات والمجلات العلمية والتطور في كل مجال من مجالات الحياة، ووجدوا أيضا أن الدين لا مكان له في هذه المؤسسات العلمية بل كما قلنا من تكلم باسم الدين في المؤسسات العلمية الغربية يُنظر إليه بعين الإزدراء والإحتقار (وهنا أرجو أن تتذكر أخي الكريم صاحب "القدور") رجع بعض طلاب المسلمين إلى بلادهم وهم يحملون شهادات علمية في حقائبهم و "قدور" فوق ظهورهم، وذلك أن هؤلاء صاروا ينادون بجعل الدين الإسلامي الحنيف في المسجد فقط! كما جعلت أوروبا الدين المحرف في الكنيسة، بل يجب إقصاء الإسلام عن الحياة حتى نتقدم كما تقدمت أوروبا!، وقالوا أيضا العلم والمعرفة والبحث التجريبي والإستدلال المنطقي واستخلاص النتائج يتعارض تماما مع الدين الإسلامي!. ولم يُكلف هؤلاء أنفسهم لحظة واحدة من التفكير قبل أن يُقلدوا الغربيين في نبذهم لذلك "الدين المُحرف"، فإذا كان "الدين النصراني المحرف" وقف موقف العداء من العلم والمعرفة، فهل الإسلام دعا يوما إلى نبذ العلم والمعرفة؟!. ولكن هكذا هي أخي الكريم ثقافة صاحب "القدور".

يقول موريس بوكاي "إن الإسلام قد اعتبر دائمًا أن الدين والعلم توأمان متلازمان". بل كان الدين هو الباعث الحثيت لطلب العلم والنهوض بالأمة الإسلامية، بل كان الدين الحنيف هو سبب نهضة أوروبا الحديثة كما أسلفنا، ففي الوقت الذي كان فيه الدين مهيمنا على شؤون الحياة، من آداب الأكل والشرب إلى شؤون الدولة والقضاء كان عالمنا الإسلامي يزخر بالعلماء والمفكرين والأدباء ونحوهم. يقول موريس بوكاي في نفس الكتاب أيضا "... ولهذا كان الناس يذهبون إليها ـ قرطبة ـ من مختلف البلدان الأوروبية للدراسة كما يذهبون في أيامنا هذه لإتمام بعض الدراسات في الولايات المتحدة. وكم من مخطوطات قديمة وصلتنا بواسطة الأدباء العرب الذين حملوا الثقافة إلى البلدان المفتوحة. وكم من دَيْنٍ علينا نحو الثقافة العربية في الرياضيات (الجبر العربي) والفلك والطبيعة (البصريات) وعلم طبقات الأرض وعلم النبات والطب (ابن سينا) الخ.

وللمرة الأولى أخذ العلم سمة العالمية في الجامعات الإسلامية. ولقد كان فكر الناس الديني في ذلك العصر أكثر عمقا منه في هذا الزمن ولم يمنعهم ذلك من أن يكونوا في نفس الوقت علماء ومؤمنين في وسط إسلامي، ولقد كان العلم توأم الدين، ولم يكن من الواجب أن يكون غير ذلك" انتهى. فتأمل أخي الكريم، العلماء الغربيون يقولون بأن الدين ـ الإسلامي ـ والعلم توأمان متلازمان ، و "أصحابنا" يقولون "مختلفان"، ومن هنا تعلم أخي الكريم حجم المعاناة التي ابتُلي بها هؤلاء من شدة وطأة "القدور" التي يحملونها على ظهورهم. وهذا الصنف الإخير قد أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟!!". فأوروبا حينما قفزت في مستنقع "فصل الدين عن الحياة" كانت تأنّ من وطأة الكنيسة وأغلالها ومن وطأة الدين المُحرف الذي وقف في وجه تطورها وازدهارها، فلم يكن لها بُدٌ من أن تقفز في هذا المستنقع الآسن، كما أن صاحب "الملح" لم يكن له بُدٌ من القفز في البركة ليُخفف عن نفسه وطأة الملح الذي أثقل كاهله، لكن ما الذي يدعو المسلم لأن يقفز في هذا المستنقع "فصل الدين عن الحياة" وهو بين يديه النور الرباني ـ الكتاب والسُنة ـ الذي أضاء العالم الإسلامي أولا ثم أضاء أوروبا ثانيا؟! إسأل أصحاب "القدور" أخي الكريم لعلك تجد عندهم جوابا، وياليتهم قفزوا في ذلك المستنقع لوحدهم وتركوا سائر الأمة الإسلامية تسترجع مجدها المفقود، بل يعملون بكل مثابرة وجدية لجرجرة الأمة بأسرها ودفعها في ذلك المستنقع الأسن، وهم يحملون "قدورهم" على ظهورهم ألا ساء ما يزرون.

أخيرا، كل من زعم أن الفكر والعقل والتحليل المنطقي والإستنباط يُخالف أو يعارض الدين الإسلامي، وكذلك كل من قال أن التطور والبحث والمنهج العلمي يتعارض مع الدين الإسلامي، وكذلك كل من قال علينا بفصل "الدين عن الحياة" فاعلم علم اليقين أخي الكريم واقطع وأنت غير شاك بأن قائل هذا القول يحمل فوق ظهره "قدرا"، ومهما أقسمت له بالله وكررت له الإيمان المُغلظة على أنك تراه رأى العين فلن يُصدقك، بل سيتهمك بالظلامية والرجعية والجهل وعدو المعرفة وغير ذلك، ولكن حسبك أنك تراها وإن أنكرها صاحبها وهي فوق ظهره!.

أخوكم د. علي رحومة المحمودي
كاتب من ليبيا، أستاذ جامعي

---------------------------------------------
1. روم لاندو نحّات وناقد فني إنكليزي، زار زعماء الدين في الشرق الأدنى (1937)، وحاضر في عدد من جامعات الولايات المتحدة (1952-1957)، أستاذ الدراسات الإسلامية وشمالي أفريقيا في المجمع الأمريكي للدراسات الآسيوية في سان فرنسيسكو (1953). من آثاره (الله ومغامراتي) (1935)، (بحث عن الله) (1938)، (سلم الرسل) (1939)، (دعوة إلى المغرب) ) (1950) سلطان المغرب) (1951)، (فرنسا والعرب) (19539، (الفن العربي) (1955). وغيرها.

2. الطبيب والعالم الفرنسي المعروف. كان كتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم) من أكثر المؤلفات التي عالجت موضوعًا كهذا، أصالة واستيعابًا وعمقًا. ويبدو أن عمله في هذا الكتاب القيم منحه قناعات مطلقة بصدق كتاب الله، وبالتالي صدق الدين الذي جاء به. دعي أكثر من مرة لحضور ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينعقد في الجزائر صيف كل عام، وهناك أتيح له أن يطلع أكثر على الإسلام فكرًا وحياة.

3. البروفسر كويلر يونغ Prof. T. Guyler Young أستاذ العلاقات الأجنبية بجامعة برنستون، ورئيس قسم اللغات والآداب الشرقية بها، كان مساعد أستاذ اللغات السامية بجامعة تورنتو. من أهم مؤلفاته: Near Eastern Culture and Society, 1951 .

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=721256










قديم 2013-07-17, 22:19   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للرفع...جزاكم الله خيرا










 

الكلمات الدلالية (Tags)
معرفته, الليبرالية, تريد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc