حديث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-05, 15:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
karito
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B18 حديث

شرح الحديث
عنأبي العباس عبد الله بن عباسرضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : (يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ،إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لواجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإناجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعتالأقلام وجفت الصحف). رواهالترمذيوقال :" حديث حسن صحيح ".

وفي رواية الإمامأحمد: ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلمأَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَنالنصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا( .

الشرح
اصطفى الله تعالى هذه الأمة من بين سائر الأمم ، ليكتبلها التمكين في الأرض ، وهذا المستوى الرفيع لا يتحقق إلا بوجود تربيةإيمانية جادة تؤهلها لمواجهة الصعوبات التي قد تعتريها ، والأعاصير التيقد تحيق بها ، في سبيل نشر هذا الدين ، وإقامة شرع الله في الأرض .

ومن هذا المنطلق ، حرص النبي صلى الله عليه وسلم علىغرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب ، ولا عجب فيذلك! ، فهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها نصرة هذاالدين ، وتحمّل أعباء الدعوة .

وفي الحديث الذي نتناوله ، مثال حيّ على هذه التنشئةالإسلامية الفريدة ، للأجيال المؤمنة في عهد النبوة ، بما يحتويه هذاالمثال على وصايا عظيمة ، وقواعد مهمة ، لا غنى للمسلم عنها .

وأولى الوصايا التي احتواها هذا الحديث ، قوله صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ) ،إنها وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى ، ويلتزم بأوامره، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ماخلقت له ، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل ، مصداقا لما أخبرناالله تعالى في كتابه حيث قال : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } ( البقرة : 40 ) ، وقال أيضا : { فاذكروني أذكركم } ( البقرة : 152 ) .

وهذا الحفظ الذي وعد الله به من اتقاه يقع على نوعين :
الأول : حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ،فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظهورعايته ، كما قال تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } ( الرعد : 11 ) أي : بأمره ، وهو عين ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء : ( اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي،اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعنيميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواهأبو داوودوابن ماجة، وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه وتعالىإبراهيمعليه السلام من النار ، وأخرجيوسفعليه السلام من الجبّ ، وحمىموسىعليه السلام من الغرق وهو رضيع ، وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته ، كما قالسعيد بن المسيبلولده : " لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك " ، وتلا قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا } ( الكهف : 82 ) .

الثاني : حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من مضلاتالفتن ، وأمواج الشهوات ، ولعل خير ما نستحضره في هذا المقام : حفظ اللهتعالى لدينيوسفعليه السلام ، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له ، يقول الله تعالى في ذلك : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ( يوسف : 24 ) ، وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .

ولكن الفوز بهذا الموعود العظيم يتطلب من المسلم إقبالاحقيقيا على الدين ، واجتهادا في التقرب إلى الله عزوجل ، ودوام الاتصال بهفي الخلوات ، وهذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم في الروايةالثانية لهذا الحديث : ( تعرّف إلى الله في الرخاء ، يعرِفك فـي الشدة ) ، فمن اتقى ربه حال الرخاء ، وقاه الله حال الشدّة والبلاء .

ثم انتقل الحديث إلى جانب مهم من جوانب العقيدة ، ويتمثّل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلملابن عباس: ( إذا سأَلت فاسأَل الله ) ، وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه ، بل هو العبادة كلها كما جاء في الحديث : ( الدعاء هو العبادة ) ، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين في كتابه العزيز فقال : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } ( الأنبياء : 90 ).

وإن من تمام هذه العبادة ترك سؤال الناس ، فإن فيسؤالهم تذلل لهم ومهانة للنفس ، ولا يسلم سؤالهم من منّة أو جرح للمشاعر ،أو نيل من الكرامة ، كما قالطاووسلعطاءرحمهماالله : " إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونك حجابه ،وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ، ووعدك أن يجيبك " ، وصدقأبو العتاهيةإذ قال :
لا تسألن بني آدم حاجـة وسل الذي أبوابه لا تُحجب
فاجعل سؤالك للإله فإنمـا في فضل نعمة ربنـا تتقلب
وقد أثنى الله على عباده المتعففين فقال : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهمالجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا } ( البقرة : 273 ) ، وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم رهطا من أصحابه على ترك سؤال الناس ، وكان منهمأبوبكر الصديقوأبو ذر الغفاريوثوبانرضي الله عنهم أجمعين ، فامتثلوا لذلك جميعا ، حتى إن أحدهم إذا سقط منه سوطه أو خطام ناقته لا يسأل أحدا أن يأتي به .

إن ما سبق ذكره من الثناء على المتعفّفين إنما هو متوجهلمن تعفّف عن سؤال الناس فيما يقدرون عليه ، وما يملكون فعله ، أما مايفعله بعض الجهلة من اللجوء إلى الأولياء والصالحين الأحياء منهم أوالأموات ، ليسألونهم ويطلبون منهم أعمالاً خارجةً عن نطاق قدرتهم ، فهذاصرفٌ للعبادة لغير الله عزوجل ، وبالتالي فهو داخل تحت طائلة الشرك .

وفي قوله : ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) أمربطلب العون من الله تعالى دون غيره ، لأن العبد من شأنه الحاجة إلى منيعينه في أمور معاشه ومعاده ، ومصالح دنياه وآخرته ، وليس يقدر على ذلكإلا الحي القيوم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، فمن أعانه الله فلاخاذل له ، ومن خذله الله فلن تجد له معينا ونصيرا ، قال تعالى: { إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } ( آل عمران : 160 ) ، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : ( اللهم أعني ولا تعن علي) ، وأمرمعاذارضي الله عنه ، ألا يدع في دبر كل صلاة أن يقول( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواهالنسائيوأبوداود.

وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّقإيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندهالا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لميكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتبفي علم الله ، كما قال سبحانه : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } ( الحديد : 22 ) .

ولما وعى سلفنا الصالح هذه الوصية ، أورثهم ذلك ثباتافي العزيمة ، وتفانيا في نشر هذا الدين ، غير مبالين بالصعوبات التيتواجههم ، والآلام التي تعتريهم ، لأنهم علموا أن طريق التمكين إنما يكونبالعمل بهذه الوصية النبوية ، وأن الفرج يأتي من بعد الكرب ، وأن العسريعقبه اليسر ، وهذا هو الطريق الذي سلكه أنبياء الله جميعا عليهم السلام ،فما كُتب النصر لنوحعليه السلام ، إلا بعد سلسلة طويلة من الجهاد مع قومه ، والصبر على أذاهم ، وما أنجى الله نبيهيونسعليهالسلام من بطن الحوت ، إلا بعد معاناة طويلة عاشها مستغفرا لربّه ، راجيافرجه ، معتمدا عليه في كل شؤونه ، حتى انكشفت غمّته ، وأنقذه من بلائهومحنته ، وهكذا يكون النصر مرهونا بالصبر على البلاء والامتحان .

إننا نستوحي من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ،من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق ، فما أحوجنا إلىأن نتبصّر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ، ونستلهم منها الحلولالناجعة لمشكلات الحياة ، ونجعلها السبيل الأوحد للنهضة بالأمة نحوواجباتها .









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-05, 15:23   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
karito
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

اتمنى افادتكم










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-06, 14:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
karito
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

اين انتم.............................................. .................................................. ....










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc