تحية طيبة و سلام أطيب
إخوتي الكرام ...
أفتح معكم هذا الحيز من النقاش و أبتغي ألا يأخذكم البأس و اليأس بالإشكال الذي أسوقه إليكم، فالموضوع المقترح هو من باب التشاور و التواصل ... و ليس من قبيل المحاسبة و المحاججة و المغالطة، و حتى لا يقال عني أني أتشفى في الناجحين لأني لست منهم، و أني لم أصل إلى العنب و أدعي أنه حامض.
كثيرة هي القضايا التي تشغل بال كل ناجح، و على رأس هذه القضايا:
1 - لماذا يضطر الناجح إلى التنازل عن المنصب الجديد و هو يعلم أنه لن يستطيع الالتحاق بالوظيفة، ربما لبعد المسافة أو صعوبة التعايش أو لظروف تفرضها طبيعة المتسابق مثل التقاليد و العرف و الضغوط العائلية، أو أنه لم يعد متحمسا للعمل في الجامعة، فهل الغرض من المشاركة في المسابقة هو خلق جو من التنافس و الغيرة و العناد، و عند ظهور النتائج، يتلكك و يتحدث الناجح في قرار نفسه قائلا : نجحت و هذا دليل ذكائي و تميزي لكني لن ألتحق بالجامعة لأني استحق الأفضل !!!
2 - لماذا نقضي الأيام و الليالي الطوال نتسارع و نتصارع في جمع وثائق الملف، و نرهق أنفسنا ، و نلوم البريد و الإدارة و اللجنة المناقشة، لأنهم لم يحسنوا التعامل معنا ، و إذا تم قبول الملف نقطع الآلاف من الكيلومترات لإجراء المسابقة، و ننتظر الساعات الطوال في انتظار الدور العجيب و السؤال المرير ، و سخط اللجنة و رداءة السائلين، و ننتظر قوائم الناجحين ، و بعد صدور البيان و ظهور الفرامان، و التأكد من النجاح، نطرح السؤال على الإخوة و الأخوات : هل ألتحق بالجامعة أم أنتظر مسابقة أخرى، هل المسألة هي مجرد عبث و إضاعة للوقت و شغل النفس بفراغ الإنتصار عن فراغ الإنتظار !!!
3 - لماذا لا نستحضر كل هذه الانشغالات و التساؤلات قبل المشاركة في المسابقة، و من ثم نقرر المشاركة أو المقاطعة حتى نترك للآخرين كل الفرص و الحظوظ للنجاح ، لأننا بصراحة لا نعرف ماذا نريد ؟ المهم عندنا أننا نصل و ننتصر ثم تبدأ دوامة الأسئلة فهل من مجيب ، و هل من مغيث ؟
4 - أخي الناجح أختي الناجحة، ألا يهمك موقف الراسب في المسابقة و أنت تعلنها نهارا جهارا بأنك لا تود الالتحاق بالمنصب و تعدد بذلك الظروف و تلوم الدهر و تسب المسافات و تحقد على إدراة الجامعة لأنها طلبت منك أن تحدد موقفك سريعا ، لماذا هذا التماطل و التهاطل و التعاطل، ألأنك أصبحت شخصا مهما، و حظيت بالمنصب الذي تسابقت عليه المئات من أمثالك، و لو رسبت لكنت أول مغتاظ، و أول حاقد، و آخر من يهمه الأمر، و لو نجح غيرك لاكتفى بحمد الله و جمع الزاد للسفر، فالكثيرون من المتسابقين لا يهمهم المكان و الزمان، المهم عندهم الحصول على عمل لأنهم هرموا من الانتظار، و أنت هرمت أمام المحضر ترتجف ، هل توقع أم تنتظر سيارة الإسعاف، و أسنانك تصطك و أطرافك ترتعش و قلبك يدق ؟
أجبني أخي الناجح : هل أنت راض لأنك أخلطت الأمور و تقف الأن لتعكر أجواء أعضاء المنتدى و تريدهم أن يستفتونك في مستقبلك الذي حرمتهم منه؟
لا تغضب لأني ذات يوم سأنجح مثلك. .. لكني سأوقع على المحضر دون علامة استفهام و لا علامة تعجب.
مبروك عليك أيها الناجح ... لكنك حتما لست الفائز ... إلا إذا وقعت على المحضر الذي يربكك.
مع تحيات الفيلسوف الجديد