نحو فلسفة إسلامية جديدة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نحو فلسفة إسلامية جديدة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-05, 03:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse نحو فلسفة إسلامية جديدة


السلام عليكم
أنقل لكم هاته الدراسة التي تبحث في إيجاد فلسلفة جديدة من خلال إيجاد مفهوم ومنهج جديد لها، أتمنى أن تستفيدوا منه
لاتنسونا بالدعاء في سجودكم
مقدمة:
يطلق مصطلح الفلسفة الإسلامية على تلك التراث الفكري التي تركها لنا المفكرون المسلمون وتشمل فلسفة الإسلاميين وعلم الكلام والتصوف، وقد أثير حول هذا المصطلح شكوك حين تساءل البعض ما إذا كانت هذه الفلسفة تمثل الفلسفة الإسلامية الحقة، بل يعارض كثيرون تدريس هذه الفلسفة لطلاب المسلمين [نصر1998 :18]، ولاشك أن دراسة الفلسفة الإسلامية على طريقة القدماء واتباع مناهجها القديمة أصبح أمرا غير مرغوب فيه لدى كثيرين من المسلمين، وقد حاول بعض الدراسيين للفلسفة الإسلامية إيجاد منهج جديد لدراسة الفلسفة الإسلامية، فمنهم من اقترح المنهج الوضعي ومنهم من دعا إلى منهج واقعي ومنهم من قال بالمنهج العقلاني ومنهم من يرى غير ذلك ويدعو إلى منهج إسلامي خالص جديد.

إن البحث عن منهج جديد لدراسة الفلسفة الإسلامية أصبح أمرا ضروريا للغاية، ولكن أين نبدأ محاولتنا في البحث عن المنهج الجديد؟ إن من الضروري تحديد مجالات الفلسفة الإسلامية وهذا يتطلب معرفة واسعة للتراث الفلسفي الإسلامي التي تركها لنا أولئك المفكرون الأجلاء.

لقد عرّف المسلمون الفلسفة بأنها علم الأشياء بحقائقها، أو العلم بالموجودات بما هي موجودة [عرفان1984: 28]، ومن البين بنفسه أن هذا التعريف تعريف أرسطي مستعار من الفلسفة الإغريقية كما أن المباحث التي تناولتها الفلسفة الإسلامية هي نفس المباحث التي طرقها فلاسفة اليونان كمبحث الوجود، ومبحث المعرفة، ومبحث القيم، وقد عالج مفكروا الإسلام هذه القضايا بنفس الأسلوب التي عالجها فلاسفة اليونان، فكان منهم من أخذ منهج أفلاطين كالفارابي وابن سينا ومنهم من أخذ منهج أرسطو كابن رشد، كما كان هناك مفكرون آخرون اتبعوا مناهج فلاسفة الشرق القديم كما هو حال السهراوردي المقتول وبعض المتصوفة ذوي النزعة الفلسفية، وقد أدت هذه الظاهرة لدى بعض الدارسين إلى القول بأن كل ما فعله المفكرون الإسلاميون أن أخذوا مناهج وآراء فلاسفة اليونان وفلاسفة الشرق القديم وأضافوا إليها آراءهم وألبسوها لباس الحضارة الإسلامية، فهي ليست فلسفة إسلامية خالصة عند هؤلاء، ولذلك نجدهم يفضلون تسمية هذه الفلسفة بـ"فلسفة المسلمين" [يالجن1991 :17]، وليس بالفلسفة الإسلامية، لأن من البين أن مصادرها ومناهجها ليست إسلامية وكل ما هنالك أنها لبست ثوبا إسلاميا بينما جوهرها غير إسلامي - كما يرى هذا الفريق.

ويستدل القائلون بهذا الرأي بالنتائج السلبية التي أدت إليها هذه الفلسفة، فالخطأ الذي ارتكبه فلاسفة الإسلام هو أنهم قلدوا فلاسفة اليونان وآراء فلاسفة الشرق القديم ولم يكلفوا أنفسهم البحث عن فلسفة إسلامية حقيقية معتمدين بالمصادر الإسلامية الموجودة لديهم، وقد أدى ذلك إلى نتائج وخيمة وآثار سلبية منها:
1. نفرة المسلمين من هذه الفلسفة الغريبة عن عقيدتهم مما جعلهم فيما بعد ينفرون كل ما له علاقة بالفلسفة.
2. العداء للتفلسف والتفكير الجاد بشكل عام مما قلل الإنتاج النوعي لتفكيرهم.
3. تكفير القلة المتفلسفة المقلدين بفلاسفة اليونان كما فعل ابن صلاح وابو حامد الغزالى.
4. ظهور دعوى ضعف العقل المسلم وعدم قدرته على التفلسف في العصر الجديث.
5. وهذه الأمور أصبحت فيما بعد دعامة لآراء القائلين بالنظرية العرقية التى تدعي أن الجنس السامي جنس يتميز بالميل إلى الإيمان بالخرافات وعدم القدرة على التحليل والتفكير الجاد التي قالها أرنيست رينان.

وقد حاول بعض دارسي الفلسفة الإسلامية الدفاع عن القيمة العلمية لهذه الفلسفة، ومن أدلتهم: إن معرفتنا للفكر الإسلامي اليوم قليل مبتور، وأن القول بأن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا صورة مشوهة من فلسفة اليونان ليس بصحيح، وأن الفكر الإسلامي قادر على التفلسف كما أن الدين الإسلامي لا يمثل عائقا أمام حركة التفكير، وأخيرا إن مصطلح الفلسفة الإسلامية لا يشمل فقط علم الكلام والفلسفة والتصوف الإسلامي فقط بل يضاف إلى ذلك مباحث علم أصول الفقه [عرفان1984 :22].
ومع أن هذه الحجج تبدو قوية وصحيحة إلا أنها لم تثمر، ذلك أن أقوال المستشرقين وغيرهم ممن يقول بخلاف ذلك أصبحت ثابتة وشائعة لدى معظم المفكرين اليوم، بالإضافة إلى ذلك فإن نظرة يسيرة على هذه الفلسفة تؤيد هذا الاتجاه، فالاعتقاد بأن الفلسفة الإسلامية الحالية ليست إلا صورة مشوهة من فلسفة اليونان ما زال قائما.









 


قديم 2009-03-05, 03:18   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

المنهج الجديد للفلسفة الإسلامية: مقوماته ومجالاته وشروطه

وللتغلب على مثل هذه الصعوبات ودحض أقوال هؤلاء المغرضين لابد من البحث عن منهج جديد لدراسة الفلسفة الإسلامية، وهو أمر يبدو مجمعا عليه، وإنما الذي اختلف فيه الناس هو من أين نبدأ وإلى أين نتجه، ويمكن تلخيص آراء دارسي الفلسفة الإسلامية في هذا الصدد في نقاط ثلاثة:
1. فريق يرى أن عملية التجديد تكون امتدادا للتراث القديم، ويتزعم هذا الفريق الأستاذ مصطفى عبد الرازق، ويرون أن هناك مواضيع أصيلة في الفلسفة الإسلامية كالنبوة وأصول الفقه وبالتالي ينبغي أن تكون هذه المواضيع أساسا لحركة التجديد.
2. والفريق الثاني يرى أن الفلسفة الإسلامية الحالية ليست فلسفة إسلامية صحيحة، وبالتالي ينبغي أن لا يكون التجديد بناءا عليها، بل يجب الرجوع إلى الأصول النقية للإسلام لبناء فلسفة إسلامية سليمة.
ويقترح الدكتور مقداد يالجن مجموعة خطوات يمكن أن نتخذها كبداية للوصول إلى هذا الغرض منها [يالجن1991 :35].
أ . استخلاص النظريات والمبادئ الفلسفية من النصوص الإسلامية الأصلية، وهي القرآن والحديث النبوي الشريف.

ب. فهم المبادئ الإسلامية وتقويمها في إطار الفلسفة الإسلامية الشاملة وغايتها العامة.
ج. وجوب تحديد موقفنا من دراسات السابقين، من متفلسفة الإسلام.
د. أن يكون هدفنا الأساسي معالجة المشكلات الفلسفية في العالم الإسلامي.
هـ. استخدام النصوص الإسلامية والاعتماد عليها في تقرير الأفكار.
و. دراسة كل النصوص من الآيات والأحاديث المتعلقة بكل موضوع.
ز. تجديد علم الكلام على نحو يستطيع تحقيق وظيفته الأساسية.
ح. إبراز فلسفة الحضارة الإسلامية ومعالمها الأساسية.

ويتصور الدكتور مقداد أن من الممكن جدا إيجاد فلسفة إسلامية متميزة من الفلسفات الأخر إذا اتبعنا هذا المنهج الذي ذكر معالمه الأساسية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا ينبغي للفلسفة الإسلامية أن تكون؟ هل ينبغي أن تكون متميزة ومختلفة عن جميع الفلسفات الأخرى؟ أم إن هناك أمورا مشتركة بينها وبين غيرها من الفلسفات العالمية؟

إن القدماء من متفلسفة الإسلام لم يروا بأسا في أن يأخذوا من الفلسفات الأجنبية، واعتقدوا أن الحق ضالة المسلم، فأينما وجده التقطه ولا يهمه من أين أتى، وبهذه النظرة أخذوا الفلسفة اليونانية بما فيها من عيوب ومخالفة لعقيدتهم، فهل نحن ملزمون اليوم أن نرد كل ما جاءنا من الفلسفات الغربية الحديثة ولا نأخذ منها شيئا؟ هذا ما يجيب عنه الفريق الثالث من المشتغلين بالفلسفة في العالم الإسلامي.

3. ويري الفريق الثالث أن الفلسفة الإسلامية القديمة تبقى ترثا للأمة، ولا يجيزون الخروج على أصحابها وإنما يقولون بالتحديث عن طريق الأخذ أو الاستعانة بما عند غيرنا من الأمم كالفلسفات الغربية الحديثة، ويرون أن الفلسفة عالمية، ومفهوم الفلسفة الإسلامية لا يعني أكثر من أنها نشأت في مجتمع إسلامي عند هذا الفريق، أي أن الفلسفة الإسلامية يطلق عليها هذا الاسم لأنها نشأت في الحضارة الإسلامية، وقد صرح هذا القول الأستاذ عبد الرحمن بدوي في مقدمة كتابه الفلسفة والفلاسفة في الحضارة العربية [بدوي1993 :5].
والحق - في نظرنا - أن للفلسفة الإسلامية مميزاتها ومقوماتها الخاصة التي تتميز بها عن بقية الفلسفات الأخرى، ولكن هذا لا يعني أنها مبتورة الصلة بهذه الفلسفات، بل ينبغي أن تتفاعل معها وتساهم في تطويرها.









قديم 2009-03-05, 03:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

والأمر الآخر الذي ينبغي أن ننتبه إليه هو أهمية تراثنا الفلسفي لقضية التجديد وإذا أردنا أن نأتي بجديد فلابد أن ندرس مشكلات الفلسفة القديمة وسماتها أولاً ، ثم ننظر مناهج متفلسفة المسلمين لحل هذه المشكلات، فما كان صحيحا أخذناه وما كان سقيما تركناه، ثم نبني بحثنا على ما وجدنا لديهم من أفكار صحيحة، للوصول إلي منهج جديد لدراسة الفلسفة الإسلامية، فالمنهج الجديد يجب أن يأتي من الداخل أعني داخل الفلسفة الإسلامية الموجودة لدينا الآن، وكل محاولة للخروج عليها ما هي إلا شعور بالفشل وهروب من الواقع المر.

فالقول بالبحث عن فلسفة جديدة من مصادر جديدة يعني البحث عن نوع جديد من الفلسفة وهذا غير ممكن وغير واقعي، ولا تختلف هذه الدعوة تلك التي نادى بها بعض العلماء الطبيعيين في الإسلام، ومفادها البحث عن علم طبيعي إسلامي جديد، وذلك لأنهم عجزوا عن متابعة الركب العلمي في الغرب.
صحيح أن الفلسفة ليست كالعلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وغيرها، ولكن هناك جوانب لا تختلف كثيرا عن العلوم الطبيعية في دقتها وثباتها كالمقولات المنطقية والرياضية وهي لا تزال مجالا للفلسفة.

أما مجال الإلهيات فلاشك في أنه مختلف تماما عن بقية الفلسفات الغربية وغيرها، وهذا الجانب هو الذي ينبغي أن نجعل له منهجا خاصا به يتميز عنه من بقية المناهج الشائعة، وبعد ذلك فلا بأس على الفلسفة الإسلامية أن تستفيد من الفلسفات العالمية الأخرى كما يمكن أن تستفيد هذه الفلسفات منها كما حصل في القرون الوسطى لفلسفة ابن رشد وابن سينا وغيرهم.

وبناء على هذه النظرة فلابد أن ننظر أولا كيف عالج القدماء مواضيع الفلسفة وعلى أي منهج اعتمدوا عليه لإصلاح ما رأوه فاسدا، فقد بذلوا جهودا جبارة لإيجاد منهج قويم في دراسة الفلسفة، فقسموا الوجود إلى مراتب ثلاثة، الطبيعيات وهي تحتل المرتبة الدنيا وتتضمن جميع الموجودات المادية، والمرتبة المتوسطة يحتلها الموجودات التي ليست بأجسام، ولكنها في أجسام كالهندسة والرياضيات، والمرتبة العليا يحتل بها الموجودات التي ليست بأجسام ولا هي في أجسام، كالله والملائكة أو العقول المفارقة للمادة، ثم سلكوا طريقة فلاسفة اليونان في دراسة هذه القضايا الفلسفية، واعتمد المسلمون في دراسة الفلسفة المنهج الذي وضعه الفارابي وابن سينا إلى أن جاء الغزالي(ت505هـ) ووجه نقده العنيف لإلهيات ابن سينا والفارابي، ووصفها بالتهافت، بعد أن قسمها إلى قسمين، قسم "قريب من مذهب أرسطوطاليس فيها من مذاهب الإسلاميين، على ما نقله الفارابي وابن سينا" [الغزالى1985 :104]، ويبدو أن هذا القسم هو الذي كفر به الفلاسفة، وقسم "قريب من مذهب المعتزلة ولا يجب تكفير المعتزلة بمثل ذلك" [الغزالى1985 :107]، وهذا القسم هو الذي بدعهم فيه.









قديم 2009-03-05, 03:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

ثم جاءت إصلاحات ابن تومرت(473هـ-524هـ)، وابن رشد(ت595هـ)، للإلهيات وهي عبارة عن محاولة لتجديد هذا العلم، وقد استندت هذه المحاولة إلى أمور أهمها:
1- نقد الكلام الأشعري وتفنيد أدلته وتوضيح ما فيه من تناقض داخلي، وكذلك نقد موقف الحشوية والصوفية من الإلهيات.

2- الاقتراب من مذهب المتكلمين القدماء ولاسيما المعتزلة، في البحث عن مسائل العقيدة، عن طريق الاعتماد على العقل وأدلة من القرآن والسنة كما يظهر من كتابي ابن رشد "فصل المقال" و "الكشف عن مناهج الأدلة" ومن كتاب "آراء ابن تومرت الفلسفية" [دويش1989 :103].

3- الابتعاد عن البحث في القضايا الفلسفية الميتافيزيقية الخالصة، كالبحث في الجوهر والهيولا والصورة وغير ذلك، والميل إلى المسائل الإلهية الخالصة، كالبحث في وحدانية الله وصفاته، وعدله، والمعاد، والنبوات، وفي النفس، والقدر والقضاء وما شابهها.

4- تأويل المسائل الإلهية التي نقدها الغزالي، وتبين أنها غير مخالفة للشرع بل الأقرب أنها موافقة له، وذلك عن طريق دعمها بأدلة من العقل والنقل، كما فعل ابن رشد في القضايا التي كفر بها الغزالي الفلاسفة.

5- إعادة النظر في مناهج البحث في الإلهيات بصفة عامة، وتقديم منهج جديد هو في حقيقة الأمر منهجين أحدهما للعامة والآخر للخاصة.

6- القول بضرورة تأويل النصوص إذا تعارضت مع العقل، وقد دافع ابن تومرت عن هذا المبدأ دفاعا مريرا، ولكن الأقدار شاءت أن يشتهر به ابن رشد وابن عربي، فابن تومرت هاجم المعارضين للتأويل ورفض موقفهم منه، وذلك أن مسلكهم هذا يؤدي إلى فصل الحكمة من الشريعة، ولأن القياس والاجماع داخلان في الشريعة، ثم إن التأويل في نظره وسيلة للفهم والمعرفة وتطبيق الدين وهو أيضا وسيلة لتحقيق العدالة عند تطبيق الشريعة، والرد على المخالفين [دويش1989 :106].
وبناء على ما ذكرناه فإن مقومات هذا المنهج الجديد في نظرنا ينبغي أن يوضع على النحو التالي:









قديم 2009-03-05, 03:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

1. فتكون دراستها للغة عن طريق تحديد ما يجوز استخدامه في اللغة من معان وما لا يجوز وذلك على غرار ما فعلته الفلسفة الوضعية في الغرب، ولكن الفلسفة الإسلامية وهي تدرس اللغة لا تأخذ كل ما جاءت به الوضعية المنطقية، فقد قسم الوضعييون اللغة إلى قسمين، قسم يدل على معان لها ما يمثلها في الواقع المادي، وقسم ليس له ما يمثله في الواقع المادي، ثم قسموا القسم الأخير أيضا إلى قسمين، ما كان يمثل صورا منطقية أو رياضية وما لم يكن كذلك، فأخرجوا النوع الأخير من حظيرة العلم، وجوزوا استخدام اللغة فقط في المجالين الآخرَين، أي أن الكلمة يمكن أن تمثل شيئا ماديا قائما في الواقع، ويمكن أيضا أن تمثل صورة من صور الذهن، كأن تكون صورة رياضية أو منطقية، وما عدا ذلك فزيف وضلال.

أما الفلسفة الإسلامية فلا تذهب مذهب الوضعيين في دراسة اللغة، بل يمكن أن نقسم القضايا إلى ثلاثة، قضايا تركيبية، وقضايا صورية أو تحليلية وقضايا تسليمية، والفلسفة الإسلامية تتفق مع الوضعية فيما يتعلق بالقضيتين التركيبية والتحليلية، فصدق الأولى يرجع إلى مطابقتها للواقع وقد قاله المسلمون هذا قديما، أما القضية التحليلية فصدقها يرجع إلى تناسق أجزائها وقد قالها المسلمون أيضا قديما، أما القضية الثالثة وهي موضع الخلاف بين الفلسفة الإسلامية والفلسفات الغربية فمحل صدقها ينبغي أن يكون في النصوص لا في الواقع ولا في نسقها المنطقي.

2. أما دراستها للإنسان فتكون عن طريق دراسة حرية الإنسان وكافة حقوقه الأخرى على ضوء ما جاء به الإسلام، ومن هنا يمكن أن ننتج فلسفة إنسانية إسلامية متميزة عن غيرها من الفلسفات الإنسانية كالوجودية وغيرها.
وينبغي أن تستند دراسة الإنسان في الفلسفة الإسلامية إلى الواقع والمنطق لا إلى النصوص مباشرة، وذلك أن اللجوء إلى دراسة النصوص بعيدا عن واقع الإنسان يؤدي غالبا إلى وصول نتائج إما غير صحيحة أو صحيحة ولكنها غير عملية.

3. وأخيرا دراسة مجال الإلهيات وهو من أهم المجالات، وينبغي أن يتناول هذا الجانب من الفلسفة الإسلامية، دراسة العقيدة، لا على ما كانت عليه في المجتمعات الإسلامية قديما، بل على ما هي عليه الآن في مجتمعنا، فندرس مثلا تصورنا لله وللملائكة واليوم الآخر والجزاء والعقاب وغير ذلك من القضايا الإلهية التي يظن أن معانيها لا تتغير من جيل إلى جيل آخر ولكنها في الحقيقة تتجدد مع مر العصور والدهور، فتصورنا لله اليوم قد لا يكون نفس التصور الذي كان موجودا في المجتمع الإسلامي قبل قرن أو قرنين أو أكثر.









قديم 2009-03-05, 03:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

تحديد المصادر

وهي الوحي والعقل والكون، ويعطى الأولوية للوحي ويليه العقل ثم الواقع عند بحثنا في القضايا الإلهية، ونعطي العقل الأولوية ويليه الواقع ثم الوحي عند بحثنا في القضايا الإنسانية، ثم نعطي الأولوية للواقع ويليه العقل ثم الوحي عند بحثنا في الكون.

فمصادر الفلسفة الإسلامية ليست محصورة في الوحي فقط ولا في العلوم العقلية بل تتجاوز هذه الحدود التي تبدو في كثير من الأحيان قاصرة من متطلبات الفلسفة الإسلامية، فالفلسفة الإسلامية لا تلزم نفسها مصدرا واحدا، كالعقل أو الواقع أو الوحي، وإنما تستفيد من جميع هذه المصادر، ومن هنا كان من أهم سمات الفلسفة الإسلامية الجديدة الشمولية، إنها فلسفة شاملة تنبع من مصادر متعددة، وهي أيضا شاملة لأنها تدرس مجالات متعددة للوجود، وجود الله، والكون والإنسان.

إذا الفلسفة الإسلامية ليست عملا عقليا صرفا فقط كما قالها الدكتور عبد الرحمن بدوي، وليست معرفة الله والإتصال به كما يراها الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود، كما أنها ليست منهجا لدراسة ما يجوز في الاستعمالات اللغوية كما يقولها أصحاب الفلسفة التحليلية الوضعية.

إن إطار الفلسفة الإسلامية أوسع من ذلك، فهي فلسفة دينية من جهة أنها تستفيد من المصادر الدينية، ولأنها تجعل دراسة الدين أحد مجالاتها، وهي كذلك فلسفة عقلية لأنها تعتمد على العقل ولأنها تعتبر العلوم العقلية كالمنطق والرياضيات داخلة ضمن مواضيعها، وهي كذلك فلسفة إنسانية وواقعية لأن الإنسان والواقع هما من أهم مجالاتها.

والمصادر هنا لا تعني الوسائل التي نتوصل بها هذه العلوم وإنما نعني هنا المصادر الأصلية التي نعتبرها مصادر قائمة مستقلة عن الفلسفة نفسها، فالحقائق الدينية والكونية والعقلية حقائق ينبغي أن نعتبرها ثابتة ومستقلة عن إدراكنا ووسائل معرفتنا المحدودة، فالقوانين الكونية والحقائق المنطقية أو الرياضية والنصوص الدينية الثابتة كلها أمور ينبغي لدارس الفلسفة الإسلامية أن يثبتها.

ولعل يقول قائل، إن إثبات أمور لم تثبت بعد بالدليل العقلي أمر مخالف للفلسفة، ولكن ينبغي أن لا ننسى أن عدم إثبات هذه المبادئ يؤدي إلى إبطال العلم كله، لأننا نعلم مسبقا أن إنكار وجود الله مثلا يترتب عليه مجالات لا سبيل الى التجاوز عنها.









قديم 2009-03-05, 12:37   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد لعاطف
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2009-03-05, 19:02   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد لعاطف مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك

وفيك بارك
أهلا وسهلا









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc