وجوب اتباع السلف في فهم الدين

[عبد الحفيظ بن علي]

اعلم رحمك الله أنّ فهم السلف الصالح هو أسلم الفهوم وأفضلها، لأنّهم عاشوا الوحي والتنزيل، وبيّنوا وأظهروا لنا السبيل الذي نسير عليه، فمن تمسّك به نجا ومن تخلّف عنه غرق قال ابن القيم رحمه الله < فالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا في زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على عقيدة واحدة، لأنّهم أدركوا زمن الوحي وشرف صحبة صاحبه وأزال عنهم ظلم الشكوك والأوهام > مفتاح دار السعادة 2/262
ما هو مذهب السلف:
وقال السفاريني رحمه الله < ومذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمّة الدين ممن شُهد له بالإمامة وعُرِف عظيم شأنه في الدّين، وتلقّى النّاس كلامهم خلف عن سلف دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية > لوامع الأنوار البهية 1/ 21
وجوب اتباع السلف:
وقال العلاّمة الموفّق بن قدامة رحمه الله < وقد ثبت وجوب اتباع السلف رحمة الله عليهم بالكتاب والسنّة والإجماع والعبرة دلّت عليه، فإنّ السلف لا يخلوا من أن يكونوا مصيبين أو مخطئين، فإن كانوا مصيبين وجب اتباعهم، لأنّ اتباع الصواب واجب وركوب الخطأ حرام، ولأنّهم إذا كانوا مصبين كانوا على الصراط المستقيم، ومخالفهم متّبع لسبيل الشيطان الهادي إلى صراط الجحيم، وقد أمر الله باتباع سبيله وصراطه ونهى عن اتباع ما سواه فقال { وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون }
وإن زعم زاعم أنّهم مخطئون كان قادحا في حقّ الإسلام كلّه، لأنّهم إذا جاز أن يخطئوا في هذا، جاز خطؤهم في غيره من الإسلام كلّه، وينبغي أن لا ننقل عنهم الأخبار التي نقلوها، ولا نثبت معجزات النّبي صلّى الله عليه وسلّم التي رووها فتبطل الرّسالة وتزول الشريعة ولا يجوز لمسلم أن يقول هذا أو يعتقده > ذم التأويل ص 35
وقال الأوزاعي رحمه الله < اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عمّا كفّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنّه يسعك ما وسعهم > تلبيس إبليس لابن الجوزي رحمه الله ص 10

وقال الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله وهو يتكلّم عن الصحابة رضي الله عنهم < إنّهم لمّا سلكوا الطريق المستقيم بالمعنى المستقيم، انتهى بهم السير إلى أحسن قرار ومقام، إلى دار النعيم المقيم، في جوار الرّحمان الرّحيم، فإذا اشتقت إلى نهايتهم فتمسّك بهدايتهم وزن أعمالك بأعمالهم وأحوالك بأحوالهم فإذا جعلت ذلك من هذه وحملت عليه نفسك بصادق عزمك وصبرت كما صبروا رجوت أن تظفر بما ظفروا >
وقال أيضا رحمه الله < إنّ اختلاف الأفكار والطباع، مع اختلاط الأمم في الزمن الطويل، أدّى بالفرق الإسلامية إلى كثير من الإختلاف، وكان من بين ذلك لا محالة بدع دينية في الإعتقادات والأعمال، وكلّ ذي بدعة – لابد – معتقدا فيها صوابا، ومتلمسا لها دليلا، ولا يقف بالجميع عند حدّ واحد، إلاّ بدليل واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النّبي صلّى الله عليه وسلّم وكان عليه أصحابه، فكلّ قول يراد به إثبات معنى ديني ولم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من ردّه وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسّع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كلّ فعل ديني لم نجده عندهم، وكذلك كلّ عقيدة فلا نقول في ديننا إلاّ ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلاّ ما اعتقدوا، ولا نعمل فيه إلاّ ما عملوا، ونسكت عمّا سكتوا فهم كما قال الشافعي في رسالته البغدادية < أدوا إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عاما وخاصا وعزما وإرشادا، وعرفوا من سنّته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كلّ علم واجتهاد وورع وعقل وأمر، استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى من رأينا عند أنفسنا > أثار عبد الحميد بن باديس 4/243

قال العلامة المحدّث الألباني رحمه الله < لا بدّ للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين : صدق الإخلاص في النية لله عزّ وجل، وحسن الإتباع لما كان عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم .
فلا يكفي إذًا أن يكون المسلم مخلصا وجادا فيما هو في صدده من العمل بالكتاب والسنّة والدعوة إليهما، بل لا بدّ بالإضافة إلى ذلك من أن يكون منهجه منهجا سويّا سليما، وصحيحا مستقيما، ولا يتمّ له ذلك على وجهه إلاّ باتباع ما كان عليه سلف الأمّة الصالحون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين > التحذير من فتنة التكفير لعلي حسن ص 60

[التوحيد الخالص]

بارك الله فيك على الموضوع

[عبد الحفيظ بن علي]

وفيك برك الله

[chromato]

السلام عليكم
ليس الخبر كالمعاينة, إذ هناك فرق بين من عايش التنزيل من غيره, و لولا ذاك ما ورد في فضل الصحبة ما ورد.
قال الله تعالى: و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم و ساءت مصيرا
فقد اختلف العلماء في المؤمنين: من هم؟
الذين قالوا إن الألف و اللام للعهد قالوا أن المراد بهم الصحابة
و الذين قالوا بالإستغراق قالوا كل من تصح فيه صفة الإيمان و على قولهم هذا فإنه يدخل فيهم الصحابة من باب اولى
قال تعالى: و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه ...
فهذا دليل على فضل الصحابة و من اتبع سبيلهم فهل هناك قدوة خير ممن رضي الله عنه؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة

قال الأوزاعي : عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ؛ فإن الأمر ينجلي وأنت على صراط مستقيم

بارك الله فيكم

[نظام الفوضى]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك فيكما

عبد الحفيظ بن علي


chromato

موفقون بعونه

[عبد الحفيظ بن علي]

وفيكم برك الله وجزاكم الله خيرا

[الجزائري بوعمران]

والله أخي مازلت لم التق بأخد يتبع السلف في العقيدة والمنهج والسلوك

[سالكة نهج النبي]

جزاكم الله خيرا

[احمد الآمين]

شكرا لك اخي الفاضل
جزاك الله عنا كل الخير

[سالكة نهج النبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجزائري بوعمران

والله أخي مازلت لم التق بأخد يتبع السلف في العقيدة والمنهج والسلوك

بارك الله فيك
حكمك هذا يعتمد على فهمك للطريقة التي ينبغي أن يكون عليها اتباع السلف

[AZZEDINE50]

بارك الله فيك
حكمك هذا يعتمد على فهمك للطريقة التي ينبغي أن يكون عليها اتباع السلف

[عبد الحفيظ بن علي]

مقتبس من كلام الجزائري بوعمران

والله أخي مازلت لم التق بأحد يتبع السلف في العقيدة والمنهج والسلوك

أخي في الدين، إذا فهمت معنى مذهب السلف وسرت عليه أو اجتهدت في تحقيق ذلك فأنت على مذهب السلف، وكلّ الإخوة عموما على ذلك، ولكن إذا رأيت أحدا يدعي التمسك بمذهب السلف وعنده بحسبك أخطاء عقدية تخالف ما عليه السلف الصالح فهو ليس على مذهبهم، هذا بالنسبة للعقيدة والمنهاج، أما السلوك فهذا أمر آخر، فقد تجد من يتبع المذهب السلفي عقيدة ومنهاجا وعنده طامات في السلوك، أي أخلاقه متدنية جدّا، فهذا نسأل الله أن يوفقه للتخلق بخلق السلف، وفي هذا الأمر كلّنا ذووا خطأ، والمعصوم من عصمه الله، أعاننا الله إلى التمسك بهم في أفعالهم وأقوالهم واعتقادهم ...أميـــــن

[عبد الحفيظ بن علي]

اللهم وفقنا للاقتداء بهم

[ببوشة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحفيظ بن علي

فلا يكفي إذًا أن يكون المسلم مخلصا وجادا فيما هو في صدده من العمل بالكتاب والسنّة والدعوة إليهما، بل لا بدّ بالإضافة إلى ذلك من أن يكون منهجه منهجا سويّا سليما، وصحيحا مستقيما، ولا يتمّ له ذلك على وجهه إلاّ باتباع ما كان عليه سلف الأمّة الصالحون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين > التحذير من فتنة التكفير لعلي حسن ص 60

العمل بالكتاب و السنة و الدعوة اليهما, لا يكفي ليكون الانسان مؤمنا موحدا

و حتى يتم له ذلك يجب ان يكون متبعا لما كان عليه سلف الامة.


الله يرضى عليكم , من هم سلف الامة, و ما الذي كانوا عليه و يجب على الانسان

اتياعه جتى يكتمل دينه؟

[ببوشة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجزائري بوعمران

والله أخي مازلت لم التق بأخد يتبع السلف في العقيدة والمنهج والسلوك

هذا لاننا ضخمنا السلف و حكمنا عليهم بالقداسة ,لذلك لا نجد احدا يتبع منهج السلف

الذي في حقيقة الامر هو من نسيج خيالنا ,صحيح عايشوا الرسول و كانت لهم معه

مواقف ,الا ان هذا لا يمنع انهم كانوا بشرا مثلنا تماما , كان من بينهم قوي الايمان

و المتوسط و الضعيف ,ولذلك كانت تصدر منهم اشياء و تصرفات لا تليق بمؤمن من زمننا

هذا ,فما بالك ممن عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم.

و لهذا المنهج الذي هو في مخيلتنا عنهم لا نجده متبعا في عصرنا هذا ,لانه لم يوجد اصلا.