ما ذا وراء الباب هو عنوان للهموم التي تعتصر فؤاد الإنسان وتساؤلاته الدائمة عما يخبئه له القدر .... فتراه في شوق وفي خوف وهما لازمتان تشعلان صدره ألما وأرقا وتجعلانه يتمسك بهذه الحياة ....
ماذا وراء الباب هو عنوان للنفس التي تخبأ الحقيقة التي لا تنكشف إلا بالتجربة ...
ماذا وراء الباب هو عنوان للمستقبل المبهم الذي يولد من رحم المعاناة ......
ماذا وراء الباب هو عنوان الغموض للحالمين بالخلود على وجه هذه البسيطة ....
ماذا وراء الباب هو كابوس يطارد عقول المغفلين من الناس الذين تاهت بهم السبل .....
ماذا وراء الباب هو عنوان للشوق إلى المحبوب والرغبة في لقائه ......
فكرة غريبة راودتني ذات مرة بينما كنت أجلس بين أسور الصمت القاتل بين جمع من قرنائي الذين كانوا يتمازحون ويتلاعبون ... كانت الفكرة هي أن أطرح على نفسي وإخواني سؤالا قد يبدو لأول الوهلة أنه سهل ولا أدري إن كان ذلك فعلا ...
كان السؤال ماذا وراء الباب ؟ وقلت في نفسي قبل أن أجيب يجب أن أحتاط لنفسي أن لا أقع في فخ الجنون الذي يجعلني أهذي فأتناول كوبا من القهوة التي تسربت بين أمعائي وكأنها جحافل جيش عرمرم موشحا بالسواد يسوق سيل من الهجومات بين جنباتي التي أرى أنها لن تصمد طويلا .. لكنني رغم ذلك قاومت وعدت إلى السؤال ماذا بعد الباب ؟
وراودتني نفسي مرة أخرى بالتريث قبل الإجابة على السؤال قائلتا ربما يجدر بك فتح الباب .. ربما يجدر بك إدارة القفل .. ربما يجدر بك مد الخطوة إلى الأمام ... وأن لا تفكر في الإجابة على السؤال .
علمت أن هذا نزغ من الشيطان فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ، لكنني عدت مرة أخرى لأفكر ماذا خلف الباب ؟
قلت في نفسي ربما يجدر بك أن تجد رفقة تستأنس بها فتسندك وتأخذ من على عاتقك أعباء المفاجأة لكن نفسي نازعتني فقالت ربما وراء الباب غنائم والمفترض أنك الذي اهتممت بهذا الباب ... فعدت مرة أخرى لأقول في نفسي هذا الكلام صواب ربما ما وراء الباب لا يجب تقاسمه مع غير ويجب أن أنفرد به وحدي ... لكن يبقى السؤال ماذا وراء الباب ؟ فقلت أسأل الناس المحيطين حولي فراودتني نفسي ربما تجلب إنتباههم فراجعت أمري فلم أجد بدا من الحديث عن سر الباب سوى مع نفسي ماذا يوجد وراء الباب ؟
قررت في نفسي أن أتقدم نحوه لأرى مايمكنني فعله ، فأمسكت قبضة الباب الذي شعت منه حرارة صهره جلدي قفلت في نفسي ربما أجد نار ا ملتهبة فراجعت أمري ... وبقيت في حيرة من أمري أروح وأغدو بين جنبات الباب المشئوم لأسأل نفسي ماذا وراء الباب ؟
عدت مرة أخرى لأقف أمام الباب الذي أمسكت قفله متحملا كل الصعاب لأخلق مجالا لعيني لترى ماذا وراء الباب فلم أجد سوى ظلام دامس، فنازعتني نفسي ربما الهلاك أكيد ، فقلت هذه المرة لن أحيد عن مقصدي وسوف أمضي قدما مهما كانت النتائج علني أجد لسؤال الذي حيرني إجابة ماذا وراء الباب ؟
فقلت في نفسي أأخذ استراحة وسوف أعود لأكتشف ذلك وأجد من يكون برفقتي وأستطيع أ، أأتمنه على سري .... ودمتم سالمين