من غير مقدمة لأنها تبحث عن خاتمة و لم تجدها لحد الساعة فهي تبحث
بيت أهله نوايا على حد حالهم يقتاتون التمر بالحليب في أغلب الأوقات و اللحم من المناسبة إلى المناسبة و يا لحال الأطفال الصغار و الجدد ، مساكين حين يحسون بالنقص فيطلبونه و ينتظرون من ربّ البيت توفيره و لا يبحثون عن كيف أو كيف ، فهم لا يعرفون هذا المنطق الجبان الذي إن أرادوا توفير ما طلبوا ستتمرغ الأنوف في التراب لقاء رطل واحد أو أثنين ، فحين يجدون ما طلبوه لن يسألوا من أين أو من أين .
فتاه واحد من الأطفال الصغار و دخل الدار غير الدار اللي تربى فيها و وجد ما لم يجده في داره فاحتار
و قال
سأمكث هنا و لن أغير المكان، فمكث يوم و اثنين و ثلاثة حتى أحتار له أصحاب الدار ، فسألوه هل لك حاجة نقضيها لك فإننا نراك تقعد على الأرض متربعاً و نحن على الكراسي قاعدين ، فنهض الطفل الجاهل و الغريب الأطوار ،و قال عندي طلب واحد و هو أن اجلس على الكرسي حيث تجلسون بجانبكم أشارككم طاولة واحدة حيث تجتمعون
جلس المسكين على الكرسي وحرك جسده عليه فوقعت جثته الصغيرة على مقاسه فأرتاح ، و علموه كيف يأكل و كيف يحدث الناس و انبهر مما يقال له كأنه لم يسمع بهذا الحديث برغم حداثة سنه إلا أنه كان متطلعاً لان يكون مثل واحد من أهل الدار
و بدأ المشوار ...
سأل عديد الأسئلة و أجاب عليه أهل الدار عن كلّ ما سأل باختصار ، ففهم و كان أبن مدلل حين يدخل الغريب يحسب انه ابن من أبناء الدار فله لا يحتار و لا يسأل سؤال خارج عن المألوف كونه كان زائرا باستمرار .
حتى شب و كبر و أصبح رجلا فسميناه باسم له احتار ، و فرح به ، و بدأ رحلته عبر غرف الدار ليكتشف بعض الأسرار
فأخبروه بها و بكل غرفة وما فيها و لها و عليها حتى بدأ يقلد الابن الأكبر في الدار في كل كبيرة و صغيرة لكنه زاد على ذلك بشيء لم يكن في كبير الدار سمة أو خصلة غير حميدة التصقت به و أصبح الداخل الجديد حين يراها يعرفها بأنها وسمة عار
أخبروني ما هي هذه التي اكتشفها فيه أهل الدار كلهم من الكبير حتى الصغير
لأنني مازلت ابحث عن خاتمة لأكمل المشوار
بقلم عبد الوهاب