بينمـا كنتُ أسيرُ راجـلاً فـي شوارع مدينة جلفـــون، وفـي لحظةٍ طَرقَ أذنــايَ صوتُ أحد أصدقائـي بكلماتٍ نابيـةٍ خادشةٍ للحياء ، مِـمّا حزّ في نفسي ببالغ الحُزن والأسَى من ذلكَ التّصرف الذي لم أكـن أنتظره من صديق عزيز على قلبي...
سرتُ بخطواتٍ مُتثاقلة نحوه، وضعتُ يمنايَ على كتفهِ وقلتُ: يا صَديقي مالي أراكَ تقذفُ بكلامِ الخـَـنـــا ؟ ألا تعلـمُ أنّ ذاكَ من سُوء الخلقِ، وقد نهانـا دينُنـا الحنيف عن ذلكَ؟، أمـَا ترَى أنّ منْ سَاءتْ أخلاقَه حُطّ من قدْره وشَرفه،فإنـّي أنصحكَ أن تتحلّى بالأخلاقِ الحميدةِ فهي مرآةُ الإنسانِ حيثُ تُصورُ شخصيتكَ للآخرينَ، فاحرصْ أن تكونَ تلكَ الصُّورة جميلةٌ كالرّوض يعبـقُ بشذاه، و أنْ تكتسبَ بأقوالكَ وأفعالكَ خيرًا فإنّ الملكـانِ عـن اليمينِ وعن الشّمال يُسجّلانِ كـلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ...
رأيتُ زميلي وقدْ ملأ وجهه الخجـلُ، فطأطأ رأسه كأنّـه يُلقي باللـّومِ على نفسهِ، وبدأ يحركه ويقولُ أعدُكَ يـا صديقي بأنّـه لن يَـبدُر مني مثلَ ما سَبق، نعم صدقتَ ما أقبـحَ الكلامَ الفاحش ومَا أشـأمَ قائـله.